|
المجازر الصهيونية في كتاب -مجرم لا متهم- سحر أبو زلام، ريم موسى، فاديا عفاش
رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7781 - 2023 / 10 / 31 - 09:21
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
المجازر الصهيونية في كتاب "مجرم لا متهم" سحر أبو زلام، ريم موسى، فاديا عفاش في هذا الكتاب تبين الباحثات أن مجزة صبرا وشاتيلا يتحمل مسؤوليتها بشكل مباشر جيش الاحتلال والمتمثل برئيس الوزراء بيغن، وشارون وزير الدفاع الإسرائيلي، وقائد الجيش في المنطقة الشمالية، يضاف إليهم "إيلي حبيقة وفادي إفرام" من حزب الكتائب والقوات اللبنانية، إضافة إلى عناصر آخرين من جيش سامي حداد. يبدأ الكتاب بالبحث عن الأسس الفكرية التي يتبعها العدو في معاملته مع الآخرين مستندا على ما جاء في التلمود: "لقد سلط الله اليهود على أموال الأمم وعلى دمائهم...من واجب اليهودي قتل كل من ليس يهوديا...كل من يسقك دم شخص غير نقي ـ غير يهودي ـ عمله مقبول عند الله كمن يقدم قربانا إليه" ص17و18، فمن يعتنق مثل هذه الأفكار بالتأكيد سيكون مجرما، يمارس القتل والسلب (وضميره مرتاح) حيث أنه يثاب على عمله ويؤجر عليه، ألم يقل له "يهوه" اقتل الآخرين لتحصل على الثواب!! من هنا تأخذنا الباحثات إلى تاريخ "شارون" الأسود مستندات إلى ما جاء في مذكرات ضابط الموساد "أينوري مارن" الذي يقول عنه: "طلب منهم أن يكون عدد القتلى من الأطفال والفلسطينيات 20 شخصا احتفالا بعيد ميلاده العشرين، وشاهد شارون سيدة تحمل طفلا.... أوقد نارا ثم ألقى بالطفل غي النار أمام أعيننا دون رحمة، وكلما ازداد صراخ الطفل كنا نسمع قهقهات شارون" ص21و22، هذا ما كان منه في بداية احتلال فلسطين عام 1948، أم عن دوره في مجزرة كفر قاسم فيقول عنه: " دخل قرية (كفر قاسم) محصنا بأكثر من 800 جندي إسرائيلي، حاصروا القرية وأمطروها بوابل من الرصاص ليجبروا الأهالي على الخروج، وعندما خرج الأهالي مذعورين طلب منهم شارون أن يصطفوا في صفوف، وقد آثر الرجال الفلسطينيون أن يتركوا نسائهم وأطفالهم داخل المنازل ‘لا أن شارون رفض ذلك نهائيا وطلب من النساء والأطفال أن يغادروا منازلهم فورا، وعندما لم تستجب النساء لنداء شارون بدأ بإطلاق النار الكثيفة بتجاه المنازل حتى اردى 20 سيدة قتيلة الأمر الذي أثار الرعب لدى النساء والأطفال المحتمين بالنازل مما دفعهم إلى الخروج، وكما فعل شارون مع الرجال طلب من النساء والأطفال أن يتراصوا في صفوف متتالية على أن يكون الأطفال في المقدمة ثم تليهم النساء ثم الرجال في المرحلة الأخيرة، وأمر شارون أن يسرعن في جمع الحطب حتى امتلأ المكان بأكوام هائلة، ثم سكب عليه الكيروسين وأشعل النار وأمر جنوده بأن يلقوا الأطفال في النار نفذوا." ص22و23، إذن نحن أمام مجرم تربى منذ نشأته على القتل والحرق، فكيف سيكون عليه الحال عندما يشتد عوده ويصل إلى وزارة الحرب الصهيونية؟! هذا ما قيل عن "شارون" أما هو فيقول عن نظرته للقائد الجيد، عن اليهودي الجيد: "السياسي الناجح هو الذي تسيل من يديه أكبر كمية من دماء أعدائه" ص30، وأما رئيس وزرائه المجرم "بيغن" فينظر إلى الفلسطينيين بقوله: "حيوانات تسير على ساقين" ص40، ضمن هذه العقلية المجرمة كانت المجزرة، فالفكرة الإجرامية حاضرة في عقول هؤلاء الوحوش، ولن يكون عندهم أي بصيص نور تجاه الآخرين، لهذا تمت المجزرة (بضمير مرتاح) من قبل قادة العدو وأعوانه من "يهود الداخل"
الهدف من المجزرة كان يهدف شارون من هذه المجزرة تحقيق مجموعة أهداف منها: "فرض وجودها على العرب وانتزاع اعترافهم بها إلى مرحلة فرض سيطرتها الفعلية على منطقة الشرق الأوسط (عن طريق زعزعة الاستقرار في المنطقة). إسرائيل يجب أن تتحرر سياسيا وتدريجيا من الولايات المتحدة وتتخذ قرارات مستقلة وفقا لاعتباراتها وماصلها" ص26، أعتقد أن هذه الأهداف تم تحقيقها حاليا، خاصة بعد أن تسابقت الأنظمة العربية على التطبيع مع العدو. مجزرة صبرا وشاتيلا لن أدخل في تفاصيل ما جرى في المجزرة لبشاعة أحداثها، فيكفي ما فعله المجرم "شارون: في ماضيه، لهذا سنتحدث عن عدد الشهداء ونسبة الأطفال الذين يخصهم المجرمون ويركزون عليهم أكثر من غيرهم، أكثر من الرجل. تقول إحصائيات اليونيسيف عما جرى في مجزرة صبرا وشاتيلا: "أن كل مقاتل سقط في حرب لبنان قتل مقابله 10 أولاد، أما في صبرا وشاتيلا فيسود انطباع أن القتلة استهدفوا وأمعنوا بتقتيل الأطفال بنوع خاص" ص45، اللافت في هذه التقرير أنه يأخذنا إلى ما يجري في غزة الآن، حيث أن نسبة الشهداء من الأطفال والنساء تتجاوز %60، فالعدو يريد أن يقتل مقابل كل جندي قتل من جنوده في معركة طوفان الأقصى عشرة وحتى عشرين طفلا، فهو يعتمد على التلمود وما فيه من محفزات على الإجرام والقتل والحرق والتدمير والتهديم والخراب، فربهم "يهوه" سيكافئهم على إجرامهم وتوحشهم!! من هنا كان عدد الشهداء في مجزرة صبرا وشاتيلا ما "بين 3000و3500 رجل وامرأة وطفل قتلوا خلال 40 ساعة" ص 54، وهذا يشير إلى سرعة التنفيذ وبشاعة القتلة واحترافهم في القتل، وها هم يعيدون الكرة في غزة الآن، فخلال أقل من 25 يوما تم قتل ما يفوق العشرة آلاف شخص، وتم تدمير ما يفوق 32 ألف وحدة سكنية. محاكمة القتلة والمجرمين على مر التاريخ دولة الاحتلال خارج القانون الدولي، ولم نجد محاكمة أو قصاص لأي من القتلة فيها، رغم أنها أسست على القتل والإجرام والتدمير والتخريب، وهذا يعود إلى أن محاكمة أي مجرم فيها يعد محاكمة لهذه الدولة، فكل من قام بالقتل والتدمير هو مسؤول في دولة الاحتلال ويمثلها، توضح الباحثات هذا الأمر من خلال هذه الفقرة: "أن الإسرائيليين ينظرون لإمكانية محاكمة شارون على أنها محاكمة لدولتهم ولهم خاصة، إنهم جعلوا من شارون، المتهم حتى ولو بصورة عير مباشرة بارتكاب جرائم حرب، رئيسا لوزرائهم" ص73، وإذا علمنا أن دولة الاحتلال هي ربيبة الإمبريالية المتمثلة بأمريكيا وما تملكه من سطوة على العالم والدول، نجد عدم عرض أي من القتلة الصهاينة على المحاكم الدولية، حيث تمارس أمريكيا سطوتها ونفوذها بحيث يتم إلغاء محكمة لهؤلاء القتلة. الكتاب من منشورات مركز أبو زلام للدراسات الحضارية، الطبعة الأولى 2001.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القيادة في كتاب -لكي لا تكون القيادة استبدادا- خالد الحسن أب
...
-
الإصلاح الحزبي في -كتاب كيف يحلو الحصاد، العودة إلى مبادئ ال
...
-
الشعر وتقديم الواقع في قصيدة -طفلان يبتسمان-
-
دور الإيمان في قصيدة خبر جذوعك- زيد الطهراوي
-
البعد الأسطوري للفرح في ومضة -ما تيسر من فرح- عبد السلام عطا
...
-
أثر العدوان على الشاعر في ومضة -لم يتكروا- سميح محسن
-
سفاهة الأدب في رواية -ليلة واحدة في دبي- هاني نقشبندي
-
العدوان والمواجهة في رواية -الرب لم يسترح في اليوم السابع- ر
...
-
يوميات غزة
-
الفدائي بين الأمس واليوم
-
لغة الشخصيات في رواية -إلا أنت- وفاء جميل العزة
-
أثر الحرب في رواية -جرماتي، أو ملف البلاد التي سوف تعيش بعد
...
-
دوافع التمرد في قصيدة -صاعدا شجرا عاليا- جمال قاسم
-
الاجتماعية الفلسطينية في رواية -أمضي أم أعود- فوزي نجاجرة
-
(الهولودية) في رواية -مليحة- محمد البيروتي
-
مناقشة كتاب ما بين الأبيض والأسود
-
الرواية كحاملة للمشروع التحرري العربي في كتاب -الاتجاه القوم
...
-
أثر المشاهدة السلبية في (رواية) -ثلاثية الهوى- علي شحادة
-
-حب عابر للأزرق- كميل أبو حنيش
-
التاريخ في كتاب -سؤال فلسطين الزمان والمكان- سعادة مصطفى ارش
...
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|