أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - أحمد أبو مطر - مرافعات جديدة حول استحقاق صدام لحكم الإعدام















المزيد.....

مرافعات جديدة حول استحقاق صدام لحكم الإعدام


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1736 - 2006 / 11 / 16 - 10:36
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


أثارت مرافعتي الأولى بعنوان ( هل يستحق صدام الإعدام؟ ) التي نشرت في إيلاف يوم السادس من الشهر الحالي، العديد من التعليقات والرسائل التي أيدت في غالبيتها بشكل مطلق الرأي الذي توصلت إليه، بأن صدام يستحق عقوبة الإعدام على ما اقترفه من جرائم فردية و جماعية في الميدان العراقي والعربي والفلسطيني، وقد طرحت تلك التعليقات والرسائل مجموعة من الملاحظات والإضافات التي استدعت هذه المرافعة الجديدة، لأهمية الموضوع كونه يتعلق بحالة الاستبداد والديكتاتورية المزمنة في الحياة العربية التي أعقبت سقيفة بني ساعدة بعد وفاة الرسول (ص ). فماذا في المرافعة الجديدة حول استحقاق صدام لحكم الإعدام بامتياز مع مرتبة الجريمة الأولى؟.

أولا: في الميدان الفلسطيني، لم يكن صدام بعيدا عن محاولات الاتصال بدولة إسرائيل رغم قصف الطيران الإسرائيلي لمشروع المفاعل النووي العراقي يوم الأحد السابع من حزيران 1981 ، وهو القصف التدميري الذي لم تعلن عنه سلطات صدام إلا بعد أن أعلنت إسرائيل بعد عودة طائراتها سالمة، وتردد آنذاك ( وكنت ما أزال مدرسا في جامعة البصرة ) أنه لو لم تعلن إسرائيل عن القصف لما أعلنته السلطات الصدامية، وقد كتب تفاصيل العملية عنصر الموساد السابق ( فيكتور أوستروفسكي ) في كتابه ( عن طريق الخداع ) الذي صدرت ترجمته العربية عام 1990 عن المؤسسة العربية للدراسات في الفصل الأول من الكتاب الذي أخذ عنوان ( عملية أبو الهول ) وهو اسم عملية الموساد التي دمرت فيها المفاعل النووي. وبعد ذلك بسنوات كشف الدكتور محمد المشاط سفير العراق في واشنطن عن محاولات صدام استرضاء إسرائيل، فقد كتب في جريدة الشرق الأوسط يقول: " إن زيف صدام في دفاعه عن القضية الفلسطينية قد أصبح مكشوفا لي بعد تعييني سفيرا للعراق في عام 1989 ، إذ قبل مغادرتي إلى العاصمة الأمريكية ، استدعاني طارق عزيز وكان وقتها وزيرا للخارجية ليبلغني توجيهات صدام حسين وقال بالحرف الواحد :" عليك أن لا تتطرق إلى مشكلة فلسطين وذلك بانتقاد إسرائيل"وقال أيضا بما معناه" عليك أن لا تتحرش بإسرائيل و الإشارة إلى الأعمال التي تقوم بها ضد الفلسطينيين. ثم أشار إلى أن توجيهات صدام تقضي بالتغاضي عن القضية الفلسطينية والامتناع عن انتقاد إسرائيل. هذا و إن السيد نزار حمدون الذي كان يشغل منصب وكيل الوزارة آنذاك، استدعاني و قدم لي قائمة بأسماء بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي وطلب مني بضرورة الاهتمام بهم و لقائهم باستمرار وتمتين العلاقة بهم مع ضرورة عدم التطرق إلى موضوع إسرائيل خلال أحاديثي معهم كما أكد على ضرورة الامتناع كلية عن توجيه أي انتقاد لها ".

ثانيا: في الميدان العراقي، ألم يكن معروفا أن صدام نفسه هو من وقع اتفاقية اقتسام شط العرب مع شاه إيران في الجزائر عام 1977 وأعطى بموجبها للشاه أكثر بكثير مما كان عادة تحت سيطرة إيران من شط العرب ، وعقب التوقيع المذكور قام بتسليم كافة أعضاء قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز لجهاز المخابرات الإيراني ( السافاك ) وتم إعدامهم جميعا، وكانوا حوالي ثلاثة عشر قياديا ، ويعرف هذه المعلومة كافة قيادات المقاومة الفلسطينية الذين كانوا في بغداد. وظلّ صدام ملتزما بالاتفاقية مع الشاه وفور وصول الخميني للسلطة قام بإلغائها من طرف واحد كمقدمة لإعلان الحرب على إيران...والسؤال المنطقي" من تعايش مع الشاه واقتسم معه شط العرب، ألم يكن قادرا على التفاهم مع الخميني؟. نعم كان بإمكانه لو كان يريد خدمة وطنه العراق!. إذا لماذا هذا التخريب طوال ثماني سنوات من حرب دمرت البلدين ، وما إن انتهت حتى قام بعمله المشبوه المتمثل في احتلال الكويت؟. يجيب على ذلك ( ريتشارد سيل ) في المقالة التي ترجمها الشاعر العراقي ( سعدي يوسف ) ونشرها في صفحة ( الحوار المتمدن )وأعادت نشرها ( إيلاف ) يوم التاسع من نوفمبر الحالي بعنوان ( عميل منذ نعومة مخالبه )، وفيها كافة المعلومات والتأكيدات على أن صدام كان عميلا للمخابرات المركزية قبل أن يصبح لاجئا في القاهرة عام 1960 بعد فشل محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم في أكتوبر عام 1959 ، وكل ذلك بعلم المخابرات المصرية وهي التي قامت بتهريبه من العراق إلى سورية ثم بيروت ومنها إلى القاهرة وأيضا بعلم جمال عبد الناصر، منذ أن كان يتولى أموره المالية في بغداد النقيب عبد المجيد فريد مساعد الملحق العسكري المصري في بغداد آنذاك.

ثالثا: العديدون يؤيدون استحقاق صدام للإعدام وتحفظهم نابع من أن الإطاحة به تمت عن طريق قوات التحالف وليس الشعب العراقي، وهو تحفظ عاطفي يمكن فهمه واحترام مشاعر أصحابه، ولكن أليس نعمة كبرى للشعب العراقي على الأقل أن هذا الطاغية تم التخلص منه ، أما الاعتماد على الشعوب العربية في التخلص من المستبدين والطغاة العرب فهو أمر ميئوس منه لأن هؤلاء الطغاة صناعة عربية بامتياز من خلال خنوع شعوبهم وهتافها للطغاة ( بالروح بالدم نفديك يا....) ، ولم نسمع عن مظاهرة عربية واحدة خرجت تهتف ( بالرود بالدم نريد حريتنا وكرامتنا )، وقد أسهم في خلق هذه الصناعة العربية قطاع واسع من الكتاب والصحفيين والشعراء، باعوا ضمائرهم وشعوبهم لهؤلاء الطغاة وكتبوا فيهم الكتب والأشعار التافهة التي من المؤكد أن هؤلاء الكتبة يخجلون منها بعد أن زال ولي نعمتهم وظهرت جرائمه للعيان!!.

رابعا: نعم إن المعلومة الخاصة بأن الصواريخ التي أطلقها على إسرائيل عقب احتلاله المشين لدولة الكويت كانت خالية من المتفجرات معلومة مؤكدة، ويمكن سؤال عرب إسرائيل عنها الذين زاروا المواقع التي سقطت فيها وكلها في صحراء النقب شبه الخالية من السكان، والدليل أيضا أنها لم تقتل أي إسرائيلي وأكدها الدكتور محمد المشاط في مقالته المذكورة سابقا.

رابعا: يرفض البعض حكم الإعدام على صدام متذرعين بالنفس الطائفي المرفوض وهو حسب قولهم أن الذين يؤيدون إعدامه هم شيعة وأكراد العراق، وأن غالبية السنّة يرفضون ذلك!. ورغم عدم قناعتي بالتقسيم الطائفي إلا أن المنطق يستدعي الرد القائل: جيد...ألا يشكل الشيعة والأكراد ما مجموعه على الأقل ثمانين بالمائة من الشعب العراقي؟ وما هي الديمقراطية؟ أليس السماع لوجهة نظر الأغلبية ؟ هذا في حين أن المراقب الواعي لا يتذكر سوى مظاهرة محدودة في بلدته تكريت ضد حكم إعدامه!!. رغم أن الوقائع تثبت أن جرائم صدام شملت كافة الأعراق والطوائف والقوميات في العراق.

اعتمادا على هذه المرافعات الجديدة، أعتقد أن هذا الطاغية يستحق الإعدام أيا كان من أسقطوا نظامه المجرم وأية محكمة أصدرت الحكم ومن سينفذ الحكم، فنعمة لا مثيل لها التخلص من طاغية قاتل كي لا يصمد قول الشاعر الجواهري ( ..وأعمار الطغاة طوال )، رغم أن هذا الطاغية ظل يقتل طوال ما لا يقل عن ثلاثين عاما، وما زال في عالمنا العربي طغاة آخرون نتمنى أن يزولوا على يد شعوبهم كي لا نستمر في انتظار سقوطهم على يد القوات الأجنبية أو ملك الموت عزرائيل...فأشرف لنا وأحفظ لكرامتنا أن نتحرك رفضا لهؤلاء الطغاة فهم ليسوا أقوى من المجرم شاه إيران ولا من سفاح رومانيا تشاوشيسكو، فقط الشعوب العربية أكثر استكانة وقبولا للظلم من غيرها من الشعوب...والله المستعان!



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستحق صدام الإعدام؟هل يستحق صدام الإعدام؟
- توقفوا عن الاستنجاد بالعرب والمسلمين
- أهمية و ضرورة استمرار هزيمة طالبان
- السيد ضياء الموسوي: وقاتلوهم بالحب!
- حسابات النصر والهزيمة في حرب حزب الله الأخيرة
- اسماعيل هنية: لمصلحة من استعداء الشعب الكردي؟
- الحل هو تخلي حماس عن تشكيل الحكومة
- النظام السوري والموقف من الجولان المحتل
- جيش الهدى في غزة: هل تختلفون عن الاحتلال؟
- لماذا أحداث 11 سبتمبر إرهاب صريح؟
- أفيقوا: ما قيمة العلم بدون وطن؟
- من المسؤول: نحن أم الاحتلال؟
- ترتيب البيت الفلسطيني. مسؤولية من..وكيف؟
- النظام السوري: استمرارية تعتمد على الخلافات والتعديات
- ماذا يريد النظام السوري من لبنان والعرب؟
- هل يمكن الإطمئنان لدور إيران في المنطقة؟
- مواقف أردنية تستحق القراءة والتركيز
- نتائج مستقبلية للجرائم الإسرائيلية
- هل فعلا نحن أمة عربية واحدة؟ 2
- هل يساوي ثلاثة جنود إسرائيليين هذا الموت والدمار؟


المزيد.....




- الجزائر تستعجل المجموعة الدولية لتنفيذ قرار اعتقال نتنياهو و ...
- فتح تثمن قرار المحكمة الجنائية الدولية: خطوة نحو تصويب مسار ...
- نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية الدولية إفلاس أخلاقي.. ويوم أ ...
- السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغا ...
- رويترز عن وزير الدفاع البريطاني: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو ...
- رويترز عن وزير الدفاع الايطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو ...
- الجزائر ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتق ...
- البيت الأبيض: مذكرات الاعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين مرف ...
- نتنياهو ردا على قرار المحكمة الجنائية الدولية: لن نستسلم للض ...
- قادة ورؤساء صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - أحمد أبو مطر - مرافعات جديدة حول استحقاق صدام لحكم الإعدام