ليس دفاعاً عن الشاعر العراقي المعروف سعدي يوسف أو نقداً تشهيراً لعواد ناصر الذي استخدم قلمه بشكل تهكمي واستهزائي ليتطاول على شخصية هذا الشاعر الجليل.. ولكن من أجل أن نكون موضوعيين في ملاحظاتنا واحترام الذين نختلف معهم من خلال الكلمة الخيرة المبنية على العلم والمعرفة الصادقة.
قرأت مقالاً تهكمياً في جريدة المؤتمر كتبه عواد ناصر حاول به التطاول على شخصية سعدي يوسف حيث خاطبه بسخرية رثة وفقيرة بدلاً من مناقشة كتاباته وطروحاته بشكل يمنح الآخرين فرصة لمعرفة الخطأ من الصحيح، وهذه العادة السيئة ألفيناها عند بعض الكتاب العراقيين الذين يردون الشهرة على جثث الآخرين أحياء أو موتى، فبدلاً من النقد البناء للموضوعة أو المقالة أو القصيدة يجري تناول شخصية الكاتب والتشهير به على اساس الماضي أو بعض المواقف الخاطئة في حياته.
فالتوجه إلى الذم عن طريق كلمات غير لائقة تحمل سخرية مثل عنوان المقال " رجوع الشيخ! سعدي يوسف إلى صباه " وبه يحاول عواد التذكير بذلك الكتاب الجنسي المعروف لديه ويريد تعميمه على الآخرين، أو " أكثر ما أضحكني" جميل أنه لم يبكيه.. وكذلك " وذلك من المضحكات عندما يفهم الشاعر ( الشيخ ) مصطلح ان يسبق الشاعر ثقافة المرحلة على أنه معلق شعارات سياسية كبيرة، بل خطيرة " ثم يستمر ليقول " لكن شيخنا، مع ذلك الكوميدي طريف ومازال يشيع النكتة حتى في خنادق الثوار "
كل هذه الجمل وغيرها لم تقلل من قيمة سعدي يوسف كإنسان وشاعر كبير بل العكس قد يكبر في أعين الكثيرين بعد مقارنتهم بالسيد عواد ناصر، والتوجه إلى الذم عن طريق السخرية التي تحاول الحط من قيمة وإنسانية الإنسان ولا سيما شخص معروف جداً على مستوى العراق والدول العربية وعلى العالم هو عمل غير حضاري.
وهذا ما ظهر به عواد ناصر من انفعالية حاقدة لم تكن موضوعية بالنسبة لسعدي يوسف الذي لم يكن إلا شاعراً تقدمياً وثورياً في أكثر أدوار حياته، وبهذا تتقهقر سخرية واستخفاف عواد ناصر إلى عنقه وتجعله معلقاً في عنق الزجاجة التي أرد بها موقعاً لسعدي يوسف.
لو أن عواد ناصر نقد شعر سعدي وكتاباته مباشرةً لما كتبت ضد اسلوبه، لأنني واثق أن سعدي يوسف يستطيع أن يرد عليه أو يحاججه في نقده الأدبي الثقافي الحضاري..
سخرية عواد ناصر مع شديد الأسف لم ترتق بها لنفسه بل العكس فقد أسقط موقفه الواضح الذي حُرِض عليه ربما إرضاءً لآخرين وجد منذ زمن ويجد خبزته الآن معهم وهذا شأنه ولا يحسد عليه لأنه زمن تغيير ليس الأماكن ولكن الأفكار العياذ بلله وهذا شئناً آخراً أيضا.
أن عواد ناصر لم يكن ضمن دائرة واهتمام الشاعر سعدي يوسف وكان بالاحرى ان يدافع الآخرون الذين كتب عنهم سعدي وسماهم عواد بأصدقاء سعدي يوسف عن أنفسهم بأنفسهم وهو حق مشروع لهم.. بدلاً أن يكون عواد ناصر وكيلاً فيكون ككماشة النار.
ان السخرية والإستهزاء والتهكم ضد أي إنسان كإنسان مقولات بائسة لا ترتقي بصاحبها إلى الموقع الثقافي الحضاري الصحيح .