أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي سعد - خلط الدين بالسياسة خطيئة كبرى














المزيد.....


خلط الدين بالسياسة خطيئة كبرى


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1740 - 2006 / 11 / 20 - 09:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أهدي هذا المقال إلى أغلى وأعز اخت على قلبي ، هذه الاخت التي اكتشفت أنها اختي بعد مرور أكثر من ثمانية عشرة عامًا على ولادتي ، فكانت لي السند المساعد والاخت المثالية التي وقفت إلى جانبي دائمًا .

لا شك أن العلاقة بين الدين والسياسة تعتبر إحدى أهم المواضيع التي تشغل بال الفكرين الديني والسياسي على السواء ، وقد احتدم الخلاف فيها بين فئة داعية إلى الفصل التام بين الدين والسياسة وهم العَلمانيون ، وفئة أخرى تدعو إلى تطبيق الشريعة الدينية في النظام السياسي وتؤكد على ضرورة أن تكون الشريعة هي المصدر الأساسي للحكم والتشريع في الدولة وهم "السلفيون" أو "الأصوليون" .

وكان لتطبيق العلمانية في دول الغرب أثر كبير في تحديث النظام السياسي وترسيخ أسس الدولة الوطنية وإشاعة الحريات الدينية على مختلف أشكالها . إلا أن تطبيق العلمانية في هذه الدول أخذ بعدًا إلحاديًا ، حيث لم يعد للعقائد الدينية التأثير اللازم في المجتمع خصوصًا لجهة تهذيب الأخلاق وفرض قواعد إنسانية للتعامل بين الناس ، فأصبح الهم الأساسي للإنسان هو الربح والمال ولم تعد تؤثر به العقيدة الدينية وحتى أن البعض بات يعتبر الإيمان بالله أسطورة ولى زمانها .

لكن إذا نظرنا إلى واقع الحال في الدول التي تطبق الشريعة الدينية فإن الوضع هناك ليس أفضل حالاً من الدول العلمانية . فالأنظمة التي تعتبر نفسها مُطبِقة للشريعة وإن ساهمت في ترسيخ بعض المبادئ الدينية السامية في المجتمع ، إلا أنها قمعت الحريات الفردية والجماعية باسم الدين واستغلت سلطان الدين من أجل فرض نمط معين من الحياة في البلاد ووقفت في وجه كل محاولة لتغيير وإصلاح النظام السياسي .

إذًا ، لا العلمانية المتطرفة على النمط الغربي هي الحل ، ولا تطبيق الشريعة الدينية على النمط الإسلاموي الشرقي هو الحل أيضًا .

وأقول هذا ليس لأنني اعتقد بوجود نظام سياسي آخر يضع حلولاً جذرية وسحرية لكل مشاكل الإنسان والمجتمع . إلا أنني أرى بتطبيق الديمقراطية المقرونة بالعلمانية باعتبارها فصلاً بين الدين والدولة ، إلى جانب "اعتبار الدين أسًا جوهريًا في قيام المجتمع الأسمى ، والترحيب بعمل رجاله في نشر مبادئ الكمال الإنساني" كما جاء في ميثاق الحزب التقدمي الإشتراكي اللبناني ، أرى بذلك مجموعة من المبادئ الأساسية والعامة لقيام نظام سياسي بإمكانه أن يضع حلولاً للكثير من الإشكاليات في الدولة الحديثة وأهمها إشكالية العلاقة بين الدين والدولة .

فالعلمانية هي الضمانة للحد من العصبية الدينية والطائفية السياسية وكافة أشكال التمييز والتفرقة وعلى رأسها العشائرية والقبلية . وكذلك فإن العلمانية هي التي تجمع المواطنين على الانتماء الوطني والإنساني وتعزز مفهوم المواطنة في المجتمع .

والدين باعتباره عقيدة روحية ورسالة اجتماعية وأخلاقية يشكل ضرورة إنسانية من أجل توجيه وتصويب سلوك الفرد نحو ترسيخ المبادئ الأصيلة في تعامله مع نفسه ومع الأخرين . وكذلك فإنه يُفترَض أن يكون لرجال الدين دورًا محوريًا في إشاعة مبادئ الكمال الإنساني في المجتمع .



#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثبات السياسة الإستقلالية العربية في مواجهة الأطماع الأمريكية ...
- قبول الآخر كبديل لحوار الحضارات وتصادمها
- حول الإشكالية الطائفية في شفاعمرو
- نقاط الرئيس السنيورة السبع هي الحل الأمثل للأزمة الحالية
- عام على المجزرة .. وماذا بعد ؟!!
- حزب الله وغياب الدولة الفعلية في لبنان
- إلهي ليس بالضرورة إلهك
- دروز 48 وعقدة الأقلية
- -أنت القاتل يا شيخ-


المزيد.....




- حماس: اعتداءات المستوطنين يستوجب موقفا اسلاميا حازما
- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي سعد - خلط الدين بالسياسة خطيئة كبرى