|
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 46 – حماس إنتصرت على الموساد
زياد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7803 - 2023 / 11 / 22 - 15:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نافذة على الصحافة الروسية نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
لماذا خسرت الموساد المواجهة مع حماس؟
فلاديمير بروخفاتيلوف كبير الباحثين في أكاديمية العلوم العسكرية، ضابط متقاعد، كاتب صحفي، خبير استراتيجي وسياسي، مهندس اختبار أنظمة التحكم في المركبات الفضائية
16 نوفمبر 2023
يواصل الخبراء العسكريون الغربيون تحليل أسباب فشل جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد، الذي أخطأ في كشف هجوم حماس المخطط له بعناية في 7 أكتوبر.
ينتقد المحلل العسكري الأمريكي الرائد إدوارد لوتواك Edward Luttwak في سلسلة من المقالات بشدة ليس فقط الموساد، ولكن أيضًا وكالة المخابرات المركزية CIA، التي وقع تحت تأثيرها الضار ضباط المخابرات الإسرائيلية.
في مقالته على البوابة البريطانية UnHerd، يوبخ "لوتواك" الموساد على التقليل من شأن HUMINT (human intelligence) (الاستخبارات البشرية العادية)، الذي اهمله أساتذة التجسس الإسرائيليون وفضلوا عليه SIGINT (signal intelligence) (استخبارات الإشارة – الاستخبارات المعتمدة على التكنولوجيا). يعتقد "لوتواك" أن الأحداث الكارثية التي وقعت في 7 أكتوبر بالنسبة لإسرائيل ليست مجرد فشل للاستخبارات الإسرائيلية، ولكنها في المقام الأول نتيجة لفشل منهجي في بنية الأمن القومي الإسرائيلي.
وفي وقت ما، توقفت حماس عن إطلاق الهجمات الصاروخية على إسرائيل. علاوة على ذلك، حذر عملاء إسرائيليون في صفوفها الموساد من هجمات صاروخية من قبل منظمة الجهاد الإسلامي، التي تنافس حماس.
"لقد استخدمت حماس هذا التنافس الواضح بذكاء لخداع الإسرائيليين وجعلهم يعتقدون أنهم توقفوا عن إطلاق الصواريخ لأنهم، كمنظمة "سنية" بصرامة، أرادوا الانضمام إلى المصالحة السنية مع إسرائيل التي كانت بالفعل أمرا واقعا من المغرب إلى البحرين"، - يكتب لوتواك.
تم إحباط معظم الهجمات الصاروخية التي شنتها حركة الجهاد الإسلامي بواسطة نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي بفضل "المعلومات الاستخبارية الدقيقة التي قدمتها شبكة استخباراتية موثوقة على ما يبدو".
«ومن شبه المؤكد أن حماس نفسها قدمت المعلومات “المفيدة” التي نقلها هؤلاء العملاء. أدى هذا إلى "عمى" المخابرات الإسرائيلية، التي تتمتع بخبرة واسعة في الكشف عن العملاء المزدوجين الذين ينشرون معلومات كاذبة، ولكن من غير المرجح أن تشتبه في عملاء يقدمون معلومات دقيقة للغاية. وكان هذا هو الفشل الأول لإسرائيل: فقد فشل محللو الاستخبارات لديها في إدراك أن صمت حماس لم يكن بسبب التقاعس عن العمل، بل بسبب التخطيط الذي لم يتمكنوا من اكتشافه.»
علاوة على ذلك، علق لوتواك على عمل هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي. «لقد كان هناك فشل اخر، عسكري بحت. حتى لو كانت استخبارات الموساد قد أفادت بأن كل شيء على ما يرام وأن قطاع غزة يسير على طريق السلام، فلا ينبغي للمخططين العسكريين أن يكونوا متفائلين إلى هذا الحد – لسبب إسرائيلي محدد للغاية وهو – أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على جنود الاحتياط الذين يجب استدعاؤهم إلى الخدمة وتجهيزهم قبل أن يتمكنوا من القتال، على عكس العدو الذي يمكنه التحول من السلام إلى الحرب في لحظة، فإن المخططين العسكريين يجب أن يكونوا متشائمين محترفين مهما حدث. وعليهم أن ينتبهوا دائمًا إلى الدقائق اللازمة لإرسال الإنذار، والساعات التي يجب أن يستعد خلالها الجنود على الأرض لمباشرة العمل، والـ 24 ساعة الكاملة المطلوبة لتعبئة جنود الاحتياط.»
في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، تبين أن حدود إسرائيل مع قطاع غزة غير محروسة في الواقع. “كان كل مركز من مراكز المراقبة عالية التقنية البالغ عددها 23 على طول محيط غزة يديره جندي واحد. جميعهم كانوا مجندات، تم اختيارهن للدقة التي يتمتعن بها، وجميعهن قُتلن على يد المتسللين الأوائل [من حماس]”.
ويورد "لوتواك" تشابهًا واضحًا مع تراجع الاستخبارات البشرية في الموساد والCIA، وهو ما انتقده بشدة بعد أسبوع من اندلاع الصراع العسكري في أوكرانيا.
"بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الدرس الأساسي ذو الأهمية المباشرة هو أن سياستها الخارجية والدفاعية تدهورت بشكل كبير بسبب الافتقار إلى المعلومات الأساسية عن الدول الأجنبية – ليس لأن الCIA لا تستطيع سرقة خططها العسكرية، ولكن لأنها لا تستطيع الحصول على معلومات ظرفية أساسية. وهذه نتيجة حتمية للانهيار الثقافي: في الأيام الخوالي، كان ضابط الCIA المكلف بالخدمة في بلد أجنبي لا يعرف لغته يحاول بشكل محموم أن يتعلم أكبر قدر ممكن من هذه اللغة. لكن الآن عدد قليل جدًا من ضباط الCIA يتحدثون اللغة المحلية. ولا يطلب منهم رؤساؤهم أن يتعلموا ذلك، وهم مشغولون جدًا بالتواصل مع بعضهم البعض بحيث لا يمكنهم التحدث إلى السكان المحليين – باستثناء زملائهم المحليين الناطقين باللغة الإنجليزية، الذين يخبرونهم بشكل أساسي بما يريدون سماعه."
كتبت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية Corriere della Sera أن حماس تفوقت على الموساد في استخدام العملاء المزدوجين، مما يؤكد رواية لوتواك: "تمكنت حماس من تحويل هؤلاء الرجال إلى أفضل سلاح لديها، وأقنعت عملاء إسرائيليين بالانضمام إلى جانبها" للمشاركة في "خطة مدروسة بشكل جيد".
لقد قامت حماس بتطوير عملها مع العملاء المزدوجين. وبعد وقت قصير من ولادة حماس، تم إنشاء وكالة "المجد" لمكافحة التجسس، وفي عام 2007 تم تحويلها إلى وزارة الأمن الوطني. واعتمدت بشكل خاص على العمل المنهجي «ملاحقة الخونة ودراسة العدو». وفي مرات عديدة، عندما اكتشف جهاز مكافحة التجسس التابع لحماس خائناً، بدلاً من معاقبته بشدة، تم إقناعه بالتعاون من أجل "خداع" أجهزة المخابرات الإسرائيلية. "إنها لعبة خفية، ولكن لها تأثير. تم استخدام العميل المزدوج لنقل بيانات دقيقة ومعلومات مضللة، ويمكنه حتى التضحية بشيء أو بشخص حتى لا يثير الشكوك بين الإسرائيليين”.
أصبحت قيادة الموساد مدمنة على التكنولوجيا المتطورة وتجاهلت العمل على الارض. وكان رئيس الموساد، "تامير باردو"، الذي تقاعد في يناير 2016، حتى وهو متقاعد، منخرطًا في الاستخبارات عالية التقنية، حيث أسس شركة XM Cyber.
وترأس خليفته يوسي كوهين، الذي تقاعد عام 2021، المكتب الإسرائيلي لشركة SoftBank المتخصصة في استثمارات التكنولوجيا المتقدمة. وفي سبتمبر/أيلول 2023، أي قبل أسبوعين فقط من هجوم حماس، أعلن أن "السياسة السيبرانية ستحمينا ضد نطاق كامل من [التهديدات]".
كما انتقدت صحيفة الأعمال الإسرائيلية "Globes" بشدة الجيش الإسرائيلي بسبب نفس التشوهات التي اتهم بها الموساد. وجاء في الصحيفة: “إن نظام الدفاع في إسرائيل مصاب بالشلل بسبب اعتماده على التكنولوجيا”، مضيفة أن الاعتماد على التكنولوجيا فقط ليس فكرة ذكية.
«في عام 2016، تقرر بناء خط دفاع يسمى “الحاجز المضاد للأنفاق” على طول حدود إسرائيل مع قطاع غزة. تم تقديمه كمشروع عالي التقنية وإنجاز تكنولوجي كبير. يقول "يهوشوا كاليسكي"، وهو باحث بارز في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) بجامعة تل أبيب: “الفكرة وراء السياج عالي التقنية تنبع من حرب لبنان الثانية، عندما تسلق حزب الله سياجًا عاليًا باستخدام سلم”. "كان هذا هو السيناريو المحتمل. ولم يكن هناك أي تفكير في أنهم [حماس] سيستخدمون الطائرات الشراعية هنا لعبور السياج، أو أنهم سيأتون بمعدات ثقيلة ويخترقونه فحسب».
في أعقاب بناء السياج عالي التقنية، تم إلغاء تمركز أفراد الجيش الإسرائيلي في المستوطنات الحدودية حول قطاع غزة، وتم تقليص الوحدات المتمركزة في المنطقة واستبدالها بكاميرات ووسائل إلكترونية أخرى.
في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، حلقت وحدات حماس فوق السياج بطائرات شراعية آلية واخترقته بالجرافات. تم تعطيل كاميرات المراقبة بواسطة طائرات بدون طيار رخيصة الثمن تم شراؤها عبر الإنترنت.
وتستغرب الصحيفة أن أنظمة مراقبة الحدود الأخرى "لم تعمل لأسباب غير معروفة". وتشير Globes إلى أن "السبب وراء ذلك هو الشعور الزائف بالأمان التي غرستها الثقة بالتكنولوجيا المتقدمة التي يمكن أن تمنع أي شكل من أشكال التطفل".
واعترف الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي، الجنرال "أهارون زئيفي-فركاش"، في مقابلة مع مجلة "Globes" بأن التركيز على "الاستثمارات الضخمة في وسائل الاستخبارات التقنية" تم بسبب "صعوبة جمع المعلومات من مصادر بشرية"
وكانت هذه ميزة منهجية أخرى للصورة الجماعية لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، التي خسرت المواجهة مع استخبارات حماس بسبب الاعتقاد الواهم بالقدرة المطلقة للتكنولوجيا المتقدمة.
#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألكسندر دوغين - جوهر الصهيونية
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 45 -
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 44 -
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 43 –
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 42 –
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 41 –
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 40 –
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 39 –
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 38 –
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 37 –
...
-
جلسة الإستماع في الكونغرس الأمريكي عام 1922 حول وعد بلفور وا
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 36 –
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 35 –
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 34 –
...
-
يف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 33 -
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 32 –
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 31 –
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 30 –
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 29 –
...
-
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 28 –
...
المزيد.....
-
مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا
...
-
وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار
...
-
انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة
...
-
هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟
...
-
حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان
...
-
زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
-
صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني
...
-
عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف
...
-
الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
...
-
غلق أشهر مطعم في مصر
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|