أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - غياب الوحدة الوطنية.. واستفراد القوى المعادية بغزة














المزيد.....


غياب الوحدة الوطنية.. واستفراد القوى المعادية بغزة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 09:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


بمعزل عن الموقف الفلسطيني صاحب العلاقة كشعب وأرض، يكاد يكون هناك اتفاقا واسعا بين أطراف دولية وإقليمية على أن قطاع غزة بعد 7 أكتوبر لن يكون كما قبله، عندما كانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تقيم سلطتها في القطاع بعد سيطرتها عليه بالقوة المسلحة على حساب أجهزة منظمة التحرير الفلسطينية التي تتولاها حركة فتح فيما يسمى المحافظات الجنوبية ضمن مشروع الدولة الفلسطينية حتى 14 يونيو 2007، جراء عملية طوفان الأقصى التي شكلت زلزالا غير مسبوق ليس على الصعيد العسكري ولكن أيضا على صعيد الوعي لدى الكيان الصهيوني.
ومع أن الكل المعادي استغل ما جرى ليكرس مقولة غزة بعيدا عن سياقها الطبيعي وهي أنها جزء أساس من مشروع الكيانية الفلسطينيةـ في تكريس مشبوه لحالة الانقسام الشاذة التي كانت سائدة خلال السنوات الماضية، ومن موقع تبني الولايات المتحدة وجهة نظر الكيان الصهيوني من الحرب على غزة ، كامتداد عضوي لها، تعمل واشنطن على نرتيب وضع غزة ما بعد الحرب بما يحقق أهداف العدوان في المديين المرحلي والاستراتيجي، بالبحث مع الأطراف الإقليمية والكيان الصهيوني بشكل أساسي كونه بات يحتل القطاع عسكريا ويفرض سيطرته عليه؛ حول مستقبل قطاع غزة..
وفي سياق لي عنق الحقيقية اعتبرت القوى المعادية الحرب على غزة وأهلها، التي هي في توصيفها "التقني" مع كل البشاعة التي تنتج عنها حربا على حماس وفق الأهداف المعلنة لهده الحرب من قبل الكيان الصهيوني ، التي هي أيضا حرب نتنياهو الشخصية. يؤكد هذه المقاربة تصريح نتنياهو الذي جاء فيه "قلت له (بلينكن) أقسمنا، وأقسمت أن نقضي على حماس. وليضيف لا شيء سوف يوقفنا.. سنواصل هذه الحرب حتى نحقق الأهداف الثلاثة: إطلاق سراح جميع المختطفين لدينا، والقضاء على حماس بشكل كامل، وضمان ألا تواجه غزة مثل هذا التهديد مرة أخرى".
ومع أنه من الصعب تصور تحقيق الكيان الصهيوني لهدفه من هذه الحرب بالقضاء على حماس كبنية عسكرية، وإنهاء حكمها قي غزة على غرار ما حدث في العراق، بالشكل الذي يخطط له الكيان، لكن استمرار سلطة حماس هو الذي لم يعد موضوعيا ممكنا كسلطة بأدواتها وأجهزتها، كون الكيان الصهيوني ربما يكون لاعبا مقررا قي ذلك من خلال وجودة الفعلي على امتداد مساحة قطاع غزةـ وهو أمر تدركه الولايات المتحدة التي تتفق معه ومع دول أخرى من أنه لن يكون لحماس دورا في حكم القطاع فيما بعد انتهاء الحرب إلا أن هناك تباين بين واشنطن والكيان حول الجهة التي ستحل محل حماس في إدارة شؤون القطاع.
وهنا يبرز دور السلطة الفلسطينية كصاحبة الولاية الشرعية، التي اعتبرتها فرصة تاريخية في ظل تعالي وتيرة الحديث خاصة الأمريكي عن حل الدولتين، ومن أنه لا يمكن فصل مصير غزة عن الضفة ضمن أي حل سياسي، لذلك أبدت السلطة الفلسطينية استعدادها لتولي مسؤولية القطاع ضمن رؤية شاملة لحل سياسي يشمل الضفة والقطاع ، لكن استعداد السلطة يواجه أكثر من تحدي كون إرث تجربة حماس في غزة ثقيل جدا على المستوى الأمني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، ناهيك عن أن السلطة بأدائها السيء في الضفة لن تكون محل ترحيب شعبي، إضافة إلى أن حماس ستعتبر أن السلطة ستكون وكيلا للاحتلال قي غزة، ويمكن استشراف ذلك من خلال دعوة فتحي حماد عضو المكتب السياسي لحماس، ووزير داخليتها الأسبق بالخروج عن طاعة الرئيس محمود عباس . بل واستحضر حماد شعار حركة الإخوان المسلمين بأن طالب الشعب الفلسطيني بالاستعداد لحمل ما سماها راية الخلافة ، وأضاف لا يجوز للرئيس "الخائن" عباس ان يتحكم في القرار، ويجب التخلص من أسباب العمالة والخيانة لليهود والنصارى.
هذا التصريح يكشف مدى البؤس الذي يعيشه المشهد الفلسطيني ، الذي تحضر فيه الأجندات الحزبية للفصائل على حساب دم وأرواح عشرات الآلاف من أهل غزة إضافة إلى ما يجري في الضفة.
ويبدو أن القوى الفلسطينية لا تريد أن تتعلم من دروس التاريخ، وإلا ما كان لما يجري في غزة أن يكون بهذا الشكل، في الوقت الذي توحدت فيه كل القوى والأحزاب الصهيونية على أهداف الحرب مع كل ما بينها من تناقضات ، بأن فرطت حماس وفتح في أحد أهم أسلحة مواجهة المحرقة في بعديها السياسي والكفاحي، وهي الوحدة الوطنية، من خلال غياب الموقف الفلسطيني الواحد في مواجهة إصرار الأطراف المعادية على هندسة مصير غزة يما يتوافق والشروط الأمريكية الصهيونية للمشهد الفلسطيني في غياب الطرف الفلسطيني الواحد الفاعل.
هذا الغياب الناتج عن الانقسام كان وما يزال عامل ضعف في الموقف الفلسطيني، الذي مثل طوال أكثر من ستة عشر عاما جريمة موصوفة في حق الشعب الفلسطيني، جعل نتنياهو يرفض فكرة أن يكون لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة في السلطة الفلسطينية أي دور مستقبلي في قطاع غزة، مؤكدا أن الطريقة الوحيدة للتأكد من أن غزة بعد الحرب منزوعة السلاح هي أن يشرف الجيش الإسرائيلي -وليس القوات الدولية- على هذه العملية.
قيما طالب الرئيس الأمريكي بإعادة تأهيل السلطة أولا ، وذلك بـ"ضرورة القيام بإصلاحات تعزز السلطة الفلسطينية، مثل محاربة الفساد وتقوية المجتمع المدني"، مشيرا إلى أن "تغيير القيادة الفلسطينية وكيفية اختيارها أمر يعود للفلسطينيين". وقال "إننا نتطلع إلى إنهاء دائرة العنف والتوصل إلى حل يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش بسلام ضمن حل الدولتين".
ونعتقد أنه من العبث القبول الفلسطيني بأي حل سياسي فيما تسعي القوى المعادية لشطب حماس من المعادلة السياسية الفلسطينية، كونه غير واقعي ، فيما الواجب يتطلب أن تقوم منظمة التحرير بدورها كممثل لكل الشعب الفلسطيني من خلال اتفاق جميع ألوان الطيف السياسي والفكري لمواجهة تحدي شطب القضية الفلسطينية من خلال ما يرتب لغزة، عوض ترك غزة للكيان الصهيوني والقوى المعادية، وليكون موضوع الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير هو الرد على ما يحاك لغزة والقضية الفلسطينية.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنتازيا..
- جذر مشكلة غزة .. الاحتلال وليس حماس
- حماس فكرة.. لكن أهل غزة يدفعون الثمن!!
- بطاقة..غزة جدل الجغرافيا والإنسان
- متى تتحلى فتح وحماس بالمسؤولية لإنهاء الانقسام؟
- واشنطن والكيان الصهيوني.. نحو هندسة مستقبل غزة!!
- حزب الله .. بين توقيتي الضاحية ومحرقة غزة
- استعادة الوحدة .. هي الرد على ما يدبر لغزة
- أبو مرزوق.. ينتقد حزب الله، وأهل الضفة!!
- ثقافة الحقد والكراهية والنفي والبذاءة لدى اليهودية
- لأنه احتلال وحصار.. عملية طوفان الأقصى.. دفاع عن النفس
- صحافة العدو ..عصف فكري
- المعركة البرية.. بين خياري النصر أو النصر
- مشاكسات / فضائيات كي الوعي العربي
- معركة غزة .. بين وعيد الصهاينة وهندسة المقاومة
- تذكّر..
- غزة هي المقاومة.. والمقاومة هي غزة
- لأنك..أنت أنت
- أمريكا وأوروبا.. ومشاركة في مجزرة غزة
- ستنتصر الفكرة على آلة الحرب الأمريكية الصهيونية


المزيد.....




- محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج ...
- الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو ...
- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...
- سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو ...
- حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر ...
- مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - غياب الوحدة الوطنية.. واستفراد القوى المعادية بغزة