أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة الحديثة (11): إيمانويل كانط














المزيد.....

الفلسفة الحديثة (11): إيمانويل كانط


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7801 - 2023 / 11 / 20 - 00:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعتبر إيمانويل كانط (1724-1804م) من أبرز الفلاسفة المثاليين في عصره. كانت فكرته كالتالي: كل الموضوعات لا بد لها أن تتطابق مع مقتضيات أذهاننا، حتى نتمكن من معرفتها. طور كانط نظرية مثالية خاصة نوعا ما، فقد كان "مثاليا ترانسندنتاليا".

يتحدث كانط بشكل أساسي عن أفكار قبلية (A priori) و تشمل كل ما يمكن لنا معرفته قبل التجربة، و في المقابل يتحدث أيضا عن مفهوم "البعدي" (A posteriori) و الذي يقصد به ما يعرف بشكل إستقرائي من حيث أنه تعميم من التجربة في الماضي و يفترض أنه صحيح بصورة محتملة في المستقبل. في هذا الصدد، يعني مفهوم "كلي" (Universal) ما يجب أن يحدث لا مندوحة منه في التجربة البشرية وفق جميع الظروف كيفما كانت. و بالتالي فإن كل ما هو قبلي، و كلي، و ضروري يسميه كانط "الترنسندنتالي" (Transcendental). و كل ما يوجد خارج التجربة البشرية و الملاحظة، سواء في العقل المحض أو العالم الخارجي، يسميه كانط "أشياء في ذاتها" أو "المتعالي" (Transcendent).

يمكن تبسيط و تلخيص فكر كانط كالتالي: كل شيء يوجد بالنسبة لنا يكون ممكنا و ضروريا. فالعقل الخالص، بالنسبة لكانط، هو عندما يستخدم العقل صوره الفطرية و مقولاته في مجالات و نطاقات حيث لا توجد تجربة حسية. أفكار العقل المحض لها قيمة منظمة (Regulative)، فهي تحدد و تبين أن هناك حقيقة متعالية وراء الواقع المادي، الشيء الذي يبرهن على مسلمات الله، و الجنة، و الحرية، و السعادة، و ذلك على أساس متعالي و أخلاقي محض.

المكان و الزمان هما صورتين فقط لإدراكنا و ليسا خاصيتين لعالم مستقل عن وجودنا، و كذلك الأخلاق. يربط كانط مظاهر و خاصيات السلوك البشري بمفهوم "الأمر المطلق" (Categorical Imperative)، و يعتبر أن الشيء الخيّر الوحيد الذي يمكن تصوره في العالم هو "الإرادة الخيرة" (Good Will)، فهذه الأخيرة تعمل فقط من خلال إحترام الواجب و المبدأ بغض النظر عن النتائج. فهي خيرة في ذاتها. أخلاقنا، طبقا لكانط، يجب أن تتفق فقط مع المبدأ الذي نريده أن يصبح قانونا عاما للطبيعة، و الذي يجب أن يجري على البشر جميعا دون إستثناء. فقانون الإستقلاق الذاتي عند كانط ما هو إلا تعبير لقانون طبيعتنا الخاصة العاقلة و حريتنا الفردية، فحرية الإنسان و إستقلاله لا يمكن أن يتجسدا فعليا إلا من خلال التمسك بالأمر المطلق. فحتى الله لا يمكن أن يأمرنا بأن نؤدي أي فعل يناقض الأمر المطلق. القانون الأخلاقي يستلزم الإيمان بالله، و الحرية، و الخلود، و الثواب، و ذلك لأن الخير الأقصى يطابق القانون الأخلاقي و يسلم بوجود أفكار إفترضناها كممكنات.

يربط كانط فلسفته الأخلاقية أيضا بمفهوم الجمال (Beauty). فمفهوم الجمال عنده مثالي صرف، فهو غير مرتبط بفائدة أو مصلحة ذاتية. الجمال يظهر "غائية بلا غرض" كما يقول، أما الجليل (Sublime) فهو يثير في نفوسنا شعورا عميقا بالدهشة و الرهبة. تشير تجربة الجليل إلى أن قيمتنا الأخلاقية تفوق قيمتنا المادية، و في حالتي الجمال و الجلال، نشعر بأن ذواتنا هي أعظم من عالم التجرية الذي يكون فهمنا و إدراكنا. و قد تكون عبارة كانط في نهاية كتابه "نقد العقل العملي" أعظم مثال لسمو عالم المثل و الأفكار حيث يقول: "شيئان يملآن النفس بإعجاب متزايد و رهبة إذا تأملناهما كثيرا و بإستمرار: السماء المرصعة بالنجوم من فوقي، و القانون الأخلاقي داخل نفسي."



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزاء الظالم
- الله كما أراه
- الفلسفة الحديثة (10): ديفيد هيوم
- المرأة العربية: الدين، الحجاب، و تخطيب الجنس
- الكتاب المجهول
- صريع يعقوب
- عن القومية العربية
- الحرباء
- أسطورة أدبا أو أدم عليه السلام
- الفلسفة الحديثة (9): جورج باركلي
- الفلسفة الحديثة (8): جون لوك
- النهضة الفلسطينية بين الرقابة و البطالة
- الفلسفة الحديثة (7): جوتفريد ليبنتس
- الفلسفة الحديثة (6): باروخ إسبينوزا
- الفلسفة الحديثة (5): رينيه ديكارت
- أتفرون يا عرب
- ما بال المرأة العربية تتراقص في الطرقات!
- هلم شباب المغرب و الجزائر
- ما يجب أن تعرفه عن التوراة
- الفلسفة الحديثة (4): توماس هوبز


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة الحديثة (11): إيمانويل كانط