أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سلمان بارودو - الأزمة الاقتصادية والإنسانية في مناطق نفوذ النظام السوري














المزيد.....


الأزمة الاقتصادية والإنسانية في مناطق نفوذ النظام السوري


سلمان بارودو

الحوار المتمدن-العدد: 7780 - 2023 / 10 / 30 - 21:58
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


منذ بداية الأزمة السورية وحتى اللحظة لا تزال أبواق النظام تعزف معزوفتها التي أصبحت معروفة لدى القاصي والداني بأن هناك خطر داهم ومؤامرة كونية كبيرة تحاك ضد الوطن وخاصة عندما يتم التطرق للواقع المعيشي والخدمي الذي يعانيه السوريون، ولسان حالهم يقول بأن السوريين لم يكونوا على هذا الوضع عشية انفجار الأزمة السورية، متجاهلين بكل صفاقة تدعو للاستغراب مئات الدراسات والأبحاث الاقتصادية الصادرة عن خبراء اقتصاديين سوريين يعملون في مؤسسات وجامعات الدولة، وعن إدارات مؤسسات اقتصادية حكومية، حيث أن جميع هذه الابحاث والدراسات كانت تحذر من كارثة اقتصادية سوف تحل بالبلد، وجميع تلك الدراسات لم تعطي أي أهمية لها ويتم الإبقاء على معادلة النهب والقمع والإفساد.
حيث ترافق الفساد المستشري ونهب واردات الدولة والمجتمع مع تعزيز القمع والقبضة الأمنية على أي حراك يدعو إلى مكافحة الفساد واطلاق الحريات العامة، وبالتالي فإن ما نشهده اليوم من انهيار الدولة والاقتصاد لم يكن بسبب الصراع الذي فجرته أزمة آذار 2011م فقط كما يدعي النظام، بل كان أساساً بسبب عقود طويلة ومتراكمة من النهب والفساد وقمع الحريات العامة، أضيف لها اختيار النظام للقمع الوحشي كخيار وحيد في إدارة الصراع الذي ولدته هذه الأزمة لتكتمل المقدمات اللازمة لكي تنهار الدولة والمجتمع بشكل كامل.
وكانت تلك السياسات التي مارسها النظام هو دخول الاقتصاد السوري بشكل مبكر نطاق الأزمة مع خروج العديد من المناطق عن سيطرة النظام لتصبح تحت سيطرة مليشيات وتشكيلات إرهابية تمارس القتل والاغتيال وتدمير الاقتصاد وتخريب المنشآت وحرق المزروعات وغيرها، وبدأ النظام توجيه موارد البلد ومقدراته لخدمة آلته العسكرية ومحاولاته استعادة المناطق التي خرجت عن سيطرته، فأصبحت النفقات العسكرية المكون الأكبر للإنفاق العام على حساب الجانب التنموي والمعيشي، وبالتالي تحول الاقتصاد رويداً رويداً إلى اقتصاد حرب، فتم تدمير موارد البلاد وتحويل المقوّمات الاقتصادية إلى مصادر لاستدامة العنف وقمع الحريات، وانهيار سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، ونزوح الملايين عن منازلهم وهجر ملايين أخرى خارج البلاد، وفقدان آلاف الأشخاص وظائفهم وأعمالهم، وكانت النتيجة انتشار الفوضى وأعمال العنف والسلب.
لقد تسببت هذه السياسات ونهج النظام الأمني وتعامله مع الملفات السياسية والاقتصادية الفاشلة في خسائر كبيرة في معظم القطاعات، وأعادت عجلة التنمية عشرات السنوات إلى الوراء، وانعدمت قدرات البلد الإنتاجية في قطاعات الصناعة والزراعة والتجارة، مما أدى إلى شلل بمختلف مناحي الحياة، حيث شملت الخسائر الكبيرة في قطاع الزراعي كون سوريا بلد زراعي بامتياز حيث يعتاش أكثر من 70% من السكان على هذا القطاع الاستراتيجي المهم لارتباطه بالأمن الغذائي، تعكس هذه الإجراءات صعوبة الوضع الاقتصادي وشح موارد الدولة، تزامناً مع انهيار الأوضاع المعيشية التي يعانيها المواطنون في مناطق سيطرة النظام السوري، حيث الفقر الشديد وارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية لدى الشريحة الأكبر من السكان.
إلا أن هذه الأزمة خلقت واقعا جديداً يتمثل هذا الواقع بهجرة أصحاب رؤوس الأموال وانقسام البلد إلى مناطق سيطرة ونفوذ، وبروز تداعيات الأزمة على كثير من الجوانب مثل تجارة المخدرات والأسلحة وتهريب الآثار وعمليات القتل والخطف لطلب الفديات وتهريب مواد مختلفة بحكم عقوبات قانون قيصر ومنع الاستيراد وغيرها.
بالرغم من مساعي القوى المختلفة المسيطرة على الجغرافيا السورية في مناطق سيطرة النظام كروسيا وإيران لضبط الأمن وتحسين الوضع الاقتصادي، تصطدم بنفوذ مافيات الحرب والعصابات التي باتت منتشرة في مناطق سيطرة النظام يحول دون ذلك، أمام هذه المعطيات وهذا التعامل مع هكذا واقع جعل النظام عاجز عن تقديم وتأمين الاحتياجات الأساسية من كهرباء ومحروقات وأمن غذائي للموطنين في مناطق سيطرته.
وأيضاً هناك عدة عوامل ساعدت نسبياً تماسك النظام، بالرغم ما تعرض الاقتصاد من انهيارات عديدة، وتتمثل هذه العوامل خاصة الدعم الروسي والإيراني، والمساعدات الإنسانية عن طريق الأمم المتحدة ومنظمات دولية تعمل في سوريا، وأيضاً الحوالات المالية التي تأتي من السوريين مقيمين في الخارج وهي تدعم للاقتصاد كونها توفر العملات الأجنبية، وكشفت تقارير لـ b.b.c عن تورط النظام تصنيع مخدر كبتاغون تستقدم مادته الأولية من آسيا وتصنع في سوريا، ثم تصدر إلى دول عدة منها الأردن والسعودية وهذه العملية تعد مصدر دخل مباشر للنظام ويفيد الاقتصاد كونها تصرف بالعملة الصعبة.
لذلك سوف تستمر هذه الأزمة كون النظام عاجز عن التوصل إلى أي حل سياسي أو اقتصادي ينهي هذه المرحلة، سوف نشاهد المزيد من الاحتجاجات والمظاهرات ليس فقط بسبب الوضع الاقتصادي وإنما بسبب غياب أي أمل في المستقبل.



#سلمان_بارودو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد والاعتدال الديني
- ملحمة 12 آذار 2004
- التسوية السياسية المتعلقة بالموصل أصعب من تحريرها؟!!
- دخلت تركيا بهدوء في المستنقع السوري ... فأين المفر؟!
- الوضع الاقتصادي في ظل الحرب الدائرة في سوريا
- علم الاقتصاد السياسي
- قراءة في كتاب «العائلة البدرخانية – رحلة النضال والعذاب» للك ...
- الإهانة والحقد في ثقافة المفكر عبدالرزاق عيد...؟!
- الاتفاق التركي السعودي والدور المحوري ؟!.
- بهجت بكي أبو شنو يتذكر المناضل سامي عبدالرحمن في ذكرى استشها ...
- تدخل روسيا المباشر في سوريا
- السياسة التي تنتهجها تركيا تجاه القضية الكرد
- الدور التركي تجاه القضية الكردية
- مهلاً يا استاذ مصطفى أوسو
- الإنسان هو الأساس والمحور لأي عملية....؟!
- كيف تعاملت تركيا مع الأزمة السورية؟!
- رحل فارس آخر من ساحات النضال
- اللاعنف أعظم ما أبدعه الإنسان
- التغيير يجتاح الأنظمة المستبدة
- إرادة الشعوب أقوى من جبروت الأنظمة المستبدة


المزيد.....




- ارتفاع قوي لأسعار النفط بعد إشعال ترامب حروب رسوم
- النفط يقفز بعد رسوم ترامب ضد كندا والمكسيك والصين
- رسوم ترامب الجمركية تقوي الدولار وتضعف جاذبية الذهب
- مصر.. مسؤول حكومي يكشف مصير رسوم الهواتف المستوردة بعد انتها ...
- الرسوم الجمركية تهز الأسواق.. الدولار الكندي والبيزو المكسيك ...
- قفزة مرتقبة في التجارة والاستثمار بين السعودية وسوريا
- خبراء: العراق الثالث عربياً من حيث الاحتياطات النقدية الأجنب ...
- حماة تشهد هبوطا كبيرا بأسعار المشروب الأكثر شعبية في سوريا
- كويكب -قاتل- قد يضرب الأرض في غضون سنوات... هل كوكبنا في خطر ...
- حرب تجارية مع الصين يشعلها ترامب من جديد.. هذه أبرز الحقائق ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سلمان بارودو - الأزمة الاقتصادية والإنسانية في مناطق نفوذ النظام السوري