|
النكبة 2.0 في (نرد) حرب غزة: دراسة لآراء الشيربا بيب إسكوبار و تيري ميسان
عصام بن الشيخ
كاتب وباحث سياسي. ناشط حقوقي حر
(Issam Bencheikh)
الحوار المتمدن-العدد: 7783 - 2023 / 11 / 2 - 07:29
المحور:
القضية الفلسطينية
أ د/ عصام بن الشيخ ********************************************** يعني مصطلح الشيربا Sherpas الخبراء السياسيين القريبين من طبقة صنّاع القرار، يتسكعون في اللوبي لنقل المشاورات بين صناع القرار خاصة أثناء المؤتمرات الدولية الرسمية، وغابا ما تصل إليهم التسريبات من قبل عناصر الدولة العميقة، دورهم مهم جدا في منع تصادم القوى عند تضارب المصالح، لكن قديتم تضليلهم من قبل السبوبوكراسي Spookocracy وهي الجهاز المضاد للدولة العميقة Deep State. "النرد السياسي Political dice" إشارة مجازية metaphorical reference على أن القرارات السياسية يتم اتخاذها بالصدفة based on chance أو عدم القدرة على التنبؤ unpredictability، ويمكن أن تتأثر النتائج السياسية بعوامل عشوائية أو أحداث غير متوقعة. ما حدث في غزة تمّ برمي النرد، ولا يعني "التلعيب Gamification" بمحاكاة الألعاب السياسية "gamifying" politics والعسكرية العقلانية. وإن كانت ألعابا، فهي تعني "ألعاب لعب الأدوار (RPGs)"، والتي تدرس السيناريوهات عبر محاكاة الأحداث السياسية أو عملية صنع القرار.
*- البعد الدولي لحرب غزة.. ما لا يقوله الإعلام: رأي إسكوبار: سأبدأ من مقال الخبير السياسي والاقتصادي البرازيلي بيب اسكوبار Pepe Escobar، أهم رموز الشيربا القريبين من الفلكين الروسي والصينيّ، المتحمّس لظهور النظام الدولي الرابع لولا حرب غزة، كتب مقالا ثقيلا ومهما، يتحدث فيه عن "النكبة الثانية / Nakba 2.0"، التي يرتكبها المحافظون الجدد Neocon (قبيلة الغزاة النرجسيين)، ويقول في مقاله، ما يلي: ــ في البداية، اقترب العالم من تصنيها بعنوان: "حرب الأطفال بين نتياو وهنية"، لكن وجود 30 سفينة تضم 14 دولة عضوا في حلف الناتو، قبالة غزة،بدل إرسال حاملتي طائرات أمريكيتين، يصنّف كأكبر تجمّع للسفن الحربي الأمريكية ولحل الناتو منذ السبعينيات 1970s، في "عرض ردع/ قوة أمريكية"، لتمارس "بيرل هاربر" جديد، في عرض فخم للزوارق الحربية الأمريكية. ــ حزام الصدأ وقوس النار: يتمّ نقل تجربة الإذلال الكوني من أوكرانيا إلى غزة، والهدف هو إشعال النار في منطقة غرب آسيا بأيّ شكل من الاشكال، بضربة عسكرية توجّه للبنان، ثم ضدّ سوريا، للوصول إلى إيران. الحيلة The Stratagem/Le Stratagéne كما يسميها إسكوبار، هي استخدام غزّة لثني عدّة دول عربية انخرطت في خطة سريّة للتخلص من القواعد الأمريكية (العراق/ قطر/ الكويت/ الأردن)، سعت سرّا لتدمير نظام الحلف الأمريكيّ عبر فكّ الارتباط. في البداية مثلت واشنطن أنّها غير معترضة، ومع مرور الوقت وعندما زادت أسعار (النفط/الغاز/اليورانيوم/الذهب، وجميع العناصر النادرة الأخرى بما في ذلك السلع القمح والأسمدة)، أظهر الأمريكيون ما يسمى "مناورة بريجنسكي" وهي حرمان وروبا من الإمدادات الروسية، وتوجيه إرهاب لكل من (روسيا/السعودية/العراق/إيران/الكويت) بأنها إذا قرّرت قطع تصدير 2/1 نصف انتاج النفط اعالميّ، فإنّ واشنطن لن تتساهل ضدّ قرار تدمير الاقتصاد المريكي بضربة واحدة. ــ لاحظ إسكوبار دهاء لاعبين إقليميين دورهما معكوس تماما، الرياض وأنقرة، فتركيا تتظاهر بأنّها تدافع عن الجنوب العالمي، والرياض تزعم أنّها لن تدافع عن غزة، وكلاهما يترقّب نجاح الاستفزاز الأمريكي للنظام الإيرانيّ، وكيف سيسرق الأمريكيون والصهاينة الحقل الضخم لغاز قطاع غزة (الساحل الموسطيّ)، إضافة إلى مراقبة تطبيق القرار السريّ الذي اتخذه مجلس وزراء نتياهو في 13 أكتوبر الذي يقضي بالترحيل الرسمي لـ: 2.3 مليون فلسطيني من غزّة نحو جنوب سيناء. ــ عاد بيب اسكوبار إلى استخدام التفسير الدينيّ، بأنّ مصمّمي النكبة الثانية، لهم تشارك للقناعة الدينية، لأنّ الجنرال ويسلي كلارك وضع خطّة لاستهداف 07 دول مسلمة خلل 05 سنوات وهي (العراق/ ليبيا/ لبنان/ سوريا/ السودان/ الصومال/ إيران) عبر (زعزعة استقرارها، تدمير بنيتها التحتية، ثم إرغاقها في فوضى الحروب الأبدية) مثل ما يقع في أوكرانيا الآن. يربطه بيب اسكوبار بما يردّده اليهود في عقيدهم، بأنّ الربّ أخبر إسرائيل بأنّ: "07 أمم يجب وضعها في لعنة دمار وبلا شفقة"، ليتهم تل أبيب بتوظيف عقائد دينية تتنافى مع المواثيق الأممية والأعراف الدينية. وسمّة رويا والصين وإيران "محور الشرّ الجدد" بالنسبة للمحافظين الجدد. ــ يرى اسكوبار أنّ روسيا وإيران دهاة، لأنّهم صمّموا فخا لغرب في فلسطين عبر حماس، لجرّ الأمريكيين إلى مستنقع جديد بعد أوكرانيا، وباستثناء شيطنة إيران، لا يمكن تحويل أنظار العالم بعيدا عن فشل أميركا في أوكرانيا، سوى بشيطنة إيران عبر معاقبة قطاع غزّة، خطّطت واشنطن لإنهاك روسيا في أوكرانيا وإنهاك الصين في سوريا. ويرى إسكوبار أنّ حركة حماس، اقتنعت بشكل مذهل ومثير للدهشة ببدأ موعد "الردّ على قرن الإذلال العربيّ"، أي أنّ حركة حماس على خطى الصين، توجه دعوة عالمية لكلّ الفلسطينيين في الشتات لتجديد حلم العودة، لتأسيس الدولة الفلسطينية، كما فعل الزعيمان الصينيان ماو تسي تونغ ودنغ شياو بينغ بعد الحرب العالمية الثانية. ــ يؤكّد بيب اسكوبار أنّ حماس لا تديرها إيران ولا تقودها دول محور المقاومة في هذا الظرف، لأنّ حماس وقفت متفرّجة ونأت بنفسها عن تصفية جيش الدفاع الصهيوني لـ: 09 قادة من حركة الجهاد الإسلامي الذي يقوده زياد النخالة، ولا يخفي علاقته العلنية بطهران وحزب اله اللبنانيّ. وينبّه إسكوبار إلى أنّ حركة حزب الله قد أظهرت قدرا كبيرا وغير عاديّ من ضبط النفس وعدم ابتلاع الطعم، مذكّرا أنّ حماس اشتبك مع حزب الله في سوريا، وأنّ قوات القسّام الذراع المسلّح لحماس تتخذ قراراتها بنفسها، ولا تتتشاور مع حزب الله أو مع النظام الإيراني حول تفاصيل القتال الميداني. وحتى لا أبلع كلّ ما قدّمه اسكوبار، سأعيد هضم ما يمكن هضمه على أن أقوم برفض ما لا أوافق عليه، في النقاط التالية: ــ توصّل اسكوبار كما وصل إلينا، بأنّ لحماس والجهاد وحزب الله اتفاق حول "وحدة الهدف" رغم فشل تنسيقها حول "وحدة الجبهات (الساحات)"، كما لاحظ اسكوبار مثل ما لاحظنا جميعا، أنّ وصول حماس إلى موسكو أدّى إلى "غضب إسرائيلي عاجز"، حيث التقى علي باقري نائب وزير خارجية إيران مع موسى أبومرزوق ممثل حركة حماس، على نفس الطاولة مع نائبي وزير الخارجية الروسي سيرجاي لافروف وهما سيرغاي ريابكوف وميخائيل غالوزين. هذا اللقاء له دلالة: "كلّ ما تطلبه، ستحصل عليه" (ترحيب روسي بإيران، والعكس، فهل حصل حماس على نفس الخدمة؟. خاصة وأنّ روسيا غاضبة من وصول السلاح الإسرائيليّ إلى أوكرانيا. ــ الانتقالة المذهلة التي ذهب إليها بيب إسكوبار في مقاله الذي سأضع رابطه أسفل هذا المقال(1)، بأنّ المقصود هو جرّ واستدراج إيران إلى حرب لزعزعة استقرار منطقة غرب آسيا وشرق المتوسط، بالتوازي والتزامن مع زعزعة الاستقرار في المحيطين الهندي والهادي. يشير إسكوبار إلى وجود 1000 جندي أمريكيّ يسرقون النفط من شمال سوريا وهم هدف فوريّ لإيران، ويذكّر إسكوبار بارتدادات تدمير مضيق هرمز الذي يمرّ من خلاله 20./. من النفط العالمي (17 مليون برميل) و18./. من الغاز الطبيعي المسال (3.5 مليار برميل / قدم مكعب يوميا)، ويذكّر أيضا بتهديد قرار قطع النفط من العراق والكويت والسعودية والإمارات والذي يمكنه ضرب استثمار 618 تريليون دولار في وول ستريت (جولدمن ساكس و جي بي مورجان) السوق المالي. ويؤكّد إسكوبار أنّ أيّ هوس من المحافظين الجدد لقصف البنية التحتية الحيوية لإيران، ستؤدي إلى ردّ إيران بضرب القواعد العسكرية في سوريا والعراق والخليج العربي، مذكّرا بتصريح نائب القائد الألى لقوات الحرس الثوري الإيرانيّ علي فدوي الذي قال فيه: "لدينا تقنيات عسكريّة لا يعرفها أحد، وسيعرفها الأمريكان عمدما سنستخدمها". مشيرا إلى صاروخ فتاح Fattah إبن عم كينجال وماخ الذي يمكنه الانطلاق من إيران والوصل إلى إسرائيل خلال 06 دقائق (400 ثانية). ــ يشير إسكوبار إلى فشل كلّ محاولات الصين وروسيا لوقف الحرب لدواعي إنسانية، في الجلستين المغلقة والمفتوحة لمجلس الأمن، بسبب حق النقض (الفيتو الأمريكيّ). يشير إسكوبار رغم أنني لم أتوقع ذلك، أنّه لاحظ بالفعل غضبا عربيا غير مسبوق رغم ما سمّاه التناقضات الداخلية الهائلة للشعوب والدول العربية، بسبب قتل 8000 مدنيّ من غزة نصفهم من الأطفال والنساء. وكأنّه شاهد فيديوهات القسّام، استخدم إسكوبار مقولة لمالكوم X، قال فيه عن طرد الفيتناميين للاستعمار الفرنسيّ والأمريكيّ قبل وبعد معركة ديان بيان فو عام 1954، قال مالكوم إكس عام 1964: "أكلة الأرز بأحذية رياضية وبندقية ووعاء أرز، قاموا بسياقة دبابات وحملوا قنابل النابالم وساروا بها على نهر يالو، للفوز بالحرب". ــ يقو إسكوبار أنّ العلاقة بين إيران والصين مربوطة بمضمون الشراكة الاستراتيجية بينهما، كما أنّ النائب الأول للرئيس روحاني واسمه محمد مخبر، التقى رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميسوشين رئيس الوزراء الروسي، إذ تحمي البحرية الصينية والروسية إيران من مسافة بعيدة، وتقوم طائرات ميغ Mig-31 بتمشيط البحر الأسود على مدار الساعة ويمكنها الوصول خلال 06 دقائق إلى إيران غرب آسيا، أو شرق المتوسط في الساحل السوريّ. لكنّإسكوبار يؤكّد أنّ أيّ هجوم من حزب الله على إسرائيل يعني إزالة إسرائيل لقاعدة حميميم الجوية بعد قصفها لمطاري دمشق وحلب. أي أنّ إسرائيل لن يهمها ضرب القواعد الروسية في جوارها السوريّ، خاصة وأنّ سوريا لم تتوقّف يوما عن كونها منطقة عبور الأسلحة نحو لبنان. لاحظت في حديث إسكوبار أنّ قال بكلّ صراحة أنّ حزب الله وكلّ أتباع إيران في العراق وسوريا واليمن، قد قدّموا مستوى معتدل بعناية من المواجهة مع إسرائيل، معتبرا حرب العصابات النهج الوحيد للاستنزاف الذي يمكنه أن يبعد سيناريو حرب إقليمية واسعة النطاق. لكنّ كلّ رهانات حرب العصابات الإيرانية تتوقف فور غزو إسرائيل لقطاع غزة، وكشف إسكوبار حقيقة أنّ واشنطن ترفض منح الضوء الأخضر لإسرائيل لبدء عملية برية لقتل كلّ من تقتله الهجمات الجوية والقف من السماء. حديث بيب إسكوبار دوما مليء بالزخم، لكنّ بحثا أنثروبولوجيا بسيطا في ملامحه تكشف أنّه صاحب ملامح عربية قد تكون فلسطينية. وهو كثير الترحال لاكتشاف طرق الحرير والبخور ويحب زيارة مدن طريق الحرير واكتشاف أسواقها القديمة، كما أنّه يتجوّل في المنطقة الآسيوية ليتقرّب من الساسة في بيجين وموسكو ونيودلهي، وله علاقة حتى بالعكرييم والمفكّرين الأمنيين المؤثّرين، وهو ما يجعله أكثر رجال الشيرب هرة، وحسابه في تطبيق فكونتاكت Vk هو الأشهر في المنطقة الآسيوية، وله حوار مع الباحثين ريديكا ديزاي ومايكل هودسون في لقاء أسبوعي شبه دائم على يوتيوب. بيب من الشيربا الذين تضايقو من عدم اختيار الجزائر عضوية بريكس، لكنه متأكد أنّ بريكس خط سيصل إلى نقطتي مصر والجزائر لضمان استقرار تزيع السلع إلى القارة الإفريقية. وله نظرة ثاقبة في الدمج بين المتغيرات الأمنية والاقتصدية والجغرافية، وهومن كشف مسألة استثمار الرئيس الروسي بوتين في سكة حديد من روسيا نحو لهند ومن روسيا نحو مصر لضمان وصول ممرين من الشمال إلى الجنوب العالمي، ولإسكوبار أيضا مقال خطير عن "حركة اجتثاث التغريب" والتي يعتبر أهمّ مؤسسيها، وهذا رابط مقاله عنها.(2) قبل 04 أشهر قام صحفي فرنسيّ بإجراء حوار مع الصحفي الاستقصائي تيري ميسان صاحب موقع Réseau Voltaire، عاد ميسان من منفاه الاختياري في دمشق، وهو يهودي مهدّد بالاغتيال، يعرف عنه أنّ الرئيس الفرنسيّ الراحل جاك شيراك هدّد رئيس الوزراء الصهيوني أرئيل شارون شخصيا إن لمس الموساد شعرة من رأس ميسان. تيري ميسان إعلامي أكثر منه شيربا، لكنّه يفهم الأمور على نفس طريقة إسكوبار، لأنّ حدسه الأمني عال جدا، كما أنّ المعلومات الأمنية الحصرية التي تصل إليه بانتظام علمته كيف يفهم ميكانيك الأ-ياء في السياة العالمية. كتب تيري ميسان مقالا في موقع Reseau Internationale ورابط المقال في آخر المقال للتأكّد (3). يقول في مقاله المعنون بـ: " استمرار الهيمنة الغربية يتفوق الآن على حياة الفلسطينيين": ــ إننا نشهد بلا حول ولا قوة ذبح سكان غزة. بالفعل 8000 قتيل! لقد تركت القوى الغربية المدنيين لمصيرهم. إنهم الآن مهتمون فقط بالحفاظ على هيمنتهم على العالم. إن ما أصبح على المحك الآن في غزة لم يعد القضية الفلسطينية، بل النظام الدولي. بعد هزيمة حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، كانت هزيمة إسرائيل في غزة بمثابة نهاية العالم. خلال ثلاثة أرباع القرن قريبين من مواجهة عامة. ــ يواصل سلاح الجو الإسرائيلي قصف مدينة غزة ردا على الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية المتحدة (باستثناء فتح) في 7 أكتوبر. سقطت القنابل على المدينة بأكملها ، مما أسفر عن مقتل السكان بالآلاف. ــ لا يزال ثلاثة أرباع الجيش الإسرائيلي متمركزين أمام الجدار الفاصل، في انتظار الأوامر بعبوره للقضاء على الناجين من القصف. رسميا، تأمل الولايات المتحدة في تجنب مذبحة من خلال تحريض إسرائيل على الاعتدال. في الواقع، تعرف واشنطن أن هذه العملية لم تكن موجهة في البداية ضد حماس، بل كانت تهدف إلى حل القضية الفلسطينية من خلال طرد جميع سكانها. واقترحت وزارة الخارجية، الحريصة على تجنب الإبادة الجماعية، على مصر إلغاء جميع ديونها الخارجية (135 مليار دولار) إذا قامت بإيواء وتجنيس 2.2 مليون من سكان غزة. ــ وفقا لمسح المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية الذي أجراه الباحثون في (يونيو) 2022، أظهرت النتيجة أنّ 34٪ فقط من الفلسطينيين سيصوتون لحماس مقابل 31٪ لفتح في حال إجراء انتخابات برلمانية. وبالتالي فإن ثلثي ضحايا القصف الإسرائيلي معادون لحماس. في الوقت نفسه فإن 71٪ يؤيدون الكفاح المسلح ضد الاحتلال. من هذا المنطلق فإن 56٪ يفضلون اسماعيل هنية (حماس) على محمود عباس (فتح). يرفض الرئيس بعد الفتاح السيسي العرض، وتتمسك القاهرة بقرار جامعة الدول العربية الذي أكد، بعد حرب الأيام الستة، أن تهجير الفلسطينيين وتجنيسهم ليس أكثر من مناورة رحيمة زائفة لتصفية القضية الفلسطينية. ــ خلال جلسة الاستماع أمام الكنيست، قدم الجنرال يتسحاق بريك تقييما كارثيا لقدرات الجيش الإسرائيلي. منذ بداية هذه الحرب، أدرك الإسرائيليون الضعف الحالي لجيوشهم. منذ عام 2015 ، كانت الصحافة المتخصصة تتحدث عن انحطاط الجيش الإسرائيلي، ولكن في عام 2018 فقط أصبحت الطبقة السياسية على علم بذلك. استمع الكنيست (البرلمان) للجنرال يتسحاق بريك. وقال للنواب المذهولين إن الجنود فقدوا فكرة الدفاع عن البلاد، وأن الضباط لم يترددوا في الكذب لتغطية أنفسهم في حالة حدوث مشاكل، وأن الجنرالات لديهم وظائف سياسية، وليس وظائف عسكرية. وتعيد الصحافة الإسرائيلية النظر في تصريحات الجنرال إسحاق بريك بأن الإسرائيليين مجبرون على الدفاع عن أنفسهم، لأنّهم لن يكونوا قادرين على الأمل في مساعدة جيوشهم مستقبلا. وهذا ما حدث يوم (07 أكتوبر). ــ دعا اللواء بريك دعا إلى إقالة مدير المخابرات العسكرية (أمان) ورئيس القيادة الجنوبية. دراسة أشرطة الفيديو الخاصة بحماس لا رجعة فيها. لدى القسّام قاذفات صواريخ مضادة للدبابات من طراز "إف جي تي 148" (أمريكية الصنع) و"إن لاو" (سويدية الصنع)، وقاذفات صواريخ من طراز AT4 (سويدية الصنع أو أمريكية الصنع). أسلحة حماس أمريكية أو سويدية. تم شراؤها في أوكرانيا من ضباط فاسدين. حزب الله يأتي من إيران، عبر العراق وسوريا. لا أحد يعرف عدد حماس لديها. ــ أما بالنسبة لحزب الله اللبناني، فلديه مخزون مثير للإعجاب من الصواريخ متوسطة المدى، مما يجعله قوة عسكرية قوية تفوق بكثير قوة الدول العربية، مع تدريب رجاله. لكنّ حزب الله يوقفه القرار 1701، الذي وقعه وزراؤه في نهاية الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006. لا يمكنه عبور نهر الليطاني ودخول الأراضي الإسرائيلية. يقف حزب الله مكتوف الأيدي، ويدمر كاميرات المراقبة والرادارات الإسرائيلية على طول الحدود واحدة تلو الأخرى حتى يكون قادرا على مفاجأة الجيش الإسرائيلي إذا قرر دخول الحرب. ــ لا نستغرب أن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة قد استخدمت حق النقض ضد اقتراح لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية؟ كيف لا يمكننا تفسير ذلك على أنه رغبة في إطالة أمد هذا الصراع، الذي بدأ قبل 76 عاما؟ ومن وجهة النظر هذه، فإن تحليل الرئيس رجب طيب أردوغان يعمل. وقال مخاطبا مجموعته البرلمانية: "أولئك الذين يتسببون في المشكلة، بالطبع، لا يريدون حلا"، في إشارة إلى كيف خلقت الإمبراطورية الفرنسية والإمبراطورية البريطانية القضية الفلسطينية دون حل. «كلما تفاقمت الأزمة، كلما تجذرت، كان ذلك أفضل لمصالحهم إنهم يريدون تصعيد القضية الإسرائيلية الفلسطينية. إنهم يريدون ألا يأتي السلام والاستقرار إلى هذه المنطقة أبدا. ــ الغربيون يريدون ألا يغادر شبح الحرب شرق البحر الأبيض المتوسط أبدا، حتى لا يستفيد الناس الذين عاشوا هناك منذ آلاف السنين من موارد هذه الأراضي، ويقوم نظامهم الاستغلالي القائم على الدم والاضطهاد والدموع، بسرقة أماول الشعب. نحن نرفض نظام الاستغلال هذا الذي تدفع ثمنه جميع شعوب المنطقة، مسلمين ومسيحيين ويهود". ــ في 23 أكتوبر دافع رئيس الوزراء الفرنسي عن موقف متوازن بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ومع ذلك، حاولت إخفاء حق النقض الفرنسي ضد اقتراح وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. وبذلك أظهرت أنها لم تعد لديها يد، وأنّ ما حدث بعد ذلك كان خارجا عن سيطرة حكومتها. ــ رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن تحدثت للجمعية الوطنية، اتهمت الدعاية الروسية بإلقاء اللوم بشكل خاطئ على فرنسا لاستخدام حق النقض ضد اقتراح لوقف فوري لإطلاق النار الإنساني. مستشهدا بالاقتراح البرازيلي، الذي صوت لصالحه. وكان هناك اقتراحان مختلفان: الاقتراح الروسي الذي يقتصر على الحياد الصارم الذي يفرضه العمل الإنساني، الذي قدم في جلسة مغلقة في 17 تشرين الأول/أكتوبر، والاقتراح البرازيلي الذي يدين حماس على أعمالها الوحشية، الذي قدم في جلسة علنية في 25 تشرين الأول/أكتوبر. لم تستخدم فرنسا حق النقض منذ عام 1976 (لمواصلة استعمارها لمايوت)، لكنها استخدمته هذه المرة كما اعترف به ممثلها الدائم في مجلس الأمن نيكولا دي ريفيير. والقرار البرازيلي غير قابل للتنفيذ لأنه يدين أحد الطرفين. لقد عرفت فرنسا هذا عندما صوتت لصالحه. ــ دعت الولايات المتحدة إسرائيل في البداية إلى ممارسة ضبط النفس. بعد ذلك، نقلوا مجموعتين بحريتين إلى المنطقة وأقاموا جسرا جويا مع 97 طائرة نقل لنقل كمية من الذخيرة إلى المنطقة (إلى إسرائيل، ولكن أيضا إلى الأردن وقبرص). وقصفوا الميليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا. وتدرس واشنطن العواقب المحتملة لهزيمة إسرائيل في غزة بعد هزيمة حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا. لم يعد الغرب خائفا. وجميع القواعد المفروضة خارج نطاق القانون الدولي ستصبح فجأة موضع شك. كل الشعوب التي أبقاها الغرب في مهدها لعدة قرون، أو حتى استغلها بلا خجل، سوف تثور. سيكون تغييرا كاملا للعصر. يشير الاستياء الذي تراكم على مدى عقود إلى وحشية لا يمكن السيطرة عليها في هذه الثورة مثل تلك التي أظهرتها حماس بالفعل. ونتيجة لذلك، قررت القوى الغربية الكبرى غض الطرف عن المذبحة المستمرة. إنهم يدركون أنهم يمكنون ويسهلون الإبادة الجماعية، لكنهم أكثر خوفا من المساءلة عن جرائمهم الماضية والحالية. ــ إنّ ما أصبح على المحك في غزة لم يعد القضية الفلسطينية، بل التفوق الغربي، وحكم قواعده، والفوائد غير المبررة التي يستمدها الغرب منها. التوتر هو الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية. روسيا تدرك ذلك وتستعد لحرب نووية محتملة. ومنذ بداية الحرب في غزة، أجرت تدريبين عسكريين واسعي النطاق. مع إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. لم تعد لعبة. لقد حاكى موت ثلث سكانه وتحويل جزء من أراضيه إلى منطقة محظورة بسبب التداعيات.
في الختام، أنصح بقراءة اسكوبار وميسان لأنهما ينظران إلى قضية غزة بعين ثاقبة، تربط بين المتغيرات المؤثرة. أصبحت الحرب في غزّة شرارة حرب عالمية ثالثة، فإذا تدخّلت الصين التي سترأس مجلس الأمن خلال دورته المقبلة في نوفمبر الجاري، بنية إعادة بعث سلام دولي جديد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذا فشل هذا المسعى، يتوقّع حدوث تصعيد في أوكرانيا وقطاع غزة، يؤدّي إما إلى غزو صينيّ لتايوان، بعد تشتيت القوة الأمريكي في أكثر من بؤرة صراع، لعلها تتسبّب في إجهاد الجيش الأمريكي وجيوش حلف الناتو.
روابط المقالات: (1)ــ Pepe Escobar, Nakba 2.0 Revives the Neocon Wars, Stable URL: ≤https://strategic-culture.su/news/2023/10/30/nakba-2-revives-neocon-wars/≥;
(2)ــ Escobar: Welcome To The De-Westernization Movement , | ZeroHedge, Stable URL: ≤https://www.zerohedge.com/geopolitical/escobar-welcome-de-westernization-movement≥;
(3)ــ Le maintien de la domination occidentale l’emporte désormais sur la vie des Palestiniens, Réseau International, Stable URL: ≤https://reseauinternational.net/le-maintien-de-la-domination-occidentale-lemporte-desormais-sur-la-vie-des-palestiniens/≥;
#عصام_بن_الشيخ (هاشتاغ)
Issam_Bencheikh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-أنفاق غزة-.. حرب المساحات الجوفية: هل تنجح حماس في كسر الجم
...
-
فرحين لمنظر الدبابة: الحجج الذرائعية لتقبل الجماهير الإنقلاب
...
-
خطة جاك أتالي لاستخدام فناني الRap والPop والHiphop ضد أوليا
...
-
استخدام جاك أتالي لمغني الRap ضد أولياء مراهقي الضواحي..
-
المسرح حوت... يا تاكله، يا ياكلك-: حول الفنان المسرحي الكويت
...
-
السياسة وانترنت الأشياء: متى يمكن لجيلنا تأسيس حزب سياسي شبا
...
-
نائل.. والمعذبون في الأرض
-
فكونتاكت.. بريغوجين.. سلام الأعراق... والنظام الدولي الرابع
-
ميسي.. زيلينسكي.. ChatGTP.. و نيوم
-
في يوم الصحفي.. لا تخنق المواطن.. لا تزايد على أكاديمي.. وتش
...
-
ثقافة الخوف والشعور بالإهانة في عصر احتكارات GAFAM: قراءة لج
...
-
-قرن الإذلال العربي- (1923-2023): حول مسؤولية الغرب عن مظالم
...
-
مقتدى الصدر ظاهرة جديرة بالاحترام أم الخشية؟.. مخاوف الحكم ا
...
-
-الميتة الثانية- لغورباتشوف.. ماذا يدور في عقل سلافوي جيجيك؟
-
اتفاق في القاعة الشرفية للمطار الدولي هواري بومدين... زيارة
...
-
حرائق الغابات: نموذج مختلف عن تعميم مشاهد الحزن والنكد العام
-
أخطاء عشوائية -غير اعتباطية-!: كيف حول أفيون الشعوب الشيخ ال
...
-
4- موقف فريدمان ودوغين من الحرب الأوكرانية.. انتهاء زمن السخ
...
-
رأي سلافوي زيزاك.. انتهاء زمن السخرية من -الأحاديين-..- تعدد
...
-
انتهاء زمن السخرية من -الأحاديين-..- تعدد الأطراف- بدل -تعدد
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|