أحمد فاروق عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7799 - 2023 / 11 / 18 - 12:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قامت إدارة فيسبوك بوضع نظام جديد ، بمقتضاه أصبح الناس لا يرون المنشورات الجديدة فى صفحات أصدقائهم ، وكذلك الصفحات العامة التي يتابعونها ..
وعلى المستوى الشخصى أصبحت لا أرى اغلب منشورات أصدقائي ، أو الصفحات العامة التي اتابعها ..
وبالتالى أتوقع أن أغلب ما أكتبه لا يظهر أيضا أمام أغلب الأصدقاء ..
وأصبحت - بدلا من منشورات الأصدقاء أو الصفحات العامة - ارى سيلا لا يتوقف من اقتراحات بصفحات قد تعجبك .. صفحات فى الفن ، وصفحات كوميديا ، وان كانت أغلب الصفحات المقترحة رياضية ..
ما السبب في ذلك يا تري ؟!
هل رأى القائمون على إدارة فيسبوك وشاهدوا أن الرأى العام يتشكل جزء كبير منه على موقعهم ، ولكن بعيدا عن سيطرتهم ؟!
وهو رأى عام - كما هو واضح - ليس على هوى القائمين على موقع فيسبوك ، أو يتفق مع ما يريدونه ..
لقد كان ما يريده القائمين على موقع فيسبوك هو إنشاء جهاز لقياس الرأى العام لدى مختلف الشعوب ، وبعد قياس الرأى العام يأتى تصميم سبل ووسائل توجيه هذا الرأى العام أو التلاعب به ، لتحقيق أهداف يريدها من أنشأ واتاح كل وسائل التواصل الاجتماعي أمام الناس بتلك السهولة ، وبلا أى مقابل ..
وأقصد - بلا لبس - أن أجهزة جمع المعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها وراء هذا العالم الافتراضى كله ..
وقد نشرت BBC منذ عامين تقريبا أن المسئول عن إدارة موقع تويتر فى عموم الشرق الأوسط ضابط فى المخابرات العسكرية البريطانية !!
وفى بدايته تلاعب فيسبوك بوعى شعوب كثيرة فعلا ، وعندما بدأت بعض الشعوب تلتفت إلى هذا الوافد الجديد ، وعندما بدأت نخبها المثقفة تتخذه كوسيلة حديثه لمخاطبة الرأى العام والتأثير فيه أبتعد فيسبوك - فى نظر القائمين عليه - من تحقيق الهدف الرئيسي منه وهو توجيه الرأى العام والتلاعب به ، وإن احتفظ بهدف قياس الرأى العام عند مختلف الشعوب ، ومعرفة مزاجها العام ..
وخلال السنوات القليلة الماضية تم وضع قيود على تجمع الرأى العام على موقع فيسبوك ، وفى حرب غزة الحالية تحول الأمر إلى شئ فى منتهى الوضوح والصراحة ..
وكانت الرسالة أن زمن استخدام الفيسبوك لتوعيه الرأى العام أو وضع الحقائق أمامه أو على الأقل وضع وجهات النظر البديلة لن يتم بالسهولة السابقة ..
وأن زمن استخدام الفيسبوك لتشكيل رأى عام مستنير ورأى عام على وعى حقيقى - وليس وعيا زائفا - بحقائق بلاده وحقائق العالم أصبح أمامه قيود لا يستهان بها ..
اى أصبح هدف القائمين على موقع فيسبوك أن يجدوا وسيلة لإيقاف قوة دفع موقعهم .. بعد أن انقلب السحر على الساحر ...
#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟