|
هل ستخسر إسرائيل
محمود عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7782 - 2023 / 11 / 1 - 00:32
المحور:
القضية الفلسطينية
أكثر من مئتي أسير إسرائيلي بيد حركة حماس، محتجزون ضمن قطاع غزة التي تقصف يوميا وبشكل كارثي، ولمناطق تخص الحركة؛ كما يقال في الإعلام. والسؤال: 1- أين هم المائتي أسير الآن؟ 2- أين تخفيهم حماس، هل لها قواعد تحت الأرض لا تبلغها السلاح الإسرائيلي؟ 3- ألا يعني هذا أن قوات حماس ومراكزها العسكرية لا تتأثر رغم كل هذا القصف؟ 4- أم إن إسرائيل تعلم مكان الأسرى، إما من خلال استخباراتها، أو عن طريق الدبلوماسية الدولية، ولا تقصف الأماكن التي يتواجدون فيها؟ حتى الأن، نادرا ما أعلن على أن القصف طال قوات حماس، أو مراكزها، أو قياداتها، باستثناء حالة واحدة، وأعلن عن مقتل قيادي. 1- أين هم الأن، وأين هي مراكزهم العسكرية والسياسية؟ 2- ألم تقرأ حركة حماس الواقع؟ أم قرأتها؛ مع ذلك ضحت بالشعب والبنية التحتية من أجل مكسب حزبي ضمن الجماهير، ومكسب للقضية، بمفهومها، على المستوى العالمي؟ ماذا تعني هذا؟ ربحت سياسيا، وزادت شعبيتها بين الفلسطينيين والعالم الإسلامي، وأخرجت القضية إلى الساحة العالمية، لكن بمسار مختلف، سلبياتها بالنسبة للشعب أكثر من إيجابياتها حاليا وللقضية في المستقبل، همشت دور الدولة الفلسطينية عالميا قبل الداخل الفلسطيني-العربي. وبالمقابل أعادت إسرائيل إلى الحضن الأمريكي وبقوة، في مرحلة كانت تحاول فيها الخروج من الحاضنة الأمريكية، وكانت في بداية مرحلة امتلاكها لدفة قراراتها من داخل الدولة وليس من اللوبي اليهودي العالمي. كما وتبينت للعالم العربي والإسلامي إن إسرائيل خط أحمر ستكون مادامت أمريكا إمبراطورية وموجودة، وأي تفكير في محاولة القضاء عليها انتحار لأصحابها. وفي الواقع الميداني، وحيث مجريات الحرب: 1- هل هناك فائدة سياسية وعسكرية للقصف الإسرائيلي، وتدميرها للبنية التحتية للقطاع؟ 2- ألا تشوه سمعتها عالميا، وتزيد من العطف العالمي على الشعب الفلسطيني؟ 3- أليست هذه النتائج من ضمن إحدى مخططات الحركة وإيران؟ حماس قد تخرج ثانية إلى الساحة بقوة أكبر، بعد وقف الحرب، أو عند تخفيف القصف، وستظهر كمنقذ للقضية الفلسطينية، وستتحكم بها بدون منازع على الأقل بين الشعب الفلسطيني، وعلى إنها القوة الفلسطينية الوحيدة التي تمكنت، وبأسلحة بسيطة شبه بدائية، مقارنة بما تملكه إسرائيل، من اختراق الجدار العازل، وضرب الجيش الإسرائيلي، وتدمير عدة مستوطنات كانت مسلحة، وأسر هذا العدد الضخم، وقتل عدد من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، وغيرها من الإشكاليات التي بينت للعالم على أنها انتصرت في معركة ضمن الأراضي الإسرائيلية، لم تتمكن جميع الدول العربية والإسلامية والمنظمات الفلسطينية القيام بمثلها سابقا، طوال القرن الماضي. وفي الجهة الأخرى، ما يتم الحديث فيه عالميا، حول الدعم الإيراني لحماس والجهاد الإسلامي، وقيادتها لمحور المقاومة، بعدما أخرجتها من الحضن العربي، وعدم قدرة أي دولة حتى أمريكا على مواجهتها بشكل مباشر، أو كما يقال أحياناً مسايرتها لغايات، وعلى إنها أصبحت القوة المهيمنة في المنطقة، وتتحرك بحنكة، ورغم الحصار الاقتصادي المدمر، تمكنت من إيصال هذا العدد الهائل من الصواريخ والأسلحة إلى داخل غزة، ولغيرها من أدواتها وميليشياتها في كل من العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، ليست سوى تغطية لخطأ استراتيجي تمادت فيه إيران على خلفية البينة المنهجية المذهبية، وهو ما تدفع بأمريكا التفكير لجرها إلى حرب استنزاف مشابه لما سقطت فيه روسيا، والمتوقع أن إيران تملك الحنكة في هذا المجال وربما لن تنجر إلى المستنقع، مع ذلك القادم ضبابي، والصراع الإيديولوجي الديني، والتي تتبجح به أئمة ولاية الفقيه، كثيرا ما تعمي الأبصار، وتهمش الدهاء السياسي. كما ولا يستبعد أن كل هذا التضخيم الإعلامي تعني خلفيات أخرى، وخدع تدعمها الإعلام الغربي لتخويف القوى السنية في المنطقة، وهي تشبه ما كان ينشر عن التطور الهائل للسلاح الروسي، وقدراتها، وتبينت في الحرب الأوكرانية على أنها دون ذلك، إلى درجة إنها استنجدت بالدرونات الإيرانية ذات التكنولوجية البسيطة، كما واعترضت على بيع تركيا لطائرات البيرقدار لأوكرانيا في بدايات الحرب. حماس وبدعم من إيران هاجموا على منهجية خسارة أو ربح معركة، لكنها تحولت إلى حرب، ولا تسمح الدول الكبرى، ومن بينهم روسيا أيضا، من أن تخسر إسرائيل الحرب، معركة ربما، لكن خسارتها الحرب أمام الفلسطينيين والعالم الإسلامي، تعني وجودها كدولة أو عدمه، وهجرة معاكسة للملايين من اليهود، وتصاعد فكرة القضاء على السامية، ونجاحها تعني التمدد الإسلامي الراديكالي المتطرف بعدما كانت الفكرة محصورة في الأحزاب النازية والفاشية. - حماس ربما ربحت المعركة سياسيا وليست ميدانيا، لكنها خسرت الحرب، وخسرت الكثيرين معها، تنامت شعبيتها، لكنها مؤقته؛ فالإعلام ستغير من المعادلة وستعيد منهجية مختلفة للقضية الفلسطينية، تتقدمها الدولة الفلسطينية بقيادة الفتح وليست حماس أو أية حركة إسلامية متطرفة. - إيران ربحت أمام العالم سياسيا، ورسخت هيمنتها أمام ميليشياتها، وأعطتهم الدعم المعنوي مثلما تعطيهم السلاح والمال، لكنها أن تمادت ستخسر الحرب، وقد تخسر النظام في المستقبل. - إسرائيل خسرت المعركة، لكنها ستربح الحرب، بمساعدة جميع الدول الكبرى، عسكرياً وسياسيا أو دبلوماسيا، بعض هذه المساعدات تتضارب ما يظهر على الإعلام، كهجوم أردوغان على الإعلام واتهامه لإسرائيل بمجرمة حرب، أو ممثل روسيا في مجلس الأمن، والذي هاجم الكورد أيضا متهما إياهم على أن أمريكا تدعمهم بالسلاح لقتل العرب في شمال شرق سوريا، وهذا النجاح، بغض النظر على السند التاريخي للوجود اليهودي على أرضه، هو ما سيفتح بوابة المرحلة التي يتم الحديث فيها على أن الشرق الأوسط لن تكون على ما هي عليه سابقا. د. محمود عباس الولايات المتحدة الأمريكية [email protected] 31/10/2023م
#محمود_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تواطؤ الدول العربية والإسلامية
-
خيانة أردوغان لتاريخ كركوك - 2/2
-
خباثة تحريف أردوغان لتاريخ الكورد 1/2
-
من يمثل النبي داوود أو جالوت الجبار
-
الهوية الوطنية وإدارة التنوع
-
ماذا يحتاج الكورد لتشكيل لوبي في أمريكا
-
دور روسيا في الصراع الجاري بين إسرائيل وحماس
-
الشرق الأوسط لن تكون كما هي عليه الأن
-
الإعلام منافق، العربية-الإسلامية والأمريكية مثالاً
-
متى سيتم إسقاط نظام بشار الأسد
-
دور الأجهزة الأمنية في الشتاء السياسي
-
جمهورية كوردستان
-
مسرحية انفجار أنقرة
-
هل فشل الحراك الثقافي الكوردي؟
-
لنقرأ تاريخنا بنزاهة
-
رد على ضحال قراءة التاريخ وسفهاء السياسة د. كمال اللبواني مث
...
-
لا يحق للكوردي استلام منصب رئاسة الائتلاف الوطني السوري
-
الظلام في الصمت الأمريكي
-
من الملام الحزب الكوردي الجديد أم القديم
-
ما هي تبعات عقوبة الولايات المتحدة الأمريكية على منظمتي الحم
...
المزيد.....
-
شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با
...
-
متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من
...
-
المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي
...
-
الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر
...
-
اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن
...
-
-روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
-
الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
-
زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
-
سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|