أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد حكمت - الوهابية وأزمة التعاطي مع النص ... الحلقة 1














المزيد.....

الوهابية وأزمة التعاطي مع النص ... الحلقة 1


وليد حكمت

الحوار المتمدن-العدد: 1741 - 2006 / 11 / 21 - 11:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المذهب الحنبلي هو أحد المذاهب التي كتب لها البقاء والحياة مع مجموعة من المذاهب الأخرى التي حظيت بدعم السلطات السياسية والفكرية التي سادت قرونا متتالية مما ساهم في انتشارها وفرضها من أعلى إلى اسفل كما هو معروف وهي المذاهب الأربعة وما يلحق بها كالمذهب الجعفري والاباضي والزيدي وهناك العشرات من المذاهب التي انقرضت واندثرت لأسباب كثيرة يطول ذكرها الآن انتشر المذهب الحنبلي والذي ولد فيما بعد توجها حنبليا فرعيا تركز على بعض الحنابلة دون غيرهم والتزم أشخاصهم وآراءهم الفقهية والأصولية وطور هذا الاتجاه تحت غطاء التجديد على يد متأخري الحنابلة ومنهم الشيخ محمد عبد الوهاب التميمي الذي انتسبت إليه الوهابية والوهابية هو المصطلح الحضاري للفئات التي انتمت فقهيا إلى المذهب الحنبلي وأنصاره كابن تيمية وابن القيم الجوزية ومتأخري الحنابلة الذين منهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي تلقى العلم في البصرة وامصار نجد والحجاز والإحساء .

لا نستطيع أن ننكر ونجادل بالحقيقة التي تقول بأن محمد بن عبد الوهاب دعا إلى نبذ الخرافات والتقليد والتعصب وندد بعباد القبور وسكان التكايا ودراويش المساجد وأنه شدد النكير على من اعتنق الخرافات والبدع والشعوذة بمختلف طقوسها ومظاهرها ابتداءا من الرقى والتعاويذ والسحر والكهانة والعرافة واللجوء إلى عالم الجن وسؤالهم الحاجات والإغراق في الغيبيات وجميع المظاهر السائدة في ذلك العصر الظلامي العثماني والذي امتاز بأنه اشد الحقب ظلاما وتخلفا من النواحي الاجتماعية والعلمية والثقافية والسياسية في جميع الأمصار والأقاليم وبالأخص إقليم نجد المعزول جغرافيا وذو الطابع البدوي الخاص, فكانت دعوة محمد بن عبد الوهاب تقدمية تجديدية من الناحية الدينية العقدية والفكرية وفي طبيعة التعامل مع النص المقدس وايضا وحركة تجديدية ارتأت إعادة المضمون الإسلامي الصافي غير المشوب بالخرافات ولكنها كانت حركة متطرفة متشددة في طريقة فرض هذه التصحيحات والاعتقادات والمباديء على الآخرين ووقعت في التعصب للمذهب والرأي الذي تعتنقه وتدعو إليه مع أن أطروحتها كانت بعكس ذلك إذ أن اطروحات محمد بن عبد الوهاب كانت تنبذ التقليد والتعصب للمذاهب وتدعو إلى التحرر والاستقاء من النص مباشرة مع الأخذ بعين الاعتبار بعض الشروط والمعطيات الأصولية ... لقد توضحت هذه الدعوة من خلال العديد من الوسائل فكانت المراسلات والمكاتبات إلى أمراء نجد والبصرة والحجاز والإحساء تجادلهم وتحاججهم بعبادة القبور والأوثان والأشجار والكهوف والطواطم وتبين لهم أن الشرك والجهل بمختلف مظاهره قد عاد إلى الجزيرة العربية فعادت كما كانت في زمن الجاهلية ... وأقام الحجج والبراهين على بطلان عبادة القبور وتقديسها كقبر الرسول والحسين وعلي سائر الصالحين في انحاء البلاد الاسلامية كما أنكر تشييد القباب التي اعتبرها أول الطرق إلى عبادة الأموات وكما عبادة الأشخاص والغلو فيهم كما يفعل الشيعة والصوفية من أهل السنة والاشاعرة وغالبية جماهير المسلمين ...( باب الغلو في الصالحين سبب الشرك) راجع فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ت عبد الرحمن آل الشيخ, وكتاب التوحيد حق الله على العبيد لمحمد بن عبد الوهاب وكتاب الأصول الثلاثة وغيرها.



في اعتقادي أن دعوة ابن عبد الوهاب كانت تهدد الدولة العثمانية التي رأت بأن هذا الرجل قد يهدد كيانهم السياسي ويدعو إلى بناء كيان ديني سياسي عربي وليس تركيا ولا اعتقد بأن الدولة العثمانية كانت جادة في تعليم الناس أمور دينهم ودنياهم فهي ابعد من ذلك بكثير فهي دولة استبدادية مستغلة طبقية وصل التخلف فيها إلى أعلى درجاته وصوره ولا ننسى أن الجزيرة العربية كانت تحكما شريعة الغاب فهي تحت سيطرة مجموعة من الأمراء الذين لا يتورعون عن ارتكاب افظع الجرائم بحق الآخرين إذا ما آنسوا منهم ضعفا ... يقول أحمد بن حجر آل بطامي في ترجمة ابن عبد الوهاب وحال البلاد الدينية في تلك الحقبة (رأى نجداً كما يحدثنا المؤرخون السالفون لنجد ، كابن بشر ، وابن غنام ، والآلوسي والمعاصرون كـ((حافظ وهبة )) وغيره ، مرتعاً للخرافات والعقائد الفاسدة التي تتنافي مع أصول الدين الصحيحة .
فقد كان فيها كثير من القبور تنسب إلى بعض الصحابة .
يحج الناس إليها ويطلبون منها حاجاتهم ، ويستغيثون بها لدافع كروبهم .
فقد كانوا في الجُبيلة ، يؤمون قبر زيد بن الخطاب ، ويتضرعون لديه ، ويسألونه حاجاتهم .
وكذلك في الدرعية ، كان قبر لبعض الصحابة كما يزعمون .
وأغرب من ذلك ، توسلهم في بلد المنفوحة بفحل النخل ، اعتقادهم أن من تؤمّه من العوانس تتزوج .
فكانت من تقصد تقول: (( يا فحل الفحول ، أُريد زوجاً قبل الحول )). وفي الدرعية ، كان غار يقصدونه ، بزعم أنه كان ملجأً لإحدى بنات الأمير التي فرت هاربة من تعذيب بعض الطغاة .
وفي شعب غبيرا ، قبر ضرار بن الأزور ، كانوا يأتون لديه من الشرك والمنكر ما لعل مثله ، لا يتصور .) انتهى



#وليد_حكمت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا سيحاكمون رامسفيلد ....فتعلموا منهم أيها المحامون الاردن ...
- في الذكرى الرابعة لاجتياح مدينة معان ......مدينة منزوعة السل ...
- هل ستبقى قضية معان أزمة مفتوحة في ظل استبعاد الخيار الديمقرا ...
- زينغو ورينغو في معان ... يحيا الذكاء
- الكادحون في معان يحيون ذكرى ايام الجمر والرصاص
- .!!!!!أحداث ينسل بعضها من بعض
- عندما انتفض الكادحون في معان عام 1989
- التركيبة السكانية لمدينة معان
- ساندوا وادعموا مجموعة معدومي الأرض في معان
- إمتاع السامعين بقصص الكادحين3
- امتاع السامعين بقصص الكادحين 2
- القلاع القديمة في مدينة معان
- امتاع السامعين بقصص الكادحين1
- القضاء العشائري في مدينة معان أداة لنهب أموال الكادحين فيها
- مؤسسة سكة حديد العقبة في معان.... بين مطرقة الإدارة المترهلة ...
- تدمير البنية التراثية المعمارية في مدينة معان مؤشر لتخلف الب ...
- الواقع الاقتصادي والاجتماعي لمدينة معان في الحقبة الماضية
- قضية الأرض في معان الى أين تسير؟؟؟؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد حكمت - الوهابية وأزمة التعاطي مع النص ... الحلقة 1