أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ألبير فرحات - خطوة الى أمام، خطوتان إلى الوراء؟














المزيد.....

خطوة الى أمام، خطوتان إلى الوراء؟


ألبير فرحات

الحوار المتمدن-العدد: 520 - 2003 / 6 / 21 - 11:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



  

طالعتنا الأخبار مؤخرا بنبأ عن اتجاه مجموعة <<قوى الاصلاح والديموقراطية>> في الحزب الشيوعي اللبناني نحو تشكيل حزب جديد، وباسم جديد.
ولقد سررنا لهذا النبأ لأول وهلة، لأننا اعتبرناه بداية مسار، بالنسبة الى الشيوعيين عامة، لسلوك تلك الطريق المؤدية للخلاص من إرث الأممية الثانية، وخصوصا في عهد معين من عهودها، والتي كانت تحرّم قيام أكثر من حزب واحد من أحزابها، في كل بلد، انطلاقا من مفهوم تبسيطي لما تعتبره الماركسية <<وحدة مصالح البروليتاريا>>.
وبفعل من ذلك المفهوم التبسيطي نشأت فكرة <<وحدانية الحزب>>، وهي الفكرة التي أسست بدورها لمفهوم <<الحزب القائد>> الذي لا بدّ له من أن يتحول الى <<حزب القائد>>، بكل ما أدى إليه ذلك من إشاعة للتوتاليتارية (الشمولية) في البلدان التي سارت على طريق <<بناء الاشتراكية>>، ذلك البناء الذي قام في جانب غير قليل منه على تدابير إدارية وإرادوية لا تأخذ في الحسبان دوما الواقع الموضوعي ومتطلباته.
وأدت فكرة الوحدانية تلك الى إفراغ الحياة السياسية من أي مضمون، والى القطيعة بين القيادة والقاعدة، ورفض المراجعة والحوار، ونبذ الآخر بحيث كانت في النتيجة تلك الانهيارات التي أصابت في آن دول الاشتراكية والتحرر الوطني في أكثر من مكان.
وهنا يطرح بقوة السؤال الذي طرحه اليسار العلماني في بلادنا وهو: أيهما الأفضل وحدانية حزب اليسار أم تعدد أحزاب اليسار، وهل أن الوحدة المطلوبة داخل كل حزب تتطلب الوحدانية، او ان وحدة صفوف اليسار رهن بوجود حزب قائد على رأس مجموعة من الاحزاب التابعة والقاهرة التي هي بحاجة الى أوصياء؟
وإذا عدنا الى ما أعلنت عنه مجموعة <<قوى الاصلاح>>، فانه يجب القول ان فرحتنا بما سمعناه لم تصل الى قلوبنا حتى اطلعنا على تلك الوثيقة التي أصدرتها المجموعة، والتي جاء فيها انها اختارت <<التوقيت المناسب>> لإعلانها، وتحديدا في فترة إعداد المجلس الوطني (للحزب الشيوعي اللبناني) تقارير المؤتمر التاسع المقبل <<لإرباك عملية الإعداد ولقطع الطريق على المحاولات الجارية من قيادة الحزب وبعض الحلفاء والاصدقاء للملمة الشمل>>. ثم يدلي الاصلاحيون بما انعقدت عليه نيتهم في <<الحسم>>، وما الى ذلك من أفكار وعبارات تذكّرنا بتلك التصفيات التنظيمية وغير التنظيمية ذات التاريخ البائس.
وليس من المبالغة القول إننا إزاء أسلوب تفكير ينتمي الى الأصوليات القديمة والحديثة، سواء منها تلك التي وجدت في تاريخ الحركة الشيوعية العالمية، تلك الاصوليات القائمة على أفكار العصمة، والوحدانية، وعلى ثنائيات الخير والشر، والخطأ والصواب، وإرباك الآخرين، وشل إرادتهم، واعتماد سبل <<الحسم>> الانقلابية في الصراع الفكري والسياسي.
كل ذلك في الوقت الذي يحتاج فيه الحزب الشيوعي اللبناني الى حركة مراجعة ونقد ذاتي بعيد، من موقع الديموقراطية، وتأصيل الحوار والاعتدال والقبول بالآخر، فضلا عن التعددية التي لا ينبغي لها ان تقف في منتصف الطريق، وان تعود القهقرى خطوتين الى وراء كلما تقدمت خطوة الى الأمام، وان تسلك طريق التمايز بصورة ديموقراطية، لا عن حقد ولا من أجل الارباك ووضع العصي في دواليب الآخرين.
إن لم نفعل ما يجب أن نفعله على الصعيد الايجابي، وبهدف المنافسة الديموقراطية والشريفة، ونهاية تقديم نماذج أفضل، فإننا سنكون مقبلين على انهيارات وتراجعات جديدة يتحمل مسؤوليتها أولئك الذين يرفضون رؤية اي خير عند الآخر بحيث يسوّغ لنفسه الايقاع بالآخرين، وكلها مواقف تنم، أيا كان الطرف الذي تصدر عنه، عن انغلاق فكري وانسداد سياسي، ويحول حتى الأصوليين الى استئصاليين.
ان أول ما يحتاج اليه اليسار في بلادنا اليوم هو العمل من أجل إيجاد إطار فكري وأساليب تحليل ومفردات وأخلاقيات متقدمة وسامية، لا تنفي النقد والنقد الذاتي، حتى القاسي منهما، ولكن ذلك الاطار والاساليب والاخلاقيات التي من شأنها تأكيد وتجديد فهم العلاقة المشتركة التي تجمع بين أطرافه سواء كانوا في حزب واحد، او في أكثر من حزب. مفاهيم ترفض النزعات الانقلابية والضربات الاستباقية التي تنظر الى الآخرين بوصفهم مجرد أهداف..
هذه الأقوال، وإن جاءت بمناسبة ما صدر عن مجموعة <<قوى الاصلاح والديموقراطية>>، فهي لا تعنيها وحدها. فليس بيننا من هو معصوم عن تلك السلبيات التي أكدنا عليها في هذا المقال. وليعترف كل منا بما له وبما عليه وبما للآخرين وعليهم. وعند الافتراق، إذا كان لا بد منه، فليقل كل منا للآخر: رافقتك السلامة، والى اللقاء!
() محام لبناني



#ألبير_فرحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إسرائيل.. إعلان وزارة الدفاع عن إنشاء مستشفى ميداني للأطفال ...
- استطلاع: 80% من الأمريكيين متشائمون عقب محاولة اغتيال ترامب ...
- شاهد: بوتين يقود -لادا أورا- الجديدة ويفتتح بها الطريق السري ...
- ألمانيا تعلن مبادرة لتعليم مليوني طفل بمنطقة الساحل الأفريقي ...
- تقرير يتحدث عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب وطهران تنفي
- البنتاغون: نعتزم تسريع تطوير واختبار الصواريخ فرط الصوتية
- تدمير تسع مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة كورسك الروسية
- -نيوزويك-: أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية تشل فعالية الأسلح ...
- انقلاب حافلة عند دخولها نفقا بالقرب من برشلونة
- صيادون يرصدون تحليق صواريخ روسية فوق بحر قزوين


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ألبير فرحات - خطوة الى أمام، خطوتان إلى الوراء؟