أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - صرخت ملك: -امي، امي-، فشعرتُ بالسعادة. هل هذا جُرم؟














المزيد.....


صرخت ملك: -امي، امي-، فشعرتُ بالسعادة. هل هذا جُرم؟


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 7819 - 2023 / 12 / 8 - 11:59
المحور: القضية الفلسطينية
    



كانت عطلة نهاية الأسبوع هذه تهز المشاعر، لا يمكن لأحد أن يبقى غير مبال إزاء صور العائدين، النساء المسنات والأطفال، مثل آلاف المسلسلات التلفزيونية ذات النهاية السعيدة. ان ترى أميليا البالغة من العمر 6 سنوات فتبكي، وأوهاد البالغ من العمر 9 سنوات فترتعش؛ ترى حانة كتسير، التي أعلنت حركة الجهاد الإسلامي وفاتها، ويافة ادر، التي صمدت في الأسر في عمر 85 عامًا، فتشعر بغصة في الحلق. حقيقة أن الجميع في حالة جيدة هي أيضًا مفرِحة للغاية. هكذا تبدو السعادة الوطنية الممزوجة بالحزن والقلق والضائقة الذي تعمّ إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر). نريد أن يعودوا جميعًا الآن.

إسرائيل في فرحها المختلط، والفلسطينيون أيضاً في فرحهم المختلط. فهل يجوز أن نفرح لفرحهم؟ أصلًا، من يُسمح له أن يكون سعيدًا في هذه البلاد؟ شرطة المشاعر وضعت حدودا: لا يسمح للفلسطينيين أن يفرحوا. لقد قام ممثلو الشرطة الإسرائيلية بزيارة منازل المحررين في القدس الشرقية وحذروا سكانها من أي مظاهر فرح. يحق لنا أن نفرح بعودة أبنائنا، ولا يجوز لهم أن يفرحوا بعودة أبنائهم. لكن الحظر لا ينتهي هنا. ممنوع أيضًا أن نشاهد فرحتهم.

غداة عودة المخطوفين، طلع الصباح على غزة. كان هذا هو اول صباح، بعد 50 صباحات متتالية، لم تكن فيه سماء غزة مغطاة بسحب الدخان والغبار الناجمة عن القصف. في هذا الصباح لم يهرب الناس الى اي مكان، ولم يشعروا عاجزين أمام القنابل والصواريخ التي لا أحد يعرف متى ستسقط على رؤوسهم، وواصلَ الأطفال التبول في أسرّتهم (هذا إذا بقيت لديهم أسرّة) من شدة الخوف. فهل يجوز لنا في اسرائيل أن نفرح بذلك أيضاً؟

وعلى مسافة ساعة بالسيارة من المستشفيات التي عمت فيها الفرحة الوطنية بلمّ شمل الأسرة، حدثت مشاهد مماثلة في القدس الشرقية والضفة الغربية. الأب، الذي لم ير ابنته منذ ثماني سنوات التقى بها في عناق دامع، وركضت أم بشكل هستيري إلى ابنتها التي كانت مسجونة منذ سبع سنوات. رأيت والدة ملَك سلمان من بيت صفافا تعانق ابنتها وتبكي. صاحت ملَك: "أمي، أمي"، وشعرت بالسعادة. هل هذا جُرم؟ خلل عقلي؟ خلل أخلاقي؟

39 امرأة وفتى فلسطينيين شقوا طريقهم من السجن إلى عائلاتهم والى الحرية. أدينَ بعضهم بالطعن بالسكين أو حيازة سكين أو محاولة قتل، والبعض الآخر برشق الحجارة أو مخالفات أبسط منها. ولا أحد منهم بريء من الجريمة، جريمة المقاومة العنيفة للاحتلال، ومسموح للدولة بمحاكمتهم ومعاقبتهم. لكن هم بشر أيضًا. من المؤكد أن الأطفال هم أطفال، حتى عندما يتعلق الأمر براشقي الحجارة الصغار، الذين يُحكم عليهم في إسرائيل بعقوبات غير متناسبة وبظروف أشد قسوة من أقرانهم اليهود. كنت سعيدًا برؤيتهم يتحرَرون أيضًا. وأعلم أنه ممنوع مني ذلك.

في إحدى اللحظات غير العادية من التغطية التلفزيونية أحادية الجانب الى درجة الايلام في إسرائيل، بثت القناة 13 أمس لمحة من الفرح الفلسطيني بعودة فتاة. الموغ بوكر، المراسل الميداني الذي يتحول من حرب إلى اخرى إلى قومجي أكثر، والذي لم يعد قادرًا على نطق كلمة حماس دون إرفاق كلمة "النازيين"، صرخ من مكانه بغضب مقدس: "لا يجوز بث ذلك". حاول رفيف دروكر إقناعه بأهمية إظهار الفلسطينيين سعداء، من أجل الكشف عن وجوههم بعد أن فشل في محاولته الإقناع بضرورة بث كل شيء لأنه ببساطة هكذا تعمل الصحافة.

يعتقد بوكر أنه في الحرب يجب فقط إظهار ما يخدم أهداف إسرائيل. وبالفعل، في الإعلام الإسرائيلي، ليس فقط ممنوع إظهار معاناة غزة، بل ممنوع أيضًا إظهار فرحة الأهالي بعودة ابنتهم من السجن، خشية أن يُغرّر بنا ونظن أنهم هم أيضًا بشر، ومع مشاعر أيضًا..

هذه هي الآن أيام من أرجوحة المشاعر. "قطار الجبال" يصعد وينزل، لكن يمكن ان نترك فيه مكانًا صغيرًا لفرحة الفقراء الفلسطينيين. الحرب، كما تقول الحكومة، هي فقط ضد حماس.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بإستئنافها الحرب، قررت اسرائيل أن تتخلى عن المختطفين
- نحن على شفا كارثة تاريخية، تشمل إسرائيل أيضًا
- الديمقراطية.. تهديد وجودي لإسرائيل
- في المعسكرين لا توجد ديمقراطية حقيقية
- الشرطة التي تعتدي على جنازة بطلة شعبية مثل شيرين أبو عاقلة ه ...
- المحكمة العليا، فارس حقوق الانسان
- ليس -ابرتهايد في المناطق-، بل ابرتهايد
- بيبي أو غيدي: أفول اليسار
- قتلوا نور وأجبروا عائلته على تقليص جنازته
- هكذا يبدو المحارب من اجل الحرية
- لواء كفير الى بلفور، والاسرائيليون سيصابون بالصدمة
- إسرائيل لديها حق الفيتو في أميركا
- متى سيحطمون عندنا النصب التذكارية؟
- في إسرائيل حياة السود لا قيمة لها
- الجريمة الكبرى والأقوى في الدولة
- جندي اسرائيلي أزهق حياته عبثا، لماذا؟
- شمعة في ذكرى بطل يهودي
- ليذكر شعب اسرائيل محمد كسبة
- اسرائيل بحالة اغلاق، الفلسطينيون كانوا سيشتاقون جدا لكهذا اغ ...
- اسمحوا لنا باسقاط طفل تتدفق منه الدماء


المزيد.....




- الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين
- انتشال 30 جثة حتى الآن لضحايا كارثة مطار ريغان في واشنطن
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- فوائد -مكملات الحمل- في تقليل مضاعفات الولادة
- ماذا نعرف عن وحدة الظل في كتائب القسام المسؤولة عن تأمين الر ...
- -مخاوف من سيطرة دينية على الحكم في سوريا- - جيروزاليم بوست
- سانا: الرئيس أحمد الشرع سيلقي خطابا موجها للشعب السوري مساء ...
- شاهد: فرحة أسرة الأسيرة أغام بيرغر بعد أن أفرجت عنها حماس
- انهيار صخري في أعماق كاليفورنيا يكشف أسرار تكوّن القارات
- سر -طبيب الموت- ولغز -عاصمة التوائم-!


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - صرخت ملك: -امي، امي-، فشعرتُ بالسعادة. هل هذا جُرم؟