أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - أنثى موزعة الحقيقة بين الجاهلية والإسلام 1 -2















المزيد.....

أنثى موزعة الحقيقة بين الجاهلية والإسلام 1 -2


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1737 - 2006 / 11 / 17 - 11:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعقيباً على عبد النور إدريس
كتب السيد عبد النور إدريس، القاص والباحث المغربي، مقالاً في موقع "الحوار المتمدن" بعنوان "أنثى موزعة الحقيقة بين الجاهلية والإسلام" بتاريخ 12 نوفمبر 2006، حاول فيه إثبات أن الإسلام انتشل المرأة العربية من وحل الجاهلية والقتل إلى مصاف مساواتها بالرجل. وبما أن السيد عبد النور يحمل إجازة في الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع والأدب ومتخصص في (المرأة والكتابة)، رأيت أن أتصدى لما كتب ببعض التعقيب والتفنيد.
بدأ السيد عبد النور مقاله بذكر عدد سور القرآن التي ذُكرت فيها المرأة والأحكام التي تنطبق عليها، فقال (لقد حازت المرأة على اهتمام التشريع الإسلامي، فقد تطرق القرآن الكريم للكثير من شؤونها وبالعديد من السور التي بلغت عشر سور هي : سورة النساء ، الطلاق، البقرة ، المائدة ، النور، الأحزاب، المجادلة ، الممتحنة والتحريم. إن هذه العناية تدل بقوة على المكانة التي تحظى بها المرأة في التشريع الإسلامي ، فقد أعلى الإسلام من قدرها في مجتمع كان يستعبدها ويئدها فرد لها الحق في الحياة وأقر لها حقوقا لم يكن يستسيغها المجتمع الجاهلي قبلا.) انتهى.
فعدد السور التي ذُكرت فيها المرأة لا يعني كثيراً خاصة إذا أخذنا في الاعتبار عادة تكرار القرآن لنفس الموضوع في عدة سور. ثم أن المخاطب في جميع السور المذكورة هو الرجل، وذكر المرأة جاء عرضاً كأن يقول لهم "إذا طلقتم النساء" أو "فامسكوهن بمعروف أو طلقوهن بإحسان". فالمرأة لا خيار لها ولا رأي، لأن القرآن يخبر الرجال بما يجب أن يفعلوه مع النساء. وسورة الممتحنة بها ثلاث آيات فقط تتحدث عن النساء وتنصح النبي والمؤمنين بأن يمتحنوا النساء اللاتي يأتين إليهم من مكة لإعلان إسلامهن. فبدل أن يقبل النبي إسلامهن كما يقبل إسلام الرجال، أمره الله أن يمتحنهن حتى يعلم صدقهن. وإذا علم صدقهن فلا يرجعهن إلىالكفار بل يدفع لهم ما صرفوه في زواجهن، وإذا ذهبت إحدى نساء المسلمين إلى الكفار، يطالب المسلمون بما صرفوه عليها. فالمرأة في هذا السياق لا تستحق أن يثق بها النبي والمسلمون إذا أعلنت إسلامها، وهي عبارة عن سلعة لها ثمنها الذي يجب أن يتحصله الذي هربت زوجته إلى الجانب الأخر. وبما أن القرآن يحتوي على مائة وأربع عشرة سورة، وذُكرت المرأة في عشر منها، تصبح نسبة السور التي ذُكرت بها أحكام النساء تساوي ثمانية بالمائة، مع مراعاة أن جزءاً كبيراً من الآيات في هذه السور يتحدث عن نساء النبي وعن قصة حفصة عندما وجدت النبي في بيتها مع صفية، وعن قصة الإفك التي أُتهمت بها عائشة. وهذه أمور لا تخص المرأة.
ومن الغريب أن يبدأ السيد عبد النور تعداد سور القرآن التي ذكرت فيها المرأة بسورة النساء. فتعالوا نرى ماذا تقول سورة النساء عن المرأة:
"أنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع"
"أعطوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه تفساً فكلوه"
"يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين"
"ولكم نصف ما ترك أزواجكم من بعد وصية يوصين بها"
"ولهن الربع مما تركتم"
"واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهم أربعة منكم فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا"
"والذان يأتيناها منكم فأذوهما إن تابا وأصلحا فاعرضوا عنهما"
"وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئاً"

ويظهر من هذه الآيات دونية المرأة في كل شيء. حتى في الصداق يتوقع القرآن أن تتنازل المرأة عن نصيب منه للرجل فيوصيهم بأكله هنيئاً مريئاً لهم. والنساء اللاتي يأتين الفاحشة يمسكن بالبيوت حتى يتوفاهن الموت أما الرجال فيضربوا بالنعال فإن تابوا فإن الله غفور رحيم.

ثم يصف الكاتب حالة المرأة في الجاهلية فيقول (وصف القرآن الوضعية الكارثية التي كانت تعيشها المرأة قبل نزول الوحي، وخاصة منذ تلقي عائلتها نبأ ولادتها كما جاء ذلك بسورة النحل حيث قال تعالى:﴿ وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون﴾ (النحل الآية 58-59.). إن هذه التلاوين التي تُصبغ بها عواطف الأب الجاهلي من هذه "البُشرى" تعكس وظيفة الأنثى داخل الهرم القبلي الجاهلي وبالتالي تجسيدها لتدهور القيم الخاصة لقبيلتها(3) يقول د.محمد بلتاجي " كان الأب الجاهلي يرى الأنثى تأكل ولا تقتل عن القبيلة، ويراها مصدرا لجلب العار له حين تُؤسر من العدو فيفترشها آسرها عنوة واقتدارا أو طواعية واختيارا، فيعير الأب وقبيلته بها" (4)) انتهى.
الكاتب، لا شك، يعلم أن التاريخ يكتبه المنتصر ويحاول فيه إبداء كل العيوب الممكنة في المهزوم حتى يبرر غزوه له. ويظهر هذا جلياً في كل كتب التاريخ الحديث عن استعمار الأوربيين لأفريقيا والشرق الأوسط. فكل كتب التاريخ التي كتبها المستعمر تُظهر الشعوب العربية والإفريقية بمظهر المتوحش المتخلف الذي حضّره الأوربي. ومؤرخو الإسلام فعلوا نفس الشيء مع الفترة التي سبقت الإسلام والتي سموها زوراً وبهتاناً ب "الجاهلية" ونسبوا لها كل قبيح وذميم. ولكن حتى هذه الكتب الإسلامية لم تستطع أن تزيل كل الجوانب الإيجابية في حياة المرأة قبل الإسلام. فنجد القرآن نفسه يذكر لنا عظمة ومكانة بلقيس، ملكة سبأ. فما الذي جعل المرأة في اليمن تشارك في الحياة الإجتماعية وتحكم الرجال، والمرأة في الأماكن المجاورة مثل تهامة ونجد والحجاز تُدفن عند ولادتها؟ ثم أن الحفريات الحديثة في اليمن أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن المرأة في ممالك قتبان وحضرموت وغيرها كانت كاهنة ومشاركة في الحياة الاجتماعية، بل كانت إلهة. ثم أن كتب التاريخ الإسلامي مثل تاريخ الطبري تذكر لنا أن المرأة في شمال الجزيرة، في ما يُعرف الآن بالعراق وسوريا، كانت كذلك ملكةً، مثل الملكة الزباء بنت عمرو بن ظرب. وحتى قبل أن ينتشر الإسلام عندما بايع الأوس والخزرج محمد في بيعة العقبة، كان معهم امرأتان، هما: نُسيبة بنت كعب ام عُمارة احدى نساء بني مازن بن النجار، واسماء بنت عمرو بن عدي احدى نساء بني سَلِمة ( تاريخ الطبري، ج2، ص562). فهل يوحي هذا بأن المرأة في الجاهلية كانت مضطهدة وتوءد عند ولادتها؟ ثم ماذا عن واقعة أُحد عندما خرج نساء مكة يشجعن رجالهن على القتال، وعندما وعدت هند بنت عتبة بن ربيعة، زوجة أبي سفيان، وحشي إذا قتل حمزة بن عبد المطلب يصبح حراً؟ هل يوحي هذا باضطهاد المرأة؟ ألا يوحي بأن هند كانت تملك العبيد وتقرر شأنهم بنفسها بعيداً عن وصاية زوجها؟ وهناك قصة امرأة مشهورة في الجاهلية، ألا وهي أم قرفة، واسمها فاطمة بنت ربيعة بن بدر، كان العرب يضربون المثل بها لعزتها فيقولون: أعز من أم قرفة، وقال الاصمعي: من أمثالهم اذا أرادوا العز والمنعة قالوا: إنه لأمنع من أم قَرفة. وكان يحرس بيتها خمسون سيفاً بخمسين فارساً كلهم محرم ( أي لا تحل لواحد منهم، كأن يكون أخاها أو عمها ممن لا تحل لهم.) وقد قتلها زيد بن حارثة بأمر من النبي وطيف برأسها في شوارع المدينة.
ولكي نعرف مكانةالمرأة في الفترة التي سبقت ظهور الإسلام يجب أن نرجع إلى الشعر العربي الجاهلي، الذي قال عنه السيد عبد النور في مقال له بموقع " الحوار المتمدن" بتاريخ 10 ديسمبر 2005، تحت عنوان "المرأة المثال في وجدان الشعر العربي"، قال الآتي: (إذا سلَّمنا بفرضية وجود المرأة المثال في المعتقدات الدينية والأسطورية بالبيئة الجاهلية، فإن عودة شعراء الغزل الأموي إلى نحث نفس الصورة للمرأة تثبت وجود صورة أقدم للمرأة هي المثال أو الأصل الذي احتداه كل الشعراء، هذه المرأة الأيقونة، التي تضمَّنت كل الصفات الأنثوية المتحركة بوجدان ومخيال الإنسان العربي ،وكانت عناصر الأنموذج كاملة يتجاذبه الحضور والغياب الواقعي الشيء الذي جعل الشعراء، جاهليين وأمويين يحتدون الأصل المفقود.) انتهى. فالمثال والأصل للمرأة هو الميثولوجيا الدينية التي عرفها العربي الجاهلي من الذين سبقوه، أي سكان بلاد الرافدين الذين قدسوا المرأة وجعلوها كاهنة وآلهة. وحتى عرب الجاهلية أنفسهم قد احترموا المرأة لدرجة أنهم سموا كل آلهتهم تقريباً بأسماء النساء، مثل اللات والعزة ومناة ونائلة. بل حتى الملائكة جعلوها بنات الله ولم يقولوا أولاد الله مع أنهم كانوا يعرفون أسماء بعض الملائكة مثل جبريل وهاروت وماروت. فهل الشخص الذي يضطهد المرأة ويئدها عند ولادتها يجعل آلهته نساء وملائكة الله نساء؟
وماذا يخبرنا الشعر الجاهلي عن المرأة المضطهدة التي كانت تُدفن حية؟ كل شعر المعلقات يخبرنا عن امرأة معززة مكرمة يحرس رجالها مخبأها ويتسلل امرؤ القيس إليها ليلاً. ونفس الشاعر كان يسامر البنات العربيات عندما يذهبن إلى الواحة للاستحمام ويذبح لهن ناقته ثم يركب مع إحداهن في هودجها ويقبلها فتقول له: عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ. وماذا عن المرأة العربية نؤوم الضحي التي يفوح المسك من أعطافها إذا قامت من سريرها في منتصف النهار. وألم تكون المرأة تشارك الرجال سمرهم وتشرب معهم:
صبنتِ الكأس عنا أم عمرو *** وكان الكأس مجراها اليمينا
وماذا عن عزّة وبثينة وليلي وجميع النساء اللاتي ذكرهن وجن بهن شعراء الجاهلية؟ بل ماذا عن النساء العربيات الشاعرات مثل الخنساء التي كانت تقرض الشعر قبل وبعد ظهور الإسلام. وإذا نظرنا إلى معلقة عمرو بن كلثوم في الجاهلية نجده يقول عن نساء القبيلة:
إذا ما رحن يمشين الهوينا ***كما اضطربت متون الشاربينا
يقتن جيادنا ويقلن لستم *** بعولتنا إذا لم تمنعونا
ظعائن من بني جُشم بن بكر *** خلطن بميسم حسباً ودينا
يقول الزوزني في شرح معلقة عمرو هذه: (فهي تدلنا على حالة العرب من حيث الدين والاجتماع والعادات والصناعات والألعاب، فتخبرنا عن طواف النساء حول الصنم وعن الرقص الديني، ومرافقة النساء للرجال في القتال.) (شرح المعلقات السبع للزوزني، ص 164). فالمرأة في الجاهلية كانت محروسة الخباء، متعطرة، تنام حتى الضحي ولا تخدم نفسها. وتشارك الرجال في القتال وفي الطواف حول الأصنام بالكعبة، وفي الرقص الديني. فهي كانت معززة مكرمة لا توءد ولا تُضطهد، بل تُعشق وتُغازل ويتعارك الرجال على طلب يدها.
ثم استمر السيد عبد النور فقال، في محاولة جريئة جداً للوم اليهودية (ومن المرجعيات الدينية لظاهرة الوأد الجاهلية ما جاء في سفر التكوين أن اليهودي، «يملك على أولاده حق الموت والحياة، يقتلهم إذا شاء أو يقدمهم قربانا للرب" (سفر التكوين، الإصحاح 42، الآية 37). والسيد عبد النور هنا اقتطف الآية من سياقها ليبرهن على أن اليهودية هي التي شجعت عرب الجاهلية على وأد بناتهم. والآية في الحقيقة تحكي قصة أيوب عندما رجع أولاده من مصر وقد طلبوا من أبيهم أن يرجعوا بأخيهم الصغير إلى مصر، كما طلب منهم يوسف، حتى يُفرج عن أخيهم بنيامين. وعندما اعترض أيوب وخاف على ابنه الصغير، حلف له الابن الأكبر أنه سوف يقتل ابنه الصغير إن حدث أي مكروه لأخيه الصغير. والآية تقول (37 وَقَالَ رَأُوبَيْنُ لأَبِيهِ: «اقْتُلِ ابْنَيَّ إِنْ لَمْ أَجِئْ بِهِ إِلَيْكَ. سَلِّمْهُ بِيَدِي وَأَنَا أَرُدُّهُ إِلَيْكَ». فهل في هذه الآية ما يدل على قتل الأبناء قرباناً للآلهة؟ لماذا لم يذكر السيد عبد النور تقديم الأبناء قرابين للأصنام كما حدث عندما حلف عبد المطلب أن يذبح أحد أبنائه للآلهة إذا أصبح عنده عشرة أولاد؟ فعبد المطلب هو الذي نذر ذبح أولاده، ولم ينذر ذبح بنت من بناته للصنم. فإذا كانوا يئدون البنات، لماذا لم ينذر أن يذبح واحدة من بناته بدل ولده؟
وعندما تحدث السيد عبد النور عن الوأد، قسّمه ثلاثة أقسام:
1- وأد الفقر: فقال (ويشكل رغبة الجاهلي في التخلص من عبء تربية أبنائه ذكورا وإناثا بدون تخصيص جنس الموؤود.)
2- وأد العار: وقال (وكان يقتصر على وأد البنات الذي كانت تمارسه القبائل البارزة بالجزيرة العربية، كربيعة وكندة وطيء وتميم.)
3- الوأد الميثولوجي: وقال (وهو مرتبط باعتقادهم أن البنت رجس من خلق الشيطان ، فالأنثى مخلوق مدنس وهو باعتباره منظومة خرق يصنف في العقلية الجاهلية ضمن المبعدات حيث يرى الجاهلي أن واجبه الديني يدفعه للتخلص من الأنثى وتقديمها للآلهة كقربان حتى يُمنح ديمومة بقاء واستمرار النظام الثقافي الآمن )

وفي الحقيقة أن كل الوأد، إذا كان قد حدث، فقد كان خوفاً من الفقر. ولم يكن منتشراً في مكة التي كانت تعتبر المركز التجاري للقبائل العربية وعلاوة على ذلك كانت القبائل الأخرى عندما تأتي إلى الكعبة يدر مجيئها دخلاً عظيماً على قريش. فالوأد، إن كان يحدث، فكان يحدث في القبائل الأخرى الفيرة. وكانوا يقتلون البنات والصبيان خوف الفقر. فليس في ذلك أي اضطهاد للبنت. ولا أعلم من أين أتى السيد الكاتب بالنوع الثالث من الوأد الذي لم أجده في أي كتاب تاريخ أو تفسير.
ثم يأتي الكاتب باستنتاج لا مبرر له، فيقول (نلاحظ أنه في حالات الوأد الثلاث تكون الأنثى هي الضحية وبذلك فقد حرك القرآن الكريم الشعور بالذنب لدى المسلم عندما قال : ﴿وإذا الموءودة سُئلت بأي ذنب قتلت ﴾ (سور التكوير الآية 8-9)، وبذلك حرك الإسلام القيم الايجابية في المجتمع اتجاه الأنثى فمنحها الحق في الحياة باعتبارها مخلوقا يتساوى مع الذكر من حيث قدسية الجنس البشري حيث يتكفل الله خالق الأنثى برزق مخلوقاته يقول ﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم .إن قتلهم كان خطأ كبيرا ﴾ ( سورة الإسراء الآية 31.)، كما جاء في سورة الأنعام الآية 151، ﴿ ولا تقتلوا أولادكم من إملاق، نحن نرزقكم وإياهم) انتهى.
فالقرآن هنا يقول صراحةً وفي آيتين (لا تقتلوا أولادكم). وكلمة أولاد تعني الصبيان والبنات، فمن أين أتى الكاتب باستنتاجه أن في حالات الوأد الثلاث تكون الانثى هي الضحية. هل أتى بهذا الاستنتاج لأن القرآن يقول في آية واحدة (إذا الموءودة سئلت بأي ذنب قُتلت)؟ فهل الآية هذه تنسخ الآيتين الأخريين؟ فإذا كان هناك وأد فقد طال الصبيان والبنات.
ثم تحدث السيد عبد النور عن أنكحة الجاهلية فقال (وقد تعيش الأنثى نفس الوأد على المستوى المعنوي فتصبح مخلوقا للمتعة والخدمة وإنجاب الأطفال ، فقد كان عرب الجاهلية يشيئون المرأة في نظام أنكحتهم المتعدد والذي جاء على الشكل التالي) انتهى
وليس هناك من شك في أن الوأد المعنوي الذي تحدث عنه السيد عبد النور ينطبق على المرأة المسلمة حتى في عصرنا هذا أكثر مما ينطبق على المرأة العربية في فترة ما قبل الإسلام. فالمرأة المسلمةعلىمر العصور كانت جارية للاستمتاع فقط. وكانت عدداً من أعداد الحريم اللاتي لا يجوز لهن الخروج من منزل الزوجية إلا للقبر.
والأنكحة التي عددها السيد عبد النور هي:
نكاح الاستبضاع الذي كان يستعمل لتحسين النسل، ونكاح البعولة، وفيه يخطب الرجل إلى الرجل ابنته أو وليته فيصدقها ثم ينكحها، ونكاح المتعة الذي لا يختلف غن نكاخ المتعة المباح في الإسلام، ونكاح البدل الذي يتبادل فيه رجلان زوجتيهما. وهذا لا يختلف كثيراً عما فعله مسلمو المدينة عندما جاءهم المهاجرون من مكة فكان الرجل يقول للماهجر: هؤلاء نسائي، أختر أيهم تعجبك فخذها. ثم نكاح الضغينة الذي يتعلق بالسبايا من النساء. والإسلام فاق الجاهلية في هذا النوع من النكاح إذ أباح لهم ملك اليمين من السبايا بدون زواج. ونكاخ المقت الذي كان الرجل يرث فيه زوجة أبيه المتوفي، وقد حرّمه الإسلام. ونكاح الخذان وهو معاشرة المرأة لغير زوجها سراً. والمدينة في الإسلام كانت مليئة بهذا النوع من الجنس حتى أن الرجال اشتكوا مر الشكوى للنبي من ذلك حتى نزلت آية الملاعنة التي لم تُحرّمه إنما اكتفت بالتفريق بين الرجل وزوجته ، ثم نكاح الشغار وهو أن يتزوج الرجل أخت الرجل على أن يتزوج الأخر أخته. أي تبادل الأخوات. وربما تكون الظروف المالية هي التي دفعتهم إلى ممارسة هذا النوع من الزواج.
ولا نرى في أنواع زواج الجاهلية ما يختلف كثيراً عن زواج الإسلام. ولكن السيد عبد النور يقول (لقد عالج الإسلام هذه الأنكحة بإلغائها عبر آيات كثيرة ، ولما جاء بمفهوم يصف فيه الرجل بكونه بعلا فقد أبقى على نكاح البعولة الذي يجسد مطلقية الطاعة التي تكنها المرأة لرب بيتها حتى أن الكون الرباني يستاء من خروجها عن طاعته من ذلك " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح " ( بخاري ج 7 ص: 39)). انتهى.
إذا كان هناك أي اضطهاد للمرأة فهو فرض الطاعة العمياء عليها للزوج حتى أن الملائكة تلعنها إذا رفضت أن تلبي طلب زوجها لممارسة الجنس، حتى وإن كانت مريضة.
وللحديث بقية



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفردات الجنس عند العرب
- أسطورة العدل الإلهي
- الإسلام يذل المرأة
- أسماء الله الحسنى
- هل نصلب البابا أم نصلب المنطق لننصر النبي؟
- ردود أفعال المسلمين على خطاب البابا بنيدكس السادس عشر
- الحب.. والجنس.. والإسلام 2-2
- الحب..الجنس..والإسلام 1-2
- تنبؤ القرآن
- المسلمون والإسلام: كلاهما يُسفّه الحياة
- تعقيباً على أحمد صبري السيد علي 2-2
- تعقيباً على أحمد صبري السيد علي 1-2
- المقدس ....ماهو ومن قدّسه؟
- أمثلة من المنطق الأعرج في الخطاب الديني
- سُحقاً للأديان
- لا قيمة للإنسان عربياً كان أو مسلماً
- الأزهر وأنصاف الحقائق
- لقد أخطأ الشيخ نهرو طنطاوي
- مزارع الخصيان والدجاج
- وعاظ السلاطين يبيعون السراب في المونديال


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - أنثى موزعة الحقيقة بين الجاهلية والإسلام 1 -2