ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 1741 - 2006 / 11 / 21 - 08:06
المحور:
حقوق الانسان
إن كنت تدري مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم , تنتابنا حالات متكررة من القلق والتشكيك , لكثرة ما يقال لنا وما نوعد به , المياه تجري من تحت أقدامنا ولا ندري إلى أين السبيل ؟.
لنبدأ حديثنا من المقولة الشهيرة التي أطلقها وزير الدعاية النازي غلوبز (أكذب أكذب حتى يصدقك الآخرون) , العالم كله يكذب دون استثناء , دول تكذب على بعضها , وكذلك الأفراد , الأخطر من هذا وذاك , كذب الأنظمة على شعوبها.
لو دققنا في واقعنا العربي الراهن لعثرنا على آلاف الأكاذيب التي تساق لنا جهاراً نهاراً , المؤلم أنّ أحداً لا يعترف بأكاذيبه التي يسوقها , كما اعترفت أميركا مؤخراً على لسان وزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس بارتكاب بلادها لآلاف الاخطاء التكتيكية في العراق.
مشكلتنا كشعوب ميتة أننا نصدق ما يروى لنا , سريعاً دون أي تفكير , ربما لأننا أموات لا نرقى بتفكيرنا , ونتعدى في صدقنا للأشياء إلى درجة الإيمان التام الذي يرفض النقاش حول صحة هذا الشيء أو عدمه.
الأكاذيب التي تقص علينا كثيرة لا يتسع بنا المجال لذكرها, الأهم أنها أكاذيب بعضها يصدر من الداخل والآخر يحمل من الخارج عبر القنوات الاعلامية الذائعة الصيت.
فمنذ قيام دولة العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة عام 1948 تتالت أكاذيب الأنظمة العربية على شعوبها وعلى الفلسطينيين بالتحرير , وسخرت لأجل هذا التحرير المزعوم طاقات هائلة وموارد وثروات لا تقدر بحجم , بددتها في غفلة من شعوبها , بنت لنفسها قصوراً وجسوراً وجامعات تخليداً لاسمها لا بل تخليداً
( لكذبها) والفلسطينيون يذبحون تباعاً بدماء باردة, فدماءهم رخيصة لأن قضيتهم يتاجر بها في رخص , وحتى الآن أكاذيب التحرير قائمة بلا نهاية والتصديق لها قائم أيضاً.
ويزداد الكذب هطولاً فوق رؤوسنا , لكن من الخارج , فلم تهدأ القوى العظمى ببث ادعاءاتها المزيفة , لنا وللعالم , لقد تحدثوا عن أسلحة دمار شامل في العراق قبل الحرب فصدقهم العالم في ذلك, اعتبروا الإرهاب عدوهم الجديد ونسبوه الى الإسلام , فذهب البعض إلى الأخذ بكلامهم , وصفوا أنظمتنا بالشمولية , فصدقناهم , طرحوا الحرية بدلاً من الديكتاتورية , رحبنا بطرحهم ... لماذا يكذبون علينا ؟ تساؤل يطرح نفسه , إن كنا نعتقد بأننا لسنا إرهابيين وأن حريتهم خادعة وما نعتهم للأنظمة بالاستبداد لا يتعدى حدود المداعبة , فلماذا نصدقهم؟؟.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟