|
إجادة فن الاتصال والمعرفة المتخصصة عند أنتوني روبينز
عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7819 - 2023 / 12 / 8 - 22:15
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
في كتابه المذهل "قدرات غير محدودة "يؤشر أنتوني روبنز بشكل أساسي على المعرفة المتخصصة كأهم مصادر السلطة في العصر الحالي مع. إن المال كان وقود المجتمع الصناعى، أما في مجتمع المعلومات يقول روبنز، فإن المعرفة هي الوقود وهي السلطة" ومن الأفكار الأساسية التي يوحي بها الكتاب هو أن يدرك الفرد "أن النجاح في أيّ شيء تقريباً في متناول اليد". وأن شخصيته ليست ريشة في مهب الريح بل يمكنه التحكم في معتقداته وفي الطرق التي يحاكي بها الأشخاص الناجحين وأيضا في توجيه حياته عن وعي حيث يصبح بإمكانه أن يتغير. والكتاب المومأ إليه في جوهره وصفة سلسة لمعالجة قضايا متعلّقة بالصحة النفسية للشخصية، وأساليب التخلص من رهاب الماضي، والتمكن من آليات التواصل بكفاءة، فضلا عن إقامة علاقات ناجحة قوية وحقيقية؛ وذلك اعتمادا على استراتيجية البرمجة اللغوية العصبية. وأنتوني روبنز من جيل الستينيات من أصول كرواتية. تميزت طفولته بمعاناة صعبة للغاية. إذ كان عليه حماية إخوته اللذان يصغرانه سنا من سلوك والدته المدمنة على الكحول والمخدرات، بعد أن هجرها زوجها وكانت تعاني من سلوك جسدي عنيف. عندما التحق روبنز بالمدرسة الثانوية، كان جلُّ تفكيره في تلك المرحلة الإجابة عن السؤال "ما الفارق بين الأشخاص الأغنياء والفقراء؟" ولأنه كان في حاجة إلى المال من أجل مساعدة عائلته، فقد عمل روبنز في سن السابعة عشر بوّاباً في بناء سكني. وسرعان ما ستنقلب حياته رأساً على عقب. حيث سيعمل بتوصية نصوحة من رب عمله. وبعد أن ادخر دخله الأسبوعي لأداء تذكرة الحضور، شرع في الذهاب إلى الجلسات والندوات التي كان ينظمها "جيم رون" متحدث ومسوق بارع ومطور حقيقي لفلسفة القيادة. ولعل الباحث عن سيرة أنتوني روبنز هذا المتحدث المتميز ذو السمعة الطيبة، والمسوق البارع في فن المساعدة الذاتية. سيجد مآت التقارير والحوارات الصحفية، واللقاءات والبرامج الموضوعاتية التي اتخذته محورا رئيسيا لتزويد قادة الأعمال بتقنيات من أجل إدارة وتنمية أعمالهم. مما جعل ندواته على الهواء مباشرة يتنافس على حضورها ضيوف من رواد الأعمال، أمثال: "ستيف وين" "بيتر جوبر". ونقرأفي ويكيبيديا بيبلوغرافيا شاسعة عن مشاركات روبنز في العديد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام. "أننا الآن نعيش في عصر المعلومات يقول روبنز. فلم تعد الثقافة الصناعية في المقام الأول، بل إننا أصبحنا في عصر ثقافة الاتصالات فنحن نعيش في عصر تتغير فيه الأفكار والمفاهيم الجديدة في العالم كل يوم تقريبا، سواء كانت أموراً مهمة مثل الفيزياء، أو عادية مثل الهامبرجر. ويلفت عناية القراء بقوله "إذا كان هناك ما يميز العصر الحديث، فهو التدفق الهائل للمعلومات. ومن ثم التغير الذي يتبعه، فمن الكتب والأفلام ورقائق الكمبيوتر، تأتي إلينا هذه المعلومات شكل عاصفة من البيانات، نراها ونسمعها ونشعر بها. إن أولئك الذين يمتلكون المعرفة وطرق نقلها في مجتمعاتنا يمتلكون ما كان لدى القادة من قبل ألا وهو السلطة المطلقة. وكما كتب جون كينيث جالبريت إن المال كان وقود المجتمع الصناعي أما في مجتمع المعلومات، فإن المعرفة هي الوقود وهي السلطة. لقد ظهر هيكل طبقي جديد يميز بين من يملكون المعرفة ومن يجهلونها. وتستمد هذه الطبقة قوتها ليس من المال والأطيان بل من المعرفة. وطوال الفصول ال 21 من الكتاب يؤكد روبنز إن من ينجحون في الحياة هم أولئك الذي يتعلمون كيف يواجهون أي تحد يصادفونه في الحياة، وينقلون هذه التجربة إلى أنفسهم بصورة تؤدى إلى تغييرهم للأمور بنجاح. أما من يفشلون فإنهم يقبلون محن الحياة على أنها أوجه قصور أو حدود لقدراتهم. إن من يشكلون حياتنا وثقافتنا هم كذلك ممن يجيدون فن الاتصال بالآخرين. ويشرح بسلاسة طريقة فن الاتصال وكيف أن اتقان وإجادة فن الاتصال، هو جوهر هذا الكتاب. مع أنفسنا ومع الآخرين تحدد في نهاية المطاف جودة حياتنا. والكتاب بوصلة حقيقية للقيادة الناجحة، ليس لأنه يتناول العوامل التي تؤثر على الطريقة التي نتواصل بها مع أنفسنا فحسب، بل لمعرفة كيفية اكتشاف ما نريده فعلا في الحياة، ومنها، وكيفية إجادة الاتصال بشكل فعال مع الآخرين، إضافة إلى كيفية التكهن وتوقع أنماط سلوكهم على إيقاع محاكاة جديرة بالنجاح إنه كتاب يستحق القراءة وفصوله محفزة للجميع. بعض أقوال "توني روبنز": . لا يمكنك التحكم بما يحدث لك، لكن يمكنك التحكم بنظرتك إلى ما يحدث لك؛ وهذا يجعلك تتحكم بالأحداث، بدلاً من أن تتحكم هي بك. . عندما تعتقد بشيءٍ إلى حد اليقين، فإنَّ هذا الشيء سيتحقق. . يكمن سر النجاح في النظر إلى الأشياء التي ينظر إليها الجميع، ولكن مشاهدة شيء مختلف فيها. . يجب علينا ألا نؤمن بأنَّ على الأمور أن تنغيَّر فحسب، بل أن نؤمن بأنَّ علينا نحن أن نغيرها. لكي تتخاطب مع الآخرين بطريقةٍ فعّالة، عليك أن تدرك أننا جميعنا مختلفون في الطريقة التي نفهم بها العالم، ونستخدم هذا الفهم كدليل يرشدنا إلى الاتصال مع الآخرين. كن ملتزماً بأهدافك، لكن كن مرناً في طريقة الوصول إليها. . فقط الذين يجرؤون على المضي بعيداً، يكتشفون كم هم قادرين على الوصول. في لحظة القرار يتشكل المصير. إذا فعلت ما تفعله في العادة، ستحصل على ما تحصل عليه في العادة. يسأل الأشخاص الناجحون أسئلة جيدة، وبطبيعة الحال سيحصلون على أجوبة جيدة. إِنَّ كُلَّ شخص ناجح التقيته قال لي: "بدأت حياتي عندما بدأت أثق بنفسي". إنَّ الناجحين والعظماء في هذه الدنيا، لم تتبادر إلى أذهانهم أبداً عبارة: "لنكن واقعيين". اعتقد أنك ستحقق هدفك، وسوف تحققه. اعتقد أنه يـ، يوجد حل، وسوف تجده. . لا بد وأن يكون لديك ما يدفعك لتنهض من فراشك. إنَّ أهم شيءٍ أن يكون لك هدف ووجهةً تتجه نحوها. الحياة عبارة عن حل للمشكلات، فإما أن تهزمك المشكلات، أو أن تجعل منك شخصاً عظيماً. الأمر متوقف عليك.
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مغاربة كندا يتعدون 100 ألف
-
رواية المسافرون الإنجليز -كشف إنساني عميق لأزمة أخلاقية مروع
...
-
هناك 5 مليون عربي مقيمين في كندا الآن ، يشكلون نسبة 12.58% م
...
-
رواية برلين 69 لصنع الله إبراهيم أو توثيق تاريخي لذبذبات مجت
...
-
بعد واقعة البق والبرغوث بفرنسا، مؤثرون مغاربة على السوشل ميد
...
-
سينما الإسلام نمطية اجترار وبرمجة مكرورة
-
زلزال الحوز يكشف بؤرة خطيرة لانتحال الصفات
-
جهة فاس مكناس تستقبل مليون من التلامذة على منوغرافية تعادل د
...
-
قبعاتي
-
السينما الكتاب والجريدة ضحايا الهجمة الشرسة للعولمة !
-
محمد مزيوقا في أحدث رواياته -
-
قراءة عاشقة في كتاب الصحفي المصري أيمن عبد العزيز - المغرب م
...
-
غراميات سطوح ومغربات البيت العتيق في رواية -أوراق من شجرة ال
...
-
قراءة في ديوان -كلام وكلام - للزجال المغربي سليمان مستعد
-
سمارتفون شبابي للسينما التربوية
-
رواية الشياطين لفيودوردوستوفسكي أو هواجس النفس البشرية بالكا
...
-
د فوزية عدنان : المصحف الحسني السباعي نموذج للجمال الفني في
...
-
سحرالحكي ضد رهاب الوباء للدكتورة فتيحة عبد الله أو استغراق ل
...
-
سقطة تواصلية مريعة
-
الروائي المغربي عبد الحق بسكمار من -قبة السوق- إلى -باب الري
...
المزيد.....
-
ترامب يكشف عن طلب بيل غيتس لمقابلته.. ما علاقة إيلون ماسك؟
-
تفكيك شبكة اجرامية للاتجار بالسيارات الفاخرة بين اسبانيا وأل
...
-
حضر هشام طلعت وعز وغاب ساويرس.. ما الذي جاء في لقاء المدبولي
...
-
الدخل الإعلاني لسارة الودعاني يثير جدلا
-
ردينة جركس في بلا قيود: ما طُبق في إدلب غير صالح للتطبيق في
...
-
الصين تدشن أكبر سفينة برمائية في تاريخها
-
لقطات توثق ابتعاد الناجين عن حطام الطائرة المنكوبة في كازاخس
...
-
فيفا: منتخب مصر بقيادة -العميد- على أعتاب انجاز تاريخي
-
-لبنان 2024-.. حرب إسرائيل المدمرة
-
أول تواصل بين الإدارة السورية الجديدة وحكومة طالبان الأفغاني
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|