أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - جمالية الخطاب الشعري التقدمي..قصائد نخبة من الشعراء العرب (بعضها حماسية تشحذ النفوس..وأخرى ترثي واقع الحال)















المزيد.....

جمالية الخطاب الشعري التقدمي..قصائد نخبة من الشعراء العرب (بعضها حماسية تشحذ النفوس..وأخرى ترثي واقع الحال)


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7781 - 2023 / 10 / 31 - 01:24
المحور: الادب والفن
    


جمالية الخطاب الشعري التقدمي..قصائد نخبة من الشعراء العرب
(بعضها حماسية تشحذ النفوس..وأخرى ترثي واقع الحال)

لطالما كان للشعراء في الوطن العربي دور هام في الحديث عن حقوق الشعوب الضائعة، فكانت القضية الفلسطينية مصدر إلهامهم الأول،فأصدروا لأجلها العديد من القصائد التي كانت رثائية حزينة على واقع الحال تارة،وحماسيّة تحرض المظلومين على استرجاع حقوقهم تارة أخرى.
من الشاعر "المُقاتل" عبدالرحيم محمود حتى شاعر "الأرض المحتلة" محمود درويش،مرورا بنزار قباني ووصولا إلى الشاعرة التونسية فائزة بنمسعود..
إليكم أبرز القصائد التي كتبها الشعراء العرب من أجل فلسطين.
قصيدة الشهيد "عبدالرحيم محمود"
عندما اندلعت الثورة الفلسطينية الكبرى في عام 1936، استقال الشاعر عبدالرحيم محمود من وظيفته كمدرس لغة عربية من أجل الانضمام إلى صفوف المناضل عز الدين القسام ضد القوات البريطانية والصه...يونيّة.
وخلال فترة تواجده معهم كتب محمود الذي كان يبلغ من العمر حينها 23 عاماً،واحدة من أشهر قصائده التي صوّر بها الروح الحماسية التي امتاز بها المناضلون الفلسطينيون على جبهات القتال،وأسماها "قصيدة الشهيد":
سأحمل روحي على راحتي.. وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق.. وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
ونفسُ الشريف لها غايتان.. ورود المنايا ونيلُ المنى
وما العيشُ؟ لا عشتُ إن لم أكن.. مخوف الجناب حرام الحمى
بقلبي سأرمي وجوه العداة.. فقلبي حديدٌ وناري لظى
وأحمي حياضي بحدّ الحسام.. فيعلم قومي أنّي الفتى
يذكر أنّ عبدالرحيم محمود استشهد في عام 1947 عندما انضم إلى "جيش الإنقاذ" وخاض معهم العديد من المعارك.
أريد بندقية "نزار قباني"
بعد نكسة العرب في حرب الأيام الـ6،أخد الشاعر السوري الكبير نزار قباني على نفسه عاتق الدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال أشعاره التي طرحها من خلال منظورين مختلفين الأول: حماسي لشحذ نفوس الشباب،والثاني : رثائي لما وصل الحال بها.
ومن أشهر قصائده قصيدة "طريق واحد" التي كان لها أثر كبير في نفوس الناس حتّى إنّ كوكب الشرق أم كلثوم قامت بغنائها بعد تلحينها من قبل الموسيقار محمد عبدالوهاب.
ويقول في بعض أبياتها:
أريد بندقية..خاتم أمي بعته،من أجل بندقية
محفظتي رهنتها، من أجل بندقية
اللغة التي بها درسنا، الكتب التي بها قرأنا
قصائد الشعر التي حفظنا، ليست تساوي درهماً، أمام بندقية
أصبح عندي الآن بندقية،إلى فلسطين خذوني معكم
إلى ربىً حزينةٍ كوجه مجدلية
يا أيها الثوار..
في القدس،في الخليل،في بيسان،في الأغوار
في بيت لحمٍ،حيث كنتم أيها الأحرار
تقدموا،تقدموا..
فقصة السلام مسرحية،والعدل مسرحية
إلى فلسطين طريقٌ واحدٌ،يمر من فوهة بندقية.
على هذه الأرض "محمود درويش"
ليس هناك-ماقبل-الخاتمة أجمل من قصيدة لشاعر "الجرح الفلسطيني" محمود درويش،الذي يعتبر أيقونة الشعب الفلسطيني بعد أن أخذ على عاتقه مهمة نقل مأساتهم من خلال قصائده.
ولا شكّ أنّ من بين عشرات القصائد التي كتبها لوطنه،فإن لقصيدته "على هذه الأرض" مكانة خاصة عند محبيه:
"على هذه الأرض ما يستحق الحياة : تردد أبريل،رائحة الخبزِ في الفجر،آراء امرأة في الرجال،كتابات أسخيليوس،أول الحب،عشب على حجرٍ،أمهاتٌ يقفن على خيط ناي،وخوف الغزاة من الذكرياتْ.
على هذه الأرض ما يستحق الحياةْ: نهايةُ أيلولَ،سيدةٌ تترُكُ الأربعين بكامل مشمشها،
ساعة الشمس في السجن،
غيمٌ يُقلِّدُ سِرباً من الكائنات..
هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين..
وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ.
على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ
على هذه الأرض سيدةُ الأرض،أم البدايات أم النهايات..
كانت تسمى فلسطين،صارتْ تسمى فلسطين
.سيدتي : أستحق،لأنك سيدتي،أستحق الحياة".
لأن لغة الشعر تتجاوز العزلة لترتمي في أحضان المشاركة،فإن الذات الشاعرة تمنح المتلقي مشاركتها بوحا يختلج النفس بعمق يؤثت لمشاهدة تصويرية آنية حينا واسترجاعية حينا آخر، ويشيد حوارا روحيا يتجلى في عالم خاص تُشخّص فيه القصيدة لتكون هي المخاطَبة الحاضرة وحوارها هو المهيمن على النص.
وهنا أضيف:
تتوق لغة النص الشعرية إلى الوصف والرمز،فتزيد من قوة النص دون أن تجعله طلاسمًا،إذ تعبّر الذات الشاعرة بلغة المجاز بعفوية مطلقة بعيدة عن التكلف،لتمنحَ المتلقي لذة القراءة والتأويل.
لكن العديد من الكتّاب والشعراء عبّروا عن موقف آخر نقيض،ألا وهو مكابدة القصيدة والاكتواء بأوارها…فصوّروا الأحوال النفسية التي تعتري الشاعر وهو يقبل على فعل الكتابة حتى أنّ هذه الأحوال تصبح أحيانا شبيهة بالأحوال الصّوفية التي تتطلّب مكابدة ومجاهدة في سبيل بلوغ شفافية النفس والارتقاء بالرّوح حتى يبلغ الشاعر ذروة النشوة الشّعريه.وهم كثيرا ما يشتكون من ارتباكهم أمام اللغة وخضوعهم لصولتها وإفلاتها أحيانا من حضرتهم حتى تصبح مطلبا عصيّا مستحيلا.
فاللغة في هذه الحالة تتحوّل من أداة يسخّرها الشاعر ليسبر أغوار نفسه ويتصفّح بها أحوال العالم من حوله لتصبح مطلبا عزيزا،أو عقبة كأداء تحول بينه وبين التعبير عمّا يجيش بخاطره ووجدانه.
تضيق اللغة في هذه الحالة وتفلت وتميع وتصبح معادية للشاعر متأبّية عليه وسببا في محنته بعد أن كانت نعمة وأداة طيّعة يصرّفها كيف يشاء..
ولكن الشاعرة التونسية السامقة فائزة بنمسعود المترعة بعشق فلسطين والمؤمنة بالقضايا الإنسانية العادلة،ما فتئت تمارس اكراهاتها على القصيدة فتنحني-هذه الأخيرة-إليها-مكرَهة-ودون عناد،وهنا تتجلى المهارة والبراعة في مسك خيوط القصيدة ونسجها بساطا إبداعيا لا تخطئ العين جماله وحسنه الآخّاذ..
النص الشعري الذي بين أيدينا والمعنون ب"هذه كل الوصية-هو للشاعرة المتألقة-كما أصفها دوما-فائزة بنمسعود-وهو في منتهى الروعة والإبداع،ويغري بالمزيد من القراءة،والتفكيك، ولكن سأكتفي بتقديمه للقراء عساه يداعب ذائقتهم الفنية فيرقصون على ايقاعات كلماته العذبة..إذ يعد الرقص للقارئات والقراءرمزاً حضارياً متوهجاً هذه المرة بدلالة الازدهار ومفعما بعطر فلسطين،إذ تقدم لنا الشاعرة جهداً مضاعفاً في تأصيل البناء النصي الذي عملت فيه على تنمية فضاء الشعرية .
وأشكر الشاعرة المبدعة،على هذا الجمال الأخاذ،في تقديم الشعر بصورة بديعة،وأعتذر عن التقصير بحق النص،فهو يحتاج إلى وقفة أطول وقراءة أعمق.
هـذه كـلّ الـوصّـيـــة
يـــا رفـــيـــقي
إذا ما الظروف يوما
عنك أبعدتني
ونوائب الدهر يمينا وشمالا
طوّحتني
والهموم أثقلت ظهري
كسرتني
لا تلمني
يـــا رفـــيـــقي
اذا في المنفى غربتي طالت
وذكراي حولك صالت وجالت
وكفة الحنين ثقلت ومالت
لا تلمني
يـــا رفـــيـــقي
عِـدني بالسير حثيثا
في متاهات القضية
في يمناك رشاش
وبـاليسار بندقية
ولا تنضُ الصبر عنك
هذه كل الوصية
يـــا رفـــيـــقي
إذا متّ ووافتني المنية
وما أقيم آذان النصر
في فلسطين الأبية
لا تبكني
ادّخر دمعك غيثا
يمطر الزيتون حُبا
يـــا رفـــيـــقي
إذا ما يــوما زرتــني
وعلى قبري وقفت
ورأيت العشب جفّ
في بلاد الأنبياء
لاتبكني
ادخر دمعك قطرا
يسقي زهر -الإيكورينا-
يـــا رفـــيـــقي
من دمي لك حفنة
من غضبي لك بحر
وتحت صمت الرماد جمر
أطلق عنان رصاصك
وللعدو لا تأبه
أنت سليل الحرية
أنت سبيل الخلاص..
يـــا رفـــيـــقي
اذا أزفت الأزفة
و الساعة قامت
والدنيا بالخلق مادت
اعتل الربوة واصدح
فلسطين إلينا عادت…
فائزه بنمسعود

ملاحظة:الإكورينا أو زنبقة الماء،هي العشبة
التي تغطي نهر العاصي النابع من لبنان والمار من فلسطين..



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَمَثُّلات الوَجَعِ في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مش ...
- اطلالة سريعة على قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي -حدي ...
- إشراقات المشاعر الوطنية في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاه ...
- مواجع الحرف..وأوجاع الكلمة..في ابداعات القاصة/الشاعرة التونس ...
- قراءة متعجلة في قصيدة-أنا العاشقة-للشاعرة التونسية السامقة أ ...
- قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي الموسومة ب-لنحْمِي ال ...
- تجليات فلسطين في النص الشعري عند الشاعرة التونسية السامقة فا ...
- عندما يستدرج الشاعر التونسي القدير د. طاهر مشي الشعرَ إلى جم ...
- تجليات العشق والإنعتاق..في قصيدة الشاعرة التونسية السامقة أ- ...
- من لا يعرف الشاعر التونسي القدير جلال باباي..أقول..
- قراءة تأملية-متعجلة-في قصة قصيرة جدا للكاتب والشاعر التونسي ...
- الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي..شاعر مختلف..فريد في تعاطيه ...
- حين تتجلى بوضوح لا تخطئ العين نوره وإشعاعه..الرؤيا الإبداعية ...
- ..حين تكتب..الكاتبة والشاعرة التونسية المتميزة( د-آمال بوحرب ...
- تمظهرات الصورة الجمالية في قصائد الشاعرة التونسية القديرة د- ...
- قراءة-متعجلة-في قصيدة..-أنا العاشقة- للشاعرة التونسية القدير ...
- قصيدة الومضة.. بين الإستسهال والاختزال والتكثيف
- جلال باباي..شاعر تونسي كبير..بحجم هذا الوطن-نالت منه المواجع ...
- ..حين يسافر بنا الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي داخل ذاته.. ...
- حوار مع الشاعرة التونسية د-آمال بوحرب


المزيد.....




- بريطاني يدهش روّاد مواقع التواصل بإتقانه اللغة العربية.. ماذ ...
- سنتكوم: دمرنا زورقين ومحطة تحكم أرضية ومركز قيادة للحوثيين
- نزلها الآن وشاهد اجمل أفلام كرتون القط والفار.. تردد قناة تو ...
- نصري الجوزي رائد الكتابة المسرحية في فلسطين
- كوريا الجنوبية تُطلق تأشيرة للأجانب للتدرّب على ثقافة -كي بو ...
- شغال.. رابط موقع ايجي بست 2024 Egybest فيلم ولاد رزق 3 القاض ...
- أحداث مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 29 مترجمة للعربية وال ...
- قيامة عثمان الموسم السادس.. الان عرض مسلسل قيامة عثمان الجزء ...
- السعودية تدشن مشاركتها في معرض بكين الدولي للكتاب 2024
- وثائق قضائية جديدة تكشف تفاصيل عن سلوك بالدوين قبل الحادث ال ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - جمالية الخطاب الشعري التقدمي..قصائد نخبة من الشعراء العرب (بعضها حماسية تشحذ النفوس..وأخرى ترثي واقع الحال)