أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة94















المزيد.....

من أجل ثقافة جماهيرية بديلة94


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 7821 - 2023 / 12 / 10 - 14:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اَلنَّصُ اَلْمُؤَسِّسُ وَمُجْتَمَعُه
اَلسِفْرُ اَلأَوَّلُ وَاَلثَانِى
خليل عبد الكريم
الحلقة الثانية عشر

خامسا
ًا: رد بنت الشاطئ المفحم على جوق الطبالين ومايسترهم هيكل:
خرجت من قراءتى لعشرات كتب السلف التراثية فى السيرة أن القدامى اتصفوا بالأمانة العلمية وامتازوا بالضمير الفكرى ومن ثم اتسموا بالموضوعية والنزاهة, فى حين أن المحديثين نفضوا أيديهم من ذلك كله وآثروا النفاق واختاروا الانتهازية وانحازوا إلى الذبذبة, ومن ثم حفلت كتاباتهم بالتلفيق وطفحت بالإنتقائية واكتظت بالترقيع وامتلأت بالتبرير وتضلعت من التعمية وارتوت بالتضبيب ونهلت من الغطرشة ( التعالى عن الحق ), ولهذا فهى توسم بالنفاق الفكرى ومجافاة الأمانة العلمية ومخاصمة الضمير الثقافى, ولسنا فى حوجة إلى تبيين العلة الكامنة وراء سلوك المحدثين لهذا المنهج الفسيد والسير فى هذا الطريق المعوج والمشى فى هذه الجادة الملتوية.
ولو أنك رسمت خطًا بيانيًا للأمانة الفكرية لهذا الفرع من العلوم لجاء منحدرًا وهابطًا لأن القدامى أوردوا الوقائع كما سمعوها والأحداث كما تلقوها والآثار كما زويت لهم مهما حملت من صدمة للقارئ أو دهشة للمتلقى أو إستنكارًا لدى السمع, وكان منطقهم وهم يصنفون: { ليستحسن من يستحسن وليستهجن من يستهجن وليستغرب من يستغرب فهذا ليس من شأننا ولسنا مسئولين عنه. ثم خلف من بعدهم خلف أمعنوا فى الغواية وأسرفوا فى الضلالة وبلغوا فى النكراء فأخفوا وغطوا وسوغوا على حساب الضمير والمسئولية والأمانة التى حملها الإنسان الظلوم الجهول }.
والذى حيرنى فى موقفهم هذا أمران:
الأول: أنهم ليسوا بحال من الأحوال بأنقى من سلفهم الصالح ولا أشد خوفًا من الله تعالى هذا من جانب, ومن جانب آخر أن علمهم ـ الحق أننى أقولها تجاوزًا ـ بجانب علم السلف مثل قطرة فى محيط فمن منهم يصل إلى مستوى ركبة ابن إسحق أو الطبرى أو الرازى أو البيضاوى أو القرطبى .... إلخ؟.
الآخر: من المفروض أننا مرقنا من العصور الوسطى وخرجنا من عهود الظلام وغادرنا زمن القيود والسدود ونعيش الآن فى أيام حقوق الإنسانن وحرية الفكر والإبداع والكتابة وغدا العالم قرية كبيرة هذا من رجا, ومن ىخر لم تعد المؤلفات السوابق أسرارًا مكتومة ولا أحاجى ولا ألغازًا مستورة مخبوءة, وبأى صورة تغدو كذلك ونحن ننعم بثورة الإتصالات. لكن فيما يبدو وبأيأة هيئة جلية أنهم عندما يغمضون عيونهم يتوهمون أن غيرهم لايراهم.
بعد هذه الفرشة التى نأمل عدم تململ القارئ من طولها النسبى ندخل فى صميم الموضوع:
محمد حسنين هيكل بدأ كاتبًا ليبراليًا مستنيرًا وأصدر مؤلفات محترمة, أما عندما خاض فى خضم بحر الإسلاميات فقد فَكّ صمولة [ كلمة عربية أصيلة أقرها مجمع اللغة العربية فى مصر وأدرجها فى الوسيط والوجيز ] ضميره العلمى لأسباب لا تخفى على الفطن ولا تغيب عن اللبيب ولا تتوارى عن الذكى . [ عباس محمود العقاد قام بذات الصنيع ].
ومن أشهر ما طلع به على القراء فى ذات المضمار كتابه " حياة محمد" ويند عن جوهر دراستنا تقييمه أو غيره من الإسلاميات الهيكلية, إنما الذى يهمنا ما خطه بشأن خبر الكلبى وطلاقه لابنة جحش:
{ أفيبقى بعد ذلك أثر لهذه الأقاصيص التى يكررها المستشرقون والمبشرون ولكنها شهوة التبشير المكشوف تارة والتبشير باسم العلم أخرى والخصومة القديمة للإسلام هى التى تملى على هؤلاء جميعًا ما يكتبون وتجعلهم فى أمر زواج النبى وفى أمر زواجه من زيبن بنت جحش يتجنون على التارخ ويلتمسون أضعف الروايات فيه مما دُسّ عليه ونُسِب إليه }. [ حياة محمد: لمحمد حسنين هيكل ـ ص336 ـ الطبعة الحادية عشرة ـ دار المعارف بمصر ].
هذا كلام يصيح به بأعلى طبقات صوته المهيب فى خطبة منبرية فى يوم جمعة واعظ فى مسجد إحدى القرى أو الأحياء الشعبية ولا يستقيم بحال صدوره من باحث جاد.
ونحن هنا إزاء احتمالين لاثالث لهما:
أولهما: أن هيكلاً لم يطلع على أمهات كتب السيرة والتاريخ وأسباب النزول والتفسير والأحاديث والأخبار .... إلخ. وهذا عيب قادح وقصور فادح ونقص واضح.
آخرهما: أو أنه قرأها وسمح له ضميره العلمى أن يرقم هذه العبارات الفلوت وهنا يثبت أنه تخلى عن أمانة القلم.
هذا المسلك من جانب هيكل أثار ثائرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن " بنت الشاطئ" ويعرف الجميع عنها أنها باحثة رصينة فضلاً عن أنها سلفية تقليدية لأقصى درجة ـ فهلهلته [ فندت جميع حججه حتى أعيته واضطرته للصمت ] وبهدلته ( = كلمة عربية فصيحة ) ولم تترك له جنبًا يرقد عليه.
وردت فى كتابها " نساء النبى " دار الهلال بمصر قائلة:
{ إن قصة إعجاب الرسول بزينب وحكاية الستر من الشعر الذى رفعته الريح وانصراف الرسول عن بيت زيد وهو يقول: سبحان الله مقلب القلوب, قد كُتِبت قبل أن تسمع الدنيا بالحروب الصليبية بأقلام نفر من مؤرخى السيرة ورواة السيرة لايرقى إليهم اتهام بعداء النبى والدس للإسلام.
فمن الحق أن ندع المستشرقين والمبشرين وأمثال موير ومرجليوث وإرفنج وسبرنجر لنقرأ القصة على مهل فى تاريخ الطبرى وفى الإصابة وفى كتب التفسير وفى السمط الثمين [ ص 140].
وفى الهامش: راجعها بالتفصيل فى تاريخ الطبرى 3 /42 ,43 وفى النهاية لابن الأثير/ حوادث السنة الخامسة للهجرة / وفى السمط الثمين 107 / وفى الإصابة ج8 .
وأضافت بنت الشاطئ:
..... فيكفى للرد عليه أن ننقل هنا تفسير الزمخشرى للآية منذ أكثر من ثمانية قرون بأن رسول الله أبصر زينب بعد ما أن أنكحها زيدًا فوقعت فى نفسه فقال سبحان الله مقلب القلوب " [ ص 141, 142].
ثم انتهت إلى نتيجة حاسمة وهى:
...... أن الدكتور هيكل أخطأ من حيث أراد الدفاع عن الرسول ذلك أنه بإنكاره ميل الرسول إلى زينب ورفضه أن يكون ـ ص ـ تعلق بها ألقى على المسألة ظلالاً من الريبة توهم أن هذا التعلق خطأ لايجوز على الرسول ومنقصة يجب أن ننزهه عنها .... } [ ص142 ]
وختامًا فهذه الفاصلة التى انضوت على قصة الكلبىّ وبنت جحش وإن طالت بعض الشئ فإنها تضع فى حجر القارئ دليلاً على صحة ما جاء بالشطر الأول من العنوان وهو أن الفرقان خصص نصوصًا لتحقيق رغائب محمد وكيف لا أليس هو " سيد الخلائق" على بكرة أبيها؟.
يتبع



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 93
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة92
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 91
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة90
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 89
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة88
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة87
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 86
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة85
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 84
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 83
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 82
- شرارة هامة من تاريخ النضال الحضاري لقوى التحرر4
- وانها لثورة حتى النصر 13
- وأنها لثورة حتى النصر 12
- وانها لثورة حتى النصر 11
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة81
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة80
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 79
- وإنها لثورة حتى النصر10


المزيد.....




- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...
- اتصالات هاتفية بين الرئيس الإيراني وقادة الدول الإسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة94