سميرة الوردي
الحوار المتمدن-العدد: 1738 - 2006 / 11 / 18 - 02:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يتغبر كثيرا..سنون الفراق لم تغير ملامحه نظرت اليه متجاوزة عينيه الى الأفق.. لم تتغير كثيرا كما خيل اليه للوهلة الأولى .. ما إن اقتربت حتى اكتشف العشرين التي مرت سراعا عليه . استجابت للخروج معه تحت وطأة إلحاحه بعد أن أيقن من عدم ارتباطها بآخرخلال سنوات هجرته .. سألها وهو يحاول الامساك بيدها
: لماذا أنت على غير ماعهدتك ؟
نظرت اليه مليا مختزلة كل ما مر بها سألته بصوت منخفض لماذا فررتم كل على طريقته تاركينا للوحوش ؟ خائفين من مجابهة الموقف مُؤثرين التشتت في الأرض !
: للنضال وجوه مختلفة .. أجابها محاولا صرفها عما تفكر .. مستجديا لحظة وجد تعيد اليهما حرارة الحب الذي مضى .
: لماذا عدت بعد أن أعجزني الحصار .
: لأني مازلت أحبك وما أن حُررت البلاد حتى وجدتها فرصة للعودة .
: ألم تغيرك السنون وصروف الدهر .. أما زال في قلبك تلك الجمرة اللاذعة ؟ !
: نعم أجابها بصوت خافت متسللا من واقعه المرير الى تلك الليالي المنصرمة على ضفاف دجلة يتبادلان المشاعر والأفكار التي جمعتهما عابرا النسوة التي تعرف عليهن في غربته .
: نظرت اليه وحسرة تعتصر ما تبقى لها من العمر .. أنا أتساءل دائما .. أمن الممكن أن يبقى العشق بهذه القوة والحبيب قد فر دون وداع ..عادت اليها نظرتها الراحلة الى الأفق بلا هدف .. أنا جففتني سنون الحرمان والمفخخات والعبوات الناسفة .. أحرقت كل ينابيعي .. فلم أعد تلك التي أحبتك .
#سميرة_الوردي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟