حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)
الحوار المتمدن-العدد: 7785 - 2023 / 11 / 4 - 18:47
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
١يقدم أحد المسلسلات الهولندية نقاشاً مهماً حول مفهوم الهوية. فضابط الأمن أفغاني المولد، وقد هاجر إلى هولندا في السابعة من عمره، وتعلم فيها وتزوج هولندية، وأنشأ عائلة هولندية بكل المعايير.
يتعرض الضابط لاتهام من الأمن المركزي باقامة علاقات مشبوهة مع إرهابي أفغاني، كان صديقاً له في الطفولة.
وحين يلتقي الصديقان في موقف الحسم، الضابط والارهابي، يسأل الارهابي صديقه:
من أنت ؟
هل تظن أنك حقاً هولندي؟
أنت لست هولندياً حقاً ، ولست أفغانياً أيضاً!
٢ إشكالية الهوية هذه (بوصف الجنسية أو جواز السفر أحد أشكالها) يتعرض لها جميع المهاجرين، وجميع حاملي الجنسية منهم. وهي قضية إشكالية لا تظهر لحسن الحظ لدى الأغلبية، قد تثير اهتمام النخب الثقافية منهم. لكنها تؤرق بال الجميع في حالة ضرورة اعلان الولاءات القومية كما في حال الحروب أو أي صراعات أخرى.
٣يسأل الفلسطيني المجنَّس نفسه، من أنا؟
هل أحمل فعلا جنسية أوروبية ظاهرها براّاق وباطنها ثنائي المعايير ؟ هل سأذهب لانتخاب حكومة أخرى ستكون بشكل ما ضد حقوقي الوطنية كفلسطيني ؟
يسأل السوري والعراقي والأرتيري ذات السؤال ، والغريب أن الاقامة الطويلة في اوروربا ، أو حتى الولادة فيها لا تمنع سؤال الهوية من الظهور.
٤إلقاء المرساة ورفعها بدل الجذور والاقتلاع (بوعروري اليزيد):
تشير استعارة الجذور والاقتلاع إلى التصور القديم (الحداثي وما قبل الحداثي) للهوية . ومن دلالاته خروج الفرد وتحرره من مجتمعه. قد يغادره ليعيش في مجتمع آخر ويعتنق ثقافته.
هذا التصور أصبح قضية خالية من المعنى في التصور الحداثي السائل، وتم استبدال هذه الاستعارة بأخرى أكثر مرونة وسيولة "إلقاء المرساة ورفعها" فالذات صارت بمثابة سفينة تبحر وترسو في موانئ مختلفة . فعندما ترسو في ميناء ما تلقي مرساتها، وعندما تغادره ترفعها، دون أن تكون ندو وآلام مثلما يحدث مع اقتلاع الجذور.
5-وما العمل أيها العصر المربك الجديد بفلسفاته وشروحاته وعنفه؟
ما العمل إن كانت الذات تنتقل من ميناء إلى ميناء، وكل الموانئ غارقة بالدم، ومسؤولة عنه، بل مبرَّرة له؟
أي هوية تُرضي؟
#حسان_الجودي (هاشتاغ)
Hassan_Al_Joudi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟