أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روني علي - لكنة الوداع














المزيد.....

لكنة الوداع


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 1738 - 2006 / 11 / 18 - 02:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقليل من الدهشة، يخال إلينا أحياناً، ونحن نحاول استيقاظ المكبوت فينا، والنفخ في رماد أحلامنا، أننا نغزل من بنات الخيال أشباحاً لموتانا، بل لشهدائنا، ونسرد لأطفالنا، والجاثمين فوق تراكمات الآمال، وكذلك المتسكعين خلف ( حكماء ) السياسة من بني جلتنا، الباحثين عن الغد والأفضل، والطامحين إلى رؤية قرص الشمس وهو ينبلج بهياً في الأفق الكردي، قصص أولئك الذين توارو عن الأنظار، وإلى الأبد، من أجل أن يتذكرهم القوم، ولو في الأحلام، حين تنطق الحقيقة كلمتها، وتصحو الحرية من كبوتها، والجثو أمام مراكز القرار من غفوته، كونهم أرادوا أن ينطقوا كلماتهم، بمزيج من اختلاجات الدماء والدموع، ويفترشوا الأرض بعضاً من بذور شقائق النعمان، علها تبث الأمل في قلوب أولئك العوانس، ممن يسامرون الكبوة في شرايين ممتهني لعبة السياسة، حتى لو كانوا على قناعة بأنهم لم يجيدوا بعد، قراءة بعض السطور التي كتبت؛ على أن الساسة الحقيقيون، هم أولئك الذين يحملون قضاياهم في عقولهم وعلى أكتافهم بشيء من النبل والرجولة، حين تكون المسائل متعلقة بقضية وجود أو لا وجود، كما حالنا نحن معشر الكرد، الذين نعارك الحياة من أجل البقاء .. وأن الساسة الحقيقيون هم الذين يصنعون من الموقف حياةً ومن الحياة تاريخاً ..؟؟!. وشتان ما بينهم، وأولئك الذين يجدلون من شقاء المنهكين، وبؤس المنخرطين في صراط التحزب والتخندق والولاء، الفاقدين لبوصلتهم، بحكم الخواء المعرفي وثقافة الانصياع والركون إلى ما هو أمر واقع، طقوسهم وشهواتهم في تجسيد ذواتهم، وإشباعهم لغريزة الأنا والذات، التي تضخمت على حساب المجموع، بعيداً عن الوسط والبيئة وحقيقة قاماتهم، خاصةً إذا ما انزاحت عنهم أقنعة الادعاء، وكذلك التلاعب بالمفردات والمصطلحات، أو انسلخ عنهم المريدون، أولئك الذين يرضخون لمشيئة القرار والتقرير، ويلتزمون الصمت والسكون، إما لقاء التباهي ببعض المواقع، أو الحفاظ على الذات من غضب أولي الأمر، ومدارة أشكال المواجهة ومضاعفاتها .. وما أكثرهم، في الوقت الذي نطمح إلى تغيير النموذج والنمط والذهنية.. وما أكثرهم، في الوقت الذي نحترم التاريخ النضالي لكل من ساهم ولو بموقف، في عملية النضال من أجل الارتقاء، كوننا نحترم آدمية الإنسان، وندرك جيداً أن عملية التغيير الذي ننشده كردياً، لا مجال فيه للانقلاب أو إقصاء الآخر، إلا أننا نحاول أن نعيد الأمور إلى نصابها في استنطاقنا للوقائع والحقائق، وكشف ما هو مستور، وما هو مغلف بمساحيق وألوان، أمام ناظري المنخرطين في العمل السياسي، والذين يبنون مواقفهم على قناعات، توحي لهم، بأن كل من دخل الوعاء النضالي الكردي، لا بد وأن يكون متمتعاً بخصائل المناضلين وقيم المضحين، وفي ذلك الكثير من الإجحاف، والكثير من التضيق في زاوية الرؤية، والمزيد من التسكع أمام قاطرة التغيير ..
وبقليل من الدهشة نقرأ الموقف ونرى نقيضه على الأرض، وذلك في معمعان تلاطم المواقف، وإجادة لعبة التبرير والتنصل من كل ما من شأنه المساس بهالة الذات، حتى لو كان المعني بالأمر، من المؤسسين للموقف ذاته، كوننا نسل ثقافة تحول الهزيمة إلى انتصار، ونجابه بكل ما أوتينا من قوة، كل من يحاول أن يخدش سلامة منطقنا، وسداد رأينا، وإن كنا نتفهم الدور واللعبة، وأن السياسة في نظر البعض؛ ما هي إلا محض تجارة، ينبغي أن يجني ثمارها، وإن كان ذلك يتطلب القفز من فوق الحقائق، وتقديم المقدسات إلى أسواق المقايضة .. لكن ما يقلقنا، هو أن تستمر الحال ضمن سياقات الحال وآفاق المستقبل، ونكون مجبرين على إطلاق صافرة الوداع بلكنة الوداع، للمرحلة التي هي حبلى بمشاريع، كان من الممكن أن نأخذ منها قسطاً من أجل الكرد وفي سبيل القضية الكردية، دون أن نكون قد خرجنا من رقادنا، وأخرجنا برؤؤسنا من بين حدي مقصلة التوازنات الحزبية والفئوية والسلطوية، ونكون مرةً أخرى مجرد توابيت تحملها أكف أولئك التجار، ويدفع بنا إلى أسواق النخاسة، ونحن نردد شعارات التضحية والنضال، قبل أن تُقرع أجراس الرحيل وتُعزف سمفونية الوداع، ونُقنع أنفسنا بأننا لسنا سوى عربون وفاء للعقل السديد، وثمن التضحية من أجل ما نحن مؤمنين به، ونكون بذلك قرابين العقلية التي لا تدرك من أولويات النضال والتضحية، سوى الحفاظ على الذات، وإن كان فيه إهدار للطاقات وهتك للمقدسات ..
فقضايا النضال وإشكاليات السياسة وزكزاكية المواقف، لا يمكن معالجتها وإخراجها من عبثيتها، عبر الركون إلى أشكال المجاملات، ومسد الجبين، وملاطفة المشاعر، والابتعاد عن ممارسة الذات، وأن الخروج من حالة الترهل والانكسار والستاتيكية، لا يتم وفق العقلية التي تخشى من الخطأ الإفشاء، ومن الموقف الفك والتركيب، وإخضاعه إلى التحليل والاستنباط، ولا إلى الذهنية التي تخشى من الغسيل حين نشره أمام الملأ، أو مجابهة بذور الفكر والثقافة تحت مسميات ويافطات لا صلة لها بما يتم الادعاء به، لأن في الحالة هذه، نكون كمن يؤدي التراتيل، ويقدم طقوس الولاء لما هو مقدس، ولأنه في الحالة هذه، تكمن نقطة الضعف فينا، ويمضي المستقبل كما الماضي، ونحن نزيد من صرخاتنا، وإن كنا نجس آلامنا ونشكو من القمع والاضطهاد والضياع، ولأن في الحالة هذه، دمار وانهيار، وبالتالي سنقف مضطرين إلى التقاطر، ودون أن ننتظر الدور، كي نطلق صافرة الوداع، خاصةً إذا ما ترجمت قراءتنا، ومن لدن الذين يعول عليهم التغيير، على أنها محض افتراءات أو مجرد نصائح مجانية، أو أنها تهدم دون أن تبني، أو فيه ما يمس المقدس ويخدش المتداول والسائد، بدل من أن يستجمع طاقاته ليطلق صرخته قائلاً : فإلى متى ..... ؟!. وذلك حتى لا يكون من هم على شاكلتنا رازحين أبداً، وفي مختلف المراحل، تحت سطوة زفرات التأوهات ولكنات الوداع ..



#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براميل من بارود ..
- ..بين الاقصاء والانفتاح
- على مقربة من خطوط التماس
- كل التضامن مع الأستاذ محمد الغانم .. الإنسان
- إعلان دمشق .. والموقف الكردي
- القضية الكردية في أجندة دعاة الديمقراطية .. - قراءة هادئة في ...
- الديمقراطية .. - ما لها وما عليها
- المرجعية الكردية في سوريا .. بين الرغبة والواقع
- !الحزب ( السياسي ) الكردي بين حكايا الليل وإملاءات النهار .. ...
- « البعض الكردي » .. إلى متى ..؟
- هل من قراءة جديدة للوحة الكردية ..؟
- العراق .. بين الفكر السلفي والرؤية الواقعية
- ماذا تحمل الرياح العاتية من لبنان ..؟؟ المؤتمر القطري خطوة أ ...
- دعاة الديمقراطية .. وحوانيت السياسة
- هل سيستمر شهر العسل ( السياسي ) الكردي ..؟ (3) .. الصراع على ...
- هل سيستمر شهر العسل ( السياسي ) الكردي ..؟ تحية إلى ذكرى آذا ...
- أين تكمن حرية المرأة ..
- خوف الضعفاء من وهج الحقيقة .. - إلى الصديق إبراهيم اليوسف
- ها قد عاد شباط … زغردي يا هولير
- نحن (الكل) .. إلى أين ..؟.


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روني علي - لكنة الوداع