|
بين الفشل والنجاح في الحرب الامبريالية على غزة
محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 7788 - 2023 / 11 / 7 - 15:53
المحور:
القضية الفلسطينية
بين الفشل والنجاح في الحرب الامبريالية الصهيونية على غزة 7/11/2023م هي حرب ضروس تطال الانسان والشجر والحجر والهواء ، تدار من قبل الادارة الامريكية وحلفها واتباعها على قطاع غزة . وهذا الشهر الثاني والعدوان يتفاقم ويزداد ضراوة . لست متفقا مع المحللين الذين يتحدثون عن فشل العدوان الغاشم : إن تهجير سبعين في المئة من السكان وازاحتهم عن أماكن سكنهم ليس بالامر القليل ، كما قتل وإصابة ما يزيد عن ثلاثين ألف مواطن فلسطيني من الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة لا امر عليه مرور الكرام .وكذا تدمير ما يزيد على اربعين في المئة من المباني . وتعطيل الحياة والمؤسسات والمستشفيات مع الحصار المطبق وفرض ارادة العدو على ادخال الاحتياجات وحصرها كما ونوعا ، وترك السكان للجوع والمرض وإطلاق مارد جميع أشكال المعاناة الإنسانية وبشكل متواصل . هذا يجب أن يراه المحللون والمراقبون وناشرو الرأي. من الجانب الآخر الفلسطينيون من جانب : يقاومون في الميدان ويثخنون العدو كل يوم وكل حين ، ويهاجمون تقدم العدو في الميدان ولا يسمحون له بالاستقرار ، والجماهير بالرغم من كل شيء لا ترفع الراية البيضاء ولا زالت ترفض ترك القطاع لمأساة أخرى أكبر وأعمق . هذه هي اللوحة العامة والتي يجب أن نرى كل تفاصيلها دون أن نغفل الاتجاه العام الجاري ز الإتجاه العام هو حتى الآن تفريغ شمال قطاع غزة من كل شيء وإزاحة السكان تمهيدا لإعادة احتلاله والسيطرة عليه وبإشراف الجيش العدو وهو يعمل على السيطرة على كامل القطاع ووضعه تحت اشرافه . وهذا ليس فقط سياسة صهيونية بل هي سياسة الغرب الاستعماري بأداتهم المباشرة في المنطقة ظاهريا وبحضورهم مشاركتهم فعليا ، ولها علاقة بترتيبات اوسع في الشرق الأوسط ولها علاقة بخطوط النقل الدولية . وكذلك لها علاقة بالتخلص من كل المتمردين على هيمنة الغرب في المنطقة وكل تهديد محتمل لوجود الكيان المعادي واولهم حزب الله ومعه الاجهاز مجددا على سوريا وتقليم أظافر إيران وكل ممانعة . إن قدر غزة المقدور هو الصمود وأن يحصل لها كل هذا وأكثر : التدمير والتهجير والتنظيف كما يقول العدو . وهذا يسير على قدم وساق وهذا هدف كامن حتى قبل عملية سبعة اكتوبر البطولية العظيمة . وقواتهم البرية تناور هنا وهناك على الارض وقطعت القطاع شمالا وجنوبا في هذه المرحلة وتسعى لتثبيت وجودها على الارض بالرغم من المقاومة الضارية التي تجابهها . ماذا بخصوص تحملها للخسائر البشرية وفي العتاد وآلات الحرب : من الواضح انها لا تشكو من عظم خسائرها البشرية وبالأحرى هذه الخسائر لا تشكل عائقا يحول دون تقدمها وهي تعوض خسائرها البشرية في الميدان وربما بمتطوعين أجانب ، بخلاف المقاومة التي لا تملك تعويض خسائرها البشرية وخسائرها في السلاح . فما دامت أمريكا هي التي تقود وما دامت جثث الضحايا لا تذهب لواشنطن ، فلتكن الخسائر البشرية بالعشرات وبالمئات وحتى بالآلاف فهذه هي الحرب وهي حربهم كما انها حرب الكيان الاستيطاني المعادي . أما الخسائر المادية : فالجيش العدو يتلقى سيلا من التعويض بل والتدعيم بأسلحة أفتك وأقوى وأحدث بينما ما يفقده المقاومون ينقص من المخزون إلا ما يتم تصنيعه محليا إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا . ماذا عن إدارة القطاع بعد حماس كما يطرحون ويحضرون ؟ إن إثارة هذا الامر وطرحه للنقاش لا يعني أنه في المدى الراهن غير محلول . فحينما سقط العراق عام 1983م تمت إدارته أمريكيا ثم جهزوا الميدان لما يناسبهم . وفي حالنا فإذا سيطر الجيش المعادي فهو الذي سيدير المنطقة بالطريقة التي يراها مناسبة وإلى المدى الذي يراه فلن يكون هناك أي معيق إلا بمقدار اتساع المقاومة .وإذا حصلت مطالبات بغير ذلك فإن أي تغيير سيتم بينما الجيش يملأ الفراغ. هل سيعيد الجيش السكان المزاحون إلى أماكن سكنهم إن تمت له السيطرة : الجواب أنا لا أعلم وذلك لأن من اهداف الحرب إزاحة السكان وتقليل عددهم قدر ما يستطيعون وهذا هو الذي يجري البحث فيه بين شركاء الحرب . هل تتسع الحرب ؟ إن حشد الأساطيل القوية وتزويد جيش العدو بمزيد من الأسلحة بالإضافة إلى تعويض الخسائر هو مؤشر قوي على توسيع نطاق الحرب في المنطقة بالرغم من التطمينات المتبادلة والتهديدات المتبادلة بين حزب الله والكيان . حزب قال إن تدخلي هو في حدود التضان ولكن مستعد لما هو أبعد من ذلك . والعدو قال : ليس لنا مصلحة في فتح جبهة الشمال ومستعدون لكل احتمال بل وسنجعل لبنان كما قطاع غزة . وهل القرار الحاسم بيد هذين الطرفين ؟ الجواب لا كبيرة فإن أرادت امريكا استهداف حزب الله فستقوم إسترائيل باستدراجه إلى المدى الذي لا يحتمله ورغما عنه بالرغم من تخلخل الجبهة اللبنانية من حوله . لا شك أن الصين وروسيا سيدفعان ثمن نتيجة هذه الحرب . غزة هي التي تحارب ولكن إن انتصرت ومعها حزب الله كاحتمال تربح روسيا والصين وإيران وسوريا . وإن خسرت غزة كاحتمال يخسر معها الجميع وتكون أمريكا وحلفها أجمعين هم الرابحون .فهي حرب لها أهداف محلية ولكن لها أهداف إقليمية ودولية بدون شك ومن يربحها تكون فرصته أكبر في الشرق الأوسط على الأقل.
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موجز عن خطاب نصرالله
-
الحرب وزيارة بلينكن وخطاب نصر الله
-
سننتصر
-
الانطلاقة الجديدة للثورة الفلسطينية الجديدة
-
الرجل الابيض الامريكي يبيد الهنود الحمر في غزة
-
ثنائية الموت والموت وثنائية الموت والحياة في فلسطين
-
عودة الى التشخيص العلمي ورفضا لتجويف اللغة
-
تأخير الهجوم البري له أسباب أخرى
-
حرب عالمية على قطاع غزة
-
من هم قادة الشعب الفلسطيني الآن
-
خطاب بايدن في تل ابيب
-
التهديدات الايرانية هي مفاوضات
-
المقاومة هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني
-
جولات وزير الخارجية الامريكية وغزة
-
البصر والبصيرة في المعارك الكبيرة
-
شكرا لجماهير الامة العربية المتضامنة مع فلسطين ولكن
-
الحرب على غزة والاستقطاب الدولي
-
نقاش في الخطاب الفلسطيني
-
هل يجوز النقد الان لكتائب المسلحين في فلسطين؟
-
من هو جيش حل دولة للمستوطنين في ارض فلسطين التاريخية
المزيد.....
-
بعد تصريحاته عن -التهجير-.. الملك عبدالله سيلتقي ترامب بواشن
...
-
جورجيا: احتجاجات في تبليسي بعد تشديد العقوبات على عرقلة الطر
...
-
بدل نقل الأسماك.. تحقيق يفضح تهريب بقايا النمور المهددة بالا
...
-
الكبد الدهني.. خضار وفاكهة تساعد في العلاج والوقاية من الإصا
...
-
تحديد هوية المسؤول عن جريمة سودجا
-
غزة.. إسرائيل تخلف معدات عسكرية مدمرة
-
بيان من الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعود
...
-
أسير إسرائيلي أمريكي محرر يوجه رسالة شكر إلى مقاتلين في -الق
...
-
النيابة الإسرائيلية تفتح تحقيقا جنائيا ضد سارة نتنياهو في أع
...
-
خامنئي: الشعب الإيراني لديه الشجاعة ليقول -الموت لأمريكا-
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|