أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري الرابحي - المقاطعة: سلاح مدني يقارع توحش الإمبريالية














المزيد.....

المقاطعة: سلاح مدني يقارع توحش الإمبريالية


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 7794 - 2023 / 11 / 13 - 14:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


رغم تعاظم المواقف المدنية وتصاعد الوعي المجتمعي في عديد الدول بعدالة القضية الفلسطينية إلا أن الإمبريالية العالمية ماضية في حرب إبادة الفلسطينيين بدماء باردة وسواعد ثقيلة على الأبرياء والعزل.
لم تعرف هذه القبضة إلى حد هذه الساعة إرتخاءاً لأعصابها القاتلة والشوفينية بالرغم من التكلفة الإنسانية للحرب وبالرغم أيضاً من تدنيس سردياتها بقتل الأطفال والنساء وتكبدها لخسائر غير منتظرة على الأرض.
القتل والإستيطان وأدبيات الإبادة:
خلال أزيد من عامين حاولت الإمبريالية العالمية التدثر بوهم نصرة أوكرانيا أمام الأطماع الإستعمارية المفترضة لروسيا.وبالرغم من هذه البروبغندا فإنها لم تكن مقنعة ولا واقعية واصطدمت بمواقفها المتطرفة عندما تعلق الأمر بالأراضي الفلسطينية.
يطفو على الساحة مجدداً إختلاف موازين الحق في الحياة في أدبيات الإمبريالية العالمية التي ثبت بالكاشف أنّه "ليست كل الرؤوس سواء" لديها وأن أطماعها الإستعمارية قادرة على تجزئة "مبدئيتها" في التعاطي مع الصراع الروسي الأوكراني مقارنة بالصراع العربي الصهيوني وهنا تأكّد لدى مواطن العالم أن مقبولية القتل أو حتى الإبادة الجماعية لا تحرج الدول الإستعمارية التي زايدت ونظّرت مطولاً لمُثلٍ لا تتبناها وإنما تنصح بها فقط متى تعلّق الأمر بحلفائها الإستراتيجيين أو أعداء حلفائها الذين تتبنى من أجلهم فكرة القضاء عليهم للتوسع على أراضيهم وفسخ هويتهم لتثبيت مندوبيها فوق ما لا تملك.
تصاعد المواقف المناهضة للإمبريالية:
لم تكن القضية الفلسطينية يوماً في حاجة إلى نجوم السينما والفنانين وكبار السياسيين من العالم الحر لنصرتها حتى تتسلط الأضواء على مدى إجرام الكيان الصهيوني.غير أن سياق إهتراء الجبهات النخبوية لدول الإمبريالية كشفت ولو بصفة جزئية قصور الدعاية التي تنفق من أجلها هذه الدول الأموال الطائلة لترسيخها على الأقل في أذهان سياسييها وفنانيها.
هذه المواقف الحرة أسقطت أيضاً وهم الإنحياز الأعمى لقوميات القتل والتعالي الإنساني التي شرعت لها دول الفيتو والإحتلال التي جعلت من الحرب لعبتها في ملاعب الشرعية الدولية التي تديرها بالتأييد أو النقض خدمة لأطماعها الإستعمارية وترسيخاً لهيمنتها على مجالات واسعة من العالم مسخّرة لذلك نجومها المؤثرين للحفاظ على سردياتها المجتمعية بأنها دول الحرية وحقوق الإنسان والسلام العالمي، لتجد نفسها اليوم في مواجهة المؤثرين أنفسهم الذين طالما إستعملتهم في هذه البروبغندا والذين واكبوا عن وعي أو طواعية أو حتى لأهداف مصلحية بحتة الوعي الجماهيري بعدالة القضية الفلسطينية وحتى إن ذهبوا في هذا المنحى لأغراض تجارية خوفاً من المقاطعة فإن موقفهم هذا يشكّل بدوره صفعة للإمبريالية التي جعلت لكل شيءٍ ثمناً.
إشتباك المقاطعة مع مصالح الإمبريالية:
رغم ما تنفقه الإمبريالية على التسليح وخلق النزاعات المسلحة في العالم، فإنها تصطدم اليوم مع حرب مدنية معلنة غير مكلفة للشعوب عتادها التحجيم الإقتصادي لمصالحها. حيث تحولت بضائع الشركات الداعمة للكيان الصهيوني إلى سلاح مدني يهز الطفرة الإقتصادية للدول الكبرى التي لم تتوقع يوماً أن تفتح جبهات متعددة وبسيطة مع حرفائها في مناطق واسعة من العالم وحتى من داخل أسواقها الكلاسيكية في توقيت تحتاج فيه إلى كل فلس لتمويل حربها التوسعية لكسب أسواق جديدة وبعثرة التكتلات الإقتصادية الصاعدة ومزيد هزّ الإقتصاديات الهشة لتحكم قبضتها على العالم.
اليوم تتكبّد كبرى الشركات خسائر فادحة لمجرد أن مواطن العالم قرّر أن يشتبك مع الإمبريالية بسلاح صامت لا يقتل الإنسان ولكنه يقتل موارده المعبئة لحرب يقتل فيها أخيه في الإنسانية.وهو سلاح يرفع في كل الفضاءات المتاحة لشرعنة غضب الشارع وتنامي وعيه بأن الإمبريالية كذبت في كل سردياتها ولا تتقن سوى بيع كل شيء حتى وهم الديمقراطية نفسه لذلك آن له أن لا يشتري منها شيئاً مجدداً.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة: المعادلة الصعبة التي ستطيح بنتانياهو وكيانه
- المقاومة الفلسطينية تفرض تغيير المشهد برمّته
- المغرب وليبيا في مرمى الكوارث الطبيعية وردود الأفعال الدولية
- تونس وإيطاليا على صفيح الهجرة والوعود
- حمّى الإنقلابات وإعدام الديمقراطية
- ملف الهجرة: لعبة الإمبريالية وتكلفتها الإنسانية
- مواطن العالم: من العولمة إلى الذكاء الاصطناعي
- يا عمال العالم إتحدوا: من النداء إلى الضرورة
- في اليوم العالمي لمناهضتها، الإمبريالية تجدد نفسها
- المشهد التونسي و أزمة الديمقراطية
- تونس:الحوار بديلاً عن تواصل الأزمة
- كرة القدم بديلاً عن خيبات السياسة
- الإنتصار التونسي على الرجل الأبيض
- العربية السعودية أصلحت بعض عروبتنا المعطبة
- كرة القدم: من أقدام الفقراء إلى أحضان رأس المال
- تونس، موسم الهجرة بلا بوصلة
- تونس، البعض يذهب للديمقراطية مرتين
- أزمة القطاع العام و ربيع الليبرالية
- تونس، أي طريق للجمهورية الإجتماعية؟
- تونس: السجال السياسي و حمى التضادد


المزيد.....




- نائبة وزير الدفاع الروسي السابقة تنفي شائعات حول مغادرتها رو ...
- تقارير عن اجتماع طبيب بايدن مع خبير مرض باركنسون
- بزشكيان -يجدد العهد- مع الإمام الخميني الراحل ويؤكد: جئت لأج ...
- بسبب صواريخ حزب الله.. كريات شمونة شمالي إسرائيل تتحول إلى م ...
- رموز لا تتغير في البرلمان البريطاني
- -المعاتيه-..أغرب حزب في بريطانيا!
- الانتخابات البريطانية: ما شكل منبر رئيس الحكومة القادم؟
- الانتخابات البريطانية: لماذا -يُجر- رئيس البرلمان بعد انتخاب ...
- ما هو مستقبل حزب المحافظين بعد خسارتهم الانتخابات؟
- أي تغيّرات قد تطرأ في إيران في عهد الإصلاحي مسعود بيزشكيان؟ ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري الرابحي - المقاطعة: سلاح مدني يقارع توحش الإمبريالية