أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعقلية التركيبية 3














المزيد.....

النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعقلية التركيبية 3


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1740 - 2006 / 11 / 20 - 09:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تقدير المصلحة من المسائل التي دار حولها الكثير من الجدل والحوارات لمعرفة مدي مطابقتها للنص الديني من عدمه وهناك قاعدة مفادها : أن المصلحة تقدر بقدرها , ولكن من الذي يقدر هذه المصلحة ومن الذي يقدر قدر المصلحة ؟
ولما كانت توجد العديد من النصوص الدينية التي يدور حولها العديد من التساؤلات حول مدي مطابقتها للمصلحة من عدمه أو مدي تفعيلها في حدود وقدر المصلحة وتحتاج هذه النصوص إلي إعادة تفكيكها للبحث والمعرفة التامة عن مكوناتها وماترمي إليه من مصالح تخص المؤمنين بالنص الديني ومدي مطابقتها للواقع المعاصر والمعاش ومدي اتفاقها مع العلم الحديث بما أتي به من أدوية وعلاجات حديثة تغني عن الأدوية والعلاجات البدائية التي قد تكون صالحة في زمن وجود النص وللبيئة الجغرافية التي وجد فيها النص الديني لأنه لم يكن متاح أدوية أو علاجات أخري بديلة سوي تلك الأدوية .
فلماذا يصر أصحاب التفسير والتأويل والفقه علي التمسك بهذه الأمور ورفض مستجدات العصر وعلومه الحديثة ؟!
الأزمة كامنة بلاشك في العقلية المتجمدة في ثلاجة التخلف والرجعية التي تحتمي بالنص دون أي إجراء حوار جدلي مع النص لتفكيك بنيته التأويلية أو التفسيرية في الزمن الماضي لحظة وجود النص ومعرفة سبب نزوله أو مدي مطابقته للحاضر المعاش من عدمه .
ويحضرني الآن حديث التداوي ببول الإبل الذي ورد في كتاب صحيح البخاري والذي يعتقد فيه المسلمين علي أنه أصح كتاب في الدين بعد كتاب الله القرآن الكريم والوارد به حديث التداوي ببول الإبل , وهذا نصه :
* وعن أنس رضي الله عنه:
(أن اناسا اجتووا في المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعيه يعني الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الراعي وساقوا الإبل فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم) رواه البخاري
وحديث آخر:
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذرية بطونهم (
وهذا الحديث المنسوب للنبي صلي الله عليه وسلم الذي يجعل علماء المسلمين من التداوي ببول الإبل عبادة من ضمن العبادات وطاعة من أعظم الطاعات التي يتوجب علي المسلمين أن يتبعوها , ومن هنا تتأتي الأزمة وتكمن الخطورة بفعل مفهوم النص الواقع بين حدي التفسير أوالتأويل وسجن النص في بيئة جغرافية معينة بما لها وما عليها من عادات وأعراف وتقاليد وعادات ونظم بدائية في الطب والتداوي والعلاجات , فحينما نعتقد بأن التداوي ببول الإبل من أمراض الكبد الوبائي بأنواعه المتعددة و مرض دوالي المرئ أو الإستسقاء , فتلك مصيبة من أعظم المصائب , لأننا يتوجب علينا في حالة الإيمان المطلق بفرضية التداوي ببول الإبل , فإنه يتوجب مع ذلك إغلاق كليات الطب والصيدلة , وإنهاء دراسة مايسمي بالطب والجراحة والصيدلة وغلق المعاهد العلمية ومعاهد الأبحاث الطبية والإكتفاء ببول الإبل , والحبة السوداء التي تشفي من جميع العلل والأمراض إلا الموت فقط , بجانب التداوي بعسل النحل بإعتباره من الأدوية الناجعة لكل الأمراض !!
والأزمة تكمن في أن من يقول بهذا الكلام يتم إتهامه في عقيدته ودينه بل ويتم إخراجه من الملة علي إعتباره أنه يهدم في الدين ويكذب أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم بل ويتهم بأنه من المتغربين أو المستشرقين أو من العلمانيين المحادين لله والرسول , بل والغريب والعجيب في الأمر أن هؤلاء الأدعياء بالمعرفة بعلوم الدين حينما تصيب أحدهم علة أو مرض تجدهم قد يمموا وجوههم إلي بلاد الغرب المتهم بالكفر والذندقة والإلحاد باحثين عن أحدث الأدوية والعلاجات في بلاد الغرب الكافر كما يحلو لهم أن يتهموه , تاركين فقراء المسلمين للحجامة والحبة السوداء وبول البعير !!
وبالرغم من أن هذا الحديث الوارد في كتاب صحيح البخاري عليه بعض المآخذ التي تبتعد به عن نسبته للرسول صلي الله عليه وسلم ومنها :
أن المرضي طالبي العلاج من الرسول صلي الله عليه وسلم لم يكونوا بمكان بعيد عن الرسول حتي يرتكبوا جريمة القتل والسرقة في آن واحد وما كان بمقدرته الهرب لأنهم مرضي بالكبد والإستسقاء , وإلا ما طلب الرسول بالإتيان بهم وأتي بهم الصحابة علي وجه السرعة لكونهم بمكان قريب , وقرب المكان هذا ينفي إرتكاب جريمة القتل للراعي وسرقة الإبل لأنهم في مكان قريب في متناول يد المسلمين وإبل الصدقة هذه كانت بالعدد الكبير الذي يحتاج العدد الكبيرلحراستها ويعوق سرعة الهروب بها لمكان بعيد وأن الحراسة كانت تتناوب عليها وسيتم الإعلام بخبر قتل الراعي لإبل الصدقة .
يضاف إلي ذلك أن الرسول نهي عن المثلة في القتل والتمثيل بجثث القتلي فكيف به يقطع الأيدي والأرجل , ويسمل الأعين أي يفقأها بأعواد من حديد ملتهب , ويتركهم بلا طعام ولاشراب في حر الشمس في مكان خلاء , فهذا يتنافي مع ماورد من أحاديث للرسول الكريم تنهي عن التمثيل بجثث القتلي فما بالنا بالأحياء ؟!!
وإذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم حينما سئل عن لحم الضب لم ينكر أكله وقال عنه إلا أن نفسي تعافه , بل وأمر المسلمين بالوضؤ من ألبان الإبل فكيف به يأمرهم بالتداوي من أبوالها ؟!!
وأعتقد أن الرسول لم يقل بهذا الحديث إذا أخضعنا هذا الحديث لقواعد العلم والطب والمنطق لتنافيه مع مبادئ الشريعة الإسلامية والفطرة السليمة السوية !!
فهل سيتم الإتهام من جديد دون البحث والتروي في المناقشة والتحليل للوصول إلي وجه الحق والحقيقة , إذا كان الأمر كذلك فيتوجب إغلاق كليات الطب والصيدلة والمعاهد العلمية والطبية ونكتفي بالحجامة والحبة السوداء وبول الإبل ونكتفي بالتفسيرات والتأويلات بإعتبارها روشتة علاج دينية أتي بها وحي السماء وهي من إرادة الله ولا راد لإرادته وعلمه !!
وهل في هذا الأمر مصلحة للإسلام والمسلمين ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعق ...
- أرأيت الذي يُكَذِ بُ بالوطن !!؟
- النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعق ...
- مفهوم الأزمة : الخطاب الديني يتحدي الخطاب السياسي
- الأنا والآخر : هل من علاقة بين السلطةالمطلقة و الفساد ورفض ا ...
- من وحي تعديل الدستور : مبارك في غار شرم الشيخ ينتظر الوحي
- خيانات رجال الدين : عن الدين المختزل في الذاكرة
- الطب : الدين والعلم : أيهما حاكم ؟
- الفياجرا : بين السياسية والجنسية
- !!ماذا يعني التجديد في الخطاب الديني ؟
- لمن العيد ؟ عن السجون والمعتقلات : ماذا يعني العيد ؟
- !!والعار ليس إمرأة
- عن أزمة توريث الحكم في مصر : ماهو موقف الإخوان المسلمين ؟
- !!بعد بيع مبارك لمصر : ماذا تبقي للمصريين من مصر ؟
- عن المرأة والوصاية : حجاب العقل وحجاب الجسد
- السلفية : ماذا تعني ؟ وماذا تريد ؟
- !!الدين والإنسانية : هل هناك من فارق ؟
- عن الفرعون : من يحكم مصر ؟
- !!?عن الحزب الوطني ولجنة السياسات : ماذا لو غيرا مبارك الأب ...
- مبارك مصر ونجاد إيران : عن المشروع النووي المصري


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعقلية التركيبية 3