أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - حوارٌ في القضيّة العراقيّة














المزيد.....

حوارٌ في القضيّة العراقيّة


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1740 - 2006 / 11 / 20 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ورد في وسائل الإعلام المُغرضة أن عددَ الضحايا من العراقيين منذُ بدء الإحتلال الأمريكي إلى الآن قد بلغ أو تجاوز الستمائة والخمسين ألفاً . أنا لا أستهين بالضحايا البريئة التي فقدت ولا بعددها لأنّ في عرفي أن حياة عراقي واحد تساوي الكون كلّه ، كذلك لا أريدُ الخوض في تحليل أسباب ورود هذا النبأ في وسائل الإعلام والجهة التي بثتهُ ، ولكني آسف على الكثير من الجهات والفئات والشخصيات المحسوبة على العروبة والوطنية والتي أخذت النبأ كحقيقة وأخذت تستندُ عليها في الجدل للتدليل على صحّة وجهة نظرها و التمنّي بأنّ ( يا ليتَ الذي كان ما كان ) وبالتالي الوصول إلى ضرورة إعادة ما كان إلى ما كان عليه ، أي إعادة نظام الطاغية ثانيةً .

لقد شرحنا وجهة نظرنا للكثيرين ، وشرحنا وأطلنا في تفاصيل المقابر الجماعية وإفناء آلاف القرى ومحوها من الوجود ، وضحايا الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثمان سنوات وحرب الكويت التي دمّرت ما تبقى من العراق . تكلمنا عن معاناة الشعب في ظل النظام البوليسي الإستخباراتي الذي جعل الفرد لا يأمن الكلام في حضور أقرب الناس إليه مخافة تعرضه إلى الحد الأدنى من العقاب الذي كان في ظل صدام ( الإعدام ) ، فكم من الناس أعدم لوشاية من زوجته أو أخيه أو طفله . تكلمنا عن أعمال الإغتصاب التي كانت تنال طالبات الجامعات من قبل أولاد الطاغية ، وتكلمنا عن أعمال التعذيب التي طالت شرفاء العراقيين في أقبية الأمن والإستخبارات . تكلمنا عن عمليات التصفية البدنية للخصوم السياسيين للطاغية سواء من أعلام رجال الدين أو قادة الأحزاب السياسية والتي ما نجا منها حتى قادة حزب البعث أنفسهم وحتى الموظفون الإداريون الذين كانت تختلف وجهات نظرهم عن وجهة نظر الطاغية أو أزلامه . كل ذلك شرحناه بالتفصيل ولكن مع الأسف الشديد لم يستمع إلينا من كانوا قد صمّوا آذانهم ، ولم نسمع صوتاً ينادي بحقّنا ويدافع عنا .

في ظلّ الظروف التي كانت سائدة في العراق ، كان من المستحيل على أية جهة وطنية أن تنظّم حركة ثورية يمكنها العمل على إسقاط النظام ، رغم أن الإستياء الشعبي كان في ذروته ، ومن هنا إلتقت مصالح الشعب العراقي في ضرورة إزاحة النظام بأي ثمن مع خوف الولايات المتحدة من إحتمال حركة إنقلابية مفاجئة تطيح بالنظام الذي دعمته في حربه مع إيران ، وتنفيذه الخطّة الجهنمية في غزوة الكويت التي خدمت الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة وأنقذت الإقتصاد الأمريكي من الإنهيار ومكّنت إسرائيل من الحصول على عشرات المليارات من التعويضات بسبب إرسال الطاغية ولأغراض دعائية عدة صواريخ ( سكود ) إلى إسرائيل والتي سقط معظمها في الأراضي الآهلة بالفلسطينيين . في هذه الفترة الحرجة من تأريخ العراق رأى فصيلٌ من العراقيين الحلَّ في عقد صفقة مع الولايات المتحدة يتم بموجبها إزاحة النظام وترتيب الأوضاع بما يناسب الطرفين ، وكان ذلك من وراء ظهر الشعب ، ولما تمّ تغيير النظام إستبشر الشعب على أمل في حياة أفضل ولكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن ، فصارت فئات تلك الفصائل تتنازع فيما بينها للإستحواذ على أكبر المناصب والمكاسب ، والمتضررون سلكوا الإرهب أسلوباً لضمان بقائهم وأمل إعادة العجلة إلى الخلف ، وصار العراق الساحة التي تتبارى فيها جميع القوى الدولية والإقليمية لتثبيت وجودها وتأمين مصالحها ، والشعب يدفع الثمن من أرواح أبنائه ومن الخسائر المادية التي أتت على كل شيء .

فهم القضية العراقية أمرٌ واجب على كل إنسان يريد إبداء الرأي فيه بإنصاف ، فلن يفيد في هذا الموضوع التفكير الكلاسيكي في مبدأ معاداة الإستعمار أوّلاً ، والسير معصوبي الأعين ورفض قبول النقاش في أي إطار دونه . إنّ العمل السياسي يؤطّر بالممكن من الأمور وليس بالمتمنى منه ، والجمود العقائدي لن يدُلّ إلى الطريق القويم ، لذلك أدعو حملة وجهات النظر المخالفة أن يثقوا بأن الشعب العراقي المخلص لوطنه والثابت على قيمه يمرّ بأزمة عميقة ليس أمامه غير القبول بأحد الخيارين اللذين أهونهما شرٌ مستطير : أمّا القبول بالذي حصل ويحصل والأمل في تطويره بالحوار أو الحرب الأهلية في حالة رحيل القوات الأمريكية التي تمثل صمام الأمان لمنع الحرب الأهلية رغم كونها رمز الإهانة لكل عراقي شريف .

نعود إلى ما بدأنا به من نبأ بلوغ ضحايا الإحتلال الستمائة والخمسين ألفاً والتي صدّقها الكثير من المتحدثين في السياسة بسطحيّة فجّة دون أن يعملوا عقولهم في معقولية هذا الرقم ، ويعرفوا بأنهم يبنون نظرياتهم وإستنتاجاتهم على أسس سطحية سواء في هذا الأمر أو غيره ، فنقول بأن الإحتلال في هذه الأيام سيكمّل يومه ال ( 1290 ) ولم نسمع عن سقوط ضحايا في أي يوم بأكثر من مائة ضحية ( ولو أن أية ضحية مفردة في مقياسي الشخصي تساوي الكون كما أسلفت ) إلاّ أن مجموع الضحايا الإجمالي لا يمكن أن يكون أكثر من ( 129 ) ألفاً وهو رقم محسوبٌ إفتراضي ، وشتانَ مابينه وبين ال ( 650 ) ألفاً . والعراقيون لن ينسوا ضحاياهم في عهد الطاغية والموثقة بالوثائق : 52000 شهيد في معركة تحرير الفاو حسب تصريح الطاغية شخصياً على شاشة التلفزيون ، 180000 ضحايا مجازر الأنفال ، 180000 شهداء حرب أم المعارك ، 5000 ضحايا قصف حلبجة بالغازات الكيمياوية ، عشرات الآلاف من ضحايا الإنتفاضة في 1991 .

أيها السادة المخالفين للعراقيين في وجهة نظركم كونوا منصفين وشرفاء مع أنفسكم قبل أن تنجرّوا إلى مواقف متحيّزة وتبدوا آراءً غير ناضجة تطوعاً فالشعب العراقي يأمل منكم المساندة ، وشعوب معظم البلدان مبتلاة بأنظمة دكتاتورية مشابهة لدكتاتورية الطاغية العراقي وشعوبكم تنتظر منكم أن تحسّوا بمعاناتها وتكونوا القدوة في فضح تلك الأنظمة لا بالدفاع عن أعتاها وأنتم لا تعلمون .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهتا نظر
- أمريكا والمزمار السحري
- ليس دفاعاً عن بوش
- الشّعب
- الظلمُ ليس أبيضاً في أيّ حال
- الظلمُ ليس أبيضاً بأيّ حال
- الديمقراطية
- الديمقراطية والفدرالية
- عارٌ جهلُكُم أيها السادة
- الديمقراطية في التربية والتعليم والثقافة العامة
- الطبقة العاملة في الصّراع
- النظرية وأورول
- الحرص على العرض
- في الظلام تلمعُ عيون القط
- المصالحة و المصالحة الوطنية
- فتقٌ جديد
- الصراع
- تقليعات آخر زمان
- الوطن للجميع
- وا حكومتاه


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - حوارٌ في القضيّة العراقيّة