بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 7815 - 2023 / 12 / 4 - 16:48
المحور:
القضية الكردية
أردوغان وفي كلمته بافتتاح الجلسة الوزارية 39 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول، الاثنين، يقول: إن “غزة أرض فلسطينية للفلسطينيين، وستبقى كذلك إلى الأبد”، وذلك خلال “تعليقه على الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو شهرين ومحاولات التهجير التي تمارسها” (بحسب وكالة الأناضول). ويضيف أيضاً؛ بأن “نتنياهو سيحاكم حتما كجزّار غزة وليس كمجرم حرب فقط، تماما كما حوكم ميلوسيفيتش” (عن مذابح البوسنة).
طبعاً لا نختلف بأن إسرائيل أرتكبت وترتكب جرائم مروعة بحق الفلطسينيين خلال هذه الحرب وبأن نتنياهو يجب حقاً أن يحاكم على تلك الجرائم، لكن وإن كانت إسرائيل تحاول أن تبرر جرائمها بسلوك حماس الإجرامي عندما شنت الأخيرة غزوها البربري على المستوطنين وعملت فيهم قتلاً وسلباً وخطفاً ومن دون أن ترعى في جريمتها أي اعتبار للعمر والجنس والهوية، بل مارست القتل على الهوية، مما جعلت الحكومة الإسرائيلية تستغل مشاعر اليهود وتعتبر عملية حماس هولوكوست آخر جديد وبالتالي استثمارها في حملتها الأخيرة ضد الفلسطينيين، نعم إن كانت إسرائيل أستغلت جريمة حماس لعدوانها البربري، فهل يقول لنا أردوغان؛ ما كانت جريمة الكرد في روجآفا والتي لم تنطلق منها رصاصة واحدة ضد تركيا، لتقوم هذه الأخيرة بغزوها البربري والذي فاق جرائم الإسرائيليين وحشيةً ضد شعبنا بحيث تم تهجير الكرد من مناطقهم ومنحها للعرب والتركمان وكل من جلب من الدواعش من انحاء العالم، ألا تعتبر تلك جريمة حرب ويجب أن يحاكم عليها أردوغان وكل حكومة العدالة والتنمية.
بالمناسبة على الديبلوماسية الكردية حزبياً وإعلامياً ومثقفين استغلال هذا الخطاب التركي العدائي ضد إسرائيل وأمريكا والأوربيين لتصبح قاعدة لعزل تركيا أكثر، بل وتحريض تلك القوى والأطراف لمحاكمة تركيا على جرائمها فهي فرصة أخرى للكرد لاستغلال الظرف التاريخي لصالح قضاياهم وأعتقد أردوغان وبخطابه العنصري الشعبوي ضد تلك الأطراف ومثل أي ديكتاتور هو يحفر قبره بيديه وعلى القوى السياسية الكردستانية معرفة كيف تستفيد منها لوضع تركيا في مواقع أكثر عزلة، بل وحتى تحريض الأوربيين وأمريكا ضدها وربما تلعب إسرائيل دوراً مهماً فيه إن عرفنا كيف نستغل هذا الخلاف الحالي بين الطرفين وخطابات أردوغان الشعبوية ضدها حيث بالنتيجة إما سيكشف زيف تلك الخطابات بركض أردوغان للحضن الأمريكي الأوربي وتحت أقدام إسرائيل، مثل كل مرة، أو فعلاً يفجر خلاف حقيقي بينهما وفي كلتا الحالتين ستكون ضربة للحكومة التركية الحالية وفي خدمة قضايا شعبنا.. نعم أردوغان شريك نتنياهو ومن يطالب بمحاكمة أحدهم يجب أن يطالب بمحاكمة الآخر أيضاً!
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟