|
أيها الشيعيّ لا تصمت هذه المرّة
سعد الشديدي
الحوار المتمدن-العدد: 1737 - 2006 / 11 / 17 - 07:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ أكثر من عام والأقلام الشيعية العراقية الشريفة تكتب عن مجموعات مسلحة غامضة تتحرك في دائرة الموت اليوميّ محاطةً بعناية السادة الجُدد في عراق ما بعد صدام وبالكثير من التعتيم المقصود. وكثر الحديث عن الميليشيات الطائفية التي تحرث الأرض لتزرع عليها جثث الضحايا الموسومة دائمأً "بمجهولة الهوية". وأنكر الجميع وجود فرق الموت هذه رغم انهم يعرفونها تمام المعرفة بل ويشاركون في رفدها بالمعلومات والمساعدات اللوجستية إن تطلب الأمر، ويحتمون بها جاعلين اياها عاملاً رئيسياً من عوامل فرض الأمر الواقع على الآخرين. فقد أنكر السيد صولاغ ما حدث في سراديب الجادرية وغيرها من أقبية التعذيب التي تديرها وزارة الداخلية العراقية. وتجاهل السادة أصحاب العمائم ومساعديهم من الأفندية في مجلس الوزراء مطالب العراقيين بفتح تحقيق لمعرفة حقيقة نشاطات هذه المنظمات المشبوهة واذا ما كانت هي المسؤولة فعلاً عن اختطاف وقتل الآلاف من العراقيين من ابناء المذاهب الأخرى أم ان أنها بريئة من هذه الأتهامات. الآن وبعد حادثة اختطاف مجموعة من موظفي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العاصمة العراقية انكشف المستور، أو بعض منه على الأقل، وأتضح ان هذه الميليشيات الغامضة التي نزلت من السماء جاهزةً بعدّها وعديدها ما هي إلا جزء من المنظومة الحاكمة في عراق اليوم. وأنكفأ السادة المسؤولون وقلوبهم ترتجف خوفاً ووجلاً من الفضيحة ليطلقوا تصريحات لا يجرأ طفل صغير على الأدلاء بها لوكالات الأنباء المحلية والعالمية. فالعملية "مخجلة وهي ليست من فِعل الأرهابيين بل مجرد تصفية حسابات بين ميليشيات طائفية" على حدّ تعبير رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي. ونتفق جميعاً مع دولة الرئيس المالكي بأنها مخجلة لأنها انفضحت وعرّت جماعته الذين يرفعون شعار المظلومية ذي الألف عام بمناسبةٍ ودون مناسبة. فأذا بهم لا يختلفون عن عسكر بني أمية وعيون وشحنكية بني العباس. وهم على استعداد لأن يدوسوا على أقدس حرمات الله: حياة المسلم، ليأسسوا دولتهم ويرفعوا بنيانها ولو على اشلاء البشر، مستخدمين في ذلك اجهزة دولة تعود لجميع العراقيين. وعذرهم في هذا أن صدام حسين وجماعته كانوا يفعلون ما هو اسوأ من ذلك. وهو عذر أقبح من ذنب، فصدام كان دكتاتوراً وطاغية بينما أنتم يا حضرات السادة الكرام قادة دولةٍ ديمقراطية. وما يفعله ديكتاتور لا يصحّ ان تفعله دولة منتخبة من قبل الشعب وإلا فما الفرق بينكم وبين صدام؟ ولماذا قمتم بتقبيل أيادي قادة القوى العظمى ليرفعوا حيف صدام وعصابته ألكي تقيموا انتم نظاماً لا يختلف بسلوكياته ومنهجه عن ذلك النظام الدموي المتعفن؟ الآن انقشع بعض الضباب عن خطوط سياستكم وبات العراقيون، ممن لا زالوا يدينون بالولاء للعراق وحده بعيداً عن الطائفية والعنصرية والمناطقية والعشائرية، باتوا يفهمون بعض اصول اللعبة خصوصاً وأنكم كشفتم عن طريق الخطأ عن دوركم فيها. فالطائفيون ممن احتموا بعباءة التشيع، تماماً كالتكفيريين الذين اختبأوا تحت قميص التسنن، مازالوا يأججون نيران الفتنة. ويبدو انهم يسعون للثأر الذي لم ينطفأ جمرهُ بعد ليرموا البلاد في حرب تسلّحوا لها جيداً وبنوا متاريسها بعناية بالغة. ولذلك كان اختيارهم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. فهم يسمونها وزارة التعليم العاني والبحث الراوي أشارةً الى انتماء أغلب موظفيها الى المذاهب السُنية. وربما كان هذا هو السبب في انكشاف اللعبة. ففي الأشهر السابقة كان اختيار الميليشيات "الشيعية" لأهدافها وضحاياها موفقاً الى حدّ كبير. أذ لم يكن من الممكن الأشارة الى فريق محددّ، ولم نكن نستطيع معرفة ما إذا كان القاتل من جماعة الأرهابيين أم من جماعة ربعنا، بل كان معرفة اسباب ودوافع العمليات المشبوهة تلك من الألغاز التي يصعب على أذكى العراقيين حلّها. أما مع وزارة التعليم.. العاني والبحث.. الراوي فأنه ليس من الصعب تحديد هوية الجهة المنفذّة. نعود اليوم مع هذه المهزلة التي اشرف عليها ويديرها حكّام العراق الجددّ بمساعدة ميليشياتهم سيئة الصيت لنتذكر ما حدث منذ أشهر قليلة من حوادث أغتيال آثمة لعدد كبير من الأساتذة الجامعيين العراقيين ونقول ان جميع الشواهد تشير الى أن اغتيال عمداء الكليات وأساتذة الجامعات كان من فعل نفس المجموعات التي كانت وراء اقتحام وزارة التعليم العالي لأن طبيعة هذه العمليات الغادرة واحدة وأهدافها متشابهة الى أبعد الحدود. بعد كلّ هذا علينا أن ندعو جميع الشرفاء من الشيعة العراقيين الى أدانة فرق الموت التي تختبأ تحت رايات آل البيت (ع) والتبرئ مما تقوم به هذه الفرق من عمليات قذرة هدفها تدمير العراق وبناء دويلة طائفية يحكمها سياسيون لا يختلفون عن صدام حسين وليقيموا نظاماً تديره مجموعات أجرامية لا تختلف كثيراً عن دوائر الأمن والمخابرات في زمن العفالقة.
#سعد_الشديدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قرار اعدام الديكتاتور بداية أم نهاية؟
-
يا يونس المحكومِ بالإعدام.. عدْ للحوتِ ثانيةً
-
ولا داعٍ للقلق
-
هل حقاً ان كركوك أغلى من البصرة؟
-
انهم يقتلون أطفال العراق
-
الفيدرالية حقٌ يُراد به باطل
-
موطني.. حتى إشعارٍ آخر
-
ايها العراقي انت نملة.. فكن سعيداً
-
الزرقاوي.. نحروه أم انتحر؟
-
اسرائيلي واحد بألف عربي؟ يا بلاش
-
وزير الدفاع العراقي يعلن الحرب على الشيوعية
-
انقلاب عسكري في بغداد.. قريباً
-
عفية .. والله عفية
-
كشف الغُمّة في تبيان غباء قادة الأمة
-
رسالة عراقية الى الغرباء
-
قصائد تشبه الموت
-
الحرب الطائفية وحدود جهنم
-
قفوا معنا لنكون معكم
-
وطنٌ بلونِ ألسماء
-
المشهد السياسي العراقي واحداث سامراء
المزيد.....
-
قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|