أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الله خطوري - اَلْمُفَقَّرُون














المزيد.....

اَلْمُفَقَّرُون


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7785 - 2023 / 11 / 4 - 01:04
المحور: حقوق الانسان
    


مِنَ الناس مَنْ يبذل جهدا جبارا كي يكون عاديا في حياة عادية (١) ، مجرد إنسان يعيش بساطة معيش في فطرة حياة سليقتُها الأولى كد دون شوائب دون كثرة تفكير أو مقارعة مُحال .. باغي السترة والتيقار وراحة البال (٢) .. ينهض في غسق الفجر يُشمر عن ساعديِ آلعَرَق والمكابدة يظل منهكا حتى مغيب شموس نهارات مديدات بَخيلات في آلعراء في الحقول في آلفجاج في آلبراري في آلبطاح في آلسهول في آلثكنات في الورشات في حُفر أخاديد الطرانشيات في آلثغور في آلفلوات في آلصحاري في آلبِحَار وأسواق الجملة أفواه آلتماسيح لَاكْرِييي ينقل الصناديق مِن الى في أسواق العرق المهدور يجدُّ رغم آلأيام آلعجاف في العَرصات في البساتين في طمي آلمجاري اللازبة حُمّى آلأفرنة اللافحة طرقات آلسعي المجدب المحدودب المتشعب طالعا يلهث بكروسة (٣) يتيمة مترنحة هابطا يتلوى بين زوايا دروب لا تبالي زافرا في صمت في ضيق الأزقة صائتا ياااارب في عتمات أقبية بلدات أعماق العناد .. عن بائع الحليب في الفجر الباكر عن بائع البطيخ والدلاح وسمك السردين جافيل المغشوش عن طالبي مخلفات لافيرَايْ والأدوات المستعملة والخبز اليابس المَكْروم (٤) والنخالة وألبان الجمعات عن جوابي آلآفاق عن الساعين الى الأرزاق عن هؤلاء وأمثالهم عن آبائنا أمهاتنا عنا نحن كيف كنا كيف صرنا الآن هنا في كل زمان ومكان أريدُ أنْ أحكي بعض خطرات مناحاتي لأهل آلخير آلمتطوعين الباحثين دوما عن معدومين مشردين عجزة مُفَقَّرين بدون مأوى يمدون لهم يد آلعون بما آستطاعوا إلى ذلك سبيلا .. للذين يساهمون يجمعون المساعدات يذهبون بها إلى المرتفعات في آلفجاج في آلشعاب في آلأعالي في الأماكن الوعرة من البلد العميق في ظروف آلاستثناء، لا ليتنزهوا يلتقطوا صور السياحة ينشرونها لذويهم للملإ في الافتراض الأزرق عارضين ذواتهم في سوق آستعراض الأبدان ها أنتم أنظروا إلينا ما أبهانا، لا يصبون الى شهرة أو مكاسب أو غنائم؛ بل يشمرون عن سواعد الجد والمعقول لمساعدة آل آدمَ المقصيين المنسيين .. لفتيةٍ فرسانٍ الذين وجدوا حقيبة مهملة فيها ما فيها من أموال الدنيا أرجعوها وديعة إلى ذويها .. لحكيمة القطار الأصيلة التي تدخلت فطرتُها قامت بواجب الإنسان لأخيه آلإنسان ساهمت بحصافتها في ميلاد نور جديد داخل مغاور أنفاق سكة الحديد .. لأشباه علال القادوس آلغارقين في مغاطس الحياة .. للذين هبوا لنجدة طفولة غيابات الجُبِ صغار الحَوز للحارقين في جبروت المحيطات عتي آلبحار تلقطهم الحيتان قبل تبلغ أقدارهم شطآن اليابسة .. لبائعي النعناع والبواقل الملتبسة .. لبائعي الخضر بالتقسيط والتوابل بالتقسيط وشيئا من ذاك وذا بالتقسيط .. لمُعَلمي القفار لجوابي آلمفازات لأطفال القصدير للغارقين في الحشيش لصغار الصفيح لمناوري أسواق الحياة للعدس لليقطين للفول المَطحون على نغمات الغيوان بقيسارية الحيّ للمطلقات للأرامل لمدمني الإدمان لمومسات بلا أنيس يتصفَّحْنَ على مَهل أدوات الزينة .. (٥) لكل المرابطين في معاقل العمل المتشبتين بأداء الواجب المقتنعين بما يعملون .. لكل الشرفاء دون آستثناء الحازمين العازمين المتحمسين القابضين على الجمر من ممرضين ومدرسين وجنود مجندين لخدمة الأرض الطيبة والناس الطيبين وكل الأخيار ... اعلموا أن الأنبياء جلهم مفقرين مثلنا راع حداد نجار وبائع؛ لكن الأثرياء اختطفوا أديانهم حوّلوها إلى طقوس مفرغة من معناها لامتصاص غضب المقهورين (٦) ... صورتكم الرمزية تعيد الأمل إلى نفوس مكلومة محبطة تُسَلِي عنها خيبات متواترة، بفضلكم بفضل مقاومتكم مازال على هذه البسيطة المعقدة ما يستحق من أجله الاستمرار في الحياة ...

☆إشارات :
١_ألبير كامو
٢_باغي السترة والتيقار : أهفو الى الستر والكرامة ...
٣_كروسة : عربة يدوية
٤_المكروم : خبز يابس
٥_(وعنكم أروي عن أطفال الاسمنت
عن الفول المَسلوق على نغمات الغيوان بقيسارية الحيّ
عن النسوة اذْ يتصفَّحْنَ
على مَهل أدوات الزينة)
_من قصيدة(أعلنت عليكم هذا الحب) للشاعر عبدالله راجع
٦_تشي جيفارا



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بخصوص(جحيم بارد) لخليل حاوي
- غَبَشٌ
- الخطاطة السردية حسب المقاربة المدرسية
- ذَاكَ آلدَّمُ آلْفَائِرُ الَّذِي يَسْرِي فِي آلْعُرُوقِ
- صيغ التفضيل غير الرافعة
- ثآليلُ آلغَضَبِ
- تمردُ فرانكنشتاينْ شِيلِي
- رَضاع
- طَائِرُ آلْوَقْوَاقِ يَبْنِي عُشَّهُ مِنْ جَدِيدٍ
- قصيدة(من وحي واقعة وادي المخازن) للشاعر أحمد المعداوي
- قصيدة(القدس)للشاعر أحمد المعداوي
- اِغْتِيَالُ آلْقِرَاءَة
- تَاهْلَا Complexe plein air.. (قصة)
- بْلُوتُونْ peloton
- فِطَام
- ذِئْبُ آلْوِهَاد
- زَحِيييير
- لِيغَارَا لِيغَارَا
- يَمَّا .. مَمِّي .. مَاااايْمِي
- صَرْعَةُ قَتْلِ آلْأَبِ


المزيد.....




- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
- الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن ...
- وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
- الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال ...
- وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم ...
- عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية ...
- معاناة النازحين في غزة تتفاقم مع قسوة الطقس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الله خطوري - اَلْمُفَقَّرُون