كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7794 - 2023 / 11 / 13 - 14:26
المحور:
القضية الفلسطينية
اثبتت الوقائع ان السيسي هو أصلح الحراس والبوابين الأمناء بما يقدمه من خدمات لا يستهان بها في إغلاق المعبر حتى لو مات أهل غزة من الجوع، وذلك نزولا عند رغبات إسرائيل التي أضحت هي المتحكم الفعلي بتلك البوابات، وهي التي تتعامل معه بالإشارة، فتأمره ويتستحيب لأوامرها، فهو يغلق المعبر ويفتحه في ضوء ما تراه السلطات في تل أبيب. .
من فيكم يصدق ان حاكم أكبر دولة عربية لا يملك قرارا بفتح حدود بلاده لإدخال المساعدات لأهلنا في غزة ؟. آخذين بعين الاعتبار ان معبر رفح هو النافذة الوحيدة التي يتواصل من خلالها المحاصرون في غزة مع العالم الخارجي عبر شبه جزيرة سيناء. اما إذا جاءته الأوامر بفتح المعبر فانه يفتحه بشروط ترضي أسياده، وتبعث إليهم برسالة اطمئنان، فيمارس أقسى أساليب التدقيق والتفتيش والمعاينة. حيث يفحص الشاحنات الواحدة تلو الأخرى، ويفرض عليها الرسوم المرئية وغير المرئية. وتكاد تكون إجراءات الغلق هي الحالة السائدة في المعبر، اما إذا فتحوا المعبر بأمر من اسرائيل فإن التعطيل والتأخير هما الشعارين المعلنين هناك. .
لا شك ان السيسي يعلم علم اليقين ان غزة تحتاج يوميا على الأقل لحوالي 100 شاحنة من الغذاء والدواء والمستلزمات الإنسانية. لكنه يلجأ من وقت لآخر لذر الرماد في العيون فيرسل جماعته للتظاهر والضغط المفتعل على إسرائيل بوجوب فتح المعبر، وهو اسلوب مكشوف ومعروف، يحاول فيه إقناع الناس بانه يتضامن مع سكان غزة، وان اسرائيل هي التي اغلقت المعبر، متناسياً ان المعبر برمته يخضع للسيادة الحدودية المصرية، وانه يتصل بأرض منفصلة سياسيا وإداريا عن إسرائيل. والاغرب من ذلك كله انه لم يفتح فمه بكلمة واحدة ضدها احتجاجا على غاراتها الجوية المتعاقبة ضد المعبر، ولم يبعث برسالة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي أو إلى الحكومة الاسرائيلية عبر سفارته في تل ابيب. بل انه لم يتطرق لتلك الاعتداءات السافرة في كلمته التي القاها في اجتماع القمة الطارئة التي فشلت في كتابة بيان من سطرين تدافع فيه عن حقوق اهلنا في غزة بابسط مستلزمات العيش الكريم. .
يقول بايدن في آخر تصريحاته: (وافق السيسي على فتح معبر رفح). وهذا دليل آخر على انه هو الذي يشترك بفرض الحصار على غزة. . انا اذا قال قائل غير ذلك، فهذا يعني انه يتلقى الأوامر. من بايدن بالفتح والغلق. تبقى مسألة ثالثة بحاجة الى تفسير متعلقة بتجاهله للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على المعبر. . لكن واقع الحال يقول انه الحارس المكلف بحماية المصالح الغربية في المعبر. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟