|
الازدواجية البهيمية
غالب المسعودي
(Galb Masudi)
الحوار المتمدن-العدد: 7797 - 2023 / 11 / 16 - 18:53
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الازدواجية البهيمية (بين البهيمية والازدواجية) هي مصطلح يشير إلى حالة تتعرض لها الشعوب عندما تكون تحت الاحتلال المزدوج وهي القهر والظلم، تؤدي في بعض الأحيان إلى انتشار سلوكيات تعتبر بهيمية أو متناقضة مع القيم الإنسانية والعدالة. تاريخيًا، وجدت حالات للازدواجية البهيمية بين الشعوب المحتلة، حيث يتعرض الشعب المحتل للظلم والتمييز والقهر من قبل القوة الاحتلالية. في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي هذا الظلم والقهر إلى تأثيرات سلبية على الشعب المحتل، مثل الإحساس بالعجز وفقدان الثقة في الذات، مما قد يؤدي إلى سلوكيات تعتبر بهيمية أو غير متناسبة. هناك العديد من الأمثلة التاريخية على الازدواجية البهيمية لدى الشعوب المحتلة، مثل الظروف التي عاشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي. فقد تعرض الفلسطينيون لقمع وتمييز وانتهاكات حقوق الإنسان لسنوات عديدة، مما أدى في بعض الأحيان إلى استجابات غاضبة. مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الازدواجية البهيمية ليست طبيعية أو مميزة للشعوب المحتلة فقط. ففي أي نزاع أو حالة قهر قد يظهر الأشخاص سلوكيات غير متناسبة أو غاضبة نتيجة للظروف القاسية التي يعيشونها. لذا، يجب أن نتذكر أن الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية يمكن أن تؤثر على سلوك الأفراد بغض النظر عن جنسيتهم أو خلفيتهم الثقافية. خلال فترة الاستعمار الأوروبي، تعرضت العديد من الشعوب في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية للاحتلال والاستعباد والاستغلال الاقتصادي. كانت هناك حالات للازدواجية البهيمية بين الشعوب المستعمرة، حيث تأثرت قيمهم الثقافية والاجتماعية بسبب الاستعباد والتمييز الذي تعرضوا له. خلال حكم النظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا (1948-1994)، تعرضت الأقليات السوداء لتمييز عنصري وقهر من قبل الحكومة البيضاء السائدة. تطورت حالة من الازدواجية البهيمية بين السكان البيض والسكان السود، حيث تم فرض قوانين تفصل بينهم وتحد من حقوق الأشخاص من أصول إفريقية. في بعض الحالات، يمكن أن تظهر الازدواجية البهيمية بين اللاجئين والمهاجرين الذين يفرون من النزاعات والاضطهاد في بلدانهم الأصلية. يمكن أن يواجهوا تحديات في التكيف مع ثقافات وأنظمة جديدة، وفي بعض الأحيان يتعرضون للتمييز والعنصرية في البلدان التي يسعون إلى الوصول إليها. يُذكر أن الازدواجية البهيمية قد تظهر في سياقات مختلفة وتتأثر بالعوامل الاجتماعية والسياسية والثقافية المحلية. في بعض الدول العربية، قد تشهد ازدواجية في المعاملة بين الطبقات الاجتماعية المختلفة. يمكن أن يكون هناك تفاوت كبير في الفرص والمزايا المتاحة للأفراد بناءً على وضعهم الاجتماعي والاقتصادي. هذا يمكن أن يؤدي إلى انقسامات اجتماعية واقتصادية وتمييز في المجتمع. تواجه النساء في العالم العربي في بعض الأحيان ازدواجية بهيمية في المعاملة والفرص المتاحة لهن. قد يتعرضن لتمييز وقيود اجتماعية وقوانين تمييزية تؤثر على حقوقهن وحرياتهن. على الرغم من توجّهات تحسين حقوق المرأة في العديد من البلدان العربية، إلا أن التحديات الاجتماعية والثقافية لا تزال قائمة. في بعض الدول العربية، يمكن أن تظهر ازدواجية بهيمية بين الحرية الدينية للأقليات أو الطوائف الدينية غير الأغلبية وبين القوانين والممارسات الدينية الرسمية. قد يتعرض الأقلية الدينية للتمييز والتهميش وفقًا للتفسيرات الدينية السائدة. هذه أمثلة عامة وقد تختلف تجربة الازدواجية البهيمية في العالم العربي من بلد إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر. يجب أن نلاحظ أن هذه الازدواجية ليست سمة ثابتة للعالم العربي بل تعكس تحديات تاريخية واجتماعية تواجهها المجتمعات في مسارها نحو التطور والتغيير. نها ليست سمة فردية للشعوب المحتلة فحسب، بل يمكن أن تظهر في أي سياق يتعرض فيه الأفراد للظلم والقهر والتمييز ان الاحتلال المزدوج يشير إلى وجود تداخل بين الاحتلال الخارجي والاحتلال الداخلي في سياق الشرق الأوسط. يمكن أن يشير الاحتلال الخارجي إلى الاحتلال العسكري أو السياسي لأراضٍ أو دولة من قبل قوة خارجية، في حين يشير الاحتلال الداخلي إلى تسيس السلطة والقمع والقيود على الحريات الأساسية من قبل الحكومة الداخلية. تأثير الاحتلال المزدوج على الازدواجية البهيمية في مجتمعات الشرق الأوسط يمكن أن يكون عميقًا ومعقدًا. قد يؤدي الاحتلال الخارجي إلى تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المناطق المحتلة، مما يؤثر سلبًا على حقوق الأفراد ويزيد من انعدام المساواة والازدواجية. قد يتضمن ذلك قيودًا على التنقل والوصول إلى الخدمات الأساسية وانتهاكات حقوق الإنسان. علاوة على ذلك، قد يستغل الاحتلال الداخلي الازدواجية البهيمية لتثبيت سلطته وتعزيز سيطرته على المجتمع. يمكن أن تستخدم الحكومات القوانين والسياسات التمييزية لمعاقبة المعارضة وقمع الحريات الأساسية للأفراد والمجموعات التي تعارض الاحتلال أو تنادي بالتغيير. الاحتلال المزدوج في المجتمعات الشرقية قد يكون موجودًا في عدة سياقات ومناطق. قد يكون الوضع معقدًا ومتغيرًا في كل بلد ومنطقة، وتختلف مع طبيعة الاحتلال وتأثيره على المجتمعات المتأثرة بالازدواجية البهيمية, تحت الاحتلال المزدوج قد يكون لها تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والعقلية للشعوب المتأثرة. يمكن أن يعاني الأفراد تحت الاحتلال المزدوج من مستويات مرتفعة من الإجهاد النفسي بسبب الظروف القاسية التي يفرضها الاحتلال المزدوج. قد يتضمن ذلك الخوف المستمر، والقلق، والاضطرابات النفسية المرتبطة بالحرمان من الحرية والعدالة. قد تزيد الازدواجية البهيمية والاحتلال المزدوج من مخاطر الاكتئاب والقلق لدى الأفراد. تعاني الشعوب المحتلة من عدم الأمان والتهديد المستمر لحقوقهم وحرياتهم، وهذا يؤثر على صحتهم النفسية. . يمكن أن يتعرض الأفراد لصدمة نفسية نتيجة للتعرض للعنف والقمع والانتهاكات في ظل الاحتلال المزدوج. قد تؤدي هذه الصدمة إلى آثار طويلة الأمد على الصحة النفسية والعقلية للشعوب المتأثرة. يمكن أن يشعر الأفراد بانعدام الأمل واليأس في ظل الاحتلال المزدوج والازدواجية البهيمية. قد يفقدون الثقة في المستقبل ويعانون من شعور بعدم القدرة على تحقيق التغيير والعدالة. هذه بعض الآثار المحتملة للازدواجية البهيمية تحت الاحتلال المزدوج على الصحة النفسية والعقلية للشعوب المتأثرة بالازدواجية البهيمية تحت الاحتلال المزدوج كما ان لها تأثيرات اقتصادية وحضارية على الشعوب المتأثرة. التأثير الاقتصادي: يمكن أن يحدث الاحتلال المزدوج تدميرًا للبنية التحتية والمؤسسات الاقتصادية المحلية، مما يؤدي إلى تراجع النشاط الاقتصادي وتضرر الاستثمارات والتجارة والسياحة. يمكن أن يعرقل الاحتلال المزدوج جهود التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي في المناطق المتأثرة. يتم تقييد حرية الحركة والوصول إلى الموارد والفرص الاقتصادية، مما يعيق تطور البنية التحتية والاستثمارات الجديدة. يمكن أن يؤدي الاحتلال المزدوج إلى انخفاض فرص العمل وزيادة معدلات البطالة، حيث يقتصر الوصول إلى فرص العمل على اتباع المحتلين أو على الشركات المملوكة للمحتلين، ويعرقل الاحتلال الداخلي الاقتصاد ويعرض الأفراد لظروف اقتصادية صعبة. التأثير الحضاري: يمكن أن يتسبب الاحتلال المزدوج في تهديد الهوية الثقافية والتراث الحضاري للشعوب المتأثرة. قد يعاني الأفراد من فقدان القدرة على ممارسة ثقافتهم الخاصة والحفاظ على تقاليدهم وقيمهم الثقافية. قد يتم استغلال الموارد الثقافية للشعوب المتأثرة من قبل المحتلين، مما يؤدي إلى سرقة التراث الثقافي والاستيلاء على الفنون والممتلكات الثقافية. يمكن أن ينتج الاحتلال المزدوج عن فرض الانفصال والتشتت للعائلات والمجتمعات المتأثرة. يتم فصل الأفراد عن بعضهم البعض بسبب القيود على الحرية وحركة الأشخاص، مما يؤثر على الروابط الاجتماعية والأسرية والتضامن المجتمعي. هذه بعض التأثيرات الاقتصادية والحضارية المحتملة للازدواجية البهيمية تحت الاحتلال المزدوج على الصحة النفسية والعقلية للشعوب المتأثرة. يجب أن نفهم أن هذه التأثيرات تكون مترابطة ومتداخلة وتؤدي بالتالي الى الازدواجية البهيمية وسحق الانسان وتؤدي الى نسق سياسي فاقد لشرعيته الوطنية وسلوكيات اجتماعية غير متوازنة وتخلف مجتمعي عام مدعوم بقوى امتهنت سلوكيات العصابات المشرعنة رسميا، وتختلف وفقًا للظروف والسياق الذي يناور به الاحتلال المزدوج. من المهم العمل على تعزيز حقوق الشعوب المتأثرة، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وتعزيز العدالة والمساواة للمساهمة في تحسين الصحة النفسية والعقلية للأفراد والمجتمعات في ظروف التحديّ و استعمال الطرق السلمية للاحتجاج والتركيز على خطاب فاعل في طرق الاحتجاج.
#غالب_المسعودي (هاشتاغ)
Galb__Masudi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النرجسية الصحراوية
-
موت الأصنام
-
الخوف والطقوس في اللاوعي
-
لذة الايمان وإرادة الشك
-
المحللون الاستراتيجيون والخبراء الامنيون في الإعلام العربي
-
الأيديولوجيا ,الدين ,السلطة
-
السرد الفلسفي غير المطلسم
-
اللاهوت السياسي وحرية الفرد
-
الباراديغم ,الدوغماتية والإيبستمولوجيا
-
أساليب هابطة للوصول إلى الشهرة والسلطة
-
الكاهن والسلطة وسلطة الكاهن علاقة تطفلية
-
التاريخ بين الدين والاركيولوجيا
-
فلسفة القطيع
-
الهوس بالسلطة والوعي المهزوم
-
الممارسات النكوصية وجلد الذات بين المعارضة والحكم
-
التسليم للأسطوري والبنية العقلية للاعتقاد
-
تزكية العقول والجهل المقدس
-
الغباء السايكوباثي
-
أمية الدولة والدول الأمية
-
تردي المستوى العلمي في الكليات الأهلية في العراق
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|