أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - لا شيء يعلو على خطر فتنة الطائفية في عراقنا















المزيد.....

لا شيء يعلو على خطر فتنة الطائفية في عراقنا


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1738 - 2006 / 11 / 18 - 11:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دردشــــــــــــ’
أن الضرب على وتر الطائفية كما يصوره كارهي وحدة العراق وبهذا الشكل المتواصل يشكل خطرا فادحا يهدد العراق بالتمزق والتقسيم .

العراقيون الاخيار يصبرون على هذه الهجمة الطائفية ويحاولون معالجتها بالاحسن . البعض من مهوسي الطائفية يحاولون جر العراق الى الفتن وقد تصل الى الحرب الاهلية..

يستغرب الشارع العراقي من أستغلال نفر من الناس صور آية الله العظمى علي السيستاني على ملصقات المرشحين لجلب أنتباه الناخب ودغدغت الحس الطائفي...وأني على يقين أن أستعمال هذه الصور لم يأخذ بها أذن المرجعية ...!

أن وقار هندامه وصبوح وجهه المؤمن لا يليق ولا يصح أن يكون شعارا يوزع في أزقة وشوارع بغداد .

العراقيون في عاشورا يبكون على الشهيد الحسين .. والحسين هو شهيد قضية عادلة ... وبطل كفاح ضد الظلم والخديعة وهم يربطون هذا النضال بنضال الشعب العراقي ضد أوضاع الذل والهوان كما نعيشه الآن .. فتمسكنا بالحسين وتمسكنا بشعاراته هي حبل النضال الذي يصل بالعراقيين الى أهدافهم المشروعة .

أن البعض يبالغ من خطر نشوب حرب أهلية بين الطوائف لما يلاحظه من أندفاعات محمومة من بعض الناس ذوي النزعة الطائفية يركبون موجة الشعور الديني ليصلوا الى قبة البرلمان المرتقب ..

أننا لسنا مع هذا الهاجس اذ لم يعرف الشعب العراقي الطائفية ولم يمارسها طيل حياته في التاريخ المعاصر .. وليس هناك في بطون صفحات التاريخ هجوم عشيرة سنية على أخرى شيعية أو مدينة أكثريتها شيعة على مدينة غالبيتها سنة. هناك من الرؤساء العراقيين ومنهم صدام حسين أراد أن يستغل الطائفية تثبيتا لنظامه فأخذ يستند على عشيرته في تكريت وتوسع في هذا الاعتماد الذي شمل "السنجك السني" بأمتداد وضفاف دجلة حتى مدينة الموصل.

قبل ثمانون سنة قامت ثورة في العراق وكانت هذه الثورة نتيجة لفتاوى رجال الدين الشيعة الوطنيين بوجوب أنهاء الاحتلال الانكليزي. أن فتوى الائمة الشيعية كانت تضرم روح الفداء والجهاد لدى العراقيين كافة الشيعة والسنة.. فهي مرجعية وطنية لكل من يكره الوجود الاجنبي. فالخالصي أحد أبرز ثوار العراقيين في ثورة العشرين أضطر الحاكم السياسي البريطاني الى نفيه الى مدينة هيخام الهندية..
بأعتقاده أن هذا يخفف من أدار ثورة العشرين الخالدة .. ولكن شعب العراق خيب ظن المستعمر وسيخيب بأذن الله ظن البنتاكون والجيش الامريكي في البقاء ...

أن بغداد في أيام فيصل الاول كانت تزدحم بمجموع الشعب وكانت مسيرات الاحتجاج ضد البريطانيين مستمرة ولم يبخل هذا الشعب بتضحية أو مساهمة في مسيراته الضخمة وكان أبرز ما في المسيرات رجال الدين وقد أختلطت العمائم السود والبيض في مقدمتها ... خليط وطني فلكلوري رائع يشكلون به رمز التآخي والوحدة الوطنية .

مع كل هذا نقول يؤلم أن بعض الفئات لازال يراهنون على الطائفية وهم قلة ... غير مرتبطة بتربة العراق ولا بدجلة الخير العظيم وهم ناكرين فضل المواطنة العراقية ...

الواقع يخبرنا أن شيعة العراق من العرب ساكنين ضفاف الفرات في مدن الديوانية والناصرية والكوت .. هم أقرب الناس تمسكا بعروبتهم.. وهم يفضلون العراقية والكردية على أي شيء آخر منها الطائفية التي قد تستغل من الجارة أيران ..
وقد ازداد هذا التعصب وازداد تمسكهم بالعروبة بعد رجوع الاسرى العراقيين وهم مئات الالاف أسروا في حرب الثمانية سنوات.. هؤلاء الاسرى الذين رجعوا صوروا حالات الاسر للشيعة العرب في أيران وكيف كانت قاسية نكدت حياتهم أثناءها ومنعوا من العمل وشعروا بالتفرقة بين أخوانهم العراقيين الشيعة من أصل فارسي.

لابد أن نقول بأن شيعة العراق العرب يصرون على عدم الاخذ بمبدأ ولاية الفقيه وقد برز هذا الخلاف عند تنظيم قوائم المرشحين للانتخابات القادمة وكذلك يؤمنون بأن المرجعية الشيعية العليا يجب أن تكون في العراق لان الاصل في المرجعية هو النجف الاشرف ووجوب أن يكون المرجع الديني الاعلى عربي بالدم وليس بالولادة. أذ أن السادة يجب أن يكونوا من سلالة سبط الرسول ومن أولاد أمير المؤمنين علي من زوجته فاطمة بنت الرسول طيب الله ثراها وثراهم .. والكل يعلم أن ليس بالصدفة أن يكون الرسول محمد عربي وأن ينزل القرآن بلغة عربية وأن يكون الصلاة بأتجاه مكة في دولة عربية .. لذا لا يجوز تسليم المرجعية لغير العرب .. هذا ما يعتقده شيعة العرب وهم الاكثرية الشيعية المتواجدين في العراق .

هذا الولاء لعروبة الدين الذي يضع مكة في الحجاز ولغة عربية هي لغة القرآن .. وسادة الدين من سلالة الرسول العربي .. جعل ولاء شيعة العراقيين العرب للعراق وليس لايران.

من ينكر من متعاطي السياسة أن معظم ثورات العراق الاستقلالية كانت بتشجيع المراجع الشيعية ذات الاصول العربية .. وكان النجف الاشرف ولازال قاعدة للتحرير والثورات .. في حين أن مدينة كربلاء لم يكن لها أشتراك فعال عندما أندلعت ثورة الجنوب في معارك الرارنجية والكوت وقد أشتركت العشائر العربية في قتال مرير مع الجنود الانكليز وأهمها عشائر آل فتلة وآل جحيم وآل ربيعة وآل .. وآل.. وكلهم عرب وهم أيضا جميعا شيعة ولازالوا مركز الحس الوطني الرافض لتمدد مصالح أيران الاستراتيجية ورغبتها في التوسع على حساب العراق والعراقيين .

أن المحايد المتجرد الذي يحاول أن يلمس بيد محايدة كوامن الالم الطائفي يجد أن صدام حسين كان يوزع الارهاب على كل فئات العراق ولكنه يركز أحيانا على فئة يعتقد أنها من أصل فارسي..وذلك عندما قام بترحيل عنوة آلاف الاكراد الفيلية الذين سكنوا العراق مئات السنين وأدوا الخدمة العسكرية وشاركوا في كل واجبات الوطن. وسبب ذلك أعتقاده بأن الفيلية هم أيرانيين وليسوا عراقيين ...

كذلك نلاحظ عندما نراجع مسيرة صدام الملتوية كيف أنه أعتمد على جيش الهجوم العراقي على أيران بأكثرية شيعية عربية وأخذ يركز على أطماع أيران في العراق وتوسعهم في أستراتيجيتهم بالاستيلاء على شط العرب .. وللعلم أن صدام بمساعدة دوائر مخابراته كان ينتقي الموالون له من الشيعة لينتموا الى حزب البعث ويقدمهم الى المراتب العليا حتى في القيادة القطرية وتعيينهم وزراء ...
وكل هذا كان لمصلحة صدام الشخصية والاستمرار في تمرده في الحكم ...

لا أحد يستطيع أن يحصي رسميا عدد الشيعة في ضرب البعث الحاكم ولا عددهم في الجيش في مراتب معينة نادرا ما تكون مهمة وقيادية ..! وأن أستطاع الدكتور حنا بطاطو عند دراسته لتاريخ الحزب الشيوعي والتي ثبت بها بالارقام الرسمية عدد الاكراد والشيعة والسنة في القيادات المركزية للحزب .. اذ قد توفرت له في حينها كافة سجلات دوائر الامن ونحن لا نملك هذا اليوم...

والعجيب أن صدام وهو دكتاتور تفرد بحكم سلطوي أستعمل ذكاءا مفرطا في الاستفادة من كافة الفئات التي أعتقد أنها تكون سورا أبديا له ولسلامته ولنظامه .. ولكن ضحك القدر منه فقد كان من وشا بأبنيه عدي وقصي من تكريت ومن أقاربه ...

واستطرادا ...

العراقيون شعب مفتوح في علاقاته الاجتماعية فالكثير من العوائل العراقية تجد فيها تنوع مذهبي نتيجة تزاوج عوائل تعيش مشتركا في محاليل العراق وأحياء سكناه .. ونفس الحالة بين الكورد وعرب الموصل ... حتى أصبح شعب العراق شعبا همجيا مذهبيا والكثير من أولادهم يملكون خوالا من السنة وآخرون يملكون خوالا من الشيعة .. هذا التعايش والنماذج بين أهل السنة وأهل البيت هو واقع موجود وهو السور العراقي الذي يمنع الحرب الطائفية بشكل مؤيد .وقد صهر هذا المجتمع أفراد الطائفية في بودقة المواطنة الحرة المفيدة سلوكا ... وفكرا ... وموافق لصالح العراق وشعب العراق ...

ومثال التعقيب الموجود نلاحظ أن الايرانيين يرفضون أطلاق أسم شط العرب أو الخليج العربي على أمتداد سواحل الدول العربية الخليجية .. ويصرون على تسميته بالخليج الفارسي.. ونشرت الصحف أن أيران قد أقامت الدعوة القضائية على الموسوعة الجغرافية العالمية لانها أطلقت أسم الخليج العربي في خرائطها لسنين الى الدول المطلة عليه .. وهي تملك شواطىء ضفاف طويلة تمتد كيلومترات عديدة تزيد على السواحل الايرانية .. بالاضافة أن أيران أستولت على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأم الزناجيل .

أن الفرس يستطيعون خدمة العراق .. لو تخلوا وابتعدوا عن تعصبهم العنصري الطائفي وهم برأيي أحسن نصير للعرب عامة وللفلسطينيين خاصة ضد التوسع الاسرائيلي ...

هذا ما يتمناه كل من يحمل هاجسا وطنيا . نحن أمام فوضى طائفية أذا أستمرت هذه الزمرة من ممارسة تسيس الدين وليس لنا في هذه الحالة الا أن نشرع قانونا يمنع الدعوى للطائفية أو تسييس الدين أو أستعمال الرموز الدينية المحترمة لاغراض الانتخابات أو أستعمال أي وسيلة من وسائل الاعلام المرئي والمقروء والمسموع لبث الافكار الطائفية والتي تستعدي فئة على فئة وناس على ناس ومدينة على مدينة حتى يصل العراق الى تمزق مذهبي أجتماعي كامل .

أن هذه الحالة المأساوية وتصاعد وتائر الدعوة الطائفية تتطلب حلولا جذرية مشرع لها قانون .
وعلى السرعة المطلوبة سوف نعالج الجانب القانوني لمكافحة الطائفية وصد رياحها الكريهة وفي الحلقة القادمة .

نجى الله شعبنا الطيب ودفع عنه كل مكروه.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضارب التشريعات وتناقض القوانين
- خطورة استخدام المرتزقة في قوة الجيش الامريكي
- بألوعي وحده نوقف الفتنة الطائفية
- الخيانة القانونية قد تكون مقبولة ..ولكن فلسفتها.. مستحيلة..
- عندما يكون القضاء في العراق مسيسا: محاكمة صدام حسين ورفاقه ن ...
- فُرض التخطيط السياسي والاقتصادي الامريكي على الشعب العراقي
- الدستور العراقي : العيوب القاتلة !!
- المظاهرات الاحتجاجية هي الوسيلة الناجعة لطرد الاحتلال
- تيسير علوني : استقاء الخبر وحرية الصحافة !!
- احتمالات نفوذ الغير في الاعلام العربي
- لماذا...... وما سبب الزيارة المفاجئة لوزيرة الخارجية الامريك ...
- المغزى الحقيقي لجعل صدام حسين أسير حرب
- الديمقراطية سلعة نسوقها لمصلحتنا .. فقط
- الارهاب : بين قوة التحدي وقوة الاحتجاج
- الفوضى الامريكية الخلاقة
- العراق يواجه سياسة الارض المحروقة
- الشعب العراقي تحت مطرقة القوات الامريكية والمليشيات
- غرقنا جميعاً في داء الطائفية !!
- المغتربون لماذا يترددون في الرجوع ؟
- يومنا مثل أمسنا...والعراق واحد


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - لا شيء يعلو على خطر فتنة الطائفية في عراقنا