أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - خالد عيسى طه - أطفالنا وأطفال الغير.. لماذا هذا التباين؟!















المزيد.....

أطفالنا وأطفال الغير.. لماذا هذا التباين؟!


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1740 - 2006 / 11 / 20 - 09:43
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


لا.. الباري عز وجل ولا.. جاحدٍ لنعمته ولا.. حتى وحوش الحيوانات ترضى بما عليه أطفال العراق اليوم.
لقد قتل الاحتلال براءة عيونهم وجمد دموعهم في المآقي ، ترى وجوههم فاغرة الفم رافعة الحاجبين .. مذعورة ذعراً يفوق كل ما يستطيع الانسان وصفه ، وسبب الذعر هو ما يحيط بهم من جو غير ملائم لطفولتهم.
هو الاحتلال الذي ضرب جحافل التراجع في الجيش الشعبي بعد اعلان الهدنة بقنابل فسفورية وعنقودية محرمة دولياً ، فأتى على 180 الف جندي شعبي من خريجي الجامعات أجبرهم صدام حسين على حمل السلاح بالاكراه دون تدريب ، لتذوب أجسادهم مع عتادهم باليورانيوم المخصب ، وكان نتيجة ذلك أن تلوث الغلاف الجوي والمياه والشجر فجعل الطفل العراقي يلاقي الموت الحتمي قبل بلوغه الخامسة بأكثرية مخيفة تتجاوز الطفلين من كل خمسة أطفال ، وهذا الطفل هو الذي عانى ونخر صحته الحصار الجائر بفعل فاعل الاحتلال والقائم به (الأمريكان) ولمدة طويلة استغلوا غباء الرئيس صدام حسين ليقنعوا العالم بأن لديه أسلحة دمار شامل ولم يكن يملك أي شيء منها. هذا بالأمس وقبل الأمس وما نراه اليوم في معاملة الأطفال ، نجد أنفسنا أمام جريمة متعمدة يراد بها تجفيف منابع وجود الانسان العراقي .. انسان بلاد الرافدين .. انسان سلة الطعام ، يراد أن ينتهي هذا الشعب ، والطريق الأقصر والأحسن هو تجفيف تواجده وهم الأطفال ، فيذهب الشعب العراقي بعد حين. اليوم.. الموت للكبار على مدار الساعة إما بقنبلة انتحارية تنوش أهلنا والكثير منهم أطفال أو إطلاق النار العشوائي من قبل الاحتلال ، والطفل أسهل صيداً لجنود المحتلين أو رجال مغاوير الداخلية ، فتحرم الأطفال من ذويهم وآبائهم لتعمل على اقتلاع ارواحهم وارسال جثثهم في أكياس ورميها على عوارض الطرق.
إن ما يثر حزني أني أعيش في بريطانيا منذ مدة طويلة وأرى أن الطفل في بريطانيا على اختلاف ألوانهم وأعراقهم .. أراه وهو يسير مع أمه أو أبيه أو مربيته ، وكيف الجميع وخاصة الأطفال في قمة رعاية الدولة ومراكز الاهتمام الاجتماعي ، ملابسهم نظيفة تبقي رائحة الطفل البريئة .. رائحة الملائكة وأن وسائل النقل متاحة لهم مع توفير الأمان فيها لتدفع عنهم أي أذى ، أراهم وهم يسيرون في الشارع الذي يقع فيه مسكني والابتسامة تعلوهم وضحكاتهم تناغم اذني وهم يتقافزون هنا وهناك ، وكل مجموعة صغيرة من الأطفال يتبع قائداً له أماً كانت أو أباً ، وأشبههم وهم متعلقين بظل هذا الحارس يتواثبون في السير .. يبتسمون للحياة وكأنهم كتاكيت حول أمهم الدجاجة ، إني لا أفهم لماذا حرم أطفال العراق مما يجب أن يقدم لهم, أطفالنا يُمسون على ظلام من انقطاع الكهرباء وقد يكون ليلهم فيه زائرون بطاشون ارهابيون سواء أكانوا من الحكومة أو أفراد الجيش المحتل جاءوا لأخذ أحد ذويهم بانتزاعهم وانتزاع اولادهم من حضن بعضهم البعض. أطفالنا يلتصقون على حائط الغرفة يرتجفون مثل العصافير جاءهم من يفترسهم ، واذا أصبحوا لا يجدون الماء لغسل وجوههم البريئة الملائكية لا فرق بينهم وبين أطفال لندن سوى السمار الجميل الذي يكسو وجوههم ، ومهما اعتنت بهم الأم وجاهدت في ترتيب معيشتهم ليكونوا بالحد الأدنى من كرامة العيش تجدهم في الطريق مذعورين يلتصقون بـ (نفنوف) الأم ولا يتركون أياديهم الصغيرة عن ملابسها خوفاً من زخة رصاص أو انفجار سيارة. اقسم بالله كم ذرفت من دمع على أطفال بلادي وكم بكيت بحرارة على حالهم وأنا جالس أمام شباك بيتي الذي يمر به اسراب اطفال بريطانيا السعداء مساءً ، يشهد الله أكاد أكفر بديني .. لماذا يرضى الخالق بهذه الحالة؟ لماذا أطفالنا وولدوا في بلد اسمه العراق جعل منه الاحتلال هدفاً استرتيجياً اقتصادياً له، فأصبح نفطه وبال عليه وليس عامل رخاء وسعادة ، وأصبح معه حال الأطفال سيء يسوء أكثر سنة بعد سنة وجيلاً بعد جيل ، فاذا كانت مأساة أطفالنا إرادة الله فعلينا وأنا أولهم أن نكثر من الصلاة ونزيد من شهر صومنا ونكثر المن الدعاء ليغير الله حالنا هذا وحال أطفالنا من البؤس والشقاء الى السعادة والرفاه ولا بأقل مما عليه أطفال العالم الأوربي.
أتساءل كل يوم ما ذنب أطفال العراق ، وهل يحق لهم ترديد القول "هذا ما جنا أبي علي ولم يجني أحد سواه" ، ولكن ما هي جناية الأب وهو بذاته مسحوق وهو مجني عليه يحيط به ارهاب الاحتلال من كل صوب .. في الرزق والحرية والوجود بل وحتى في لقمة الخبز وما يستطيع أن يقدم من رعاية وحنان لأطفاله أو أحفاده اذا لم يحصده الموت .
اذا كان الاحتلال يقسو على رجال المقاومة الذين يطالبون بجلائه ويطالبون بانتهاء الاحتلال ، فما ذنب اطفالنا الأبرياء ؟ هل هؤلاء قادرون على حمل السلاح؟ وهل هم قادرون على الدخول في شرف المقاومة حتى يحصدهم الاحتلال قتلاً وتفجيراً ، وبعد تجويع بحصار قاسٍ ، ألا يفكر هؤلاء بأن لديهم أطفال أيضاً ، وهل يرضون أن يعاني أطفالهم بمثل معاناة اطفال العراق ، بل لا نبالغ انهم يهتمون براحة كلابهم وصغار كلابهم وقططهم وأنا أرى بأم عيني كيف أن بعض الكلاب تلتصق بثدي الزوجة والقط يفترش ساقي الزوج ، فيعتصر قلبي ألماً على أطفالي وأطفال الغير .. بل وكل أطفال العراق ، واصبح الطفل العراقي يختار من الألعاب التي يغلب عليها طابع الأسلحة خاصة وهم يعيشون وسط أصوات العيارات النارية والدبابات والآليات العسكرية والمطاردات بين أفراد الجيش الأمريكي والشرطة العراقية والمسلحين، اضافة الى المشاهد المروعة التي تنقلها الفضائيات المختلفة عن الدمار الكبير الذي تسببه السيارات المفخخة بعد انفجارها. أليس هناك نهاية لهذه المعاناة؟ ... ومتى؟ ألا تكون هذه الحالة دافعاً للحكومة في تقديم اهتمام أكبر بالأطفال وتخصيص المال وانشاء مراكز الرعاية لهم وتوفير الدواء وانشاء اسطول نقل يخلصهم من الرصاص الطائش واعطاءهم ما يحتاجون بدون استثناء. كل هذا الآن مفقود وعلى الحكومة أن تعوضهم عما فاتهم وعما كانوا عليه قبل الاحتلال لتجعل منهم انساناً لكل عينٍ عراقية نحن الآباء والأجداد وكل المحبين ، إنهم أمانة في أعناقنا وحقوق الأطفال هي دين علينا كما كنا ديناً على آبائنا واذا صحى الاحتلال من غفوته عليه أن يقدر ما نذهب اليه في هذا ويكون الله في عون العراقيين وخاصة الأطفال.
تستصرخ اليوم الطفولة في العراق ضمير العالم بصوتها الذي اخمدته الامراض وسوء التغذية نتيجة الحروب والحصار الاقتصادي واعطبته اشعاعات اليورانيوم نتيجة قصف القوات الامريكية للعراق ، وجسده الذي مزقته القنابل العنقودية ، وحشرجته التي لاتسمعها سوى الامهات المنكوبات بافضع دكتاتورية عرفتها البشرية سحقت كل انجازات شعبها واعادت البلاد الى مرحلة التبعية وهيمنة قوات الاحتلال ، اين انتم مما تقدمه المنظمات الدولية ولاسيما منظمة الطفولة العالمية اليونيسف منذ عشرات السنين من تقارير واحصائيات مرعبة عن وضع اطفال العراق: عن مستوى سوء التغذية بسبب الحصار الاقتصادي ، عن نسبة وفيات الاطفال قبل بلوغهم السن الخامسة ، عن تضاعف الاصابة بأمراض السرطان نتيجة قصف القوات الامريكية للعراق باليورانيوم المنضب ، عن تضاعف نسبة الولادات المشوهة ، عن المدارس التي هدمت والمدارس التي سرقت حتى مقاعدها، والتسرب من الدراسة بسبب اضطرار الاطفال للعمل لاعالة عوائلهم ، عن مئات الالاف من اليتامى والمشردين ، عن تفشي الجريمة والمخدرات وعن .. وعن.. وعن.. ، وبقيت هذه التقارير والاحصائيات تمر امام أعينكم ، فلا تثير اكثر من الاشمئزاز لدى من بقي منكم له احساس انساني. ! واليوم والطفولة في العراق مستباحة ينهمك مجلس الامن ليس في مناقشة سبل انقاذ اطفال العراق من نتائج الحرب غير الشرعية التي قتلت آلاف الاطفال ، ولا تزال تقتل يوميا العشرات نتيجة انفجار القنابل العنقودية التي لم تنفجر اثناء الحرب فضلا عن تفاقم اضرار الاشعاعات نتيجة استخدام كميات اكثر واكبر من قنابل اليورانيوم المنضب ، وتفاقم كل مخلفات النظام الدكتاتوري من مآس وحرمان ، وليس لتجريم مرتكبيها، وتحميلهم نتائج كل الجرائم التي اقترفوها بحق الشعب العراقي والانسانية عموما وبحق اطفال العراق خصوصا ، بل لمناقشة المشروع الامريكي لفرض شرعية احتلال العراق عن طريق حرب غير شرعية واحكام سيطرة الولايات المتحدة على ثرواته النفطية ! فأية شرعية دولية يدّعون ويتشدقون بها ؟ واي مصير ينتظر البشرية ؟ فاقرار هذا المشروع يمهد لشرعية احتلال الولايات المتحدة للعالم بلدا بعد آخر ولاستعباد البشرية واستباحة طفولتها عن طريق الحروب العدوانية المدمرة للبشرية.ان البشرية اليوم تواجه خطرا داهما يتطلب في مقدمة ما يتطلبه حماية الشرعية الدولية والقيم الانسانية وانقاذ البشرية وحماية مستقبلها فالطفولة هي بهجة الحاضر وامل المستقبل. وذلك برفض المشروع الامريكي. واقرار مشروع يجرم الحرب على العراق ومحاكمة القائمين بها كمجرمي حرب وتحميلهم نتائج تلك الحرب. وفي مقدمتها تنظيف البيئة من اليورانيوم المنضب وازالة مخلفات كل الاسلحة المحرمة دوليا ولاسيما القنابل العنقودية والالغام غير المنفجرة واعادة بناء كل ما دمر من مرافق ومؤسسات عامة وخاصة وفي مقدمتها ما يخص اطفال العراق من مدارس ودور حضانة ومستشفيات. والانسحاب الفوري لجميع قوات الاحتلال ومساعدة الشعب العراقي على اقامة العراق الديموقراطي الموحد الذي يضمن حقوق العراقيين جميعاً ولاسيما حقوق الاطفال.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا شيء يعلو على خطر فتنة الطائفية في عراقنا
- تضارب التشريعات وتناقض القوانين
- خطورة استخدام المرتزقة في قوة الجيش الامريكي
- بألوعي وحده نوقف الفتنة الطائفية
- الخيانة القانونية قد تكون مقبولة ..ولكن فلسفتها.. مستحيلة..
- عندما يكون القضاء في العراق مسيسا: محاكمة صدام حسين ورفاقه ن ...
- فُرض التخطيط السياسي والاقتصادي الامريكي على الشعب العراقي
- الدستور العراقي : العيوب القاتلة !!
- المظاهرات الاحتجاجية هي الوسيلة الناجعة لطرد الاحتلال
- تيسير علوني : استقاء الخبر وحرية الصحافة !!
- احتمالات نفوذ الغير في الاعلام العربي
- لماذا...... وما سبب الزيارة المفاجئة لوزيرة الخارجية الامريك ...
- المغزى الحقيقي لجعل صدام حسين أسير حرب
- الديمقراطية سلعة نسوقها لمصلحتنا .. فقط
- الارهاب : بين قوة التحدي وقوة الاحتجاج
- الفوضى الامريكية الخلاقة
- العراق يواجه سياسة الارض المحروقة
- الشعب العراقي تحت مطرقة القوات الامريكية والمليشيات
- غرقنا جميعاً في داء الطائفية !!
- المغتربون لماذا يترددون في الرجوع ؟


المزيد.....




- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - خالد عيسى طه - أطفالنا وأطفال الغير.. لماذا هذا التباين؟!