أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل حزين - أساطير الجنة والنار!ا














المزيد.....


أساطير الجنة والنار!ا


عادل حزين

الحوار المتمدن-العدد: 1736 - 2006 / 11 / 16 - 07:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أريد أن أصدم المشاعر الدينية لأى متدين, ولكن أظن أن لى الحق فى أن أفهم شيئا مختلفا من ذات القصة أو الحكاية أو الأسطورة أو حتى الوحى. وتقريبا تتفق الأديان التى نعرفها وتشترك فى ذات المبادىء والتى تتلخص فى الوصايا اليهودية العشر. ولا داعى لتكرار ذكرها وإن كانت تدعوا إلى عبادة الإله الواحد, وبر الوالدين, وتجنب الرذائل من قتل وسرقة وزنا! ومن أجل الحض على الفضيلة والترويع من الرذيلة كان على الأديان أن تصور مكافأة إتباع الأوامر وعقوبة إتيان النواهى, فوجدت قصص الجنة والنار.
الجنة فى اليهودية وكما أتى ذكرها فى التوراة وفى مزامير داوود بالذات هى " المراع الخضر" و"وادى الراحة" و"المكان الذى هربت منه الكآبة"... تصوير جميل ومبعث جماله أنه أعطى لكل شخص أن يتصور جنته الخاصة حسب هواه وراحته... ولا يبتعد التصوير المسيحى عن التصوير اليهودى وإن كان يزيد عليه فكرة التمتع بالحضرة الإلهية! وكما فى اليهودية تظل الجنة فكرة معنوية ووصفها شىء شخصى جدا, أى أن لكل شخص أن يتصور ويتخيل جنته الخاصة, أو أن يترك تحديد الفكرة بكاملها لتكمن فى خلفية عقله كحافز غير محدد على وجه الدقة ولكنه جميل وسر جماله أنه يفوق القدرة على التخيل.
الجنة فى التصوير الإسلامى جنة عجيبة جدا! فى القرآن هى جنات "تجرى من تحتها الأنهار" ويمكن تخيل التأثير الذى يحدثه مثل هذا التصوير فى أقوام تعيش فى الصحراء ولا تعرف ما معنى وجود نهر مثل نهر النيل مثلا تجرى مياهه طوال السنة! أما ذات التصوير فليس له ذات القدرة المؤثرة لمن يعيش فى بلاد بها أنهار غزيرة بل وفيضانات مغرقة احيانا! أيضا هى مكان فيه أسرة يجرى فيه الطعام والشراب مما تشتهيه الأنفس, ويقوم بالخدمة فيها غلمان مخلدون يلبسون الأساور والأقراط! وهذا تصوير لقوم يعانون شظف العيش وحرمان الصحراء ويغمز من ناحية الإحتياجات الإنسانية من طعام وشراب وجنس على أشكاله أيضا!
وقد تفوق الفقهاء على أنفسهم فى فهم ووصف تلك الجنات العجيبة للمؤمنين! ففى تلك الجنات – حسب تصوير الفقهاء - قبل المرأة شهى, وذكر الرجل لا ينثنى أبدا! وسكان تلك الجنات من النساء كواعب أتراب جاهزات لممارسة لا نهائية للجنس! والأكثر غرابة وعجبا أن كل فتاة من سكان تلك الجنات هى عذراء ومن بعد ممارسة الجنس معها من قبل الرجال تعود عذراء ثانية وثانية إلى ما لا نهاية! والشىء الذى لا ولن أفهمه أبدا هو مفهوم العذرية فى تلك الجنات! فالفتاة أو الحورية أو كيفما كان الإسم مورس معها الجنس, فكيف تعود عذراء؟ هل ترقيع غشاء البكارة وإعادته إلى مكانه يعيد المرأة إلى فتاة عذراء؟ ناهيك عن تصوير الفقهاء لجمال نساء تلك الجنات الأخاذ حسب مفهوم زمانهم, فعرض مقعدتهن ميل كامل!؟ ورضابهن عذب حتى لو أن واحدة بصقت فى بحر, لأعذب!؟

وكما تختلف جنة الأديان تختلف نيرانها. فالنار لدى اليهود هى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت, وقريب من ذلك نار المسيحيين وتزيد عنها أنها المكان حيث يكون البكاء وصرير الأسنان تعبيرا عن الندم والحرقة! وكما الجنة فكذلك النار هى تصور شخصى جدا ومبهم جدا لا يستقر منها فى الضمير إلا فكرة العذاب والندم. أما فى الإسلام فالنار مفصلة تماما, فوقودها الناس والحجارة! ولها طبقات وأبواب ودرجات, فهذا جحيم وتلك سقر وطبعا تختلف درجة النيران فى كل من تلك الأنواع!؟ والأغرب هو التصوير الدقيق من جانب الفقهاء لأحوال نساء تخرج النار من مؤخراتهن! أو معلقن من شعورهن!؟

الخلاصة هى أننى أظن أن الجنة والنار فى كافة الأديان ما هما إلا تصوير رمزى جدا, وما الإشارة إليهما إلا بمعنى الثواب والعقاب. أما كنههما وماهيتهما فمجهولة, ولا يعقل أبدا أن تكون التصويرات الواردة فى كتب الأديان إلا مجاز لتقريب الفكرة لعقل الإنسان الذى تقف قدرته على التخيل عند حدود تجاربه وخبراته. وطبعا تبعا لذلك الظن فيجب أن تلقى تصويرات الفقهاء فى المكان الذى تستحقه...!



#عادل_حزين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- 100 ألف فلسطيني يصلون العشاء في المسجد الأقصى
- استقبال مواطنين من الطائفة الدرزية السورية أثناء دخولهم إسرا ...
- وفد درزي سوري يعبر خط الهدنة بالجولان لزيارة الطائفة في إسرا ...
- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا
- حماس: اعتداءات المستوطنين يستوجب موقفا اسلاميا حازما
- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل حزين - أساطير الجنة والنار!ا