أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعقلية التركيبية 2














المزيد.....

النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعقلية التركيبية 2


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1736 - 2006 / 11 / 16 - 10:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المشاكل التي يعيش فيها الناس وتعيش فيهم المشاكل بعلاقة تبادلية مذدوجة معظمها ناتجة من أزمة القصور في الفهم والتأويل والتفسير للنصوص الدينية المقدسة ذات التأثير الواسع المدي وجدانياً ونفسياً والتي تترجم إلي أعمال وأفعال من المنتسب لدين من الأديان السماوية والذي يعتبر نفسه حامياً للنص ومدافعاًعنه ضد من يجرؤ علي الإقتراب من ساحته المقدسة إلا بما يوافق هوي ذلك المتبع للنص بما يقره من تفسير أو تأويل أو إقرار أحكام إجتهادية متعلقة بمفهومه للنص الديني المقدس ومن ثم يتوجب علي الآخرين إتباع هذا التفسير او التأويل أو الإجتهاد , وهذه هي المصيبة المتعلقة بالعقلية الإحتكارية لمفهوم النص وتفسيره وتأويله ووضع أسس وقواعد للتعامل مع النص الديني المقدس ورفض أي تعامل للغير من أهل العلم والرواية حسب مفهومه هو أيضاً مع النص الديني وفي هذا قمة التخلف والتعنت والتعصب للرأي في مواجهة الآخر من أهل الدين الواحد .
وهذه العقلية الإحتكارية التي تعودت وتربت علي أحادية الفكر والرأي والتعصب لهما في مواجهة العلم والمعرفة بمنطوق النصوص الدينية وماترمز إليه أو ترمي إليه من إشارات أو دلالات رمزية , وفي هذا قمة الإحتكار للفهم والعلم .
فماذا يريد أصحاب تلك العقلية المتعصبة إذاً ؟!!
سؤال من جملة أسئلة كان يتوجب علي الكثير من المفكرين وأهل العلم والتحضر أن يتباحثوا فيه لأنه هو أساس من أسس الأزمات التي تربي عليها المجتمع لقرون طويلة ونتج عن هذه التربية قتل للخلق والإبداع وضيق مجالات التخيل والتبصر في أمور الدنيا وأمور الدين معاً , فالذي يريده أصحاب هذه العقليات المتخلفة المتعصبة هو الإتباع لا الإبداع , والطاعة لا المناقشة
, والسمع لا الكلام , وأن يكون باقي أفراد المجتمع جنود لا قادة , ونظرية الإمرة والأمير لها حيز واسع ومجال رحب في المجال الديني ,لأن طاعة الأمير واجبة , وهي من طاعة الرسول , ومن ثم من طاعة الله رب العالمين ثم تتوالي سلسلة الطاعات وتتوالي لدرجة أنه قد يصح في المفهوم أن الطاعة واجبة في كافة الأمور الغير دينية بل وتشتمل أمور الحياة كلها لأنه بالمفهوم الديني هذا يكون في النهاية طاعة لله وللرسول وللأمير دون أن ندري في وقتنا المعاصر من هو الذي هو الأمير هذا حق الإمارة ليكون له حق الطاعة من الناس له دون مراجعة أو مؤاخذة علي فعل أو قول أو تقرير أو أمر من الأمور التي يأمر بها أو نهي من النواهي التي ينهي عنها بإسم الدين المختزل في الله والرسل !!
الأزمة تكمن في العقلية المغيبب عنها الوعي والفكر والمعرفة الصحيحة بأمور الدين والدنيا معاً تلك العقلية التركيبية التي تبحث عن مجموعة من النصوص المقدسة بشأن أزمة من الأزمات في القضايا الدينية أو الدنيوية لتقوم بتركيبها مع بعضها في شكل من الأشكال التي يعتقد صاحب العقلية التركيبية أنه وجد ضالته في حل الأزمة والمشكلة من خلال النص الديني المقدس دون مراعاة لظروف هذه النصوص والبيئة والطبيعة الجغرافية وما حملته من عادات وأعراف وتقاليد كانت تحكم المجتمع الذي وجدت فيه هذه النصوص ودون إجراء المقابلة بين البيئة المعاصرة التي تغير فيها نوعية وموضوعية المشاكل والأزمات والظروف الحضارية والدولية المعاصرة التي ترتبط فيها الشعوب بمظلة من نوع جديد تسمي الشرعية الدولية التي وافقت علي إقرارها غالبية الشعوب والأمم عبر مواثيق ومعاهدات دولية تم إقرارها في دساتير وقوانين الدول التي تستظل بهذه المظلة الدولية ذات الشرعية الدولية .
فأين الأمير من هذه المستجدات الدولية والعالمية وأين من يتوجب عليهم طاعة الأمير إذا خالفت المستجدات الدولية والعالمية ما تواترت عليه هذه النصوص من وجوبية الطاعة وتفعيل وجود ودور النص الديني المقدس في الحياة والدين ؟!!
أظن أن التساؤل يمثل أزمة أو مشكلة أو مصيبة من المصائب ولن تستطيع إيجاد حل أو إجابة له لدي أصحاب العقلية التركيبية التي جبلت علي تجميع النصوص وتبويبها في أبواب دون النظر إلي الواقع الدولي والعالمي المعاصر الذي يتم عزله عن الفقه والتفسير وعلوم الحديث وكأن لسان حالهم يردد الحديث الشريف : جاء الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبي للغرباء .
فهل إختار أصحاب العقلية التركيبية طريق الغرباء المنعزلين عن المجتمع الدولي بل والمنعزلين عن مجتمعاتهم التي نشأوا فيها بين أهليهم وأقرانهم ومواطنيهم ؟!!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرأيت الذي يُكَذِ بُ بالوطن !!؟
- النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعق ...
- مفهوم الأزمة : الخطاب الديني يتحدي الخطاب السياسي
- الأنا والآخر : هل من علاقة بين السلطةالمطلقة و الفساد ورفض ا ...
- من وحي تعديل الدستور : مبارك في غار شرم الشيخ ينتظر الوحي
- خيانات رجال الدين : عن الدين المختزل في الذاكرة
- الطب : الدين والعلم : أيهما حاكم ؟
- الفياجرا : بين السياسية والجنسية
- !!ماذا يعني التجديد في الخطاب الديني ؟
- لمن العيد ؟ عن السجون والمعتقلات : ماذا يعني العيد ؟
- !!والعار ليس إمرأة
- عن أزمة توريث الحكم في مصر : ماهو موقف الإخوان المسلمين ؟
- !!بعد بيع مبارك لمصر : ماذا تبقي للمصريين من مصر ؟
- عن المرأة والوصاية : حجاب العقل وحجاب الجسد
- السلفية : ماذا تعني ؟ وماذا تريد ؟
- !!الدين والإنسانية : هل هناك من فارق ؟
- عن الفرعون : من يحكم مصر ؟
- !!?عن الحزب الوطني ولجنة السياسات : ماذا لو غيرا مبارك الأب ...
- مبارك مصر ونجاد إيران : عن المشروع النووي المصري
- حركة كفاية بين القوي الوطنية والدينية : هل من إنفراجة ؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - النص المقدس : بين التفسير والتأويل : العقلية التفكيكية والعقلية التركيبية 2