فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 7810 - 2023 / 11 / 29 - 00:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مازلنا لم نتعلم من هزائمنا ولا من كبواتنا،الملاحظ أن الكثير من الأصوات العربية ترفع وتعظم من أسهم (حماس) السياسية وتضعها في قائمة المنتصرين،رغم أن حرب إسرائيل عليها لم تضع أوزارها بعد،وحتى لو رضخت إسرائيل للضغوط المناطقية والعالمية والداخلية، في القبول بوقف لإطلاق نار نهائي فإن حظ حماس في المحافظة على سلطتها على غزة ضئيل بل معدوم.
حماس ومن خلال ذراعها العسكري"كتائب القسام" قامت بعملية السابع من أكتوبر مدفوعة -دون أدنى شك-من سلطة الفقيه في طهران،لأن مهمة القسام الأولى في ليلة السابع من أكتوبر هي الهجوم على مكاتب في مركز عسكري والحصول على وثائق تتعلق ببرنامج طهران النووي،وقد حصلت القسام فعلا عليها ،وتبين لاحقا وحسب صحيفة هاآريتس وتحقيقات الأمن الإسرائيلي،إن عناصر أخرى دخلت على خط الهجوم كالجهاد الإسلامي وبعض النشطاء،بالإضافة لطائرة عسكرية إسرائيلية كان لها الدور الأكبر في قتل المحتفلين المدنيين آنذاك.
من دفع الثمن الباهظ الذي لم تضعه حماس وقسامها في الحساب العسكري أو السياسي هو حياة الغزيين،الذين لم تفكر حماس السلطة فيهم يوما حين كانت تبني الأنفاق لتحمي رجالها بينما لم تدفع مليما لتبني لأهل غزة ملاجئا
تحميهم من هجمات إسرائيل المتكررة معها منذ تسلمت السلطة عام 2007 .
والآن تحاول حماس استثمار تضحيات أهل غزة من أرواح الأطفال والنساء وهدم البيوت وتدمير كل مناحي الحياة الغزية سياسيا !حيث تعطي لنفسها الحق بأنها الوحيدة المدافعة عن القضية الفلسطينية،دون أن يرف لها جفن أن ال 15الفا من الأرواح البريئة التي أزهقت والأحياء التي دمرت، وباقي الشعب المجوع والمحروم من الخبز والماء والدفء والكهرباء، هو من دفع بالقضية الفلسطينية لتنهض من سباتها الطويل على يد إسرائيل والسلطة الفلسطينية النائمة في ظل الاحتلال.
بالطبع كل عربي حريص على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني،يقف قلبا وقالبا وبكل ماأوتي من قوة إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة والضفة ويتمنى توقف الغزو الإسرائيلي المتوحش وأن تفلح كل الدول المتفاوضة والضاغطة (قطر،مصر والولايات المتحدة) في مساعيها لوقف هذه الحرب المجرمة،وأن تساهم دول العالم قاطبة في إعادة بناء غزة وإعادة القضية الفلسطينية للصدارة ووضع حد للعنجهية الصهيونية والبحث الجدي في حل الدولتين ،دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب دولة إسرائيل مع ايقاف الاستيطان في مناطق ال67.
حماس خسرت كثيرا،ولو أن صوتها لازال مجلجلا،لكنها سياسيا وعسكريا ستخرج خاوية الوفاض.
خاصة أنها لازالت تطرح سياسة خرقاء وهي القضاء على إسرائيل!.قليلا من الحكمة في زمن التوازنات وزمن المصالح وتحكم القوة والسيطرة في إنتاج الأسلحة النووية والاستراتيجية،وإسرائيل قوة من هذا النمط ياسادة.
فلورنس غزلان -باريس 28/112023
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟