|
التحرش ظاهرة تلقي بظلالها على الشارع العراقي
هشام الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 7810 - 2023 / 11 / 30 - 09:07
المحور:
المجتمع المدني
التحرش هو مضايقة، أو فعل غير مرحب به من النوع النفسي أو الجنسي أو اللفظي أو الجسدي يتضمن مجموعة من الأفعال من الانتهاكات البسيطة إلى المضايقات الجادة التي من الممكن أن تتضمن التلفظ بتلميحات مسيئة من منطلقات عدة ، والتحرش يعتبر شكل من أشكال التفرقة والتمييز غير الشرعية بحق الأفراد، وقد يتجلى كشكل من أشكال الإيذاء الجسدي أو الجنسي أو النفسي والاستفساد على الغير
احصائيات مخيفة
كشفت ارقام غير رسمية اصدرها - المنتدى الاعلاميات العراقيات ان 77٪ من النساء العراقيات يتعرضن للتحرش المباشر، وأن معدل اعمار المتحرشين ما بين 16 سنة 25 سنة ويتواجدون في اماكن تحشد الناس مثل الأسواق ومدارس البنات والمولات . وغيرها من الأماكن ، وان قانون العقوبات العراقي في المادة 402 نص على أن المتحرش يعاقب بالحبس مده لا تزيد ع لثلاث اشهر وغرامه لا تزيد عن ثلاثين الف دينارا.
شاهد على التحرش
تروي إحدى المواطنات التي تعرضت للتحرش قصتها وهي طالبة جامعية أنها تعرضت للتحرش أثناء رجوعها للبيت في سيارة الاجرة نوع (كيا) وفي الطريق ركب رجل يبلغ من عمر ناهز الخمسين عاماً وقام بالجلوس قرب الطالبة ثم بدأ في مضايقة الطالبة عن الطريق التقرب منها او التكلم معها فقامت بتحذيره في المرة الأولى ومع تكرار فعلته صرخت في وجهه وهذا الذي اثار انتباه الراكبين في السيارة والذين بدأوا في التحدث اليه وردعه عن فعل هذه الحالة وهو ما جعله يطلب النزول من السيارة والهروب نحو ش جهة مجهولة
ماذا يقول القانون عن التحرش ؟
يقول المحامي ميثم عبد ستار الساعدي ان احصائيات جرائم التحرش بلغت أكثر من 120,000 حالة في محاكم الرصافة ، أما في محاكم العراق قد بلغت أكثر من 500,000 حالة من غير الحالات التي لم يتم الابلاغ عنها ، موضحا أن القانون يعاقب المتحرش بالحبس مدة لا تزيد عن ثلاث اشهر وغرامة مالية لا تزيد على 30,000 دينار وإذا تكررت هذه الحالة يعاقب بالحبس لمدة ستة أشهر وغرامة مالية لا تزيد عن 100,000 دينار عراقي
التحرش جريمة من وجهة نظر شرعية
يقول الشيخ محمد سعيد امام وخطيب احد المساجد في بغداد مما لا شك فيه أن التحرش الجنسي محرم في شريعة الإسلام ، بل إن الإسلام حرم كل ما يمكن أن يؤدي إلى التحرش، فنظرة الإسلام لهذه القضية نظرة واقعية شاملة واضحة تقوم على العلم الإلهي المسبق بطبائع الجنس البشري وما يطرأ عليه من تغييرات منذ خلق آدم عليه السلام إلى قيام الساعة، ولهذا كان تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية في آيات واضحة في كتاب ربنا عز وجل، نصوص واضحة قاطعة لا تقبل شكا ولا تأويلا، سواء كانت تلك المرأة سافرة غير ساترة جسدها حتى ولو كانت عارية، أو كانت محجبة ملتزمة بما أمرها به الله عز وجل، وهذا أمر شامل لكل مكان وزمان ومجتمع وعصر وظروف. ويضيف ان الله عز وجل أمر المرأة إذا بلغت المحيض أن تلتزم بالزي الشرعي وقد أجمع العلماء على أنه يجب ستر جسد المرأة كاملا عدا الوجه والكفين حيث اختلفوا في سترهما، أهو على سبيل الوجوب أم على سبيل الاستحباب ولم يعرف لإجماع العلماء مخالف والإجماع غير قابل للنقض، حيث أنه مصدر من مصادر التشريع الإسلامي والمرأة إذا ما أرادت أن تعصي أوامر ربها، فعلي أبيها أو زوجها أو أخيها أن يمنعها عن ذلك ولو بالقوة، ولا يجوز له أن يسمح لها بالخروج إلى الشارع بغير الزي الشرعي، مشيرا الى ان المولى عز وجل قد أمر بغض البصر وستر العورة، مثلما ايضا دعى رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم )ومن بعده صحابته الكرام لتيسير الزواج، وفي زماننا هذا، صار أمر تيسير الزواج ضروري لا يمكن التخلي عنه، وإلا فإن المجتمع كله مشارك في تلك الجريمة النكراء بسكوته على تنفير الشباب من الجنسين من الحلال الطيب ليلجوا إلى الحرام الخبيث، ولتنظر كل أسرة إلى أفرادها فستجد نفسها مضارة من هذا التعنت غير المبرر.
كلمة اخيرة
وخلاصة القول من كل ما تقدم إننا بحاجة ماسة لمراجعة المنظومة القيمية والأخلاقية للمجتمع التي باتت في مستوى سيئ لا يمكن معها أن يكون هناك مجتمع سليم يجب التركيز من جديد على دور الأسرة في التربية وضرورة مراقبة أبنائها وبنائها، فالحرية المطلقة التي ينادي بها اتباع الغرب لا يعرفها ديننا ولا تقبلها قيمنا وأخلاقنا الأصيلة. ويجب أن ينبذ المجتمع هؤلاء الداعين إلى الانحلال والفوضى والتحذير منهم ومن حديثهم. من الضروري أن تستعيد المؤسسات التعليمية دورها التربوي، فقد كان لهذه المؤسسات دور أصيل في التربية في الأجيال السابقة، وخرجت لنا رجالا ونساء يعرفون القيم والأخلاق جيدا حتى وإن كان هناك قصور في الجانب التعليمي، ويجب رفع القيود التي تكبل أيدي القائمين على المؤسسة التعليمية عن القياد بدورهم التربوي، مع ضرورة تأهيلهم تأهيل جيد، حتى يقوموا بدورهم على أكمل وجه. كذلك نحن بحاجة إلى إعلام من نوع آخر إعلام يقدر التعاليم الدينية ولا يسخر منها إعلام يحترم العادات والتقاليد والقيم والأخلاق ويدعو للتمسك بها والحفاظ عليها، إعلام وبني ولا يهدم، فالإعلام مكون أساسي لثقافات الأمم والشعوب، وفي بلداننا العربية هو المكون الأساسي، وفي كثير من الأحيان هو المكون الوحيد لثقافته وقيمه.
#هشام_الغالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هشام الغالبي .. مع ايقونة التقنية مجتبى خالد
المزيد.....
-
الأمم المتحدة: النازحون السوريون يواجهون ظروف شتاء قاسية
-
الأمم المتحدة: الضربات الإسرائيلية في اليمن تثير المزيد من ا
...
-
-قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه
...
-
عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة
...
-
وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م
...
-
قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
-
الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم
...
-
مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا
...
-
في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة
...
-
من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|