|
أضاءة في جهاد السبي
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 7787 - 2023 / 11 / 6 - 09:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أستهلال : لنتعرف أولا على تعريفي السبي والجهاد ، فوفق قاموس المعاني ( السبي / فقهيا : جمع نساء وصغار العدو الكافر المحارب يؤخذون في الحرب . والسَبي كاسم ، الجمع : سُبِيّ سَبَايَا ، سَبيّ ، سَبي . السَّبْيُ : المأسور . اِمْرَأةٌ سَبِيٌّ : مَأسُورَةٌ ، السَّبْي : النِّساءُ ؛ لأنهنّ يأسرن القلوب ، أو لأنهنّ يُسْبَين .. ) . أما الجهاد ( فالجهاد : لغة - مصدر جاهد يجاهد جهادًا ، وحقيقته : بذل الجهد للوصول إلى المطلوب ، وفي الشرع يأتي على وجهين : عام وخاص ، فالعام - هو بذل الوسع في دفع كل ما يدعو إلى مخالفة هدى الله من الكفر والمعاصي ، فيشمل جهاد النفس والهوى والشيطان ، ويدخل فيه ، رد الشبهات المعارضة لخبر الله .. وجهاد الكفار والمنافقين بالحجج والبينات . وأما الجهاد بالمعنى الخاص - فهو بذل الجهد في قتال الكفار من المشركين وأهل الكتاب حتى يدخلوا في الاسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون / نقل بأختصار من موقع الشيخ عبد الرحمن البراك ) .
الموضوع : في الجهاد ، سأكتفي بذكر الآية التالية ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ / 218 سورة البقرة ) ، وشرح الآية وفق الطبري " والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله "، والذين تحوَّلوا من سلطان أهل الشرك هجرةً لهم ، وخوفَ فتنتهم على أديانهم ، وحاربوهم في دين الله ليدخلوهم فيه وفيما يرضي الله " أولئك يرجون رَحمة الله "، أي : يطمعون أن يرحمهم الله فيدخلهم جنته بفضل رحمته إياهم ،" والله غفور "أي ساتر ذنوبَ عباده بعفوه عنها ، متفضل عليهم بالرحمة " . أما فيما يخص السبي ، فسأورد الآية التالية ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا / 24 سورة النساء ) وتفسيرها وفق موقع / أسلام ويب " حدثنا بشر بن معاذ قال .. عن أبي سعيد الخدري : أن نبي الله ، يوم حنين بعث جيشا إلى أوطاس ، فلقوا عدوا ، فأصابوا سبايا لهن أزواج من المشركين ، فكان المسلمون يتأثمون من غشيانهن ، فأنزل الله هذه الآية : والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ، أي : هن حلال لكم إذا ما انقضت عددهن ".
القراءة : * بهذا المقام ، ووفق قراءتي الحداثوية لمفهوم " الجهاد في سبيل السبي " ، سأهمل ما قاله المفسرون والفقهاء ، من أسباب النزول ، وباقي التأويلات ، حول الأيتين أعلاه / ألا للضرورة ، لأن المصادر والكتب تعج بها ، وسأسرد قراءتي لهذا المفهوم ، الذي جلب لنا ويلات الدهر ، ليس على أمة العرب والمسلمين فقط ، بل على الغرب أيضا .
* لو كان جهادا في سبيل الله ، ومن أجل أعلاه كلمته ، ونشرا لدين الحق ! ، لم قرن الأمر بالسبي ، هل من المنطق أن يقول الله خلال نشر دين الأسلام ، أسبوا النساء ، وأستعبدوا الغلمان والأطفال ، وهل الله يأمر ب " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ، أي : هن حلال لكم إذا ما انقضت عددهن " فأي أله هذا الذي يأمر ب " بذل الجهد في قتال الكفار من المشركين وأهل الكتاب حتى يدخلوا في الاسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " وهم عباده ، وهو ربهم الأعلى .
* الرسول قد سبى : حيث أنه سبى اليهودية / صفية بنت حيي - التي كانت ذا جمال باهر ( .. وقت فتح حصن خيبر ، قتل والدها وزوجها كنانة بن أبي الحقيق ، وكانت مع الأسرى فأصطفاها الرسول .. حتى إذا كان بالطريق جهّزتها له أم سليم فأهدتها له من الليل / نقل بأختصار وتصرف من موقع الرحيق المختوم ) ، أما الأمر الجلل ، فأن الرسول لم ينتظر عدتها " هن حلال لكم إذا ما انقضت عددهن " ! ، فتزوجها وهن بطريق العودة دون أنتظار ، مخالفا لأحكام القرآن ، ومن المؤكد أن المفسرين والفقهاء لديهم ترقيعاتهم لهذا التجاوز ! ويتبين من هذه الواقعة أيضا أن الرسول يحلل له ما لا يجوز لغيره!.
* وودت بهذا المقام ، أن أورد حديثا لرسول الاسلام عن الجهاد ( عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ " لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ في أَوَّلِ دَفْعَةٍ ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْر ،ِ وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ .. وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِى سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ " / رواه أحمد .. وابن ماجه ، وصححه الشيخ الألباني ) . ما يهمني في هذا الحديث ، هو أن محمدا يفهم مقاتليه ضمنا ، أنه في حالة قتلهم ، وعدم حصولهم على المغانم والسبي في الحياة الدنيا ، فأن الله في الاخرة / الجنة ، سيزوجهم بحور العين . والتساؤل هل الله يترك كل مهامه الدنيوية والسماوية ، ويعد للقتلى لكل واحدا منهم 72 زوجة ، والملاحظ في مفردتي السبي وحور العين ، فأن المغزى ، هو وعد الله للمقاتلين بأغراءات جنسية / أما السبايا أو حور العين . وهذا الوضع غير عقلاني بالنسبة للذات الألهية .
* وقد أفتى شيوخ الأسلام ، بجهاد مبتكر ، رذيل ودنيئ ، ألا هو جهاد النكاح ، حللوا الأمر للمنظمات الأرهابية الأسلامية ، الذين أخذوا يطأون النساء ، وكأنهن مومسات ، ويتبادلوهن فيما بينهم ، أنها نقطة عار على الأنسانية والعقيدة على حد سواء ، والشيوخ يروجون لهذا الجهاد ، وذلك من أجل الترفيه عن مقاتلي المنظمات الأرهابية ، كالقاعدة وداعش ..
أضاءة : من كل ما ورد في قراءتي ، وأضافة لكل ما ذكر - من آيات وأحاديث وتفسيرات ، أرى أن : (1) الجهاد ، موضوع أرضي ، ولا يمكن أن يكون ألهي ، وذلك لأن الله هو ربا لجميع البشر ، وليس ربا للمسلمين فقط ! . ولايمكن لله أن يأمر بجهاد المسلمين على باقي عباده المؤمنين به . (2) أن للجهاد الاأسلامي غايات منها ، الأستيلاء على أراضي الأخرين ، ونهب أموالهم وسبي نسائهم وأستعباد غلمانهم وأطفالهم .. ونشر الدعوة تأتي من خلال ما سبق ، هذا وأن تحققت ، فأنها شكلية لأنها بالسيف . (3) أما قضية نشر الأسلام ، فالأمر لا يمكن أن يتم بالسيف أو بالوعيد بالجزية ، وكان من الممكن أن تنشر الدعوة عن طريق المبشرين ، فالسيف لا يصنع دينا ولا يمكن أن يجمع المؤمنين . (4) لا زال الجنس هو المحرك تاريخيا للجهاد ، وذلك لترغيب المقاتلين بالسبي وحورالعين . (5) أن آيات الجهاد والسبي ، آيات تاريخية ، عطلت لتغير الظروف الزمكانية ، وليعلم الشيوخ والأحزاب الأسلامية والمنظمات الأرهابية الأسلامية ، أن الأسلام : لا يمكن أن يكون صالحا لكل زمان ومكان .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف تمخض الأسلام كمعتقد !
-
فوضى التدين في الأسلام
-
أفتراضية عودة الخلافة الأسلامية
-
الله والعباد
-
قراءة في حديث الرسول - لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَه
...
-
أضاءة في العقل البشري
-
أضاءة .. للآية 18 من سورة الحج
-
أضاءة .. للتاريخ المفترى عليه
-
أضاءة ل - حديث النبي موسى وملك الموت -
-
قراءة للآية 3 من سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
...
-
وكالة CNN الأخبارية و التسويق للأسلام
-
أضاءة .. لقول السيد المسيح - أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ
...
-
بين دعوة محمد و رسالة المسيح
-
المخفي والمعلن عن زواج المتعة .. قراءة حداثوية
-
الدين والعلم بين الثابت والمتغير
-
قراءة .. للآية 72 من سورة المائدة
-
قراءة لآية ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأ
...
-
قراءة للآية 15 من سورة محمد ( أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ .. ولَّب
...
-
الفتاوى .. الحكم على البشر بأسم رب البشر
-
بين القنبلة النووية و القنبلة الأسلامية .. أضاءة
المزيد.....
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|