نساء الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7799 - 2023 / 11 / 18 - 18:58
المحور:
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها
خمسين ألف امرأة حامل في غزة، ليس امامهن خيار الحياة، انهن يعشن وضعا لا يمكن وصفه حتى بالمأساوي، فاللغة تعجز تماما عما يجري في غزة، فالخيار الوحيد الذي يطرح امامهن هو الإجهاض، وهذا الخيار يعني موت الجنين أولا، وفي وضع غزة الصحي الحالي فان موت المرأة وارد جدا وبنسب عالية، فإسرائيل والغرب من خلفها وضعوا نصب اعينهم تطهير عرقي.
المستشفيات والدوائر الصحية في غزة خرجت تماما عن الخدمة، الجيشان الإسرائيلي والامريكي قصفوا اغلب المستشفيات، والقسم الاخر يحاصروه، انها معركة فيها كل خصائص الديموقراطية الغربية وقيمها وشعاراتها.
هل يتصور أحد امرأة حامل يقومون بإجهاضها تحت القصف؟ هل يتخيل أحد منظر تلك المرأة وما تمر به؟ المنظر الأكثر مأساوية هو رؤية المرأة لطفلها في قسم الخدج وهو يعاني سكرات الموت، انه يتلوى ويتألم ويصرخ دون استجابة، فلا يملكون له شيئا، يموت امام عينيها.
المستفز في هذه الحرب هي تصريحات قادة العالم ومنظماته وهيئاته، فهم يتحدثون عن "انتهاكات" للجيش الإسرائيلي، مدينة كاملة مساحتها 365 كلم، سويت بالأرض، 40 ألف بيت مسحت تماما، المستشفيات والمدارس دمرت بالكامل، مليون ونصف المليون نازح ومهجر، اثنا عشر ألف قتيل نصفهم أطفال وخدج، عشرات الالاف من الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض، قصف متواصل ليل نهار، وبعد ذلك يقولون لك "نحقق في انتهاكات للجيش الإسرائيلي"، لا تعرف ما تقول امام هذا الاستفزاز؟
انتهت حياة الانسان في غزة، وانتهت أكثر حياة النساء فيها، فهن الأكثر عرضة للحوادث في تلك المأساة. ولتحيا الديموقراطية والقيم الليبرالية الغربية.
طارق فتحي
#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟