أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ابوالقاسم المشاي - خريف طرابلس(1) بين الحركة التصحيحية.. وصكوك الغفران















المزيد.....

خريف طرابلس(1) بين الحركة التصحيحية.. وصكوك الغفران


ابوالقاسم المشاي

الحوار المتمدن-العدد: 1739 - 2006 / 11 / 19 - 10:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


(1)
مهابــة الصـــدى

إلي ليبيا

لي هذا الترف المؤجج بالمغفرة../ ولهم ذاك الخراب البهيج..،
لي قول موغل في ذائقة النطق../ ولهم هذا الدوي المحتمي بالهتاف..،
لي هاته الذاكرة المسيّجة بالاختزال../ ولهم متاهات الحقد الغائم في غيبوبة ساخنة..،
لي تيه بعيد الحنو../ ولهم مدن وأوطان من فقدان.
و لكل مهبُّ فحيحه../ ولكل مهابة صداها..
ولأنها للنسيان نشوة مغفرة لا تحضر ولا تدرك إلاّ بتذكرها…
فهبّ من ليونة الحجر كهفاً للسؤال..،
وأنحت من الأوهام الناشفة مآقي مارقة عن سواها /
تلك التي راودتها العبارة لحظة انحسار البياض../
حين تبدت اللغة صوبي عارية دونما خجل أو مغفرة!!


(2)

جاء الخطاب الذي وجهه المهندس سيف الإسلام القذافي على غير المتوقع والاقرب الى الفجائية فيما طرحه والذي يمكن اعتباره بداية لتأسيس حركة تصحيحية بيضاء تزيح المسار وتقوض مراكز الاستبداد وتخفيف حدة التهم التي وسمت كثير من المراحل السابقة ولعل أكثر ملفاتها إساءة (ملف الحقوق المدنية الأساسية وأبسطها حضوراً حق الإنسان في الحياة بكرامة دون تهديد او خوف) والذي ، حيث حاول ان يصوغ من خلاله رائ الشارع الليبي من جانب ومن جانب يمكن النظر الى التوقيت الذي تم اختياره للاعلان التصحيحي الذي ضمنه لخطابه في يوم 20 اغسطس الماضي كمواجهة للتيار الاسلامي المتمثل هذه المرة في حركة الاخوان المسلمين وكمحاولة لقطع الطريق امام تيارات المعارضة الاخرى وابرزها التيار الليبرالي الذي ينطلق من امريكا ويتخذها قاعدة لحركته وما يسمى بمجموعة الفا، كما حاول خطابه ان يلامس التيار الامازيغي، وبمنحى آخر نحو الداخل فإن القراءة التي احتواها الخطاب لا تعدو كونها جرعة تهدئة تضاف الى الجرعات السابقة التي تلتها على مدى الخمس اعوام الماضية غير ان هذه الجرعة تولى السيد سيف حقنها بنفسه في اذرع النظام من جانب ( والذي اطلق عليه تسمية المافيات والقطط السمان دون اشارة واضحة ومحددة) والحقن الاخرى لتنويم الشارع وتململه الذي بات واضحا في مختلف المن والقرى الليبية واحداث العام الماضي والفشل الذي رافق المحاولات الاصلاحية السابقة والتي تم الاعلان عنها والتي تغطي الجوانب الحياتية التي تمس الناس يوميا ( البطالة، الصحة، التعليم، توزيع الثروة، الاسكان، القانون، الأمن، الملفات المركبة… والتي لا يمكن حصرها) وبالتالي فالبرنامج التصحيحية أو الخطة الانتقالية معدومة كليا سواء نظرنا اليها من الناحية المؤسساتية والتي ليس لها أثر ومن جانب الإطارات التي يمكنها أن تقوم بدور حاسم وفاعل لتجنب أي هفوات أو انحباس وكأن ما أطلقه السيد سيف لا يمثل سواء خطاب تغييب وتخذير حسب ما رآه عديد المحللين ويسنده رأي الشارع الليبي بمختلف أطيافه وفئاته وتلويناته.

ويذهب خطاب 20 أغسطس الى أعمق من ذلك إذ يرجعّ أسباب كل ما لحق بليبيا من انهيارات وإخفاقات وملاحقات فوق دولية قانونية وممارسات أسأت كثيرا الى (النظام الجماهيري والسلطة الشعبية)، فالأزمة التي تعيشها وتعانيها ليبيا، من غياب الديمقراطية وانعدام الصحافة والشفافية الى غياب القضاء والأمن فجّرت طاولة الخطاب السياسي لتفتح فوهة ( الجدل/ الاحتدام / الانتظار/ الترصد/ الصراع/….)، ولكنها تعلقه على أكتاف القطط السمان وعلى أعناق المافيا واللصوص والتكنوقراط والتحالفات الغير شريفة.

والمتصور السياسي الذي يمكنه ان يخرج ليبيا من الازمة التي تتفاقم وتستفحل يتجه الى طريق مسدود والتراجع عن الاخطاء والممارسات السابقة وامكانية معالجتها بات من الصعب تحقيق تقدم تجاهه خاصة في غياب المؤسسات والكوادر الوطنية التي يمكنها ان تلعب دورا محوريا واساسيا تجاه المعادلات السياسية المختلفة ( خارجية او داخلية، ليبية او دولية او اقليمية)، باعتبار ان مفهوم الولاء للوطن لحق به التجريم السياسي منذ ازمنة بعيدة، كما ان اي محاولة للحوار والانتقاد او الاختلاف في هذه الظروف بالذات تعد خطيرة وستلقي باصحابها الى المجهول مع غياب الامن واشتداد الصراع بين تيارات عدة كانت الى ما قبل 20 اغسطس محسوبة الولاء والاتجاه والاستفادة من المرحلة السابقة وارتبطت مصالحها بالاوضاع القائمة دون حساب او قراءة لما يمكن ان يخبئه او يجلبه المستقبل القريب والذي وصل حد الطاولة او ربما اقرب من ذلك بكثير.

الانتقادات التي وجهها سيف الاسلام للاوضاع في ليبيا ليست جديدة فعندما طرحها وقدمها وحاول عدد من الكتاب والمحللين والمفكرين رصدها بوعي وادراك للتغيرات الدولية والاقليمية والاستحقاقات الوطنية الواجب اعتبارها واعتمادها لحلول استراتيجية، كي لا تذهب الامور خارج السيطرة وتتجه البلاد الى حالة الفوضى والفراغ السياسي، اعتبرها عدد من المسؤلين وصناع القرار والمسيطرين على حال البلاد والعباد ان الأفكار والرؤى والتصورات والكتابات المطروحة معارضة مضادة وتأمر ( للوطن أم للنظام!!/ وبدوافع اقصائية لازالت متوهمة في الاختلاف بين الثوابت الوطنية والمنافع السياسية)، وبالتالي ذهب بهم جهلهم إلى إصدار فرماناتهم وتصدير أتباعهم وشرَعوا وفقا لاتهاماتهم الجاهزة سلفاً لسحقها وخنقها وتكميمها ولو ادى الامر الى سجن وقتل كل من يبدي اي رأي او ملاحظة أو حتي مجرد فكرة مجهرية ( بين الضَالة والأليفة) أو (بين السمينة والهزيلة) أو بين شهادة الواجب او شهادة الحق) أو( وكثيرة المقاربات التي علقوا عليها انتهاكاتهم ومصادرتهم للحقوق) حتى ولو كان رأياً إنسانيا مشروعاً منذ ظهور الخليقة يناقش الأوضاع الإنسانية والحقوق المدنية الأساسية المرتبطة بكرامة الانسان ومعيشتهم في أدنى سلم لها او على حواف الكفاف ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا).

فعندما يصير الأيمان بالحق جريمة وتتحول الحرية إلى مصدر اتهام متواصل ولا ينقطع من أذهانهم وجهلهم وما أكثر الجهلاء ( في بلدي!!) الذين تحولوا إلى قطط سمان ومافيا تهدد المفاهيم الإنسانية النبيلة والعظيمة التي ناضل ومات من اجلها الأنبياء والفلاسفة والمفكرين و.. ومن اجل حقيقتها وصدقها ومن اجل تأسيس ديمقراطيتها كان سقراط أول شهيد للديمقراطية حيث حكمت عليه هيئة محلفين متكونة من 500 محلّف بالإعدام بالسم. ومنذ عام 508 الذي شهد نشؤ أول ديمقراطية ( الحكم) كنقيض للتملك السلطوي ستكون أثينا عاصمة لأول ديمقراطية تستمر إلى أكثر من 240 عاماً من الحرية والعدالة والمساواة. وعلى تسارع العجلة التاريخية ومن اجل ضمان أن تكون القوانين والتشريعات والمحتوى أو الإطار أخلاقي سياسي يحترم الاختلاف ويقدس القوانين الطبيعية وحقوق الإنسان.. وعلى دفة ذلك ألاَ يحق لنا أن نتسأل معكم إلى أين نتجه اليوم..؟؟

إذن من جانب فإن ما ذهب اليه سيف يعد جرأة غير معهودة اذا نظرنا اليه باعتباره مواطن ليبي يهمه وضع ليبيا وحال الناس الذي يزداد بؤسا ويأسا كل يوم مع عدم الشعور بالامن والاستقرار تجاه (غداً) الذي يمكن رؤيته بإنه غاية في الضبابية وكأن ليبيا تنحدر باتجاه طرق مفترقة للوراء ولكنها في ذات الوقت حالة طبييعة كان لابد من الوصول اليها وان تأخر الزمن الاصلاحي والذي رصدتها عديد المنظمات الدولية وعلى رأسها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة الشفافية الدولية.

ولعل الانتقادات الحادة التي وجهها سيف الإسلام طريقة إدارة شؤون الحياة السياسية والاقتصادية وأوضاع حقوق الإنسان في ليبيا كما وجه اتهاماته الواضحة لمراكز القوة والمافيات الذين تولوا إدارة مختلف مناحي الحياة لمدة تصل إلى حوالي 4 عقود، وعمق اتهامه واصفا إياهم بالقطط السمان الذين تحالفوا من اجل مصالحهم وهيمنتهم على مختلف القطاعات الاقتصادية وبشكل وضع ليبيا في قائمة اسواء البلدان في الحريات العامة وحقوق الإنسان والقانون والقضاء والصحافة والفساد الإداري والمالي والانتهاكات الدائمة والمتزايدة التي أصبحت تتصف بها ليبيا في عديد التقارير والمحافل الدولية، وذهب سيف إلى ابعد مما يمكن أن يفكر أو يحلم به الليبيون في ظل الظروف التي نعيشها والتي توصف بأنها أكثر من مأساوية أو كارثية.. وسيكون من الأساسي والأولي في هذه اللحظات الحاسمة والمربكة والخطيرة الذي علينا التوجه إليه فكرياً دونما إبطأ أو عرقلة أو تأخير( فتح حوار وطني شامل وإطلاق حريات التعبير وتأسيس الجمعيات المدنية / الغير حكومية بدون وصايات أو اكراهات وبالشكل الذي يفعل دورها في الإنساني والتنموي/ وتجاوز نظريات التآمر .. فالليبيين وطنيون بفطرتهم وتكويناتهم وعمق تواصلهم الاجتماعي والثقافي وبأصالة هوياتهم الحضارية.. دونما مزايدات او مساومات او اخضاعات، ألم تسألوا أنفسكم لبس لأننا وطنيون بل لأننا أكثر صدقا وحرصا على بناتكم و أولادكم وأهاليكم ..لأنهم كذلك أخواتنا وبناتنا وأولادنا وأهلنا وعلى حد ما يذهب أليه القول ( من غير جميل أو منّة من احد منهم أو مزايدة مناّ..) وتحت أي توصيف فإن من دواعي ومتطلبات المصلحة الوطنية والعيش بسلم وأمن وطمأنينة والتي تعتبر من الثوابت الجوهرية التي يجب أن نحترمها وندعمها من اجل ليبيا الحاضر والمستقبل والتي لا تقبل القسمة تحت أي وصف أو تصنيف سياسي مهما كان مشروعه أو خطابه أو منطلقه. لأن القفز أو تجاوز الثوابت الوطنية سيعزز ويدفع باتجاه الصراع والذي لا يمكن حسب نتائجه ونهايته ولا يمكن وضعه تحت خانة الربح أو الخسارة. وعلى خلفية ذلك ذهب سيف ليطرح تساؤله دون مشروع أو خطة تنقلنا من الوضع القائم الذي صاغه ضمن خطابه قائلاً: ( هل توجد سلطة شعبية فعلا في ليبيا) وأضاف إلى ذلك قائلاً: ( نحن نضحك على أنفسنا عندما نقول أن ليبيا هي النعيم الأرضي أو الفردوس ) متسائلا ( أي فردوس ونحن لا توجد عندنا بنية تحتية) ونحن بدورنا نتسأل من هو المعني بهذه الاسئلة و المسؤل عن السلطة والفردوس والبنية التحتية الذي ظلت حبيسة الأفكار والآراء المقموعة والتي دفعت إلى التهميش و الإقصاء والتكميم والتجويع أو الطرد والنفي والتهجير. وإذا كان الإقرار الذي تم الاعتراف على مسمع الرأي العام العالمي والمحلي والذي يلخّص الانحدارات إلي انعدام حرية الرأي وحرية الصحافة هي الأخرى مهمشة ومصادرة. ناهيك عن الحالة الاقتصادية والمعيشية السيئة والحياة القاسية للشعب الليبي والتي ليست وليدة اللحظة ولكنها متراكمة وتلمس مختلف فئات المجتمع. ولا زال القضاء الليبي غير مستقل ومهيمن عليه كلياً، ( ومؤسسات الدولة التي تحولت غلى شركات خاصة) ومراكز القوة تسيطر بشكل تام على زمام الامور وتدير شؤونها المافيا وعصابات الفساد، صنيعة الأوضاع التي رسمتها المافيا نفسها التي امتدت طيلة عقود. وهذا في غياب مكونات ومقومات الديمقراطية، ويعترف سيف بذلك قائلاً: ( أنتم كلكم الذين أمامي تعرفون النظام الديمقراطي الذي نحلم به، هذا غير موجود في الواقع، فيه التفاف وفيه سوء استعمال لكلمة ديمقراطية ). لذا ما هي ” كلمة” الديمقراطية وماذا تعني الديمقراطية اصطلاحاً ومفهوماً وفكراً و…؟؟ وببساطة ما هي الديمقراطية ؟ و ما هي الأسس التي تجعل منها ديمقراطية ولا غنى عنها حتي تصبح كلمة أو عبارة ديمقراطية المكافئة لحكم الشعب فعلاً ديمقراطية حقيقية ؟ كيف تتطور الديمقراطية وتُراجع ويعاد أستنطاق ضعفها وتعثرها و.. وكيف تصحح إخفاقات الديمقراطية ؟ وكيف سيكون تأثير الرقمية والديجيتالية ومجتمع المعلومات وحضارات المعرفة الاتصالية على الديمقراطية ؟ وما هي الديمقراطية الالكترونية والإعلام الالكتروني والحكومة الالكترونية…؟؟ وغيرها بين ما أعلنه بيركليس وبين ما ستقرره الإنسانية وعبر مسيرة عمرها أكثر من ألفي و500 عام من التفكير والنضال والدفاع والتأسيس لحقوق الانسان..تظل الديمقراطية مبدأ إنساني يكرس للحياة الأخلاقية والسياسية و يؤكد على أن إنسانيتنا المشتركة أساسية أكثر من الاختلافات العرقية أو الطبقية أو الجنسية أو الاعتقادية الدينية وتشكل جوهر بنائها وأساسه الحرية والمساواة في الحقوق والواجبات والتي تكون سابقة لوجود وصناعة الحكومة.

وإذا كان المستقبل يتكئ على الحاضر فكيف يمكن تجاوز كل هذه الإشكاليات الخطيرة وما هو الحل المناسب الذي يتفق عليه الليبيين ويشعرون عبره وبواسطته ومن خلاله بالأمن والطمأنينة على مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة دونما اكراهات خارجية أو مساومات وابتزازات داخلية. خاصة إذا اعتمدنا في تحليلنا عن آليات الصراع أو التصحيح المتبع أو الذي نشهد على حدوثه وضمنه سيف لخطابه الأخير الذي يأتي كحركة تصحيحية اعتبرت ( بيضاء) أو هكذا يمكن تصديرها، كما لا يخفى على احد مسارات الأزمة ( والتي وردت في أكثر من رأى وسمعناها في أكثر من منبر محلي أو خارجي إذ تتفق جميعها على إنها من جانب تصفية حسابات داخلية بمساحتها الواسعة ( قبلية، عرقية، مصلحية، مراكز قوة،..) وأيضا على مستوى الدول التي تشكلت داخل الدولة، ومن جانب ثاني فهي تصفية حسابات مع المعارضة التي لم تسوى ملفاتها وحقوقها ولم تدخل في أجندة المصالحة السياسية بل تم إهمالها وتجاهلها بل وصلت الحدة إلى نعتها بالتآمر وبالكلاب الضالة وتمت تصفية العديد من رموزها عبر ملاحقتهم إلى خارج ليبيا. وأجندة التزامات دولية وإقليمية معقدة وشائكة مازالت ملفاتها مفتوحة وتتجه إلى نفق مسدود سياسيا حسب قرأتنا المعمقة للعديد منه، ويرجع ذلك إلى عدم وجود اطر ومكونات سياسية تفاوضية تعمل على القضايا العالقة منذ أزمنة.

ولكننا سنخرج للحظة من هذه المجادلات بل سنتجه إلى افتراضات الإخفاق والنجاح على المستوى الداخلي للحركة التصحيحية وبالتالي فإن ملفات مثل ( حقوق الإنسان، الديمقراطية، حرية الصحافة وحرية الرأي، القضاء، التنمية، البطالة،…)، وخاصة إذا قلنا وبحياد وموضوعية بأن أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا ينذر بكارثة إنسانية لن تتعالج ولن تتعافى منها ليبيا إلا لسنوات طويلة إذا لم يتم تدارك هذا المنحى الخطير والذي قد يهدد الحياة بكاملها ويقود البلاد إلى صراع غير محسوب النتائج ضمن بنية قبلية وعشائرية وعرقيات ومساحات جغرافية وتركيبة ديموغرافية قاسية وحركات جهادية (خامدة) ويضاف إليها حالة التململ والفقر والبؤس وغياب الأمن الحقيقي. وبإشارة خاطفة إلى الواقع الحياتي والمعيشي للمواطن الذي يطأطأ له كل جبين وتخرس أمامه كل الألسن، قرأنا عبارة السيد سيف: ( الإنسان الذي ليس له ماء ولا مجار ولا تعليم ولا صحة والذي ممنوع عليه العلاج في الخارج هذا لا يستطيع أن ينتظر.. نقول له انتظر، أبق بمرضك حتى تستكمل أمورنا.. )، و كما قالت العرب دائما (هنا مربط الفرس)، وهناك عبرّ عنها فردريك نيتشه عندما صاغ عبارته: ( الانتظار يفسد الأخلاق)، وبين القيد أو الانتظار وبين المربط أو فساد الأخلاق……!!

وأمام صراع تيارين تتجاذب مصالحهما أو تتنافر، تتقارب أو تتقاطع فمن سيدفع الفاتورة التي نخاف من حجمها الأكبر من تصوراتنا المحدودة والضيقة او المرتفعة و المسمولة ( نسبة الى السموئل* اذا جاز لنا التوصيف)، وكأنها لا تلامس جوهر الأزمة التي تتجها إليها ليبيا في حالة كانت الحسابات خاطئة لأننا أمام مرحلة لا تقبل الخطأ ( بالفهم السياسي لقواعد اللعبة والتي ستتجه إلى طاولة الدومينو أم ستختار طاولة النرد).

يتبع/ خريف طرابلس-2 - بين طقوس الحِداد.. وأعلان التوبة!!

أبو القاسم المشاي



#ابوالقاسم_المشاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصورة النقطية لظل حواء
- مقاربات كونية جديدة-2
- مغفرة مؤججة بالترف!!
- الكلمات ... بيان النزيف
- ظلُ لكاحل بريقها !!
- تكنولوجيا الخطاب -1
- النقد تصوغه الخطابات الفلسفية/حوار.
- بنية المخيلة الأسطورية/رمزية التآلف والتناقض
- بنية المخيلة الأسطورية/رمزية التآلف والتناقضة
- مجتمع المعلومات/ بين الشفافية والمراقبة!!
- مقاربات الكونية الجديدة / الارهاب الديجيتالي .. وهيمنة دولة ...
- نون الصدفة .. أنثى الاشتباه
- التنمية وحقوق الانسان / بين الفشل المؤسساتي والوعي الاجتماعي
- نزيف الطمأنينة / الرهق الاول
- نستولوجيا الكينونة والكتابة على الجسد
- رماد السلطة ... الجنازة المحترقة
- أزمة النص: خضوع الكتابة... غياب القارئ
- أبدية اللغة : نص التوهمي ... وتضاريس الكتابة !!
- زغب الحنين
- أ مكنة لكينونة المكان !!


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ابوالقاسم المشاي - خريف طرابلس(1) بين الحركة التصحيحية.. وصكوك الغفران