أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلطان الرفاعي - ملكية عائلية--3-














المزيد.....

ملكية عائلية--3-


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1740 - 2006 / 11 / 20 - 08:39
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كثيرة هي الأمثلة التي تظهر اقتسام البلاد ، اقتساماً منظماً من طرف عائلة مالكة . هذه حالة شائعة في غالبية بلدان الخليج وبعض بلدان العالم الثالث . ولكن هل يُعرف بلد تملكت فيه العائلة المالكة الأرض وما في باطن الأرض ، والى حد ما الناس واسم البلاد ؟ هنا تبدو الأمور في غاية الوضوح : فالجزيرة العربية سعودية ومُلك لعائلة آل سعود ، ولا ريب في أن هذه حالة فريدة في العالم . فهل يجري الحديث عن المغرب العلوي أو الأردن الهاشمي لقد كرس المجتمع الدولي على ما يبدو هذا الاستحواذ.
الشعور بالتملك قوي جداً لدى الأمراء وخاصة عند المسنين منهم . ويتم اتخاذ القرارات الأكثر أهمية في اطار العائلة التي تعمل في الواقع كمجلس ادارة شركة . وقد حصل ذلك مثلا في عام 1965 حين تم عزل الملك سعود أول وريث للملك عبد العزيز مؤسس المملكة وتم احلال ولي العهد فيصل محله . وكان الملك المعزول معروفاً بأسطول سياراته الكاديلاك الفاخرة وبتصرفه بالأموال العامة وكأنها املاك شخصية ، وبتبذيره، وقد تم عزله بكل بساطة وهدوء من قبل مجلس العائلة لصالح أخيه الذي عرف بحسن ادارته لشؤون الدولة .
لا يقتصر هذا الشعور بالتملك على المستوى النظري الخالص بل انها يتجلى في وقائع تعود بالمنفعة على الأمراء . وحينما أراد الملك عبد العزيز تنظيم ميزانيته الأولى ، لجأ الى خبير سوري . وقد قام هذا الخبير بوضع جدول للنفقات ثم سأل العاهل عما اذا كان مسموحا له بوضع مجموع عائدات تصدير النفط في بند المداخيل ، فأظهر الملك تذمره ورد قائلاً:( كيف تجرؤ على التقدم بمثل هذا الطلب الي؟ هذا النفط الي ؟! . انه ملكيتي الخاصة . قل لي كم تحتاج فقط وأنا أصرفه لك).

لم يطرأ تغيير كبير على الأوضاع ، على الرغم من تعديل المظهر الخارجي للاجراءات فالنفط (الأميري) أي مقدار الحصص المخصصة منه للأمراء ، يعتبر سرا من اسرار الدولة . اذ بقي هؤلاء ولفترة طويلة يملكون حصصاً محددة يبيعونها في السوق النفطية(سبوت) في روتردام عن طريق وسطاء يقيمون بامارة دبي . لكن هذه الممارسات التي اضحت معقدة ومفضوحة جدا هي نادرة اليوم ، وتسبب الكثير من الفوضى في السوق النفطي . ففي عصر يعرف فيه تصدير كل برميل . لم يعد من الممكن الاستمرار بهذه الممارسات دون اثارة انتباه المواطنين داخل المملكة وخبراء منظمة الدول المصدرة للنفط . لكن احدا لا يعرف بالضبط ما هو نصيب الدولة وما هو نصيب العائلة المالكة من البرميل الذي تبيعه شركة الارامكو ، ولا احد يعرف آلية هذا التوزيع الذي يتم تحت مراقبة الملك.
وباسم حق التملك العائلي هذا .، امكن وضع اليد في عهد الملوك الأوائل على مساحات واسعة من الآراضي في مجموع انحاء البلاد -----
ولا شك ان هذا السلوك عند الامراء كمالكين لكل شيء هو الذي يفسر الغطرسة التي يتعامل بها آل سعود مع (الخدمات العامة) لبلادهم ، فمن هو الامير الذي يدفع فواتير الهاتف؟ أو الكهرباء او الماء او الضرائب---- ولعلنا نفهم الآن وبسهولة تلك الدهشة الممزوجة بالامتعاض التي تبدو على وجوه افراد العائلة المالكة ، حينما يطالبون بدفع مثل هذه الفواتير في أوروبا.
ويجب ان نضيف الى ذلك انه من النادر ان يدفع الأمير ثمن تذاكر السفر بالطائرة له او لأسرته. بل انه يملك دوما تذاكر سفر مجانية يقدمها الى اصدقائه ومعارفه. وتعتبر شركة الخطوط الجوية السعودية بقرة حلوباً لللأمراء (عجز ضخم بلغ في وقتها أكثر من مليارين .--
الأمير السعودي على ما يبدو لا يكترث بالهموم المالية التي تشكو منها شركة الطيران اذ ان شغله الشاغل حين يسافر بطائرة بلاده ينحصر في ان يستقبل في صالات الشرف المخصصة للشخصيات الهامة----وهؤلاء الأمراء الكبار يحيطون انفسهم بجيش من الأقارب والخدم والحراس ، تقوم الدولة بصرف مكافآت لهم ، والأمير سلطان وزير الدفاع هو اوسع الأمراء حاشية ، ومن اجل اطعام افراد حاشيته يذبح هذا الامير كل يوم مئة رأس من الغنم--- لكن ذلك لا يمثل شيئا اذا قيس يالملك الذي يجلب حين يكون مقيما بمزرعته بالقرب من الرياض حوالي الف كيلو غرام من اجود انواع اللحوم وما يماثلها من الأسماك والقشريات . وما رأيكم في عاهل يتبرع من حين لآخر بمبالغ مالية طائلة من اجل قضايا الاسلام الكبرى ، وترافق هذا التبرع حملة اعلامية واسعة ، علماً ان هذه الهبات مسحوبة من الأموال العامة؟

من مظاهر احتكار الشأن العام ، انتشار عادة عند المسؤولين السعوديين تجعلهم ، وهم ما يزالون على قيد الحياة ، يطلقون اسماءهم الشخصية على المباني العامة للبلاد . هكذا نجد في الرياض وحدها ، ملعب فهد الرياضي ومستشفى فهد وشارع فهد واكاديمية فهد للشرطة ومكتبة فهد. ونجد ما يماثل ذلك في مدن اخرى. واذا كان الامير سلطان ليس في هذا المستوى من الثراء فانه ليس محروما كليا من هذه الامتيازات . فهناك شارع من اهم الشرايين التجارية بالرياض يحمل اسمه منذ فترة . لكن من سوء حظ وزير الدفاع ان سكان العاصمة لم يتقبلوا هذه التسمية الجديدة وانما استمروا يطلقون على ذلك الشارع اسمه القديم(الستين).

ومن مظاهر سيطرة العائلة المالكة على البلاد ان جميع حكام الاقاليم والمناطق هم من الأمراء . اما الحكومة ، فان وزراء الداخلية والدفاع والشؤون الخارجية والمواصلات ينتمون الى الأسرة بالاضافة الى الملك وولي عهده. --------
ويل لكل من تاخذه نشوة السلطة فيتناسى علاقات الولاء . انه معرض لأن يقال من وظائفه بين عشية وضحاها وذلك ما حدث في سنة 1986 لوزير النفط القوي احمد زكي اليماني ، الذي نسي قواعد اللعبة ---وقد حل غضب الملك عليه وطرد فجأة من دون اشعار مسبق .


من كتاب السعودية الديكتاتورية المحمية
جان ميشيل فولكيه
اصدار ميديويست للنشر
منشورات اليان ميشيل



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان عائلة سعود شديدة التنظيم مثل فرقة عسكرية-2-
- ((قالت ان الملوك اذا دخلوا قريةَ أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أ ...
- ----نطلب قانون عصري للأحزاب لحماية سوريا من الفوضى والخراب.
- صراع خير وشر ---وليس صراع حضارات
- نستحلفكم بالله جميعا، حافظوا على سوريا-----الحوار المتمدن أي ...
- رسالة الشعب السوري بخصوص المحكمة الدولية
- فلافل و---كبسة
- مواطن اسمه جبر-----
- فاتحة--ومزمور--وخاتمة
- -سيدي بوش--حزينون لمشروع استقبال الطغاة والقتلة
- شركاء في (الثراء) والضراء -----
- اللي استحوا ماتوا--واللي ما استحوا راحوا على العمرة--
- لتسقط كل الحكومات ---ماعدا السورية--
- قال الملك: على لبنان أن يُصبح مسلما --الكسليك الجوهرة التي ح ...
- أغبياء القمع الأنترنيتي وموقع الحوار المتمدن.-----
- سيدي الكاردينال---مجلس المطارنة الموارنة الموقر----
- هل تخافون من خدام أيها البعثيون؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- مع جهاد خدام في اعادة المنهوبات الى الشعب مباشرة-------
- مناهج متخلفة---ومدارس دينية بؤر ارهابية---
- الديمقراطية المنقوصة---والمطلوبة


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلطان الرفاعي - ملكية عائلية--3-