أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إلياس شتواني - أينما تكون -إسرائيل- فإن فلسطين حاضرة كذلك














المزيد.....


أينما تكون -إسرائيل- فإن فلسطين حاضرة كذلك


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7786 - 2023 / 11 / 5 - 04:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


الصورة الحالية المؤسفة في فلسطين تذكرنا، بالإضافة إلى الإرهاب الدموي المتكرر، بحركة الإستيطان الصهيونية والتي قد تزايدت بشكل ملحوظ منذ عام 1982. توجد فعلا دلائل قوية على أن من الدوافع الرئيسية للغزو الإسرائيلي للبنان في صيف 1982 كان لتكريس الإحتلال الصهيوني للضفة الغربية و قطاع غزة، و ذلك من خلال صرف الأنظار عما كان يجري في الضفة و القطاع من جهة، و إضعاف مقاومة المواطنين العرب للإحتلال من جهة أخرى. لقد إستغلت السلطة الصهيونية تلك الفترة لإقامة المزيد من المستوطنات و زيادة عدد المستوطنين. لقد إعتمد الصهاينة في تاريخهم على قاعدة أساسية: خلق الوقائع على الأرض. هذه الوقائع و الحقائق الجديدة يصعب تغييرها مع الوقت.

يشكل كتاب "الدولة اليهودية" لثيودور هرتزل الصادر عام 1896، و المؤتمر الصهيوني العالمي الأول الذي عقد في مدينة بازل السويسرية عام 1897، أهم أسس و بوادر الفكر الصهيوني و غائية الدولة اليهودية في أبرز ملامحها و مقتضياتها. تتلخص الفلسفة الصهيونية في كونها حركة تعني ما تقول و تصر دوما على تنفيذ أهدافها مغتنمة في ذلك الظروف المناسبة. لا يمكن فصل السياسة التوسعية عن مفهوم الدولة الصهيونية. فعن طريق الإستيطان الدائم، مصادرة الأراضي من العرب، سياسة التهجير خلال الحروب، و إبقاء الأراضي المحتلة أسواقا إستهلاكية مفتوحة لتصريف المنتوجات الإسرائيلية، نجحت إسرائيل في جعل المناطق المحتلة تابعة و معتمدة على وارداتها، محبطة بذلك أي عنصر إقتصادي أو سياسي إيجابي للتطور و التصنيع.

يمكن رصد ثلاثة إتجاهات في سياسة التهجير الإسرائيلي للفلسطينيين:

1. التهجير الجماعي الذي يتم من خلال إرتكاب المجازر البشرية (على سبيل المثال لا الحصر: مجزرة دير ياسين و مجزرة الدوايمة)، أو من خلال الحروب، كما حدث في حربي 1948 و 1967 (حوالي 700.000 نازح في الحربين). أو من خلال القوانين التعسفية كقانون أملاك الغائبين.

2. تهجير الفلاحين من أراضيهم، و ذلك إما بشكل مباشر أو من خلال خلق ظروف معيشية صعبة للفلاحين في أراضيهم، مع خلق مجالات عمل مغرية لهم خارج نطاق الأرض.

3. تهجير القيادات السياسية و الكوادر العلمية. و ذلك بذريعة معاداة الإحتلال، التحريض على المقاومة أو الإرهاب، أو الإرتباط بالتنظيمات السياسية و العسكرية.

عندما وصل التيار الصهيوني الأكثر تطرفا (مناحيم بيغن و تكتل الليكود) إلى السلطة لأول مرة في تاريخ إسرائيل سنة 1977، بدأت مظاهر السياسة الفاشية و العنصرية في الترسخ و في تعرية جوهر الحركة الصهيونية و أهدافها. بلغت تمظهرات و تجليات العنصرية و الإجرام الصهيوني خلال عمليات العقاب الجماعي الحالية و الإبادة المنظمة التي يقوم بها الجيش الصهيوني البربري على ساكني قطاع غزة الأبرياء و العزل خلال الأسبوع الرابع من تداعيات عملية "طوفان الأٌقصى" التي شنتها حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023. وصل عدد القتلى إلى حدود الساعة إلى حوالي 10.000 ضحية أغلبهم من النساء و الأطفال.

لقد وصف بنجامين دزرائيلي العرب بأنهم "يهود على ظهور الخيل". و يمكن أيضا أن نذكر في هذا الصدد مقولة إسرائيل زانغويل التي تصف أرض فلسطين بأنها "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". الواضح أن العقل الصهيوني عانى و لايزال يعاني من حالة نكران ذاتي، مركب نقص مكتمل المعالم، و تاريخ إستبداد و دونية يصعب عليه فعلا نسيانه. فهو يريد أن يتقمص، و بإستماتة مكتملة الوحشية و الإرهاب، دور جلاديه الأوربيين على مر القرون المظلمة. فقد سخر الإسرائيلي كل فكره و موارده و جنده و خيرة شبابه لكي يُحل العرب محل اليهود و لكي يجرد اليهود من كل الإنحطاط و العيوب التي إرتبطت بهم عبر تاريخهم المغمور. اليهودي يقتل و يعذب العربي لأنه يريد أن يطمئن نفسه بأن هنالك فعلا من أهم أكثر إنحطاطا و ضعفا و هوانا منه. هولاء الأغيار (Gentiles) العرب يمثلون أسوأ كوابيس إسرائيل، فلا صواريخ و لا طائرات تنفع معهم. لا توراة و لا رب ينفع معهم، و لا أمريكا و لا حكام عرب... هؤلاء العرب لا يتغيرون و لا يموتون... ذلك سر قوتهم... هذا ما لا يريد الإسرائيلي فهمه...



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة الحديثة (2): جيوردانو برونو
- نظام التفاهة: أمريكا تمتلك 5209 من الطائرات المقاتلة أي ما ي ...
- العشرية السوداء: جرائم الجيش الجزائري الإرهابية
- سجن تازمامارت: هل نجحنا فعلا في تغيير الوطن؟
- فلسطين دعوة أمي الخالدة
- الفلسفة الحديثة (1): الفلسفة الإسكولائية و القديس توما الأكو ...
- علم الأخلاق: تعريفه، مذاهبه، و إشكالياته
- ما ألقى الشيطان في أمنيتي (2)
- سيغموند فرويد: الدين ،الغريزة، و الثقافة
- ألبير كامو: العبثية عدو الإنسان
- العربي المهان
- عذرا فلسطين، فعذري واحد هو أني لم أولد في فلسطين...
- عندما باع ملك المغرب اليهود المغاربة لإسرائيل
- القضية الفلسطينية هي إمتداد لقضية الإستبداد العربي
- الفلسفة اليونانية (20): أفلوطين
- الفلسفة اليونانية (19): فيلون
- الفلسفة اليونانية (18): بيرون و المدرسة الشكية
- الفلسفة اليونانية (17): أبيقور
- الفلسفة اليونانية (16): الرواقيون
- الفلسفة اليونانية (15): أرسطو


المزيد.....




- الصحة الفلسطينية تكشف موعد إعادة فتح معبر رفح لإجلاء المرضى ...
- إسبانيا: القبض على -عصابة إجرامية- سرقت 10 ملايين يورو من من ...
- العثور على الصندوق الأسود لطائرة الخطوط الجوية الأمريكية الم ...
- ابتكار لفحص الهرمونات بالهاتف المحمول
- لبنان.. شخص يقتحم موكب تشييع قتيل في -حزب الله- ويصدم عددا م ...
- المغرب يعلن رفضه دعم إيران للحوثيين
- رئيسة الوزراء الدنماركية: ما زلنا لا نعرف من أين سنحصل على ا ...
- مصادر أوروبية: سيسمح لـ50 جريحا فلسطينيا بمغادرة غزة في السا ...
- التساقط الكثيف للشعر قد يكون مؤشرا لأمراض مزمنة
- أردوغان: تركيا متمسّكة بالقضاء على جميع التنظيمات الإرهابية ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إلياس شتواني - أينما تكون -إسرائيل- فإن فلسطين حاضرة كذلك