أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( السعودية وأمريكا / حديث حب الدنيا رأس كل خطيئة )















المزيد.....


عن ( السعودية وأمريكا / حديث حب الدنيا رأس كل خطيئة )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7799 - 2023 / 11 / 18 - 19:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال الأول :
جاء فى موقع الحرة الأمريكية هذا الخبر تحت عنوان ( حتى لا تٌعدم.. هربت من السعودية وربحت قضيتها بالولايات المتحدة ): ( قضت محكمة في ولاية واشنطن بالسماح للناشطة ألاميركية بيثاني الحيدري، التي كانت فرت من السعودية عام 2019 مع ابنتها، بالبقاء في الولايات المتحدة باعتبار أنها ستواجه خطر التعرض للإعدام إذا عادت للمملكة . .
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية" إن القرار القضائي هو الأول من نوعه الذي يتم فيه معالجة قضية في محكمة أميركية تتعلق بقوانين حضانة الطفل وحقوق المرأة في المملكة، واستخدامها لفرض عقوبة الإعدام ضد الناشطات.
وذكرت الصحيفة أن محكمة الاستئناف في ولاية واشنطن وجدت أن هناك "أدلة كافية تدعم استنتاج محكمة أدنى درجة بأن بيثاني الحيدري، التي تحمل ابنتها زينة الجنسيتين الأميركية والسعودية، ستواجه حكم الإعدام إذا عادت إلى السعودية بسبب معتقداتها الدينية والسياسية وجاء في الحكم القضائي أن "محكمة واشنطن لا تحتاج إلى تنفيذ مرسوم صادر عن مرسوم حضانة أطفال في دولة أخرى، ويجوز لها ممارسة الولاية القضائية على الحضانة إذا كان قانون الدولة الأجنبية يعاقب المرتدين عن الدين بالإعدام"، وفقا للصحيفة. وقضى الحكم كذلك أن "اتفاقية الحضانة التي وقعتها بيثاني الحيدري أثناء إقامتها في المملكة العربية السعودية وُقِّعت بالإكراه ". ويمثل الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف في ولاية واشنطن نهاية نزاع طويل الأمد بشأن حضانة الطفلة بين بيثاني الحيدري وزوجها السابق السعودي غسان عبد الرحمن الحيدري . وحسب ما ورد في سجلات المحكمة فقد اتهمت بيثاني زوجها السابق بإيذائها لفظيا وجسديا وتم تجريدها من الحقوق المتعلقة بطفلتها بعد الطلاق، وهو ما ينفيه طليقها . وانفصلت الحيدري عن زوجها السعودي، وغادرت المملكة مع ابنتها عام 2019، بينما رفع زوجها دعوى قضائية للاحتفاظ بحضانة ابنته . وقد خضع قانون الحضانة في المملكة لتعديلات عدة ليتناسب مع الوالدين بعد الانفصال، ومن شروطه أن يكون الحاضن للطفل "على دين الإسلام"، حسب موقع وزارة العدل السعودية . وأثناء خلافهما على الحضانة، نشر غسان صورا لبيثاني بلباس البحر وهي تمارس اليوغا، مما أدى إلى التحقيق معها بتهمة الفحش العام والإخلال بالنظام العام. كما اتهمها بالخيانة الزوجية وإهانة الإسلام، وهي جريمة عقوبتها الإعدام داخل المملكة . وباعتبارها الوصي القانوني على طفلتها، كانت بيثاني، وهي غير مسلمة، بحاجة إلى إذن زوجها السابق لمغادرة السعودية مع ابنتها . وتقول "الغارديان" إن السيدة البالغة من العمر 36 عاما وضعت خطة للهروب تضمنت الاعتذار لزوجها السابق والتظاهر بأنها لا تزال تريد البقاء معه . وذكرت لصحيفة الغارديان أن "العلاقة المزيفة استمرت لعدة أشهر حتى تمكنت من استعادة ثقته والحصول على إذنه بمغادرة المملكة مع ابنتها إلى الولايات المتحدة . وكانت بيثاني وصفت في تصريحات سابقة لموقع "الحرة" القوانين السعودية المتعلقة بحضانة الأطفال بأنها "تمييزية وفاضحة ." وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش في وقت سابق من أن الأم ستواجه "خطرا جسيما بالتعرض للجلد، والسجن المطول، وعقوبة الإعدام" إذا حكمت المحكمة بإعادة زينة، وعادت الأم إلى السعودية لمرافقة ابنتها . وتقول الغارديان إن الأم الأميركية تواجه ظروفا صعبة بالنظر إلى مواقفها من قضايا حقوق الإنسان ودفاعها الصريح عن المعتقلين في المملكة، وقد اتُهمت بعدة "جرائم"، بينها انتقاد المملكة والإسلام، وهو ما يعرضها لخطر الجلد والإعدام . ).
انتهى الخبر ، والسؤال عن رأيك عن حكم الاسلام فى هذه القضية ، وهل يتفق مع حكم المحكمة الأمريكية أم القوانين السعودية ؟
إجابة السؤال الأول :
1 ـ ليس فى الاسلام إعدام إلا فى حالة قتل النفس بالنفس ، وحتى فى هذه الحالة توجد إستثناءات ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) البقرة ).
2 ـ فى كتابنا الذى ننشر حلقاته عن ( ماهية الدولة الاسلامية ) ذكرنا الحرية الدينية المطلقة من الأُسُس القيمية للدولة الاسلامية ، وأنها تقوم على الاسلام السلوكى بمعنى السلام ، وعلى الايمان السلوكى بمعنى الأمن والأمان ، وعليه فكل إنسان مسالم مأمون الجانب فهو مواطن فى الدولة الاسلامية يتمتع بنفس الحقوق مع الآخرين بغض النظر عن الجنس والعرق واللون والدين والمذهب . معتقداته فى الاسلام القلبى فمرجع الحكم فيها الى مالك يوم الدين جل وعلا يوم الدين الذى سيحكم بين الناس فيما هم فيه مختلفون فى الدين . وبهذا ، فليس لبشر أن يتدخل فى الحرية الدينية لبشر مثله ، وإذا فعل فقد جعل نفسه إلاها مع الله جل وعلا ، وأقام يوما للدين فى هذه الدنيا قبل مجىء يوم الدين فى اليوم الآخر.
3 ـ عليه فإن قرار المحكمة الأمريكية متفق مع الاسلام ، وأن للأم الحق فى حضانة إبنتها ، وبالتالى يكون حكم المحكمة السعودية معبّرا عن تناقض أساس مع الشريعة الاسلامية الحقيقية ، وهذا الحكم يتفق مع الشريعة الوهابية الشيطانية .
4 ـ ونأمل فى حركة الاصلاح التى يقودها ولى العهد أن تبادر باصلاح النظام القضائى فى المملكة بحيث يقترب من الشريعة الاسلامية الحقيقية ، فمن الظّلم الهائل الحكم بسجن الشخص لمجرد كتابة على السوشيال ميديا تخالف رأى ولى العهد . مهما يُقال ومهما يُكتب ـ حتى لو كذبا ـ فلا يؤثر فى استقرار حُكم قائم على العدل . الحكم المؤسس على الظلم هو فقط الذى يهتزُّ هلعا من أى كلمة تنتقده . هذا لن ينقذ النظام من سقوط قادم ، ولا ينقذ الظالمين من عذاب الآخرة . قال جل وعلا محذّرا مهدّدا باسلوب التأكيد : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ (45) ابراهيم ).
السؤال الثانى :
قالوا ان حديث حب الدنيا رأس كل خطيئة حديث ضعيف . ليس هذا هو المهم . نعتبره مجرد قول ، والسؤال هل يتفق هذا القول مع القرآن ؟
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ فى العصر العباسى الثانى إحتكر الخلفاء العباسيون والملأ التابع لهم الثروة ، بينما إستشرى الفقر فى معظم الناس . أدى هذا الى : ثورات الجياع التى قام بها الزنج ثم القرامطة ، وعرضنا لها ، ولأن الفقر شمل الفقهاء والمثقفين العاجزين عن الثورة المسلحة فقد إنتشر بينهم دين ( الزهد ) فى الدنيا ، وهذا يذكرنا بما كتبناه سابقا عن حركة البكائين فى أواخر العصر الأموى وأوائل العصر العباسى ، والذين كان دينهم البكاء تعبيرا عن خيبة أملهم فى الأمويين ثم العباسيين . غير إن حركة البكائين لم تُسفر عن كتابات تؤطّر للبكاء دينا لأن العصر وقتها لم يكن عصر تدوين ، فظلت الحركة مجرد أخبار ومنامات متداولة ، ذكرها ابن الجوزى فى تاريخه ( المنتظم ) . أما حركة الزهد فقد واكبت إزدهار التدوين فتم تسجيلها فى مؤلفات ، وصيغت فيها أحاديث . وكان من رواد دين الزهد الامام أبو بكر بن أبى الدنيا الذى ولد وعاش ومات فى بغداد فيما بين ( 208 : 281 ) ، وبالتالى شهد عصر الخليفة المأمون ( وقد عرضنا لاسرافه فى حفل زواجه ) وشهد عصر المتوكل وابنه المعتز ، والثروة الهائلة لأم المعتز ( قبيحة ) ، وقد عرضنا لها أيضا ، وظل يشهد سرف الخلفاء العباسيين وفسادهم الى أن مات فى عصر المعتضد. إشتهر أبو بكر بن أبى الدنيا بكثرة مؤلفاته وتنوعها ، ولكن أشدها تاثيرا كانت فى الزهد وذم الدنيا ومدح الفقر . وفى هذا المناخ تمت صناعة حديث ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ) .
2 ـ من السهل الرد على هذا الحديث بحقيقة أن الذى ينتحر هو بالتأكيد لا يحب الدنيا ، ولكنه يرتكب خطيئة عظمى هى قتل نفسه . وقد قال جل وعلا : ( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30) النساء )



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( ف 4 ) ( أولو الأمر ) فى الشورى الاسلامية
- عن ( عانس سوداء / حرف / السرقة من كافر )
- عن ( آه من حماس / الباقورى والدين والتدين )
- ( ف 4 ) الشورى الاسلامية هى حُكم الشعب وليس حكم الفرد
- عن ( الامام الترمذى الكافر الكذاب )
- عن ( شهد الله ، والله يشهد )
- العلاقات الخارجية للدولة الاسلامية العلمانية
- عن : ( هل الملائكة تحارب مع حماس ؟ / تسع آيات وبصائر ومثبور ...
- عن ( مواقف من الصلاة / كعب الأحبار )
- لمحة سريعة عن (جريمة قتل الأطفال والنساء بين اليهود والمحمدي ...
- عن ( الاحتراف الدينى / الصوم والهدى فى الحج / القاموس القرآن ...
- عن ( شريعة قتل الأولاد / كعب الأحبار )
- يسألونك عن إسرائيل
- عن ( الإكراه على البغاء / لا تهمنا هدايتك / معانى الأسماء )
- عن ( عيد الهلاوين / العفاريت)( شق الجيوب )( الدروز العرب )
- الصلوات الخمس بين المشقة والتيسير
- عن ( حماس تعترف / تركيا الآثمة / الصلاة فى ميضأة مسجد ضرار )
- ف 4 : ركائز الديموقراطية المباشرة ( الشورى) ومكانتها إسلاميا
- عن ( موريتانيا / حماس ونيتينياهو وترامب وابليس )
- ف 4: بين ( ضنك ) العلمانية الدنيوية و( سعادة ) العلمانية الا ...


المزيد.....




- مسيحيو حلب يحتفلون بعيد الميلاد الأول بعد سقوط نظام الأسد وس ...
- فعالية لحركة يهودية متطرفة للتشجيع على الاستيطان في غزة
- تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا ...
- خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي ...
- أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ...
- “صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو ...
- هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
- الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( السعودية وأمريكا / حديث حب الدنيا رأس كل خطيئة )