كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7793 - 2023 / 11 / 12 - 14:40
المحور:
القضية الفلسطينية
لا اسرائيل تعلم شيئاً عن أسرار الاسلحة الحمساوية. ولا حماس لديها فكرة عن القوة التدميرية للاسلحة الاسرائيلية. وعلى السياق نفسه: لا اسرائيل تعلم شيئاً عن متاهات الانفاق الحمساوية الغامضة، ولا حماس تمتلك القوة اللازمة لانهاء الصراع بالضربة القاضية. اما عن تحركات الطائرات المسيرة الموجهة ضد الاهداف الاسرائيلية، فلا احد يعلم من اين تنطلق بالضبط، هل انطلقت من اليمن أم من سوريا أم من البحر أم من مكان آخر ؟. بعضها كانت تحلق فوق الغلاف الجوي وتشكل تهديداً حقيقياً لم يكن بالحسبان. .
اما على الصعيد العربي فلم تكن البلدان العربية على رأي واحد في الوقوف مع غزة، فبصرف النظر عن مناصرتهم الحقيقية أو التمويهية. فقد تبددت مواقفهم تماما منذ اليوم الذي تخلت فيه الانظمة القومية عن شعارات الوحدة العربية، فبسطت سوريا نفوذها على لبنان بالقوة، ولجأ العراق الى استخدام قوته المفرطة في غزو الكويت. ومنذ اليوم الذي تحالفت فيه معظم البلدان العربية مع القوى الشريرة الزاحفة نحو العراق. ومنذ الأيام التي انتشرت فيها القواعد الحربية الامريكية في قطر والكويت والسعودية والبحرين والعراق وسوريا والاردن. وهذا يعني اسدال الستارة على زمن العنتريات، والانتقال من مرحلة التكتلات القومية وشعاراتها الحماسية إلى مرحلة التكتلات الطائفية وفتاواها التحريضية. حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم من تشتت وتنافر وخذلان. .
اما على الصعيد الدولي فقد توحدت صفوف البلدان الاوروبية تحت القيادة الامريكية لتوفير الدعم المطلق لإسرائيل في تنفيذ حملات الابادة. في حين اعلنت هيئة الامم المتحدة عن افلاسها الانساني والاخلاقي وفقدت حضورها وشرعيتها. وانتهى مفعول القانون الدولية وبنوده ولوائحه، وفشلت منظمة الصحة الدولية في الذود عن المستشفيات، مثلما فشلت اليونيسيف في حماية الاطباء والعاملين في المجال الصحي. وتحولت منظمة حقوق الانسانية الى اضحوكة ومادة للسخرية ولم يكن لها اي دور في درء المخاطر عن النساء والشيوخ والاطفال. .
جاء مؤخرا في تصريحات بعض القادة العرب. قولهم: ان ما يحدث في غزة هو صورة بشعة لجرائم الحرب. وهنا لابد من التوجه اليهم بالشكر والتقدير على هذا التوضيح. لأننا كنا نظنها مشاكل عائلية. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟