أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - نوال السعداوي و-التشادور- العراقي















المزيد.....

نوال السعداوي و-التشادور- العراقي


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 520 - 2003 / 6 / 21 - 11:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 الخميس 19 يونيو 2003 20:27 
 

لا أفشي سراً إذا قلت أني من متابعي كتابات الدكتورة نوال السعداوي ومعجب بأفكارها ومواقفها التقدمية الشجاعة في الدفاع عن حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة وما تحملته من اضطهاد في سبيل آرائها من قبل السلطات في مصر فوقفت بشجاعة نادرة ضد الأفكار الرجعية والعادات البالية وخاصة في معاركها ضد ختان البنات وغيرها من العادات الموروثة الضارة والمدمرة لجسد المرأة وكرامة.
ولكني وللأسف الشديد، أصبت بخيبة أمل مريرة عندما قرأت مقالتها الأخيرة الموسومة (نساء العراق بين إرهابين أميركي و ديني) المنشورة في موقع إيلاف نقلاً عن صحيفة الحياة يوم 19/6/2003.
ففي الوقت الذي أشكر فيه الدكتورة على دفاعها عن المرأة العراقية مما تتعرض له من قبل الإسلاميين الذين يحاولون فرض الحجاب عليها بالإرهاب كما فعلوا في إيران وأفغانستان، إلا إنها تحاول خلط الأوراق والتصيد بالماء العكر وركوب موجة العداء لأمريكا، فطرحت المشكلة وكأنها مؤامرة أتفق عليها الأمريكان والإسلاميون ضد المرأة. ولأول مرة أسمع أن الأمريكان يناصرون الحجاب واضطهاد المرأة في الوقت الذي نسمع بإلحاح الأمريكيين على مشاركة المرأة العراقية في الشؤون العامة بما فيه الحكومة القادمة. إن اتهام الأمريكان بالتعاون مع الإسلاميين في فرض الحجاب واضطهاد المرأة أمر مثير للضحك وناتج عن عقلية المؤامرة التي ابتلت بها الثقافة العربية بجميع تياراتها الرجعية والتقدمية والدكتورة السعداوي ليست إستثناءً.
فلكون الدكتورة نوال السعداوي يسارية وعربية ورغم مواقفها التقدمية، إلا إنها لم تتحرر بعد من مشاعر العداء ضد أمريكا. فالعداء لأمريكا استفحل في العالم العربي إلى حد أنه صار شهادة تزكية للعروبة والدين والوطنية والتقدمية والشرف والكرامة!! ولذلك، فأي جلاد متوحش مثل صدام حسين يريد أن يضحك على الشعوب العربية فما عليه سوى شتم أمريكا والادعاء بأنه أكبر عدو لها. وكلما بالغ في معاداة أمريكا، كلما صعد نجمه في السماء العربية. ولهذا السبب صار صدام رمزاً للشارع العربي بلا منازع وصوره ترفع في المظاهرات المناوئة للحرب الأخيرة وكأنه لم يكن من نتاج أمريكا نفسها كحاجة اقتضتها ظروف الحرب الباردة.
إن العداء لأمريكا صار مرضاَ عضالاً ابتلت بها الشعوب العربية وجلبت عليها الوبال. 70% من المساعدات العالمية إلى شعوب العالم الثالث هي من أمريكا. أمريكا هذه قدمت من المساعدات المالية لمصر وحدها مائة مليار دولار خلال عشرين عاماً الماضية. وع ذلك 80% من العرب يكرهون أمريكا ولكن 60% منهم يتمنون العيش فيها. لذلك فأمريكا مأكولة ومذمومة في جميع الأحوال حتى ولو تدخلت لخلاص شعب أعزل من مخالب حكومته همجية جائرة كما حصل في العراق.
إن من يقرأ مقالة الدكتورة السعداوي يعتقد وكأن أمريكا قضت على حكومة تقدمية عادلة في العراق وليست على نظام فاشي يرأسه جلاد متوحش ملأ العراق بالمقابر الجماعية وشرد ما يقارب خمسة ملايين من شعبه وجعل أغلب نساء العراق أرامل وعوانس.
ولإظهار نفسها المدافعة الحميمة المخلصة عن النساء العراقيات ومعاناتهن في العراق بعد سقوط صدام، استشهدت الدكتورة نوال السعداوي برسالة ادعت أنها استلمتها من عراقيات فتقول: (في 13 حزيران (يونيو) 2003، جاءتني رسالة من بعض النساء داخل العراق تقول: "نحن نعيش اليوم بين النارين: الارهاب الاميركي وارهاب الجماعات الاسلامية التي يشجعها الاحتلال الأجنبي. البنادق موجهة الى صدورنا من الجانبين. جيش الاحتلال يقتلنا ضمن من يقتل من الشعب العراقي من أجل إخماد المقاومة الشعبية. الجماعات الاسلامية الارهابية تقتلنا تحت اسم الأخلاق والعفة. إن أخلاقنا أفضل من أخلاقهم، وأغلبنا نساء عاملات فقيرات نكدح في أي عمل وأية مهنة من أجل إطعام أطفالنا. إنهم يضربوننا في الشوارع لنعود الى البيوت. يقولون لنا إن المرأة مكانها البيت وليس الشارع. لكننا نخرج من بيوتنا من أجل العمل وسد الرمق. وفي الإسلام مبدأ يقول "العمل عبادة".
لكن هؤلاء لا يعرفون مبادئ الإسلام، ويفرضون علينا ارتداء "التشادور" ونحن لن نتعود مثل هذا الزي الغريب، الذي يعرقل حركتنا، ويعرضنا للمخاطر، والحوادث المتعددة عند ركوب الاوتوبيس أو القطار، لقد تعودنا ارتداء الملابس العادية المحتشمة، لكنهم يفرضون علينا ما يشاؤون بالقوة والعنف والتهديد...).

 
أولاً استغربت أن تصل رسالة من العراقيات ومن داخل العراق إلى الكاتبة وهي في مصر أو خارجها ولا أدري كيف حصلن على عنوانها في ظروف ما بعد الحرب حيث لا توجد خدمات بريدية وأنا العراقي لم استلم أية رسالة من أهلي وأصدقائي في العراق منذ أشهر. كذلك وقعت الكاتبة في خطأ لغوي فضحت نفسها بنفسها مما يدل على أن الرسالة لم تكن من نساء عراقيات. فقد كررت كلمة (تشادور) والتي لا تستعمل في العراق لأنها كلمة إيرانية. أما في العراق فنستعمل كلمة (عباية). ومن حق الدكتورة أن تقع في هذه الغلطة اللغوية لأنها لم تسمع بالأغنية العراقية( يم العباية.. حلوة عباتج!!) ولم تعرف عن العراق أي شيء سوى معاناة النساء العراقيات بعد رحيل صدام!!. كذلك ذكرت كلمة (أوتبيس) وهي كلمة تستعمل في اللهجة المصرية، أما العراقيون فيستعملون كلمة (باص). وهذا يدل على أن الرسالة منحولة وليست من النساء العراقيات. من المؤسف أن الدكتورة نوال أوقعت نفسها في فضيحة ما كنا نتمناها لكاتبتنا العزيزة.
وليتها استفسرت من الكاتبة المصرية الكبيرة صافي ناز كاظم التي تعرف الكثير عن معاناة شعب الرافدين على يد النظام الجائر لأنها عاشت معهم وتعرفت عن كثب على عذابات العراقيين وماذا يعني نظام جائر كنظام صدام حسين لشعب العراق كما عبرت عنه في سلسلة مقالات بليغة مؤثرة في الشرق الأوسط اللندنية. فألف تحية إلى السيدة صافي ناز كاظم التي هي من القلائل من المثقفين العرب الذين وقفوا إلى جانب شعبنا وقت المحنة ولم يناصروا الجلاد أو يحاولوا تزييف الحقائق بحجة الدفاع عن الشعب العراقي.
لقد أوقعت الدكتورة السعداوي نفسها في نفس الخطأ الذي حصل قبل أسابيع عندما نشرت صحيفة عربية تصدر في لندن، رسالة ادعت أنها مرسلة من صدام حسين وبخط يده. وتبين أن الرسالة مزيفة كتبها أردني حيث استخدم كلمات لا يمكن أن يستخدمها العراقيون مثلاً ورد إسم (عبدالقادر الجيلاني) والصحيح هو عبدالقادر الكيلاني كما يلفظها العراقيون.
نتمنى على الدكتورة السعداوي أن تكون أكثر موضوعية وتتوخى الدقة والإنصاف في دفاعها عن العراقيات. وفي ردي هذا، لا أريد الدفاع عن الأمريكان فهم لا يحتاجون إلى دفاع لأنهم عملوا كل ما في وسعهم لخدمة العراقيين وخلاص العالم من شرور نظام إرهابي خطير والتاريخ سوف يؤكد ذلك. وإني من ضمن ثلثي الشعب العراقي المدينون للأمريكان بالفضل على خلاصهم من هذا الغول الوحش الذي وقف أغلب المثقفين العرب إلى جانبه ونعتوا وما زالوا القوى الوطنية العراقية بالعمالة للأجنبي في الوقت الذي كان النظام الجائر يملأ العراق بالمقابر الجماعية. لا بل حتى البرلمان العربي رفض مؤخراً إدانة هذه المقابر الجماعية وكأن ضحايانا لا يستحقون من العرب حتى ولو دعم معنوي إخلاقي. فمتى ينتبه المثقفون العرب إلى أخطائهم ويقفوا إلى جانب الشعوب المضطهدة بدلاً من الوقوف إلى جانب جلاديها لا لشيء إلا لأن الجلاد يدعي العداء لأمريكا.

 

 



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى تغيير أسماء الشوارع.. لصوصية تحت واجهة دينية
- رفع الحصار إنتصار آخر للشعب العراقي
- هل هؤلاء رجال دين أم بلطجية؟
- سقطت الفاشية ولم تسقط بغداد..!!
- هل ظاهرة النهب والشغب في العراق مجرد بداية لما هو أدهى وأمَّ ...
- محاولة لفهم الفوضى والنهب بعد سقوط الإستبداد!
- كـمسـتقبل ألمانيا بـعـد هــتلر
- مخاطر إنسحاب الحلفاء المبكر من العراق
- لماذا ترفض روسيا وفرنسا رفع العقوبات عن العراق ما بعد صدام؟
- الصحاف هو الوجه الحقيقي للإعلام العربي
- 9 نيسان 2003 أسعد يوم في حياة الشعب العراقي
- نريدهم أحياءً !! بمناسبة مصرع علي الكيمياوي
- رحيل باحث نزيه - بمناسبة أربعينية الفقيد علي كريم سعيد
- لماذا تأخرت الإنتفاضة؟
- الديمقراطية لن تولد متكاملة وقد لا تكتمل!
- الوصايا العشر إلى الحكومة العراقية القادمة
- الإقتصاد العراقي - الماضي والحاضر وخيارات المستقبل
- موقف فرنسا وألمانيا من الحرب المرتقبة انتهازي نفعي وليس اخلا ...
- هل تؤثر المظاهرات على قرار الحرب؟
- نصرالله يقوم بدور عمرو بن العاص


المزيد.....




- الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا ...
- مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
- -نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال ...
- 17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
- الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟ ...
- إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
- الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
- خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
- القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - نوال السعداوي و-التشادور- العراقي