أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - حديث مع سيدة سورية ...














المزيد.....

حديث مع سيدة سورية ...


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7811 - 2023 / 11 / 30 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاءت إلى مكتبى أمس ..
سيدة سورية ومعها والدتها ..
قالت إنها من مدينة حلب ، وأنها كانت تعمل مدرس بكلية الهندسة جامعة حلب ..

كانت تلبس طرحة عالية .. وهى تختلف عن الحجاب المصرى ، ووالدتها كانت منقبة ، وهو أيضا نقاب سوري يختلف عن النقاب المصرى ، فأنفها شبه ظاهر من نقابها ، بعكس النقاب المصرى الذى لا يبين منه سوي العينين فقط ..

وقالت انها تركت سوريا مع أسرتها وجاءوا إلى مصر ، وفقدوا هناك أوراقهم وهوياتهم ..

وسبب مجيئها إلى الكلية عندنا أن لها اخ يدرس في الفرقة الثانية ، ويبدو أنه يعانى من مشكلة ما أو إعاقة ، وأنها هى من تتولى شئونه ، فهى من تتابع دروسه مع معلميه وهى من تذاكر له ..

وفرت لها ما طلبته ، وهو التواصل مع من يدرسون لأخيها في سنة ثانية من دكاترة الكلية ..

وفى أثناء الحديث سألتها عن بلدها سوريا ..
فانطلقت في وصلة غريبة عما فعله الشيعة في سوريا ، وانهم دون غيرهم سبب كل مشاكلها ..

وعندما استغربت ذلك وقال لها واحد ممن كانوا معنا فى المكتب إن داعش سبب مشاكل سوريا قالت بسرعة إن داعش اختراع إيرانى !!

قلت لها .. سوف اتكلم معك بصراحة .. اننى متعاطف مع الرئيس بشار الأسد ، ولا أرى له بديلا فى سوريا الآن ، وأنه وسط هذه الفوضى الهائلة وحجم المؤامرات الرهيبة المحيطة بسوريا لا أجد لدوره غنى .. وإلا ضاعت سوريا للأبد وقسمت ..

قالت أنه سبب المشكلة .. ولم تتوسع في الكلام ربما لأنى سبقتها بتحفظى ..

كانت الساعة الواحدة ونصف تقريبا ..
قالت أنها تأخرت على صلاة الظهر ، وطلبت أن تصلى .. فقدمت لها مصلية وتركت لها المكتب ، وعندما فرغت من الصلاة هى ووالدتها استأنفنا الحديث ..

قلت لها .. ولكن سوريا طول عمرها بلد متعدد الطوائف والمذاهب ، والشيعة موجودون كغيرهم في سوريا منذ القدم ..

قالت .. لقد زادوا الآن كثيرا عما قبل ، وإيران تدفع نقودا للفقراء من السوريين لتحويلهم إلى المذهب الشيعي ، وأنها ستفعل ذلك فى مصر اذا وجدت فرصة ..

وذكرت أنها قابلت رجلا مصريا من المنصورة يقول أنه حسينى ( أى شيعى ) ، أى أن مصر ليست بعيدة عن خطرهم ..
وأن الشيعة لا يقل خطرهم عن اليهود ..

لم أشأ أن اجادلها طويلا فى ذلك .. فهى تتكلم عن بلدها ، ولم أكن أريد أن ابدوا كأننى أفهم ظروف بلدها أكثر من أهلها .. فربما أنا أيضا مخطئ ..

ولكن لاحظت ان كلامها كان طائفيا بامتياز ..

لم تذكر شئ عن الوطن السورى كوحدة واحدة ، ولا عن مؤامرات الامريكان والأنجليز والفرنسيين والإسرائيليين ومطالبهم في سوريا ..
رأت فقط مؤامرات الإيرانيين وحزب اللات ( كما تقول عن حزب آلله ) ..

قلت لها .. إن الأحوال فى سوريا هدأت كثيرا ، فهل تفكرون في العودة إلى بلادكم .. ولم يبدو من كلامها أنها تريد او أنها تفكر ..

قلت لها .. هل أحوال الفقر في سوريا تمنعكم ، وخاصة مع قانون قيصر الذى فرضته أمريكا أيام ترامب على سوريا ؟
فقالت لماذا نعود .. هل نعود إلى الشيعة !!!

إن حلب - كما قالت - لم يكن بها شيعة إلا قليلين ، ومنهم أسرة رغدة .. الممثلة السورية المشهورة .. لكن الحال أختلف الآن ..

كان لدى عمل الساعة الثانية ظهرا فتركت لهما المكتب .. وقلت لهما اعتبرا أن المكان مكانكما ..

وعندما عدت الساعة الثالثة تقريبا كانتا قد ذهبتا ..

واستغربت الأمر كله ..
هل أحوال سوريا فعلا كما قالت ؟!

أم هل الإيديولوجية التى تعتنقها - ويبدو أنها إخوانية أو سلفية - هى ما لونت نظرتها إلى الأمور بهذه النظرة الغريبة ..

وهل الإعلام كان له دور فى وصول كثير من السوريين في تشخيصهم لمشكلة بلدهم على هذا النحو غير المتوازن ؟!!

إن سوريا تواجه أكبر محنة في تاريخها الحديث .. ولا يبدو على بعض أبناءها أنهم على وعى حقيقى بحقيقة ما يحيط ببلادهم من مطالب القوى الطامعة فيها ..

محنة قاسية جدا تلك التى ضربت الدولة العربية والعقل العربى فى سنوات الجحيم العربى الأخيرة ، ويبدو أننا نحتاج لعقود قادمة وأجيال جديدة حتى نلملم جرائم وجراح تلك السنوات الرهيبة ....



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى المشكلة الإقتصادية فى مصر .. هل آن الأوان ؟!
- الحرب والفن ... والحرب والحياة .
- قصة الفيسبوك .. ونظامه الجديد !!
- مناقشة عاقلة .. لقضية لا تعرف العقلاء !!
- كيف رقصنا - بسذاجة - على أنغام أعداءنا !!
- حساب الأرباح والخسائر ..
- نظرة على الأمس .. في ضوء ما يجرى اليوم .
- حكاية .. بلا بداية ولا نهاية .
- أقصى درجات العنف ..
- لقد وقعنا في الفخ !!
- لماذا ؟! السؤال الخطير .. وما وراءه من أمور أخطر .
- أسبوع الغضب علي القاهرة ..
- الممر الآمن ... ماذا يدور في الكواليس من أمور خطيرة ؟!
- أين القاعدة وأنصار بيت المقدس وداعش ؟!!
- سيناء ..
- مصر ... وما يحدث في فلسطين
- كلمة عن اليوم الأول من الحرب ..
- عبد الناصر ... والشيوعيين .
- جمال عبد الناصر .. واليمين الدينى
- جمال عبد الناصر .. واليمين السياسى .


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - حديث مع سيدة سورية ...