|
الحوار المسلح
المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)
الحوار المتمدن-العدد: 1759 - 2006 / 12 / 9 - 10:52
المحور:
ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
ما سبل نشر ثقافة الحوار والإختلاف رغم إستبداد بنية الإستبداد في المستويات السياسية والإجتماعية؟
لا مجال لنشر ثقافة الحوار والإختلاف (المثالية) في أي مجتمع في ظل هيمنة كيان طبقي واحد على مقاليد الأمور فيه. وما تقوم به حالة "الحوار المتمدن" ونحن في بطنها، هو مجرد محاولة برجوازية صغيرة تبدل بعض لوازم النضال الطبقي الشعبي الشامل المجهض بخيارات البيروقراطية وخيارات العولمة بنضال كتابي لقراء الإنترنت المنتظمين موجهاً ضد بعض وجوه الحياة الإقطاعية والرأسمالية في عالمنا.
والتصور العام الغالب في الأذهان والبلدان حول فضل توسيع المحاورات والمناظرات بإن توسيع دائرة الحوار المتمدن أو دوائره توسيعاً إندياحياً جامعاً أو مولداً لخيارات المعرفة والتقدم والسلام هو تصور سطحي معقود في ذاته بتوسيع إجراءات اللغة وفتح ألوان نشرها وفنون تهذيبها والرقي بأنواع مواضعات الكلام وأشكال الكتابة ونواهجها وهو بهذه السطحية تصور ظاهراتي للغة وللأذهان بل أكثر هو تصور ناف للطبيعة الإجتماعية للوجود البشري ومدارات أذهانه وأسس تفتح وعيه اللازمة لنضوجه العقلي وأسس نضجه العقلي اللازمة لتفتح وعيه، فالتصور الكمي لتبادل الكلام كحوار مديني تصور هوام لا صلب فيه، وتصور هلام لا عظم فيه.
ولتوسيع الحوار المدني توسيعا نوعياً وتوسيعاً كمياً يرقى بنوعية الحوار ويفتح افاقه فالأنجع حسب دروس التاريخ وعبره هو النضال الثوري الذي يخلخل ويدك ويهدم ويدمر قواعد ودوائر الإقطاع والرأسمالية التي تولد العصبيات والجاهليات والوقائع الغالية المثيرة لنقمة وتنافر الأقران ولشفقة الأعداء وحنانهم. في هذا الصدد فإن الفعل النضالي المسلح المباشر ضد القاعدة الإقطاعية للهرميات الدينية والهرميات العلمانية الماثلة في عالمنا الرأسمالي يلعب دوراً فاعلاً هماماً في تحرير الأذهان وفي تحرير حالة الوعي فيها من الإستلاب، وهو دور تساوى الطلقة فيه ألاف الصور والأفلام والمقالات خاصة تلك الطلقات الشارخة للهيمنة الطبقية والأجنبية السائدة، وهذا النهج رغم بندقيته وصاروخيته التي قد تثير الإستغراب في هذا النهح الكلامي هو نهج ليبرالي أصيل إبتدأت به القوى الثورية في أوربا وأمريكا فتح دوائر الحوار وأفآقه من ثورات النذرلاند وهولاند وشمال المانيا وصولاً إلى ثورات إنجلاند-1689 والثورة في أمريكا 1777 والثورة في فرنسا 1789 وحتى الثورات الإسبانية والطليانية والبلقانية والأرمنية، فالثورات هي قابلات الحرية والمدنية والسلام والتقدم الإجتماعي.
والجنوح للسلم في غير وقته جهة القواعد الطبقية للتغالي والإنحلال يمكن ان يفسر لي بعض حالات اللهاث والإستقعار والإشمئناط الرفاقي الحادثة في عالمنا الرأسمالي الشائه جراء إنتشار فقه الفتاوي في ناحية من نواحي المجتمع وفقه الأغاني في ناحية أخرى لذات المجتمع، وكذا تقززنا الرفاقي البرجوازي الصغير لإطباق الفقهين كشقي مقص على منابت الوعي وجزهما لهذه المنابت أو كإطباق الأجانب والضرائب والجمارك والجنود على حقول الوعي ومصافيه. فلوقف هذا الإطباق على العقل ولحد هذا الإظلام على الوعي فمن المهم التعامل الموضوعي الجامع مع أشكال النضال المتنوعة ومع طبيعة ضفيرة النضال وثقافته العلمية الإجتماعية الجامعة للمفردات والمؤسسات والأشكال الخيرية والتعاونية والنقابية والعسكرية والتآمرية والسياسية والديبلوماسية والمعرفية والعلمية والحضرية والإنسانية. فجمع مفردات وأليات النضال وتفعيلها يرقى بالحيوات الإجتماعية، ويفتح أفاقاً أرحب للأنشطة الذهنية والعقلية ولإتقاد الوعي وإشراقه.
فبكسر النضال العسكري لأوجه الهيمنة ومقاليد القمع والإستبداد، وبحسب تنظير اليهودي النبيل الحائز على جائزة نوبل للسلام البلغاري ألياس قنتي في مؤلفه العمدة : "الجماهير والسلطة" فحيث تنكسر السلطة الإستبداد يسمو العقل ويصفو الذهن، وقد لم مؤلف قنتي هذا المعنى بوجوه كثيرة، بيد إن عضمه واحد، سبقه إليه الكواكبي في مصارع الإستبداد، وكذا بذه الرازي في نقد القـرءآن الكريم. وفي هذا الخضم لا مندوحة من تناول ما كان بين الفيثاغورثيين والديمقراط من صراع فكري وصراع دموي، ولكن في علاقة الوضع السياسي بالوضع المعرفي، وفي علاقة الوضع المعرفي بالوضع السياسي يبدو تاريخاً وحالاً إن: السيف أصدق أنباءاً من الكتب.
في جدوى الخطاب السائد جهة الحرية أو جهة الإغلال؟
موضوعياً يوجد خطاب واحد سائد، هو خطاب قهر الإنسان بقوى الدين وقوى السوق أو بالإثنين معاً، ولكن الثنوية الذهنية في تعديد شكل الخطاب وإنفراجه إلى خطاب ديني وأخر دينوي، قد تكون هذه الإنفراجة مدعاة ظاهرية لتصور ظاهري بوجود فريقين (فكريين) أحدهما يوصف جزافاً بإنه فريق ديني والآخر فريق يوصف جزافاً بإنه فريق علمي بينما الحالة إنهما وإن كانا كذلك حقيقة فهما وجهي عملة واحدة فاسدة.
و بأي حال إجتماعي لا جدوى من إدارة حوار عرجوني بين هذه الفرق والملل والنحل، والأشباه والنظائر فإذ يطرد فيه كل فريق خصمه بدفع متساو مثل طرد أقطاب المغنطيس الشبيهة بعضها، مراوحة ابدية، فلا جدوى بمثل هذا الحالة من محاولة الإشتراك في هذه الحوارات الطرشانية والسعي إلى توسيعها وتطويرها والرقي بها، فالإشتراك فيها لا يتم بميزان المقهور بل بميزان القاهر في وسائط الإعلام وبميزان القاهرة أو الجزيرة في الأنباء. كيانذاك إن الإختلاف الفكري مهمش مرفوض لصالح الخلاف اللفظي والكلامي والترهات والمهاترات والسب وضيع العقل، وبكون المواقف النضالية المجترحة تحجب حوارا بالمواقف الردفعلية والإجترارية ولو كانت مقسومة على إثنين، وبكون العقلانية تقدم كصنو للدين وكصنو للعولمة؟ وأسماء وأشياء ما انزل الله بها من سلطان.
إن الحوار الحق يمكن فهمه بين موقفين أليفين في خانة واحدة ومساق مشترك وتيار رفيق ضام أما التشابك والتعارض والصراخ والإلتباس بين مواقف وقوى بعيدة عن بعضها ومساقات متباينة وتيارات شتى نتيجة إختلاف قواعدها وآفاقها فلا يمكن القطع بأن شيئاً كهذا هو عملية تشريح ضرورة لعلاج علل الحياة أو مكاملة فكرية إجتماعية، فالمناخ العام في مجتمعات الرأسمالية المهمشة في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية هو مناخ إغتيال وقمع وتبخيس وهدم وليس مناخ شرح وإستيعاب وفهم وإغذار وتعاضد وتنمية، وفي مناخ كهذا فإن تلاقي الأبعدين ليس إلا نوعاً من النفاق السياسي والديني المنظوم لأغراض تتعلق بإقتصادات الحوار وتمويلاته، حيث تلتقي بإنسجام أو بتوتر نسبي حزبي أو حتى طائفي مصالح البرجوازية الصغيرة و مصالح البرجوازية الكبيرة، المحلية منها والدولية، وتفتح المجالات الإفتراضية الشبكية والفضائية آفاقاً واسعة لذاك التلاقي والحوار المنبري العالي والمتعالي المنبت عن جذور المجتمع .
وبالطبع فإن الكلام الميت لا ينتج حياة متقدة بل يولد مواتاً وبؤساً مقيماً، ويؤطر شراً مربعاً مستطيراً من الجهل والأمراض والفقر والطغيان، مجتمعاته هي البلاء والوباء والمحاق الطليق، لا حريات فيه لا للبنات والنساء أو للصحافة أو للنقابات أو للأحزاب أو حتى للحكومات فالسلطة كل السلطة في ذاك المجتمع والثروة كل الثروة فيه ذاك المجتمع لسيد الفقه الإقطاعي وهامانه الرأسمالي ووكلائه التجاري والحكومي والميليشيوي. وهي سلطة وثروة تحسب مقاديرها بعض المراكز الدولية لطاغوت رأس المال والحوار المدني الزيف والزور والكاذب. والحق إن منطق الطبيعة يتطلب منا كمهتمين بشؤون الكتابة وبسفينتنا الحوار المتمدن القيام بنصب الأمور على أرجلها، والبدء بمعالجة القاعدة الطبقية السياسية لأي مجتمع وتسوية موازينه قبل تداعينا لإصلاح هيئته الثقافية.
ولكن مع غلبة عدد الإصلاحيين في الحوار المتمدن وسمو أرائهم الجزئية، فلا مندوحة من الإشارة إلى أهمية الأنساق والأشكال الجمالية لعرض الأمور، سواء في تدقيق الحوارات ونظمها أوفي تشكيلها وتفعيلها وهي أشكال تتصل في جانب منها بأصول وثورات التحرير الصحافي والإنترنتي وبأصول وثورات الدعاية والإثارة وبأصول و(ثورات) الإعلان والتسويق، عضدذاك الحوار هو نهج الترجيح المسمى جزافاً بإسم "السفسطة" ثم متوالياته "الفلسفة" و"العلم" و"الوعي" و"التأثيـل". وميزان الموضوعية يرحب ويفسح لحوار النقطتين والثلاث والأزيد ولكن موضوعية الحوار تزيد بهاءاً وتسطع ألقاً وتخفق أريجاً ورواء حال أخذه شكلاً طبقياً واضح المعالم عاب الثقافة السائدة في العالم خفاءه وتواريه، فلكل محاور ان يأخذ بوضوح جانب طبقة أو فئة محددة معينة بدلاً عن إدعاء كل محاور بتمثيل الوطن كله أو الدين كله أو كل الطبقات والفئات والشرائح على إختلاف مصالحها وتباينها.
الصدق في طبقية الحوار يجعله أقل مساحيقاً وأنضر وجهاً ويجعل قوامه غضاَ ليناً بعيداً عن الرهل والورم، ولكن حال الحوار تحتاج ذكاءاً طبقياً في تناول الأمور وعرضها فبعض البرجواز يمثلون بوعي مصالح البروليتاريا، وبعض البروليتاريا يمثلون بـلاوعي مصالح رأس المال، ومن هنا فإن عملية طرح الهموم والألآم والآمال الطبقية والوطنية والقومية والدينية تكون أجلى وأشد قدحاً للذهن حين تأخذ أوضاعاً وأنساقاً طبقية صريحة واضحة.
والتقارب أو التنافر في النظرة الطبقية يتيح تقاربات أو تنافرات أخرى في العلاقة الإجتماعية أو الذهنية بين السلطان والإنسان، ولكنها لا تعني إن تفاق قوى المعارضة على برنامج حد أدنى هو الحل الأنسب للمشكلات الإجتماعية، فالحل الأنسب للمشكلات الإجتماعية هو الثورة، اما برنامج الحد الأدنى ف فهو في تكتيكيته برنامج تخفيف وكبت للضغط الثوري والعمالي من حيث هو برنامج تثبيت لحرية رأس المال في القمع العام وتجريد المجتمع ببساطة من كينونته وإعتباراته الإقتصادية السياسية. أيما كان تكاثر برامج الكلام وقنواته في سطح المجتمع.
أما الإلتقاء بين بعض قوى الشيوعية والإشتراكية والتقدم لمواجهة ما يسمى بقوى الإحتكار والرجعية، فهو إلتقاء مجتمعي دقيق لا تصيغه الحوارات بل تسم بعض مياسمه، إذ ينعقد ذلك الإلتقاء بنشوء وتطور النضالات الصغيرة المشتركة وتجمعها وإرتقاءها وأيسر سبل الإلتقاء المعروفة وأنبلها مقاماً وأشدها مراساً وأبقاها وشيجة وذكرى فما ولد منها تكتلاً وطنياً ضد العدو الأجنبي. وأقصرها عمراً وأسوأها أداءاً وذكراً فهي إلتقاء طرفين سياسيين مختلفين برعاية مالية أجنبية في جمعية نسميها مدنية سواء أكانت للحوار أو لغيره من أنشطة التهذب والرقي الإجتماعي، ولكن الغالب إن هذا سلم مصطنع لتخفيف الشيوعية ولتنظيم الليبرالية وحشدها وتفخيمها، حيث الإلتقاء والإتحاد قائم بين كافة القوى السياسية -لا بين كافة القوى الثورية- فقوى السياسة من اليمين إلى اليسار قوى متوافقة ومتفقة على إستمرار حريات الإستثمار الأجنبي وحرية السوق وعلى تحدد الحركة النقابية، وعلى توسيع حركة النشر والحوار وأسواق الكلام والدعوة والصحافة، وهذا الإتفاق إذ يليق بطرفيه جملةً فقد يليق بالأحزاب السياسية الإشتراكية في إعتقادها بضرورة إنتظار إتمام وإكمال التوزيع الرأسمالي للموارد والجهود والثمرات لمهماته النبيلة في الهامش الرأسمالي وهي تطوير الألات والمنافع والمفاهيم وادوات المعرفة والحكم والإجتماع مثلما يليق الإتفاق والتحاور الوسطي والجامع بنهوض الأحزاب الدينية الإقطاعية النشاة والتكوين لممارسة مهامها التدجينية.
إن الحوار الترف بين طرفين متفقين على موقف أساسي هو كلام ساكت مغتغت وفاضي وخمج، فما هي الفوائد العملية لحوار بين الطرف ( أ) و الطرف (ب) على نقطة ثانوية في مواثيق وممارسات كليهما ؟ إن تقارب إحداثات الموقف النضالي المزعوم بين القوى التقدمية ضد قوى الخصخصة، بعيد عن إمكان القول بوجود رؤية عامة ومتقاربة لقوى التقدم جهة قضايا التخطيط والتأميم والقطاع العام، ذلك إن المفاهيم الطبقية لهذه القوى جد مختلفة وإن تشابهت رطانتها، كذلك فإن قوى التجديد الديني تختلف من حيث اللسان فقط عن "المحافظين الجدد" وبالطبع عن قوى التدين التقليدية، فالطرفين الدينيين يكرسان معاً حرية التجارة والسوق كقوام أساس للدين رغم إن حرية السوق تشكل في جملة بنيتها ولبابها طاغوتاً عيانياً يتحكم في أرزاق وحيوات الناس لكأنه رباً لهم مما يقود -دينا- إلى الشرك في المجتمع وإلى الزيغ والضلال. ولكن، جملةً، فإن الإختلافات الشكلية الماثلة بين أطراف الحكم والمعارضة هي فوارق قشرية، كذوب، لا جدوى من لحمها أو تسويتها، والأفضل لطبقات مجتمعاتنا هو تفرد المعارضين والحكام حقيقة وواقعاً طبقياً بين المصالح لا إجتماعهم أو تفرقهم شكلاً أو على أمر يسير.
إن الحوار (المثالي) هو تداول منظوم لمعارف منظومة، وتبيين لخبرات وإجتراح لملاحظات وبوادر وكلم، ولكن الأشد وضوحاً ناحية واقعية كينونة الحديث في أي حوار فالمصلحة الإجتماعية والطبقية التي يعبر عنها هذا الحوار أو ذلك و إتساقها مع هذه الجهة أو تلك من المحاورة.
في سلمية رسائل الإعلام وحزازات بعض هذه الرسائل وفتنها:
ولكن للخنق الإقطاع الباقي من دولة الخلافة والخنق الرأسمالي العالمي الماثل، يبتعد الإعلام في عالمنا الثالث عن العلاجات الطبقية لأمور الإقتصاد والمجتمع والسياسة، والثققافة ويثقل في تخففه الطبقي هذا على الجوانب القومية والإثنية والدينية بالطريقة المعروفة بـ"إخوتـ(نا)" والمتمردين والإرهابيين، حيث ينتصب الإعتداد والميز السياسي في الضمير المستتر في(نا) ، وفي مبدأ العقاب الجمعي البارز في تعبيرات "في مدينة" و"في ناحية" وفي "عشائر منطقة كذا"، حيث تربط الرسالة الإعلامية بين مخالفة المتمردين للقانون في منطقة وتشريع (الدولة) لإنتهاك حقوق الإنسان في تلك المنطقة ومعاقبة العشيرة كلها على فعل متهمين فيها، ودون ذلك فهناك إعلام "الهشك بشك" وهو إعلام لذة تلتصق فيه المكبوتات الجنسية بالمكبوتات الطبقية، في تشكيل مناخ ثقافي جديد مضاد شكلاً للسائد وقيمه السياسوية والثقافوية العامة، ولكنه يتفق معه ضمناً في إقصاءه للإنسان والمجتمع من كينونة توزيع الموارد والجهود والثمرات والسخرية من محاولة رشد الحياة وتنظيمها.
مدى نجاح المنابر في إشاعة ما سمى بإسم ثقافة الإختلاف؟
ثقافة الإختلاف شيئ وضيع، قوامها المباينة والعكاظية والأثينية القديمة، الأفصح تجاوز الفلسفة والعلم والتاريخ بالثقافة إلى التأثيل، فثقافة الإختلاف التلفازية والمشهدية الطابع تَلغي أسبوعيا ويومياً في المنابر الدينية والصحافية المفردة لأحاد من الناس، على أساس التخصخص.
وثقافة التخصص نفسها لها مواضعات أخرى لموضوع الإختلاف، وثقافته، فالمنابر والإختلافات الشبكية هي حالة سوقية تكنولوجية في نواحي ميكروسوفتية وغيرها وهي في جانب بروليتاري تمثل حالة سياسية لشرائح من الطبقة الوسطى تمارس فيها الفقر النضالي، بالتظاهر المعرفي النضالي على الشاشات والصحف وهو تظاهر لا يؤمه بإنتظام إلا المائزون طبقةً
اما جر الحوار لإعتراف بعض المتحاورين ببعضهم وبوجود وجهة نظر أخرى فهو مثل إعتراف الشرطي بوجود مجرمين، لايدل كثيراً في الحاضر على إحترامه العميق لهم، ولكنه قد يفتح الطريق لحساب ما لجميع عناصر المجتمع. ومادامت الخلافات قشرية وظاهرية فالحوار والإعتراف بين أطرافه يبدو مسائل قشر و سطحشكلية أما الثقافة الأفضل للترسيخ فهي ثقافة الصراع الطبقي والفكري والنقد المرير لنواقص الأفكار والموضوعات والطروح .
إن تمرين اللغة في الحوار المتمدن على أشكال ومقالات عقلانية طبقية يكفل عملاً للحوار المتمدن ما نصبو له فيها من التنوع والموضوعية الواقعية كما إن غزارة الأشكال الأدبية والفنية المواشجة لهذا المران والتنوع تفتح مجالاً لإرتقاء الأذهان والوعي والحياة .
بعد مرور خمس سنوات على إطلاق موقع "الحوار المتمدن" فإن إرتفاع قتلى الحرب على العراق وفي العراق، يدل على إن الحوار فشل جملةً في مهمته، ولكن زيادة عدد الكاتبين في الحوار وأهميته وضرورته تدل على كسب عظيم يجنيه الحوار!؟.
وفي الحالين الحواري والحربي معاً فان موقع الحوار المتمدن و إن نجح في ان يكون علامة يسارية في تاريخ الليبرالية الدموي في عالمنا الثالث وانصافها، فبهذه الحوارية وعلامتها فقد اليسار نفسه ومشهديته الشعبية ونضاليته الحازمة الثورية التي إنتصب لها الملايين فداءا بدمائهم وأرواحهم في الماضي القريب يوم كان أكثر الثوار مصارعاً فكرياً وفلسفياً عتيداً وثورياً طبقياً سنيناً قبل أن يتحول بعضهم إلى محاوري أفكار ومعلقين على الأحداث. وهو ما يطرح في أول رؤيتنا لهذه المسالة بعد هذا التمهيد تناول موضوع: علاقات الإعلام النمطي والحياة الثورية، وعلاقات الإعلام الثوري والنمط السيد للحياة.
. 17-11-2006 المـنـصـور جـعـفـر [email protected]
#المنصور_جعفر (هاشتاغ)
Al-mansour_Jaafar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقد عقلية -جرِب حظك- في تقويم وجود الحزب وافكاره
-
في رحاب الأنفال الصليبية .....له الجلال ... قائدنا القتيل مي
...
-
مقدمات تلخيص ستالين للفلسفة المادية التاريخية ونتائج الهجوم
...
-
نقاط في التاريخ الثوري للسوفيتات والعوامل الإصلاحية والرأسما
...
-
العولمة والخصخصة في تأثيل الفكر التنموي
-
ما بعد الإيمان
-
نقاط في علاقة المعرفة والمنطق والفلسفة والعلم والسياسة
-
المنصور جعفر
-
عزل الوضع السياسي عن المصالح الإجتماعية قاد إلى النفوذ الأجن
...
-
محجوب شريف
-
خزريات بابل ينشدن الزنج والقرامطة
-
هوية الأزمة في موضوع أزمة الهوية: عناصر أولية
-
المسألة اليهودية في السودان
-
أفراح الحزب والدموع دجلة وفرات على وجه العراق
-
إدانة الهجوم الدموي لجمهورية مصر العربية على لاجئين من السود
...
-
أناشيد إسماعيلية لخزريات بابل المعاصرة
-
قيـامـة النبي في كـوش
-
الوقت العصيب العراق
-
من الجهود المبذولة لحل الحـزب الشيـوعي وتصفيه وجوده العلني ا
...
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
|