أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - هل نجح الإسرائيليون في غزة؟














المزيد.....

هل نجح الإسرائيليون في غزة؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 07:42
المحور: حقوق الانسان
    


هل نجح المحتلون عندما أقصونا عن ملف القدس، وجعلونا نلهث وراء هدنةٍ ليوم واحد فقط؟ بعد أن ظللنا نتغنى سنوات طويلة بأن القدس هي عروس عروبتنا؟
هل نجح المحتلون بعد أن أصبح إعلامهم هو السيد المسيطر على كل إعلاميينا، وبعد أن تمكن مضللو إعلاميهم أن يقودوا جماهيرنا نحو المجهول، وأن ييبدوهم بالقنابل تحت ركام بيوتهم ويزعمون أنهم أصوليون مخربون؟
هل نجح المحتلون عندما جعلونا ننشغل فقط بملفات الهدنة والتهدئة وإحصاء الشهداء والبحث عن آليات تدفن رفات شهداء بيوتنا، وعن ملجأ بعيد يمكَّن أطفالنا أن يعيشوا فيه كرماء!
من الذي مكَّن ديماغوجيا التضليل الإعلام الإسرائيلي من قيادة جماهيرنا الفلسطينية الواعية، وجعلها تقود هذه الجماهير، بعد أن فقد إعلامنا زمام المبادرة، وانهارت الغالبية العظمى من كفاءاتنا الإعلامية الفلسطينية!
هل نجح مرتكبو أبشع جرائم التاريخ في أن يجعلوا المقاومة عبئا ثقيلا على كاهلنا، وسببا رئيسا لانهيار جبهتنا الداخلية، وأن نلقي عليهم كل تبعات ما جرى لنا، ونطالب بمحاسبتهم؟!
أيها المحللون والناقدون والمثقفون المغردون البعيدون عن ميدان المعركة ممن لا يزالون يعيشون ويعتاشون على لغة النشوة الخطابية، أشكركم على دعمكم ووقوفكم في صفنا، لقد ذكرتموني بخطابات عصر الإعلامي الراحل، أحمد سعيد!
كم كنتُ أودُّ أن تكونوا معنا في لجوئنا الجديد! إن لجوءنا الجديد لا يشبه لجوء الهاربين من الزلازل والفيضانات، لأن الناجين من هذه الكوارث قد يجدون مَن يُغيثهم، ولكن لجوءنا الجديد هو اليوم بلا ملاجئ وبلا قبور!
ليتكم بيننا لتروا أننا في أمس الحاجة لإعادة تعريف المقاومة والنضال،
اعذروني، فأنا أعلم أن السبب الرئيس هو الاحتلال، ولكنني لن أغفر أبدا ولن أبرر لكل من منح الاحتلال فرصة استئصال المفهوم الحقيقي للمقاومة في نفوسنا، المقاومة يا سادتي الكرام لا تعني فقط المقاومة العسكرية والحربية، هذه المقاومة هي الشق الأصغر من مفهوم المقاومة الواسع، المقاومة بمفهومها الشامل هي المقاومة السياسية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية!
المقاومة بمفهومها الواسع تعني أيضا الصمود والثبات في كل الجبهات، وليس في جبهة النضال العسكري فقط!
أصدقكم فأنا لا أجد عذرا يمكن أن يبرر ويعذر ويعفو عن كل مناضل لا يكترث بنهر الدم الجاري في غزة، ولا يرى في إذلال شعبه وخضوعهم لإعلام العدو عارا وشنارا لم يسجل في تاريخ فلسطين! وهو في الوقت نفسه لا يعتبر ذلك خطيئة وإخفاقا في فهم معنى المقاومة بمعناها الواسع، المقاومة يا أيها الكرام في أبسط معانيها تعني تصليب وتقوية الجبهة الداخلية، لا إذلال هذه الجبهة وامتهان كرامتها!
لم تكن المقاومة والنضال تعني هدم صروح الوطن، والقضاء على كل معاول البناء والتعمير!
عذرا لكل محلل ومناضل وقائد سياسيي أنهضته أجهزة الإعلام في ساعات الفجر الأولى ليعلق على آخر مجزرة في غزة، بعد أن تناول وجبة عشاء فاخرة، وهو يردد الشعار الإعلامي السائد ذا السوق الرائجة في أوساط كثيرٍ من الإعلامين والمحللين وفقهاء أسلحة الحروب، ويقيس الانتصار بعدد الصواريخ التي أطلقها المقاومون وطول مداها، ويعتبر عدد الآليات المعطوبة هو الدليل القاطع على هزيمة العدو!
تقاس المعارك يا سادة بنتائجها وبمقدار تصليب وترسيخ الجبهة الداخلية، وتعزيز صمودها، وهو التعريف الصادق للمقاومة!
اعذروني، لن أغفر أبدا بعد اليوم لكل من يقود شعبه إلى معركةٍ وهو لا يعرف قوة خصمه، ولا يدرك خطط وآليات هذا المحتل، وهو في الوقت نفسه لا يحسب حسابا لإذلال أهله وامتهان كرامتهم بالتشرد والجوع والنوم في العراء تحت المطر والبرد!
ملاحظة أخيرة: ظللتُ طوال حياتي حامل مفاتيح خزائن الأمل، استولد الأمل من رحم العدم، أقتبس جرعات التفاؤل والأمل في مقالاتي وكتاباتي، حتى شاهدتُ أبناء شعبي يتضورون جوعا، يتسولون، يُشردون، ولا يجدون نصيرا، ولا يجدوا لشهدائهم قبورا، ولا يظفرون بمِزق خيمة تقي الأمهات المرضعات من المطر!
إنهم حتى كتابة هذه السطور يستغيثون، ولا ينصرهم معتصمُ أو رشيد!
اعذروني أيها المتفرجون من بعيد على أم النكبات والمجازر إن مسستُ حماستكم الإعلامية، وانتقصت من حميتكم الوطنية، وشككتُ في قناعاتكم وإيمانكم!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداع بيتي الأخير
- صدمة حرب أكتوبر 1973 على إسرائيل!
- جامعات الحفلات والمهرجانات!
- الحكام المتآمرون والجواسيس!
- اتفاقية أوسلو سفينة تايتنك!
- أحزاب الطواويس والميليشيات!
- دول جمهوريات الموز
- قصتان من علم النفس!
- ميدالية، باروخ غولدشتاين الإرهابية!
- من يقف خلف الإصلاحات القانونية في إسرائيل؟!
- هل هناك جامعات حزبية؟!
- سيناريوالحرب الأهلية في إسرائيل!
- ضحايا الذكاء الصناعي!
- أهلا بكم في مملكة (غلعاد)!
- أنقذوا إسرائيل من مخيم جنين!
- لماذا يبصقون علينا؟
- مرض التشاؤم والإحباط!
- المستجيرون بالنار!
- كيف يعاقبون منتقدي إسرائيل؟!
- صور لا توجد إلا في غزة!


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - هل نجح الإسرائيليون في غزة؟