سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 7785 - 2023 / 11 / 4 - 13:01
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
تعليقًا علي زيارة القائد/ مالك عقار - نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي إلي جمهورية الصين الشعبية:
تم تدشين العلاقات الدبلوماسية رسميًا بين السودان والصين في العام 1959م، ومنذ ذلك التاريخ أخذت تنمو وتتوسع العلاقة في كل مستوياتها خاصةً مجالات التعاون السياسي والإقتصادي، وصنفت بلادنا ثالث دولة افريقية تجمعها مصالح ضخمة مع دولة الصين، وقد شهدت بلادنا تحولات عميقة علي مدار تاريخها إلا أنها لم تؤثر في مسار العلاقات القائمة علي تبادل المصالح المشتركة مع إحترام الأعراف الدبلوماسية المعمول بها دوليًا بما يحفظ سيادة الدولتيين الشقيقتيين، وهذا الأمر جعل العلاقات الثنائية تتقدم وتزدهر في كافة مناحيها، وهو ما يشجع الإنفتاح أكثر فأكثر، وطبقًا لهذه المرجعية فان حوارًا إستراتيجيًا ومستقبليًا ينتظم الآن بين الخرطوم وبكين.
زيارة القائد/ مالك عقار - نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي لجمهورية الصين الشعبية تُقرّأ من زوايا مختلفة؛ إلا أننا نودُ الإشارة إليها دون الدخول في تحليلات حولها، وذلك للمرور سريعًا علي الأهداف الأساسية للزيارة، والتي تمثّل إمتدادًا لما هو قائم من علاقات تاريخية بين البلدين؛ فقد أتت في إطار حرص الحكومتين علي الإطلاع بمسؤلياتهم في هذه الظروف الإستثنائية للحفظ علي المصالح المشتركة وتطويرها وزيادة حجم الإستثمار وحركة التجارة لصالح الشعبيين، ورغم التحولات الجارية في السودان بسبب تمرد الدعم السريع وتأثير ذلك علي نمو إقتصاد دولتنا إلا أن الدول الصديقة حول العالم تدرك أهمية الوقوف إلي جانب السودان وتحقيق الإستقرار، والذي يعتبر البوابة الرئيسية للعبور نحو الشراكات الإستراتيجية بين الدول في المجالات الإقتصادية والأمنية والفنون والسياحة والعلوم والمعارف الكونية.
العلاقة السودانية الصينية مميزة في كل نواحيها ومراحل تطورها، ولم تشهد أيّ إنتكاسة منذ نشأتها، وتعززها زيارة وفد رفيع المستوى بقيادة القائد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السيادة، وقد فتح حوارًا مباشرًا مع الصينيين ليجاوب علي الأسئلة المتعلقة بإلتزام حكومة السودان تجاه تأمين كافة الإستثمارات الصينية في البلاد، وكذلك ترقية دعم الصين للسودان في المحافل الدولية خاصةً مع إعادة تعريف العلاقات الدولية ورسم خارطة العالم الجديد والمتحرر من قيود الماضٍ عبر تطبيق سياسة تعدد الأقطاب ومراكز إتخاذ القرار، والسودان دولة محورية يمثّل إستقرارها مفتاح التنمية والإستثمار والتجارة والسياحة في قارة افريقيا، والصين دولة عظمى تعلم جيدًا كيف تختار أصدقائها وإقامة الشراكات الذكية والمثمرة، والتقدم في هذه العلاقات مسألة إستراتيجية للبلدين.
#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟