أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - أطلال الديمقراطية في العراق !















المزيد.....

أطلال الديمقراطية في العراق !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1738 - 2006 / 11 / 18 - 11:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



عن قريب سيسمع العراقيون البيان رقم واحد صادرا عن القيادة المشتركة للجيش والحرس الوطني ، معلنا صفحة أخرى من توجه أمريكي جديد ـ قديم في الوضع السياسي الذي سيكون عليه العراق منذ عرفته أمريكا في انقلابها الشهير الذي أطلق عليه الرئيس المقبور ، أحمد حسن البكر ، تسمية : عروس الثورات ! هذه العروس التي لازالت بعض البيانات الصادرة من قيادة حزب البعث في العراق تكحل عينيها بين آونة ، وأخرى ، رغم علم الحزب ذاك أنه لا يمكنه أن يتملص من مسؤولية أنهار الدماء التي أدمى هو بها أرض الرافدين الطاهرة ، وهو بالإضافة الى ذلك يعد المسؤول الأول فيما آلت إليه الأوضاع في العراق ، ولا يمكنه أن يبرأ نفسه قيادات وقواعدا بالقول : إن مسؤولية ذلك تقع على صدام وحده ، أو على صدام والحلقة المحيطة به من قيادي الحزب .
نعم سيكون العراق ، والشعب العراقي على موعد ، مع انقلاب عسكري أمريكي وشيك ، وبهذه الصورة أو تلك ، يقوده الجنرال كيسي ، قائد القوات الأمريكية في العراق ، وبوجوه عسكرية عراقية معروفة ، وسيحدث هذا رغم ذاك النفي الذي أطلقه أحمد الجلبي في استحالة قيام مثل هذا انقلاب في العراق ، قائلا بسخرية : لا يمكن لأحد أن يقوم بانقلاب إلا الجنرال ، كيسي ! وفات الجلبي ، الذي لم يطلع على تاريخ العراق القريب ، على ما يبدو ، أن كل الانقلابات العسكرية التي قامت بالعراق وقفت وراءها دائرة المخابرات المركزية الأمريكية ، وذاك في وقت لم يكن لأمريكا جندي واحد على أرض العراق الطاهرة التي تدنسها أقدام المحتلين اليوم ، فكيف وقد أصبح لأمريكا فيه الساعة جيوش جرارة ، وقواعد عسكرية ، ومصفقون كثر ؟
كيف وقد عاد الجيش ، والحرس الوطني ، والشرطة في العراق جنودا يتسربلون باللباس الأمريكي ، ويتعلمون الفقه العسكري على يدي معلمين أمريكان يرد لهم كل الجهد الذي استطاع أن يبني كل التشكيلات العسكرية خلال السنوات الثلاث الماضية ، وبعد أن مسحوا من على وجه العراق الجيش القديم الذي تبخر في غضون أيام قليلة أمام زحفهم نحو بغداد ، وفر قادته الطائفيون فرار المعزى من وجه الأسد .
وسأطرح للجلبي هنا ولغيره مثلا غنيا واحدا عن السطوة المحكمة التي يتمتع بها الأمريكان في العراق اليوم ، والتي من خلالها يستطيعون تنفيذ ما يودون ، وما يرغبون ، غير مبالين للقيق والقاق الذي يطلقه أعضاء برلمان محمود شماعية ، والمثال هذا حدث واقعته قبل أيام قليلة جدا .
بعد قتل قائد قوات العقرب ، العقيد ، سلام المعموري ، في مقر قيادة تلك القوات في مركز محافظة بابل ، الحلة ، وبمؤامرة نفذها أحد الأطراف الحزبية الشيعية في تلك المدينة ، مثلما قالت بعض المصادر الخبرية ، والسبب في ذلك هو أن المعموري كان مقربا جدا من الأمريكان ، ومرشحا من قبلهم لقيادة تلك القوات ، أمر رئيس الوزراء في العراق ، نوري المالكي ، والذي يعتبر نفسه ، وليس الأمريكان ، من أنه هو القائد العام للقوات المسلحة العراقية ، بتعين واحد من بين أقربائه يحمل رتبة نقيب ، بدلا من القائد المقتول لتلك القوات ، ولكن القوات الأمريكية حرمت على النقيب هذا المعين من القائد العام للقوات المسلحة العراقية ، والذي يقول هو أنه لا يستطيع تحريك كتيبة واحدة من الجيش ، من تولي قيادة قوات العقرب ، وردته على أعقابه ، وذلك لأنه غريب على الأمريكان ، ولم يخرج من تحت إبط رجال القوات المسلحة الأمريكية الذين ألبسوا الجنود العراقيين لباس الجندي الأمريكي ، وخوذوه بذات خوذتهم .
ومع كل هذا نجد حكومة الاحتلال الرابعة في بغداد ، مثلما تصفها المصادر الإعلامية الغربية ، تسعى بين الفينة والفينة الى وضع الكثير من العراقيل ليس أمام أعدائها هي ، وإنما أمام عملها هي كحكومة طالما تغنت بالديمقراطية والوطنية ، ولكنها في حقيقة الأمر حكومة طائفية قومية يسعى كل طرف فيها للتغلب على الطرف الآخر ، أو الحصول منه على مكاسب سياسية لطائفته أو لقوميته ، هذا إذا ما صدقت نوايا الطائفيين والقوميين في ذلك ، ولهذا السبب بالذات تسارع بعض الأطراف في تلك الحكومة الى اتخاذ إجراءات غير مدروسة ، وبتبريرات تافهة تذكر بتبريرات صدام ، كما إنها تزيد من انقسام الناس في العراق ، وتؤدي الى إحباط أي مسعى يخفف من الكارثة التي تجتاح العراق من جنوب الى شماله ، تلك الكارثة التي لم يسلم منها إلا من فر بجلده الى خارج العراق ، وصار يطوف في بلدان العالم بحثا عن مكان أمن يعيش فيه ، وهروبا من جحيم راح يستعر على أكثر من صعيد في بلد أسمه العراق سابقا .
في الأيام الأخيرة اجتاحت تسمية : البطة العرجاء ، وسائل الأعلام الغربية ، وقد أطلقت تلك التسمية على الرئيس الأمريكي ، جورج بوش ، وذلك بسبب خسارة حزبه الجمهوري لكلتا غرفتي الكونغرس الأمريكي : النواب ، والشيوخ ، في الانتخابات التي جرت مؤخرا في الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكننا ، رغم ما في تلك التسمية ، البطة العرجاء ، من حط مسئ لشخص الرئيس الأمريكي ، لم نسمع بأن هناك مذكرة اعتقال قد صدرت بحق أحد من الناس ، مثلما هي الحال مع حكومة الاحتلال الرابعة في العراق التي بادرت الى إصدار مذكرة اعتقال بحق الشيخ حارث الضاري لتصريح صدر عنه ، ينتقد فيه بعضا من رموز تلك الحكومة التي سمى وزير داخليتها ، جواد البولاني ، تلك المذكرة بمذكرة اعتقال ، ليأتي بعده الناطق الرسمي باسمها ، علي الدباغ ، وبساعات قليلة ، ليسميها مذكرة تحقيق ، ويبدو أن السبب في هذا التراجع السريع هو الغضب الأمريكي الذي انصب فوق رؤوس أعضاء تلك الحكومة في الوقت المناسب ، وهذا المثال يسمح لي مثلما يسمح لغيري أن يقول : إن الحكومة هذه تسعى بأرجلها الى قبرها ، وذلك في تقريب ساعة الانقلاب العسكري المرتقب ، ذلك الانقلاب الذي صار ضرورة ملحة ، ليس لإنقاذ العراق كبلد فحسب ، وإنما لإنقاذ الناس من الموت المتصل ، ومن فوضى السلاح العارمة ، ومن حكومة صار فيها الرئيس والوزير والشرطي طرفا في الصراع الطائفي والقومي في العراق ، ولم يعد أمام العراقيين غير قيام حكم قوي على أطلال ديمقراطية أثبتت التجربة فشلها ، تمثلت ببرلمان كسيح ، وبدستور متناقض ، وبمجالس مدن يصفهم العراقيون باللصوص .
ورب سائل يسأل : كيف تسنى لك معرفة الغضب الأمريكي الذي بسببه صارت مذكرة الاعتقال مذكرة توقيف على لسان علي الدباغ ، الناطق باسم حكومة الاحتلال الرابعة ؟ وجوابا على ذلك هاكم أقرؤوا ما كتبته صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية التي تقول : ( إن الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة أصدرت أمس مذكرة اعتقال بحق الزعيم الديني السني حارث الضاري بتهمة تواطئه مع المتمردين, مما يعتبر خطوة خطيرة قد تتسبب في مفاقمة التوتر الحاصل بين الطوائف العراقية المتناحرة ويؤدي لمزيد من الانشقاق في صفوف الحكومة العراقية الوطنية الهشة.
وأضافت الصحيفة أن المذكرة بحق الضاري, الذي عرف بانتقاده الحكومة العراقية لحد التهكم أحيانا, ستعزز التهديدات بانسحاب السياسيين السنة من الحكومة, التي لوحوا أكثر من مرة بهجرهم لها.وقالت إن زعماء السنة حذروا من أن مثل هذه الخطوة ستكون لها عواقب وخيمة, إذ ستؤدي إلى انضمام مزيد من العراقيين السنة العاديين إلى التمرد المسلح, فضلا عن كونها ستمثل صفعة مميتة لحكومة الوفاق الوطني, التي كان المسؤولون الأميركيون يودون أن تنشر الأمن والسلام في العراق.
وفي إطار متصل نسبت صحيفة نيويورك تايمز لمسؤول في الرئاسة العراقية قوله إن الرئيس العراقي جلال الطالباني دعا الزعماء العراقيين السياسيين إلى اجتماع طارئ, للحيلولة دون الانهيار الكامل للحكومة العراقية . .
وقال المسؤول ، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه ليس مخولا بالحديث عن هذا الأمر ، إن ذلك الاجتماع تحول إلى "مباراة كلامية" بين المشاركين من السنة والشيعة.
وأشار مسؤول آخر حضر الاجتماع إلى أن الطالباني, الذي بدت عليه مظاهر الذعر بسبب الضغائن بين الطرفين قال "علينا أن نقرر ما إن كنا نريد دولة أم لا". )



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقرؤوا هذه المقالة ثانية !
- الشاعر الشيوعي يوسف أتيلا : 4
- الفيدرالية تصعد من وتائر الموت في العراق !
- وأخيرا بصق بوش عليهم !
- الفيدرالية شرذمت الكتل قبل أن تشرذم الوطن !
- الشاعر الشيوعي يوسف أتيلا:3
- العشائر العراقية ترفض الفدرالية الإيرانية !
- *في الطريق الى الشماعية
- المشهداني : سلاحنا القنادر
- دولة أبو درع
- ( 2 ) József Attila : الشاعر الشيوعي ، يوسف أتيلا
- المظلوم الذي صار ظالما !
- هكذا تحدثت كيهان !
- الشاعر الشيوعي ، يوسف أتيلأ ( Attila József ) - 1 -
- هدية إيران للمالكي !
- تبلور الصراع الطبقي في العراق !
- للنشر والتوزيع ( Visionmedia ) فيشون ميديا
- إيران تدق عطر منشم بين شيعة العراق *
- إرهاصات الانتفاضة الشعبية القادمة في العراق !
- وما أدرى العجم بالعرب !


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - أطلال الديمقراطية في العراق !